عندما شعرت إمرأة عمران بأحشائها تتحرك وعرفت إنها حامل ,قالت إمرأة عمران أم مريم إنها نذرت ما في بطنها خالصا لله لخدمة بيت الله فى المسجد الأقصى ولغير ذلك مما يخدم دين الله . وكان أملها أن يكون المولود ذكرا , والمرأ عادة يريد الأولاد للأنس بهم والإستنصار والتسلي ! ومنهم من يريد الولد كى يذكره بعد موته فيقال فلان إبن المرحوم فلان ؟ ومنهم من يريد الولد حتى يستغفر له بعد موته , إلا أن إمرأة عمران لما من الله عليها بالحمل نذرت ما في بطنها لله ولخدمة بيت الله وقالت . أنت ياربي سميع دعائي وعليم بنيتي فى ذلك وأنا ياربي صادقة فيما أقول , وأتم الله حملها على خير إلا إنها فوجئت بعد أن وضعت إنها أنثى ؟ فلجأت ثانيا إلى الله قالت . قال تعالى ( رب إنى وضعتها أنثى ) . والله أعلم بما وضعت سبحانه . قال تعالى ( يهب لمن شاء إناثا ويهب لمن شاء الذكور) . قال تعالى ( والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى) أى فى القوة والجلد وإحتمال الخدمة في بيت المقدس ثم إن إمرأة عمران أسمتها مريم ولجأت إلى الله أن يحفظها وذريتها من الشيطان الرجيم . وقد أستجاب الله دعوة أم مريم ورضيها وفاء لنذرها . وسلكت مريم مسلك السعداء وطريق الأتقياء ونشأت نشأة كريمة في بيت كريم وتقبلها الله بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا وجمعت مريم بين الخلق الكريم والعفاف والإيمان والديانة مع الجمال والنضارة والحسن والبهاء!! ومريم من سلالة سيدنا داود ونشأت في بني إسرائيل نشأة حسنة ولما كبرت مريم وإشتد عودها وأصبحت قادرة على الإعتماد على نفسها إنتقلت للعيش فى المسجد الأقصى فى كفالة زكريا زوج أخت أمها وكانت سيدتنا مريم صديقة من الصديقات . قال تعالى ( فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا) وأصطفاها الله على نساء العالمين وجعلها وإبنها آية للعالمين ورزق الله مريم منظرا بهيجا وحسنا وبهاء وعقل ورزانة وكمال وعفاف فقد كملت مريم من بين سائر النساء ! وقد ولدت مريم يتيمة فقد مات أبوها قبل أن تولد ثم أن أقارب مريم كانوا من أهل الصلاح والخير وأراد كل منهم أن يكفلها وكفلها زكريا . وأنعم الله على مريم بنعم عظيمة , وكلما دخل زكريا المحراب وهو مكان الصلاة وجد عندها رزقا كان يجد عندها فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف !! دون تعب ولا مشقة فكان زكريا يسألها من أين لك هذا الرزق؟ فتجيبه . قال تعالى (هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ) . وأشتهرت مريم فى بني اسرائيل وذاع صيتها صديقة عابدة لله تخدم في بيت الله , وكانت مريم كثيرة الصلاة وتخدم أيضا فى نوبتها فى خدمة المسجد الأقصى!! قالت الملائكة لمريم وهى قائمة تصلي في المحراب. قال تعالى (وإذ قالت الملائكة يمريم إن الله أصطفك وطهرك وأصطفك على نساء العلمين . يمريم اقنتى لربك وإسجدى واركعى مع الركعين ) . إن الله إختارك يامريم وطهرك من الدنس وإجتباك وفضلك على نساء العالمين وإختارك من بين نساء زمانك للخدمة فى بيت المقدس فى المسجد والبقاء فى المحراب , وطهرك من الشرك و الأدناس والذنوب والمعاصي والأحقاد , خير نساء العالمين أربعة مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم إمرأة فرعون وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمدصلى الله عليه وسلم . ومن فضل الله أيضا على مريم جعلها صديقة وجعلها وإبنها آية وجعلها إحدى نساء أهل الجنة وفى كتاب الله القرآن العظيم سورة بإسم مريم وصدقت بكلام ربها ورسله . وتمثل لها روح القدس بشرا سويا وظلت مريم عابدة ناسكة فى بيت المقدس ويوم بعد يوم يزيد صيطها وشهرتها في بني إسرائيل شريفة من بيت طيب وأصلها طيب , كانت مثال للخلق النبيل الكريم كانت جميلة عاقلة متزنة إلى أن بشرتها الملائكة بسيدنا عيسى قالت الملائكة لمريم . قال تعالى ( يمريم أن الله يبشرك بكلمة منه ) أى يبشرك بولد سيخلق بكلمة كن ! أنه لن يخلق عن طريق الزواج والمعاشرة وأن الله أسماه قبل ان يولد ؟ قال تعالى ( إسمه المسيح عيسى إبن مريم ) . فهكذا نسب إلى أمه لأنه بلا أب! وأنه سيكون وجيها في الدنيا والآخرة حسن الخلق ويخصة الله بالنبوة والرسالة والإنجيل كما أنه سوف يشفي الأكمه والأعمى والأبرص بإذن الله , ويحيي الموتى بإذن الله ثم أخبرت الملائكة مريم أن عيسى سوف يكلم الناس في المهد في زمن الولادة في فراش الرضاعة!! ويكلم الناس أثناء كهولته وهو من المقربين إلى الله فى الآخرة وتعجبت مريم من ذلك وقالت . قال تعالى ( رب أنى يكون لى ولد ) . أى من أى وجه سيأتيني الولد ولم يقرب مني أى من الرجال سواء بالزواج أو غيره ؟ فأجابها الله قال تعالى ( كذلك الله يخلق ما يشاء ) . إن شاء خلق بشرا من غير أب ولا أم كآدم , وإن شاء خلق من غير أم كحواء , وإن شاء خلق من أم بلا أب كعيسى, وهذه إرادة الله إذا أراد شيئا فيقول له كن فيكون! ولا يعجزه شيىء وهو على كل شيىء قدير وظلت مريم بعد أن بشرتها الملائكة محافظة على صلواتها وخدمتها فى بيت المقدس كانت طاهرة عفيفة شريفة وشهرتها فى زيادة مضطردة في بني أسرائيل حمل مريم بعيسى ! وإعتزلت مريم قومها وتنحت عنهم لبعض شؤنها الخاصة ! وذهبت شرق المسجد الإقصى وإتخذت ساترا يسترها عنهم بحيث لا يراها أحد وهى في عزلتها هذه بعيدا عن أعين الناس فوجئت بأمر عظيم بأمر خافت منه خوفا شديدا فوجئت برجل أمامها تمثل لها جبريل في صورة بشر سوي تام الخلقة قوي البنيان !! أنه أمر مروع عليها ظنت مريم أن هذا البشر يريد الإعتداء عليها قالت . قال تعالى ( إنى أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا ) . خوفته بالله وعقابه وطلبت منه الإبتعاد عنها وفوجئت به يقول لها . قال تعالى ( إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلما زكيا ) فطمأنها جبريل أنه لم يأت لها إلا بإذن من الله وجاء ليهب لها غلاما زكيا وأزال عنها كثيرا من الخوف ولكنه جعلها تتساءل كيف يكون لي غلام ولم يمسسني أحد من البشر لا بالزواج ولا بالسفاح والزنا ؟ إنه أمر مستغرب ومثير ومدهش؟ يثير التساؤلات لكن جبريل عليه السلام قال لها أن هذا هو الله وإن خلق بشر بدون زواج ولا سفاح أمر سهل على الله أنه يخلق بكلمة كن فيكون ثم إن هناك سبب لهذا الأمر أن يجعل الله هذا الغلام آية ليعرف البشر قدرة الله على الخلق بالزواج ومن غير زواج , وبأب من دون أم وأم من دون أب الله يخلق من العدم ومن يخلق من العدم لا يتعسر عليه أن يخلق مع وجود ذكر أو أنثى, وهذه حكمة الله لكى يبين للبشر مدى قدرته على التنويع في الخلق ! خلق آدم بدون أب ولا أم . خلق حواء من أب بدون أم . خلق البشر جميعا من أب وأم . وسيخلق عيسى من أم بدون أب . ورزق الله نبيه زكريا بيحيى وكان زكريا شيخ كبير وكانت إمرأته عاقرا لا تلد . وقال جبريل قاطعا لكلام مريم ونقاشها ! قال تعالى ( وكان أمرا مقضيا) . أى أن الله عزم على ذلك وليس منه بد أو إختيار كان لابد أن تحمل مريم إنها الوحيدة في بني إسرائيل المشهود لها بالعفة والطهارة وحسن الخلق ورجاحة العقل وقوة النسب وهى مؤمنة تعرف أن الله يرزق من يشاء بغير حساب وهى التى أخبرت زكريازوج أخت أمها ووالد نبي الله يحيى بذلك فنفخ جبريل فيها من روح الله فحملت بإذن الله ! قال تعالى( فنفخنا فيها من روحنا ) . نفخ جبريل عليه السلام في جيب ثوبها فوقعت النفخة في فرجها وحدث الحمل بإذن الله تعالى وبأمر من الله لأن جبريل ليس له القدرة على الخلق إنما هو رسول من الله إليها ليبلغها ما أمر الله به . ولادة عيسى ! ولما حملت مريم بعيسى في بطنها وذهبت به إلى مكان بعيد كانت تدور قي أذهانها أسئلة لا تعرف لها إجابة كيف ستواجه قومها ؟ وماذا سيحدث بعد ذلك ؟ومن من البشر سوف يصدق هذه الحقيقة ؟ كان إختبار صعب عليها ولكنها هى المؤمنة الموحدة تحاملت على نفسها وبعد فترة من الزمن لا يعلمها إلا الله فجاء لها المخاض وآلام الوضع ألجأتها الأوجاع إلى جذع نخلة تستند به وتتمسك به وتستتر به وحزنت حزنا شديدا قالت . قال تعالى (قالت يليتنى مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا ) تمنت أن تكون كشيىء تافه لا قيمة له لا يسأل عليه أحد كانت فى مكان ليس به طعام ولا شراب ثم جاء الفرج أن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا ! قال تعالى ( فنادها من تحتها ألا تحزنى قد جعل تحتك سريا ) . والمنادي قد يكون جبريل قد يكون عيسى قد يكون الله سبحانه وتعالى جعل تحت مريم نهر صغير لتغتسل منه وتشرب وأمرها أن تهز جذع النخلة يتساقط عليها ثمرها الطيب بسهولة ويسر! لكى لا تخاف وتقر عينها وتفرح بالمولود وأمرها بالصمت إذا سألها أحد من أين أتت بهذا الولد ؟ عيسى يتكلم في المهد ! قال تعالى ( فأتت به قومها تحمله ) وبدأالنقاش وبدأ التعريض وبدأت التساؤلات وبدأ الإستهزاء كيف تفعلي ذلك وأنت يامريم من بيت صالح طيب ؟ كيف تأتين الفاحشة وأنت مشهود لك بالكمال والعفاف أنت يامريم مثل هارون أخو موسى ؟أنت يامريم صالحة وجدودك كلهم أتقياء ؟ وغيره من الكلام فلم ترد وأشارت إلى المولود الصغير عيسى وهو في فراشه قالوا لها وكيف نتكلم مع هذا الصغير؟ أنطق الله عيسى وهو في المهد وبرأ أمه من كل التهم التي وجهت إليها وأتهمها بها قومها ! قال تعالى ( إنى عبد الله اتنى الكتب وجعلنى نبياوجعلنى مباركا أين ما كنت وأوصنى بالصلوة والزكوة مادمت حيا . وبرا بوالدتى ولم يجعلنى جبارا شقيا . والسلم على يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا ) قال عيسى إنه عبد الله وليس إبن الله وليس هو الله وليس هو إلاه مع الله خلقه الله كما خلق آدم وقضى الله أنه سوف يأتيني الإنجيل وقد قدر الله أن أكون نبيا وكل هذا سوف يحدث في المستقبل كقوله تعالى ( أتى أمر الله فلا تستعجلوه )! فعل الخير ثم أخبر عيسى بأنه سيكون مباركا من الله في أى مكان أنزل فيه فإن الله يباركه ويجعل الخير فيه وقال عيسى إنه سوف يبرىء الاكمه والأبرص بإذن الله وكذلك سوف يحيي الموتى ثم أن الله أوصاه بالصلاة دائما والزكاة دائما لا ينقطع عنها كما قال عيسى أنه سيكون بارا بوالدته قال تعالى ( وبالوالدين إحسانا ) ثم يواصل عيسى كلامه في المهد قال ولم يجعلنى ربي من أهل الشقاوة والتعاسة ولا متعاليا على الخلق ثم ختم عيسى كلامه . قال تعالى ( والسلم على يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا ) . قول الحق وهذا هو قول الحق في ميلاد عيسى إنه ليس إبن الله ولا هو الله ولا هو ساحر ولا هو لغير رشدة ولا هو إلاه مع الله ولا هو من سفاح . قال تعالى ( إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ) . قال تعالى ( فإختلف الأحزاب من بينهم ) . و الأحزاب هم فرق اليهود والنصارى الذين إختلفوا في شأن عيسى قالوا أنه ساحر وإبن زنا ! وقالوا أنه إبن الله ! وقالوا ثالث ثلاثة ! وقالوا أنه هو الله ! وقال المسلمون إنه عبد الله ورسوله والله يتوعد كل من قال خلاف ذلك وأفترى على الله كذبا عيسى نبي الله إلى بني إسرائيل ونبي الله عيسى بعث إلى بني إسرائيل