..عاد إلى القاهرة منذ شهور قليلة بعد أن كان ممنوعاً من دخول مصر لسنوات طوال تنقل خلالها بين دول العالم لاسيما إنجلترا، ليدير من هناك شئون التنظيم الدولى لجماعة الإخوان، وهو التنظيم الذى دار حوله الكثير من الجدل، لكنه سرعان ما اختلف مع مكتب إرشاد الجماعة ومرشدها السابق مهدى عاكف ليقدم استقالته من مكتب شورى التنظيم الدولى ويتخلى عن موقعه كمتحدث رسمى للتنظيم، ويعود إلى مصر عقب الثورة ليلعب دور المعارض للجماعة وسياستها ويعلن تأييده لكل ما يخالف الجماعة وأطروحاتها، إنه د. كمال الهلباوى كاتم الأسرار أو «الصندوق الأسود» للتنظيم الدولى للإخوان، والذى كشف فى حواره ل «أكتوبر» حقيقة صعود تيار الإسلام السياسى وتصدره للمشهد. * ما رأيك فى الصراع الدائر بين الإخوان وحكومة الجنزورى؟ **?الجنزورى خبير فى مجال التخطيط، ولكن أزمته أنه ليس منتخبا أو رئيس حزب أو جاء عن طريق قوى سياسية، إنما دفع به المجلس العسكرى، والإخوان يطالبون بسحب الثقة من حكومته بناء على أنهم الأغلبية البرلمانية ومن دور البرلمان أن يراقب أداء الحكومة وقدرتها على تحمل المسئولية فإذا وجدها عاجزة فعليه سحب الثقة منها لكن بقاء هذه الحكومة واستمرارها فى يد المجلس العسكرى، وما يفعله البرلمان مجرد تبرير للموقف. * هل الإخوان قادرون على تشكيل حكومة جديدة؟ **?أنا ضد أن ينفرد الإخوان بتشكيل حكومة فى ظل تعدد القوى السياسية حتى وإن كانوا هم الأغلبية، والحقيقة أن الإعلان الدستورى لا يعطيهم حق تشكيل الحكومة، فالبرلمان الحالى منزوع السلطة فى ظل النظام الرئاسى المطلق. * معنى ذلك أنك تتفق مع الإخوان فى اختيار نظام برلمانى رئاسى؟! ** الأزمة ليست فى النظام الرئاسى أو البرلمانى أو حتى المختلط، رغم أن تقسيم السلطات يساعد على الاستقامة، لكن المشكلة فى أن يأتى رئيس فاسد يخالف القوانين والدستور. * هل ترى أن الثورة حققت أهدافها؟ ** لا لم تحقق أهدافها، فيوم تنحى مبارك اعتقد كل الثوريين أن القصة انتهت، ولذلك سلموا المسئولية كاملة للمجلس العسكرى ووقعوا فى خطأ استراتيجى كبير وهو التخلى عن المشاركة فى صناعة القرار. * الكثير يعتقد أن سبب الأزمات التى تمر بها البلاد هو عدم التوافق على مجلس رئاسى مدنى يحكم بدلاً من ترك السلطة للعسكر؟ ** كنا نتمنى أن يكون هناك مجلس قيادة للثورة يضمن استمراريتها ويحقق أهدافها ويحاكم الفاسدين. * حزب النور طرح فكرة تكوين هيئة شورى لتوحيد صف الإسلاميين حول مرشح إسلامى واحد؟ ** نحن استبقناهم فى لجنة المائة ونتمنى أن يتفق الشعب والبرلمان على عدة معايير حول شخصية الرئيس القادم، وأهمها ألا يكون من أتباع النظام السابق، لكن حزب النور بخبرته الضئيلة فى السياسة لا يستطيع أن يقف وراء مرشح تتوافر فيه المعايير المطلوبة. * وماذا عن لجنة المائة؟ ** نحن فى وضع الاتصال بالمرشحين لمعرفة برامجهم حتى نستطيع الاستقرار على شخصية المرشح الذى تتوافر فيه شروطنا. * ما هى هذه الشروط؟ ** أن يكون لديه قبول شخصى عام فلا يصح أن تقدم شخصية مغمورة لهذا المنصب، ويجب أن يتبنى أهداف وأطروحات الثورة كما يصعب استقطابه فلا يميل لفريق على حساب فريق، وأن يكون صاحب تاريخ نضالى مشرف ضد الفساد والظلم، وأن يحافظ على الثوابت والمعاهدات محلياً ودولياً. * إذا لم تتوافر هذه الشروط فى أحد المرشحين فهل ستدفعون بشخص معين؟ ** لا سنتفق على أقرب المرشحين لهذه الصفات والشروط. * هل هناك نية بدعم أحد المرشحين الإسلاميين؟ ** نحن نرغب فى مؤسسة رئاسة متكاملة تتكون من رئيس وثلاثة نواب، أيا كانت اتجاهاتهم الفكرية، المهم أن يحافظ على ثوابت الدولة ويعترف بأن الإسلام هو دين الدولة وألا يهدر حقوق الأقليات ويؤمن بالمواطنة ويكون قادراً على اتخاذ القرار. * بعض الإخوان يفضلون ترشيح شخصية ذات مرجعية إسلامية؟ ** أنا لا يهمنى البعض، لكن يعنينى الكل، فمن الصعب أن يتفق الجميع من الإسلاميين وغيرهم على مرشح واحد إلا إذا أمرهم المجلس العسكرى، فالإخوان مثلاً تحدثوا فى البداية عن رغبتهم فى عدم ترشيح أو دعم شخصية ذات مرجعية إسلامية، ثم عاد مرشد الجماعة ليعلن عكس ذلك، ثم تطور إلى طرحهم أحد عناصر الجماعة لمنصب الرئيس ودار الكلام عن خيرت الشاطر أو محمد مرسى وهذا تخبط واضح فى صناعة القرار. * ما أسباب هذا التخبط؟ ** الواضح أنه نتيجة التوجه السياسى الضعيف والرغبة الخفية فى الاستحواذ وعدم المشاركة الحقيقية، وتقديم المصلحة الخاصة على العامة، وانتشار التكتلات داخل الجماعة، وسيطرة فريق أو مجموعة على صناعة القرار. * إذا لم تطرح الجماعة رئيسا سيكون لديها إحساس بأنها بعيدة عن الحكم؟ ** الجماعة ترغب فى أن يكون لها دور حقيقى وفاعل، ولن تترك الساحة لأحد كى يسيطر لكن لا أحد يعلم من سيحكم بالفعل هل البرلمان أم الرئيس أم سيظل المجلس العسكرى حاكماً للأمور من خلف الستار. * معنى ذلك أنك مقتنع بأن المجلس العسكرى لن يترك السلطة؟ ** الجيش سيعود إلى ثكناته، لكنه سيصر على وضع استثنائى له فى الدستور وسيقنع نفسه بالبقاء فى الحكم، ويبرر ذلك بأن البلاد مازالت فى حالة عدم استقرار وأن الشعب مازال مختلفاً فيما بينه. * هل توافق على مشاركة 50% من أعضاء البرلمان فى لجنة إعداد الدستور؟ ** البرلمان يحوى تيارات سياسية معينة سواء كانوا الإخوان أو السلفيين ولهم مصالح وهذا خلل واضح وصريح وبالتالى سيصنعون الدستور على مقاسهم ووفق مصالحهم وأهوائهم، فلا يوجد فى دول العالم دساتير يصنعها أهلها ويستفتى عليها الشعب. * عدم طرح مرشح إخوانى فى البداية كان نوعا من عدم تحمل المسئولية؟ ** إطلاقا فالإخوان أكثر من تحملوا المسئولية وضحوا من أجل هذا البلد، لكنهم لم يدعموا الثورة فى بدايتها لخوفهم، والتحقوا بها ليلة 27 يناير، وكان قلقهم من أن تثور القوى الدولية ضدهم مثلما حدث مع تجربة حماس، وهو ما دفعهم أيضاً ألا يطرحوا مرشحا إخوانيا لكن عندما وجدوا الساحة مفتوحة خرج بديع ليعلن عن دعمهم لمرشح إخوانى والآن هم بصدد الاتفاق على أى منهم. * كيف ترى الرئيس القادم؟ ** إما أن يأتى من الفلول وأتباع النظام السابق، وإما من الإسلاميين إذا اتفقوا على أى منهم لكن لست داعما لفكرة مرشح واحد، وإنما لفكرة المؤسسة الرئاسية التى تتكون من رئيس وثلاثة نواب بينهم قبطى وامرأة يجمعهم التعاون والاتفاق دون تهميش ويتفق عليهم الشعب. * هل ترى أن الرئيس القادم قادر على الحكم؟ ** مادام أن الجيش لم يترك السلطة للمدنيين والدستور لم يصدر أو يكتب بعد فالتكهنات كلها غير دقيقة والرئيس والبرلمان سيظلان فى يد المجلس العسكرى. * هل من الممكن أن تترك الجماعة الباب مفتوحا أمام أعضائها لاختيار المرشح الذى يرغبون فيه وفق رؤيتهم؟ ** إذا لم تستقر الجماعة على مرشح معين تدعمه فستترك الباب مفتوحا من قبيل الحرية وأظن أن هذا هو الأصح والأفضل. * موقف الجماعة حاد وعدائى من عبدالمنعم أبو الفتوح وعليه الكثير من علامات الاستفهام؟ ** موقف خطأ وربما يكون شخصياً، خاصة بعد خروج المرشد على الفضائيات وتصريحه بأنه لن يعطى صوته لأبو الفتوح فى الوقت الذى لم يقل فيه ذلك على أبوإسماعيل أو العوا أو حمدين صباحى وهو ما يؤكد أن المسألة قد تكون شخصية. * هناك جزء كبير من شباب الجماعة يدعم أبو الفتوح؟ ** نعم وهذا حقهم فى اختيار من يرونه الأنسب ويجب ألا ينكر أحد هذا. * ردد البعض أن الجماعة لن تدعم أحداً فى العلن وستعطى تعليمات سرية لأعضائها لدعم مرشح معين؟ ** لا أظن ذلك خاصة أن الحياة اختلفت ولا يمكن أن يكون هناك سر بعد اليوم. * ترى من الأنسب لمنصب الرئيس؟ ** لم تكتمل الرؤية بعد فمازلنا فى حوار ومناقشة برامج المرشحين. * هل تؤيد أحداً من الإسلاميين؟ ** جميعهم أصدقائى وأصحابى. * هل الجماعة تحتاج إلى مراجعة فقهية وسياسية؟ ** نعم الجماعة فى حاجة لمراجعة فقهية وسياسية فنحن فى عهد جديد بعد الثورة ولا بد أن تكون على قدر المسئولية. * معظم كتب الإخوان لا سيما «الرسائل» لحسن البنا لديها موقف عدائى من فكرة إنشاء الأحزاب ودور المرأة؟ ** الأصول لا غبار عليها والثوابت الدعوية مستمرة منذ عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم )، أما الأمور المتعلقة بالسياسة من غير الأصول فتجب مراجعتها من حين لآخر، فالنبى (صلى الله عليه وسلم ) يقول:«إن الله يبعث على رأس كل 100 عام من يجدد للأمة دينها».. والتجديد هنا أن تضيف ما انتقص منه وتطرح عنه ما أضيف إليه. * كيف ترى التجربة المصرية؟ وهل ستكون مثل التونسية أو الإيرانية أو التركية؟ ** التجربة المصرية رائدة ويجب أن تضع معايير للحكم الرشيد وأن نستفيد من التجربتين التركية والإيرانية، ومن كل التجارب وسيظل الشعب المصرى غنيا برجاله السياسيين والفقهاء والعلماء الذين إذا أتيحت لهم الفرصة سيقدمون نموذجا محترما جدا. * هل أنت مع بقاء تنظيم الجماعة فى ظل وجود حزب الحرية والعدالة؟ ** أنا مع وجود حزب سياسى للإخوان وأتمنى أن يتحول التنظيم لجمعية دعوية شرعية تدعو للأخلاق وتقاوم الفساد، ودعوة الإخوان تتميز بأنها وسطية وعالمية وشمولية. * هل الإخوان على استعداد للكشف عن مصادر التمويل؟ ** على مكتب الإرشاد وقيادات الجماعة الكشف عن مصادر التمويل لا سيما أن الأمر لم يعد فيه أسرار، ويجب أن يشارك الإخوان بأموالهم فى النهضة الاقتصادية، وللعلم جميعها من تبرعات وهبات الأعضاء. * البعض صرح بأن الجماعة تلقت تمويلات من دول الخليج؟ ** لو علمت أن الإخوان حصلوا على تمويلات من الخارج فلن أجلس داخل الجماعة دقيقة واحدة. * الجميع يعلم أين تركت الجماعة إثر خلاف مع قيادتها أثناء توليك منصب المتحدث الرسمى لإخوان أوروبا، وأنك تنتمى لهم فكريا وليس تنظيمياً؟ ** لا مازلت عضوا بالجماعة ولم يصدر بشأنى قرار بالفصل أو التجميد عكس أبو الفتوح ومحمد حبيب. * إذاً فلماذا تلعب دور المعارض منذ وجودك فى الخارج؟ ** أنا معارض للسياسات الخاطئة للجماعة وعلىّ تقديم النصيحة وليس معنى ذلك أننى أهاجم الإخوان أو أطعن فى شرعيتهم. * ما هى تلك السياسات الخاطئة؟ ** هناك تخبط وعدم اتزان ووضوح للرؤية عند القيادات وارتباك فى الكثير من المواقف ومن ضمنها موقفهم مع أبو الفتوح، وأرى أن القيادة تسير نحو التخبط. * معنى ذلك أن لك تحفظات علىمرشد الإخوان د. محمد بديع؟ ** أبدا ولا حتى مكتب الإرشاد لكن كان عليهم بعد الثورة أن يجروا انتخابات علنية لمكتب الإرشاد ومكتب شورى الجماعة وتكون على مرآى ومسمع من الجميع، لأن من الخطأ أن أنادى بالديمقراطية ولا أطبقها داخل الجماعة. * الإخوان يعتقدون أن من يعارضهم هو ضد فكرهم ومنهجهم؟ ** نتركهم يعتقدون ما يشاءون فلن نقدم سوى النصيحة وهى لابد أن تكون فى العلن لأن الخطأ فى العلن فكيف تكون النصيحة فى السر. * بما تنصح شباب الإخوان؟ ** الشباب داخل الجماعة مازالوا مقيدين بقيود التنظيم والسمع والطاعة وهى قيود لابد من تخفيفها فى ظل حالة الانفتاح والحرية التى تشهدها الجماعة، فأنا أغضب كثيرا إذا حضرت أى اجتماع وأجد الشباب لا يعبرون فيه عن أنفسهم ولا عن آرائهم. * إذاً فالجماعة مازالت تعتمد مبدأ السمع والطاعة وتفرضه على أعضائها بقوة؟ ** لا بد أن تكون هناك طاعة مبصرة، وفيما يرضى الله وقائمة على وعى وليست كسياسة القطيع. * الاختلاف مع القيادة يعطيها الحق فى فصل من يختلف معها؟ ** لا طبعا هذا خطأ فادح وإبخاس لحقوق الآخرين، وعلى الجماعة أن تحتوى أبناءها ولا تزيد من دائرة الخلاف، لأن تنوع فى وجهات النظر أمر وارد وصحى، لاسيما أن الوضع اختلف كثيرا عقب الثورة. * مهدى عاكف المرشد السابق قال معلقا على انشقاق الشباب الداعمين لأبوالفتوح «يروحوا فى ستين داهية»؟ ** إذا صدر منه فهو كلام خطير وخطأ كبير وقعت فيه قيادات الجماعة لكنى تعاملت مع عاكف كثيرا وهو صاحب تجربة ووضوح وربما تعامل بقسوة مع الموقف. * هل تشعر بأن الإخوان انشغلوا بالسياسة؟ ** نعم انشغلوا بالسياسة وعليهم ألا يضيعوا الثوابت فلا ينبغى أن نقبل ما كنا نرفضه وقت مبارك ونظامه ونقبله الآن فى عهد الكتاتنى ورفاقه. * البعض تحدث عن صفقات الإخوان مع الأمريكان لاسيما بعد لقاء جون ماكين مع الشاطر؟ ** الأمريكان لا يهمهم إلا مصلحتهم الشخصية وما يعود عليهم من علاقات والحفاظ على أمن إسرائيل واتفاقية كامب ديفيد، وأن تظل مصر من الناحية الاستراتيجية تحت الهيمنة الغربية والأمريكية، فهم يتعاملون مع جميع الأنظمة العربية ولا توجد لديهم مشكلة فى هذا، وكنت أتمنى من الإخوان بعد لقائهم مع أى مسئول أمريكى أن يكشفوا تفاصيل اللقاء أمام أجهزة الإعلام وفى مؤتمر صحفى. * ماذا تتوقع أن يحدث بشأن اتفاقية كامب ديفيد الفترة المقبلة؟ ** بالتأكيد كامب ديفيد اتفاقية ظالمة، وضعها الرئيس السادات فى وقت كنا فيه منتصرين، فما كان عليه أن يخضع للهيمنة الغربية لهذا الشكل. * أبناء الجماعة المنشقون عليها تحولوا إلى معارضين لها ولسياستها؟ ** نحن عاشقون للجماعة وكل من ترك الجماعة انشق عليها لسوء الإدارة والاختلاف حول المفاهيم ووجود أخطاء تنظيمية وعليهم تقديم النصيحة، وألا يدخلوا فى صراع مع قيادتهم. * الكثير تحدث عن وهمية التنظيم الدولى للإخوان فما هى الحقيقة؟ ** هو موجود بالفعل كمشروع لكن لم ينفذ على أرض الواقع. * وجود الإخوان فى كثير من دول العالم لا يعنى أنهم تنظيم دولى؟ ** القيادة كانت موجودة فى مصر وكان يعوقها أمور كثيرة مثل المنع من السفر والزج فى السجون والمعتقلات وكل هذا كان يعوق اجتماع القيادة، فالمشروع موجود ويجب على الإخوان تنفيذه والاهتمام به. * هل تعتقد أن تنفيذه بمثابة نواة لقيام الخلافة الإسلامية؟ * نحن ننقل فكراً مستنيرا وشموليا ودعويا من خلال التنظيم الدولى وسيصبح خطوة لأستاذية العالم مثلما أراد الشيخ البنا. * كيف ترى الإخوان بعد 3 سنوات؟ ** الإخوان هم المستقبل ولابد أن يعتمدوا على حسن الأداء فى العمل والاستفادة من التجارب السابقة حتى تنهض الجماعة وتنتشر وإلا تحولت لكيان تقليدى لا يقدم شيئاً. * الجميع توقع أنه بمجرد وصولك لمصر ستكون عضوا بمكتب الإرشاد؟ ** أنا لست عائدا للجماعة لكنى عائد لمصر وللثورة. * هل عرض عليك أن تكون عضوا فى مكتب الإرشاد؟ ** لا لم يعرض علىّ، وإذا عرض فسأرفض فقد تجاوزت الثالثة والسبعين من العمر، وناديت أنه من بلغ الستين أن يتجه للجماهير وينشر فكر الجماعة، وقدمت للجماعة مشروعا ثقافيا وهو «الألف مقهى» ويسعى لتحويل المقاهى لمنتديات ثقافية تنشر مبادئ الإخوان وأفكارهم حتى تخرج الجماعة من حصار التنظيم والمكاتب المغلقة. * ماذا عن أزمتك مع التنظيم الدولى؟ ** أنا استقلت من مكتب الإرشاد العالمى لأتفرغ للمشروعات الفكرية والثقافية وبطبيعتى لا أحب الأعمال الإدارية والتحقيقات وتضييع الوقت. * هل هناك نية لعودة بعض القيادات من الخارج مثل إبراهيم منير ويوسف ندا؟ ** أتمنى ذلك والحوار مستمر بينى وبينهم ويجب أيضاً أن يعود كل من صدر ضده حكم ويتم العفو عن مساجين سجن العقرب لأن بقاءهم جريمة فى حق البلاد. * إحدى قيادات التيار السلفى أكدت أن الرئيس القادم لمصر إذا لم يأخذ موافقة ومباركة المجلس العسكرى فلا تجوز له البيعة؟ ** كلام خاطئ، فالمجلس العسكرى لم يستمد شرعيته إلا من ميدان الثورة وهو موجود لفترة انتقالية وليس تمسكا بالحكم. * ماذا تتوقع من الإسلاميين بعد تصدرهم للمشهد السياسى؟ ** أتوقع أن يحدث نوع من الوسطية وأن يكون هناك ابتعاد عن العنف والتطرف. * هل من الممكن أن تحدث موجة من العنف بين الإسلاميين؟ ** ممكن بالفعل إذا ظل الفساد على ما هو عليه أو أن تفشل أهداف الثورة. * ما هو المطلوب من الإسلاميين فى المرحلة المقبلة؟ ** مطلوب منهم أن يحافظوا على الثورة حتى لا يتهموا بخيانتها وأن ينشروا الفكر الإسلامى الوسطى، ويردوا المظالم إلى أهلها، وتفعيل القضايا الأساسية فى البرلمان وعدم الانسياق وراء القضايا الهامشية وأن يطوروا الصحة والتعليم والاهتمام بشئون الشعب.