لكي يتحرر الأقصى لابد من تحرير الشعوب العربية أولا من أنظمة إستعبدتهم و لن تتحرر الشعوب إلا إذا أسقطوا تلك الأنظمة المستبدة التي إتخذت من شعوبها إرثا و ممالك و ضيعات يتحكمون فيها . فأصبح المواطن ساقط قيد من كشوف الحكام ! ***** و لكن ماذا عسانا أن نقول أو نكتب فالحروف باتت مسطولة تترنح بين الكلمات التي تتمايل بين السطور ! لقد عجز الأدباء عن ضبط إيقاعها و خلت صفحات الأدب إلا من شتيمة ! و مفردات ينقد أخرها أولها و ينفي أولها أخرها و تتبادل الشتائم كل السطور! **** لقد صارت الكلمات معتوهة بشكل مذهل .. و باتت حروف اللغة تهرب من أقلامنا ! لأننا خذلناها بسقوطنا في معركة المعنى .. الذي فشلنا في إيصاله لكل حاكم مستبد .. أن إرحل .. كفانا عار بسببك ! **** لقد ساعد هؤلاء الحُكام أمريكا أن تحتسي في الكؤوس دمائنا على مائدة الغباء العربي ! و الغرب يلعق أصابعه بعد الخلاص من قصعة العرب المليئة بالقتلى ! بل و يدفعنا للقتل لتلتهمنا الأرض نختمر و نتحلل في بطنها ثم تتقيأنا من بطنها بترولا .. لهم ! و بات مجلس الأمن هو المفتي الوحيد لكل الديار العربية و أصبح الفيتو بديلا عن السيف في معارك الشرف العربي ! **** إن خطوات الثوار التي رسمتها خطاهم على وجه أوطانهم دلكته بمساج الثورة فجعلته أكثر شبابا ! و الضربات التي تلقتها ثوراتهم جعلتها أكثر صلابة ! *** فلتكن عهود هؤلاء الحكام كفتات من قمامة لنرميه بأقرب سلة مهملات و ليسقطوا جميعا في بئر النسيان .. لأن الخنوع يكبُر .. في أحضان الرضا بحاكم ظالم ... و لتنطلق الشعوب بحريتها بعد إسقاطهم لتحرر الأقصى ! ****** إننا أبدا لن ننسى هؤلاء الثوار لقد خرجوا للشوارع حاملين بيدهم اليمنى مطالبهم و مظلمتهم .. و بيدهم الأخرى تذكرة مغادرة من الدنيا ! فقد تساوى لديهم الموت مع الحياة في وطن أرخص ما فيه ... هُم ! ****** لقد سقط علم البيوع و كتبه اذ لم يستطع مجارة ما استجد من البيوع كبيع الضمير في سوق الحُكام و بيع الأوطان في أسواق أمريكا و بيع الفكر في سوق الفضائيات ... و رغم نجاسة بعض الفضائيات إلا أن احدا من العلماء لم يذكرها كنواقض للوضوء الإعلامي ! **** بالرغم من موت فرعون كنموذج للحكم و فكرة للإستبداد إلا انه بقى كنظرية يطبقها كل الحكام العرب علينا ! بعد استبدالهم الأقصى بالكونجرس .. و الكعبة بالبيت الأبيض ! يحجون إليه طالبين الرضا ... و يطوفون حوله طالبين الثبات على كراسيهم **** و بات الرصاص هو حِبرهم الشرعي لكتابة دستور يرضونه ! و يوافق عليه الشعب قهرا ! اما الإصلاحات و الحريات فباتت كالنبيذ .. يعتقونها في دوواينهم ليسكروا بها شعوبهم حين فواق ! ***** ففي سوريا مثلا و رغم أنين الثكالى .. و بكاء اليتامى و بعد إحتساء ( البعث ) كل هذا الدم .. و مضغ كل تلك الجثث .. لم يستطعم -بشارهم- القتل بعد ! فهو نموذج ساقط من الحكام .. و من التاريخ أيضا ! و هو كدكتور.. علينا تهنئته بنجاح عمليته الجراحية بامتياز في إستئصال بعض أحلام الحرية و الكرامة من جسد الشعب ! و لا يجب الإلتفات للموتى ألما .. لفشله في تخديرهم بالإصلاحات ! و كأن أذنهم شربت كل الآهات قبل تسربها لأذنه .. كي يتوقف ! **** إن أفظع كابوس في أعمق نوم .. أجمل بكثير مما يراه طفل حمصي لحظة قصف ! *** إتفو على كل قاتل لشعبه .. سارق لخيراته إتفو ! ... بكل ما تيسر بالفم .. من ريق ! أو لُعاب ! معذرة فرغم ثراء اللغة .. إلا أن مفرداتها فقيرة .. في التعبير عن آلامنا ! محمد برجيس