كلماته اتسمت بالصراحة التي عهدناها فيه.. كان عاتباً علي الجماعة بقدر حبه لها .. رفض وبشدة وجه المقارنة بين سياسة الإخوان والحزب والوطني لأنها من وجهة نظره ستكون ظالمة للجماعة رغم تأكيده علي وجود عدد من الأخطاء التي وقعت فيها مثل المنافسة علي الرئاسة والدفع بالشاطر ومن بعده مرسي.. إنه الدكتور محمد حبيب نائب المرشد السابق لجماعة الإخوان المسلمين والذي أكد في حواره ان الشعب فقد الثقة في كل القوي السياسية وان ابتعاد الإخوان عن الميدان قد أثر علي صورة الجماعة بشكل عام، وأنهم لم يكونوا من مفجري ثورة يناير لكنهم لحقوا بها.. معترفاً بقوتهم لكنه أكد في ذات الوقت انهم لن يستطيعوا تحمل المسئولية بمفردهم.. وقال ان تعداد الإخوان مئات الآلاف وان تمويلها يأتي من رجال الجماعة بالداخل والخارج.. وان الخطأ الأكبر للقوي السياسية هو تقديم السلطة علي طبق من فضة للمجلس العسكري.. وان الثورة سرقت ولكن الشعب لن يقف مكتوف الأيدي. ولاشك أن تفاصيل الحوار سوف تبين لنا ذلك وأكثر.. وإليكم التفاصيل: كيف تري الوضع الحالي للساحة المصرية ؟ - الوضع مقلق ومربك ويلقي بظلال سلبية علي الشعب المصري الذي فقد الثقة في كل الاطراف سواء المجلس العسكري والقوي السياسية والجمعية الوطنية والائتلافات الثورية والاخوان والسلفيين.. فعندما نقرأ مفردات الواقع نلاحظ أنه لا يوجد أحد سعيد بما يحدث علي الساحة السياسية وبالتالي فمن أين يأتي التفاؤل فيجب إلا نضحك علي انفسنا وان نكون بالقدر الذي يعيننا علي تقويم الواقع وعدم الضحك علي النفس.. هناك فقدان ثقة بين الاطراف وتشرذم وتشتت وعدم شفافية كما انه لا يوجد استقلال حقيقي للقضاء واحترام لسيادة القانون.. إذا ماذا تبقي من الثورة؟.. لقد تم اسقاط رأس النظام لكن مازال جميع أطرافه الأخري موجودة وتعمل بكل حرية ويتحمل ذلك الجميع وخاصة المجلس العسكري لانه تولي ادارة شئون البلاد وكان عليه ان يؤمن بالثورة ويزيل باقي النظام السابق لكن إدارته للبلاد كانت كارثية ومأساوية بكل المقاييس.. بداية من التعديلات الدستورية انتهاء إلي ما وصلنا إليه الآن ومرورا بعار كشف العذرية ومهزلة مسرح البالون فمذبحة ماسبيرو فمجزرة محمد محمود ومأساة مجلس الوزراء والانتهاكات والقمع الوحشي. انحياز كامل كنت من ابرز قيادات الاخوان المسلمين فكيف تري الجماعة الآن؟ - الإخوان قاموا بدور بطولي وعظيم ومشرف في الثورة، صحيح انهم لم يكونوا من مفجريها لكن لحقوا بها ولولا ثباتهم في موقعة الجمل لكان للتاريخ مسار آخر.. لكن بعد ذلك حدث ولا حرج فقد انحازوا بشكل كامل للمجلس العسكري مما افقدهم الكثير من الاستقلالية والرؤية الواضحة.. فضلا عن غياب البوصلة التي كانت من الممكن ان تضع كل شئ في مكانه الصحيح. وغض الطرف عن الأحداث المتلاحقة أعتبره موقفا غير أخلاقي، كما ان تغيير المواقف بشكل متكرر أضعف موقفهم فلقد أكدت الجماعة منذ شهرين انه لا شرعية للميدان وانها انتقلت الي البرلمان، أما الآن فقد اكتشف الاخوان فجأة ان هناك ما يسمي بشرعية الميدان لينزلوا لحماية الثورة، وهذا ان دل علي شئ فيدل علي عدم وجود رؤية للجماعة وتناقض في المواقف. نستطيع القول ان ما يفعله الإخوان هو طمع في السلطة؟ - من حق اي إنسان أن يكون له حظ ونصيب في السلطة لكن شرط ان تكون بإرادة حرة ونزيهة.. فإذا كان هو صاحب مشروع ويريد ان يترجمه علي ارض الواقع سيكون من خلال سلطة يمتلكها.. لكن القضية مواءمة سياسية حيث انك حصلت علي أغلبية في مجلسي الشعب والشوري وتريد أيضا ان تهيمن علي لجنة كتابة الدستور وان يكون رئيس مجلس الشعب هو رئيس لجنة الدستور فهذا مرفوض تماماً وتجاوز للمنطق والعقل، لقد كان من الممكن ان يرأس اللجنة شخص مثل المستشار الغرياني .. اما عن الحكومة سيكون تشكيلها علي حسب نظام الحكم القادم بين رئاسي أو مختلط أو برلماني فالإخوان سيشكلون الحكومة في أي وضع، إذاً.. لماذا التنافس علي رئاسة الجمهورية؟!، انا اعتقد ان هذا خطأ استراتيجي قاتل. مقارنة ظالمة وهل هذا هو نفس انتهاج للسياسة القديمة التي اتبعها مبارك؟ - المقارنة ظالمة فالنظام السابق كان منهجه الفساد والتفزيع والمعتقلات والسجون والمشانق فلا يوجد مقارنة.. قد تكون في الشكل وهو نظام اللون السياسي الواحد لكن لاتوجد اي مقارنة بين ممارسات الاخوان والنظام السابق.. وقضيه ان تحكم علي الشئ قبل ان يمارس حقه في السلطة وإدارة البلاد فهذا نوع من الافتراءات فإذا كنت منصفاً دعه يمارس حقه في السلطة وبعد ذلك نقيم تصرفاته.. وانا اثق ان ما كان يحدث قبل الثورة لن يحدث بعد الثورة فالشعب يقف منتبهاً لما يحدث ولن تعود عقارب الساعه للوراء ومادام هناك قمع ومذابح مثلما حدث في محمد محمود وماسبيرو إلي آخره فهذا دليل علي يقظة الشعب وانه علي استعداد لتقديم شهداء جدد لاستكمال ثورته. شروخ وانشقاق وهل تتوقع انشقاقات داخل جماعة الإخوان المسلمين في ظل هذا الارتباك؟ - هناك شروخ ولكنها لا تصيب إلا اطراف الجماعة ولكن لا أحد يستطيع ان يعرف مدي نسبتها او شدتها.. وهناك قلق وانزعاج مما يجري لكن هل سيؤدي إلي انشقاق أو تصدعات؟ اعتقد انها سوف تصيب المستويات الخارجية فقط. الإخوان أعلنوا أكثر من مرة عدم خوضهم انتخابات الرئاسة ليفاجئ الرأي العام بالدفع بالمهندس خيرت الشاطر ومحمد مرسي احتياطيا في انتخابات الرئاسة... ما تعليقك؟ - هذا يدل علي حالة الارتباك نتيجة فقدان في الرؤية والاستراتيجية التي تعمل بها الجماعة وعدم وجود قراءة حقيقية للمشهد السياسي كاملا.. وهذا يفقد مصداقية الجماعة عند الرأي العام، وهذا ماحدث أيضا في الانتخابات التشريعية عندما اعلنوا عن منافستهم علي 30 ٪ في المقاعد ثم 40 ٪ وبعد ذلك 50٪.. انا ضد ان تعطي الجماعه احساس وانطباعا عاما بانها تحتكر كل شئ وهذا في الحقيقة سيكون له اثاره السلبية، فلن تستطيع الجماعه تحمل المسئولية بمفردها فالأزمات التي يعاني منها الشعب المصري كبيرة وضخمة جدا لدرجة يجب فيها تتضافر الجهود بين الجميع.. فمستحيل علي أي تيار سياسي مهما كانت قوته ان يتولي بمفرده تلك المسئولية. هل الإخوان اختارت الشاطر بمبدأ أهل الثقة ام الكفاءة ؟ - المهندس خيرت الشاطر متميز وجيد والقضية ليست الكفاءة أو الثقة أكثر من ان يحوز قبولا علي مستوي الاخوان ونسبة التقارب في الرأي بين الموافقه والرفض داخل مجلس شوري الجماعة لترشيح الشاطر كان علي المبدأ وليس الاختلاف علي الشاطر نفسه.. وانا اعتقد ان ذلك هو نوع من النضج وإدراك حجم التحديات التي تواجه الجماعة فضلا عن وضع مصداقية الجماعة علي المحك أمام الرأي العام. دائما ما توجه تهمه الي الجماعة بأنها تمارس العمل السياسي دون سند من القانون .. فما رأيك في هذا الاتهام؟ - أولا من حق اي مواطن ممارسة العمل السياسي.. وجماعة الاخوان لها وظائف ثلاث »تربوي- دعوي- سياسي«، والتربوي خاص بصفوف الاخوان، والدعوي خاص بخارج الصفوف، أما السياسي فهو الاهتمام بالشأن العام شأنه شأن أي فصيل آخر.. فمهمتي ان اثري العمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، لكن المنافسة علي السلطة يوضع عليه علامات استفهام. منهج البنا هل اختلفت الجماعة عن المبادئ التي وضعها حسن البنا ؟ - الأستاذ البنا كان أكثر عمقا وانفتاحا وأكثر شمولا من القيادة الحالية بطبيعة الحال.. ولكن لا نستطع ان نقول انها انحرفت عن المبادئ الأساسية.. فالبنا كان له اجتهاده وتميز بعبقرية الفكرة والتنظيم وانا احسب ان مسألة فكر الجماعة الان هو نفس فكر البنا، بمعني شمول الاسلام وانه دين ودولة، ثقافة وقانون، ومسأله تطبيق الشريعة هي احد الاهداف الرئيسية لجماعة الاخوان.. لكن كان للبنا رأي في مسألة التعددية السياسية ومشاركة المرأة، نأتي للتنظيم الذي يخضع للوائح وقواعد وأصول وضعت في ظل نظام فاسد وقبضة بوليسية حديدية وقمع وبطش وتعذيب.. بعد الثورة كنت اتوقع ان تغير الجماعة لوائحها التنظيمية بما يدعم الشوري بشكل حقيقي وفاعل ويفصل بين الشوري والتنفيذي بما يحدث حراكا داخل الجماعة، كما كنت اتوقع ان تجري انتخابات تتيح الفرصة وتضع معايير للمرشحين علي أي مستوي قيادي لان الانتخابات السابقة كانت في عهد نظام قمعي ولها ظروفها الخاصة، وبعد ثورة الحرية المسألة اختلفت وتستطيع ان تجري انتخابات حقيقية بحرية وشفافية وهذا ما لم يحدث وبالتالي حدث اضطراب وفقدان للرؤية الإستراتيجية.. والمسئول عن ذلك هو مكتب الإرشاد ومن قبله مجلس شوري الجماعة. أعداد غفيرة ما هو العدد الفعلي لأفراد جماعة الإخوان المسلمين ؟ - مئات الآلاف ولكن القضية ليست العدد بقدر ما يتضمن في قوة تنظيمها وعقيدة افرادها والتزامهم بمنهج الجماعة، بحيث يكون الفرد بمقدار 10 أفراد، والعمل بروح الفريق وفقا لاهداف معينة ووسائل صحيحة يكون هؤلاء الالاف ملايين في الفاعلية والتأثير، وقد يكون لديك 10 ملايين ولكنهم مشتتون وقواهم خائرة ولا توجد لديهم همة أو وضوح رؤية فتكون امام غثاء، ولكن اذا كان لديك قوة منظمة حتي وان كانت قليلة العدد تنظيمها جيد أفرادها علي قدر من الكفاءة والعلم والارتباط بالهدف ووضوح الرؤية ومن قبله التجرد للفكرة، اعتقد ان هذا أفضل من ملايين مهزومة داخليا. أري أنك راضي عن جماعة الإخوان رغم انشقاقك عنها ؟ - جماعة الإخوان المسلمين هي أفضل الجماعات الموجودة علي الساحة المصرية الآن. وهل هناك تواصل بينك وبينهم حتي لو علي سبيل النصح ؟ - لا يوجد اي تواصل بيني وبينهم وإذا كان علي سبيل النصح والإرشاد يكون من خلال شبكات التواصل الاجتماعي والانترنت فشبكات الاتصال بيني وبينهم مقطوعة بشكل كامل. مليونية حماية الثورة رفعت نفس الشعار الذي رفعه شباب الثورة واتهمهم الاخوان بالفوضي؟ - انا حزين علي هذا الموقف المتناقض والثورة لم تكتمل بعد ويجب إلا تتوقف حتي تحقق أهدافها، هذا امر يجب ان يتوافق عليه الجميع.. واذا اعترفت الجماعة بخطئها وعادت مرة أخري إلي الميدان نقبل هذه العودة.. وأفضل ان تعود الجماعة إلي الميدان من ان تعطيه ظهرها. وبتنظيم الإخوان للمليونية هل هذا اعتراف ان شرعية الميدان اقوي من شرعية البرلمان؟ - يجب ان يسيروا بشكل متواز مع بعضهم بل بالعكس شرعية الميدان والقوي الثورية يجب ان تكون داعمة للبرلمان خاصة في مواجهة المجلس العسكري. شخصية عسكرية هل انت مع ترشيح شخصية عسكرية لمنصب الرئاسة؟ - انا ضد ان يتولي عسكري حكم البلاد علي طول الخط، ونحن منذ عام 52 نحكم عسكريا وجاء الوقت الذي نتنفس فيه عبير الحرية وهذا لايمكن إلا من خلال رئيس مدني حقيقي وسلطة مدنية، ويجب الا نعود إلي حكم العسكري، فنحن نتحدث الآن ليس عن شخصية عسكرية فقط انما شخصيه تتبع جهاز المخابرات العامه هل هذا كلام معقول؟!. ما رأيك في عمر سليمان كشخص بعيدا عن النظام السابق ؟ - رجل عسكري كان علي رأس جهاز المخابرات وانا أجد خطورة حقيقية علي مصر إذا وصل الي الرئاسة.. وانا اعتقد انه لن ينجح من خلال انتخابات حرة ولا تتحكم فيها المادة 28 من الاعلان الدستوري ولا يؤثر في الانتخابات المجلس العسكري بشكل مباشر أو غير مباشر بصفته السلطة الحاكمة. ولكن المجلس العسكري لم يتدخل في الانتخابات التشريعية؟ - هذه قضية وتلك قضية أخري.. في انتخابات البرلمان لم تكن هناك المادة 28 التي تحصن انتخابات الرئاسة من الطعن عليها. العزل السياسي قانون العزل الذي أصدره البرلمان لمنع فلول النظام السابق من الترشح للرئاسة هل هذا عودة لترزية القوانين؟ - أنا كنت أتمني ان يصدر قانون العزل من خلال المجلس العسكري عقب تنحي مبارك وكنت أتمني أيضا أن تضغط القوي الثورية لكي يصدر مرسوم بقانون منذ فترة كبيرة لكن ذلك لم يحدث، وتمنيت في بداية عقد اجتماعات مجلس الشعب ان يصدر مثل هذا القانون حتي لا نقع في شبهة عزل شخصيات معينة.. لكن أي قانون يصدر فعلي من لديه تحفظات علي القانون ان يلجأ للمحكمة الدستورية.. وهذه نقطة إرساء لقواعد دولة المؤسسات والقانون والفصل بين السلطات. المادة 28 عصمت نتائج الانتخابات الرئاسية من الطعن عليها فما الضمانة ليأخذ كل مرشح حقه القانوني ؟ - هناك فقدان ثقة بين الإطراف، هذه المادة تفتح باباً واسعا للشك وعدم الشفافية، ربما يقلل من مسألة التزوير الفرز في اللجان الفرعية، ولكن اذا كان التزوير سيتم قبل اللجان بتوجيه قطاع من المواطنين نحو مرشح معين نحن في مشكلة خطيرة. هل هناك صفقات بين الإخوان والمجلس العسكري ؟ - هناك تفهمات، لأن المجلس العسكري كان حريصا ان يجد قوة شعبية منظمة يتفاهم معها خاصة انها تتمتع بسيطرة علي أفرادها، فهو لن يضيع وقته في التفاهم مع قوة مشتتة وهو يحتاج لجماعة بها مبدأ السمع والطاعة بين أفرادها وقياداتها للتفاهم معها، وهو ايضا يمتلك هذه الصفات.. فالمجلس يحتاج الجماعة والعكس ايضا، ولكن هذا لا يمنع انهم يختلفون في بعض الأحيان. ما هو مصدر تمويل جماعة الإخوان المسلمين ؟ - أي تشكيل يعتمد علي طرفين المال والرجال.. فتقوم الاجهزة الامنية باعتقال وقمع وحبس رجال هذا التشكيل والتنظيم بهدف إعاقة الجماعة عن المضي قدما، المال أيضا فإذا ما استطاعت الأجهزة الأمنية معرفة مصدر التمويل سوف تقوم بإحكام السيطرة عليه فلن تستطيع الجماعة ممارسة نشاطها، لذلك كانت الجماعة حريصة الا تظهر مصدر تمويلها.. اذ كان النظام السابق يعاقب افراد الجماعة لمجرد دخول الانتخابات البرلمانية فما بالك إذا عرف من يمول الجماعة؟!، ولكن أؤكد ان التمويل نابع من رجال مصريين بالجماعة داخل مصر وخارجها ولا يوجد تمويل خارج ذلك. العسكري وحكومة الجنزوري ما تقيمك لكل منهما؟ - المجلس العسكري كان أداة كارثية ومأساوية وحكومة الجنزوري فاشلة وضعيفة ومترددة ولم تستطع خلال هذه الفترة ان تقدم عملا جيدا مثل الأمن فبقي كل شئ كما هو، حتي بيان الجنزوري قد خلا من أي معني. لكن الإخوان هم أول من أيدوا العسكري عندما جاء بحكومة الجنزوري؟ - هذه هي المشكلة لكنهم يردون أن كانوا يأملون خيرا .. وهذا مثير للعجب لان الدكتور الجنزوري معلوم لدينا، فهل من المعقول ان نعيد اختباره؟ مستحيل طبعا، فهو معروف وتاريخه واضح وانتماؤه معلوم بالاضافة لوزراء حكومته فكلهم معروفون ومنهم من كان في النظام السابق.. وفي النهاية الأمر بشكل كامل في يد المجلس العسكري. وماذا عن رؤيتك للعلاقة بين الإخوان والعسكري وحكومة الجنزوري؟ - الحكومة مهيمن عليها المجلس العسكري وهي تستقوي به والإخوان وحزب الحرية والعدالة بينه وبين العسكري تفاهمات ولكنها تعرضت لعدد من الهزات في مواقف معينة، ومن البديهي ان توتر علاقة العسكري والاخوان تنعكس علي علاقة الحكومة بالاخوان.. وسبب هذه الهزات المجلس العسكري في محاولة السيطرة علي الثورة.. والإخوان يتحملون ابتعادهم عن القوي السياسية والميدان. المستوي غير جيد رأيك في أداء البرلمان ؟ - أداء البرلمان لم يكن علي المستوي الجيد، بسبب عدم استعداده لاغضاب المجلس العسكري كما انه لايوجد رؤية واضحة وهذا ناتج عن عدم الخبرة وسابق المعرفة بسبب ان عددا كبيرا من نواب البرلمان ليس لديهم خبرة بالعمل التشريعي والبرلماني.. فمسألة الاختيار لم تكن متوقفة علي مدي قدرة الشخص علي العمل البرلماني بل علي قدرة الشخص علي حشد الجماهير ومدي قبوله عندهم، وليس شرطا ان يكون الشخص الناجح في العمل الاجتماعي ناجحا أيضا في العمل البرلماني. يشعر المواطنون ان مجلس الشعب ضعيف في وجه المجلس العسكري لماذا؟ - أداء البرلمان في الفترة التي قضاها لم تكن مرضية ولكن علي الجانب الآخر ومن الانصاف ان نعطيه حقه والوقت اللازم لكي ينضج فقد ينفخ الله عز وجل في صورته. الحل.. وارد هل تتوقع حل البرلمان؟ - طبعا وارد ان يتم حل البرلمان من خلال المحكمة الدستورية اذا ظل الصراع بين الإخوان والمجلس العسكري. ماذا عن سيناريوهات ما بعد الحل؟ - إذا لم يحدث توافق في تشكيل الحكومة ووضع الدستور ورئيس الجمهورية سندخل في حائط سد لن نستطيع تجاوزه. ربطت بين قضية حل البرلمان بقرار المحكمة الدستورية وبين صراع الإخوان والمجلس العسكري فهل يتحكم العسكري في الأحكام القضائية؟ السياسة تلعب دورا من اخطر الادوار في تغليب سيناريو علي سيناريو آخر.. ولا نستطيع ان نقول ان المجلس العسكري يتحكم في السلطة القضائية، ولكن لا احد ينكر الدور الذي لعبه شخص مثل المستشار عبد المعز إبراهيم في فضيحة التمويل الأجنبي وسفر المتهمين الامريكان وهو ما اعطي هذا الانطباع. أعلن المجلس العسكري انه سوف يسلم السلطة في 30 يونيو القادم هل تثق في نية تسليم السلطة؟ - هو يعلن ما يريد، وهناك سيناريوهان.. الاول ان يسلم الحكم بشكل صوري ويظل يدير البلاد من خلف الأضواء سواء من خلال رئيس يكون انتماؤه للنظام السابق أو علي اساس اتفاق بينه وبين الرئيس القادم.. والسيناريو الثاني ان يحدث شئ قبل انتخابات الرئاسة يمنع من اجرائها ويكون مرغوبا لا راغبا.. وانا أري انه مستحيل ان يترك المجلس العسكري السلطة، فالعسكر اذا ركبوا لن يترجلوا أبدا.. فأعظم أخطاء القوي السياسية انها تركت السلطة علي طبق من فضة للمجلس العسكري. سرقة الثورة ما رأيك في شعور القوي السياسية بالتخوف من سرقة الثورة ؟ - هل الثورة لم تسرق؟ الثورة سرقت منذ فترة طويلة ولكن الشعب لن يقف مكتوف الأيدي. ولكن البعض يتهم العسكر والإخوان أنهم سبب ضياع الثورة فما صحة ذلك؟! - المجلس العسكري خطف الثورة وهو لن يعترف بها حتي لو أعلن ذلك وكل ممارساته تدل علي هذا، وكون ان التيارات السياسية علي اختلاف فصائلها قد انحازت إليه في مواجهه القوي الثورية فإن هذا كان من أهم الأسباب التي ساعدت العسكري علي خطف الثورة. الجميع يتحدث عن تطبيق الدولة الاسلامية فهل مصر قبل الثورة لم تكن إسلامية ؟ - الدولة في الاسلام مدنية بامتياز فهي دولة مؤسسات ودستور وسيادة قانون واستقلال القضاء والفصل بين السلطات، إنها دولة لا يتحكم بها كهنة ولا كهنوت .. فمؤسسة الأزهر ليست لها السلطة التي تفرض بها قراراتها علي البرلمان فهو صاحب الحق الوحيد في التشريع.. وبالتالي الدولة الدينية التي يخشي منها ليس لها وجود، ومسألة الشريعة الاسلامية ليس من الممكن ان تطبق من فراغ فيجب ان يكون المناخ مناسبا للتطبيق ولن يتم ذلك بالقهر فلابد من كفالة الحرية والعدالة الاجتماعية والحياة الكريمة للمواطن المصري، نحن نريد ان نقيم العدل وهو جوهر شريعة الاسلام، ولذلك قال شيخ الاسلام ابن تيمية ان الدولة العادلة تبقي وان كانت كافرة وان الدولة الظالمة تفني وان كانت مسلمة . الدين والسياسة هل من الصحيح إقحام الدين في السياسة ؟ - السياسة بدون قيم أخلاقيه وإيمانية خراب ودمار خاصة وأننا شعب عميق التدين وان لم يكن في الاسلام ثقافة ولا اقتصاد ولا اجتماع ولا سياسة فقل لي بربك ما هو الاسلام؟! هل هو صلاة أو صوم أو حج فقط لا فهو دين دولة؟! الدكتور كمال الهلباوي استقال من الجماعة علي الهواء وخرج احد قيادات الاخوان ونفي انتماءه لهم.. ما تعليقك ؟ - موقف الجماعة لم يكن موفقا، وما كنت أتمني ذلك من الاخوان , فلقد كان عضوا قويا ومتحدثا رسميا للجماعة، وارجو ان يعيدوا النظر في قضية الاعتذار والأعتراف بالخطأ وذلك يثقل من موقف الجماعة لدي الرأي العام. هل يتم ممارسة سياسة الإقصاء داخل الجماعة ؟ - تمارس في حدود، كما حدث مع الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح والشباب الذين وقفوا بجانبه في انتخابات الرئاسة.. وكان يجب بعد ان غيروا موقفهم من الرئاسة ان يدعموا أبو الفتوح وبالتالي لم يكن هناك حاجة إلي ترشيح شخص آخر.. وأنا شخصيا من مؤيدي الدكتور أبو الفتوح وسوف انتخبه إن شاء الله . ماذا تقول لقيادات الإخوان المسلمين الان ؟ - حنانيكم . ولشباب الاخوان ؟ - ان يمارسوا دورهم في النقد والتعبير عن الرأي ويجب ان تكون مسألة السمع والطاعة في مقابل الشوري كما يجب ان تسبقها حرية الشوري وحرية التعبير التي تمارس بشكل محدود داخل الجماعة . ماذا تقول للذين تقدموا للرئاسة ؟ - يجب ان يكون لكم حلم وخيال وبرنامج تعبرون به بالبلاد الي بر الأمان ويرقي الي عظمة الثورة . وأخيرا.. هل فكرت في كتابة مذكرات عن مسيرتك مع الاخوان ؟ - انا الآن بصدد نشر كتاب عن الاخوان في الفترة التي توليت بها منصب نائب المرشد وسيكون في الاغلب تحت عنوان »الاخوان والحق المر« وارجو ان اكون قد وفقت فيه إن شاء الله .