وكان مؤمنا بالتوراة وبسائر الكتب والنبيين من قبله وليس مخالف لها ورسالة كل من سبقوه من الأنبياء والرسل هى توحيد الله لا إلاه إلا هووحده لا شريك له في الملك وفي الحكم وكان عيسى حاكما بالتوراة وأنزل عليه الإنجيل ليحلل لبني إسرائيل بعض الذي حرم عليهم والإنجيل فيه سبل الهداية والرشاد ومتوافق مع التوراة في أحكامها فيما تدعوا إليه من توحيد الله والله سبحانه وتعالى يأمر أهل الكتاب من اليهود أن يحكموا بالإنجيل ويتبعوه معجزات عيسى وأيد الله سبحانه وتعالى عيسى بالبينات وهى إحياء الموتى بإذن الله وإبراء الأكمه بإذن الله والأبرص بإذن الله وإخبار قومه بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم وكذلك أيد الله عيسى بالمائدة التي أنزلها الله عليهم من السماء ؟ مائدة من السماء ؟ عندما قال الحواريون أصحاب عيسى إبن مريم هل من الممكن أن ينزل الله علينا مائدة من السماء؟ قال لهم عيسى إبن مريم عليه السلام أتقوا الله وأعلموا أن الله على كل شيىء قدير أنه من المفروض أن تكونوا على يقين من ان الله يستطيع أن يفعل ذلك وبسهولة إلا أنهم قالوا . قال تعالى ( قالوا نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا ونعلم أن قد صدقتنا ونكون عليها من الشهدين ) . وطلب عيسى من ربه أن ينزل عليهم المائدة ويكون نزولها عليهم يوم عيد لهم والقادمين من بعدهم قال تعالى ( قال الله إنى منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإنى أعذبه عذابا لا أعذبه أحد من العالمين ) وأنزل الله المائدة من السماء وعليها ثمر الجنة و أكلوا منها جميعا وهذه آية عظيمة يثبت الله بها عيسى ليعلم بني إسرائيل أنه رسول من الله ويخلق من الطين كهيئة الطير وينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأيد الله عيسى إبن مريم بالإنجيل كما أيده سبحانه وتعالى بجبريل الأمين قال تعالى ( ويعلمه الكتب والحكمة والتوراة والإنجيل) والله علم عيسى الكتابة وكان خطه من أحسن الخطوط وعلمه كذلك الحكمة وهى وضع الشيىء في مكانه الصحيح وهى القول المناسب والإصابة و السداد في القول والعمل وعلمه الله التوراة وهى الكتاب المنزل على نبى الله موسى والإنجيل وهو الكتاب المنزل على عيسى وأمر نبي الله عيسى قومه أن يعبدوا الله وحده لا إلاه غيره مكر اليهود بعيسى ؟ ولم يؤمن بني إسرائيل بعيسى رغم كل المعجزات والآيات التي أيده الله بها ؟ ولم يؤمنوا بدعوته إلى توحيد الله وإنه وهم عباد لله تعالى عليهم الإنصياع لأوامر الله والبعد عما نهى الله عنه؟ وأتهم اليهود عيسى بأفظع التهم كما أتهموا أمه بأقبح التهم ! أساس الحوار ! ولما أحس عيسى من بني إسرائيل الغدر والكفر أراد أن يعرف من سيؤيده في دعوته إلى الله ومن سوف يخزله ويتخلى عنه فقال لقومه ؟ قال تعالى ( من أنصارى إلى الله) ليعرف عيسى من المؤمن ومن المنافق فقال له الحواريون . قال تعالى ( نحن أنصار الله واشهد بأنا مسلمون ) أى أن الحواريون يشهدون بوحدانية الله وبالإسلام وهم مع أمة محمد وبعد ذلك بدأ أهل الكفر من بني إسرائيل بالتآمر على عيسى لقتله ! ورتب أهل الكفر من بني إسرائيل ذلك لأن عيسى رجع إليهم بعد أن طردوه هو وأمه دبروا للغدر بعيسى والمكر به والله من ورائهم محيط عليم ! قال تعالى ( ومكروا ومكر الله والله خير المكرين ) لقد كان في هذا الزمان ملك كافر غادر ووشى أهل الكفر والضلال على عيسى لهذا الملك وقالوا أن عيسى ولد زنا ! وإن عيسى يفرق بين المرأ وأهله ! وأن عيسى ساحر؟ فبعث الملك في طلب عيسى وصلبه على الصليب ! ودخلوا على عيسى البيت ليلا ليقتلوه لكن الله رفعه إلى السماء وألقى بشبهة عيسى على واحد من أصحابه فأخذوه وصلبوه ظننا منهم أنه عيسى وأنهم أتموا مرادهم ولاشك أن عيسى سينزل آخر الزمان فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ولايقبل إلا الإسلام وتوعد الله أهل الكفر والمكذبين لعيسى بالعذاب في الدنيا والآخرة .وعيسى من تراب وهو عبد لله ورفعه الله إليه وبشر عيسى بسيدنا محمد قال تعالى ( أن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ) كما خلق الله آدم من تراب بدون أب ولا أم فكذلك سبحانه خلق عيسى من أم بلا أب فإن كان عيسى إبن الله وحاشا لله أن يكون له إبن فمن الأولى أن يكون أن يكون آدم ولدا لله وهذا غير ثابت في أى كتاب من كتب الله ولم يقله لا آدم ولا من جاء بعده من الرسل والنبيين قال تعالى ( بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما ) الله يقدر على كل شيىء والكون كله يعمل تحت سيطرته ولحسابه والله يعذب الكافرين بطرق عديدة مرة بالصيحة ومرة بالرجفة كما فعل مع عاد وثمود ومرة بيوم الظلة كما فعل مع قوم شعيب ومرة بريح صرصر عاتيه كما فعل مع قوم صالح كذلك الله ينقذ أولياءه بالسفينة مرة كما أنقذ نوح من الغرق ومرة يأمر النار أن تكون بردا وسلاما على إبراهيم !ومرة يرسل لهم من يخرجهم من البلدة كما فعل مع لوط ومرة بالرفع إلى السماء كما فعل مع عيسى ليبين لنا سبحانه وتعالى مدى عظمته ومقدرته وأن لا إلاه إلا هو ألوان من العذاب وألوان من الإبتلاءات وألوان من النجاة وتمادى أهل الكفر في طغيانهم وقالوا ! قال تعالى ( إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله) فهكذا يكذبون وهكذا يسخرون والقصد من كلامهم إنا قتلنا هذا الذي يدعي أنه رسول الله وهو إبن سفاح كما قالوا لرسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى ( يأيها الذى نزل عليه الذكر إنك لمجنون ) وقالوا لشعيب . قال تعالى ( إنك لأنت الحليم الرشيد ) رفع عيسى إلى السماء ! وهكذا كان عيسى في البيت مع أصحابه وعلم بقدوم من سيقتله فقال عيسى لأصحابه من منكم مستعد لكى يقتل بدلا مني ؟ فأجاب أحد أصحابه أنا أقوم وأجلس مكانك وأقتل بدلا منك ! وجلس مكان عيسى ومثل دوره فجاء القتله فأخذوه وعذبوه وصلبوه ورفع الله عيسى إليه من فتحة في سقف البيت . وإفترق أصحاب عيسى إلى ثلاث فرق قالت فرقة كان الله فينا ماشاء ثم صعد إلى السماء وهم اليعقوبية , وقالت فرقة كان فينا إبن الله ماشاء ثم رفعه الله إليه وهم النسطورية , وقلت فرقة كان فينا عبد الله ورسوله ماشاء ثم رفعه الله إليه وهم المسلمون , هذا والسبب في الشك في قتل عيسى أنه كانت هناك أخبار مؤكدة أن الذين كانوا داخل المنزل الذي كان فيه المسيح مع أصحابه قبل دخول القتلة من بني إسرائيل عيهم لقتل المسيح عيسى إبن مريم إحدى عشر فردا بخلاف المسيح وبذلك يكون المجموع إثنى عشر, وبعد أن قتلوا واحدا منهم ظنا منهم أنه المسيح كان العدد إحدى عشر فردا بما فيهم المقتول ؟ ولم يعرفوا أين ذهب الثاني عشر كان الله قد رفع عيسى إلى السماء ! قال تعالى ( وما قتلوه يقينا ) أى إنهم لم يتأكدوا من قتل المسيح بل هم في شك منه مالهم به من علم إلا إتباع الظن؟ قال تعالى ( وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم ) والله هو الغالب دائما وعيسى عند الله في السماء وعند نزوله إلى الأرض سيؤمنون به جميعا أى اليهود ولكن لن ينفعهم هذا الإيمان وكذلك من أهل الكتاب من النصارى من سوف يؤمن بعيسى عند موته ولن ينفعه ايمانه أيضا لأنه آمن به عند الموت لأن النصارى إذا آمنوا بعيسى عبد الله ورسوله كان لابد لهم أن يؤمنوا بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أما من يقول أن عيسى عبد الله ورسوله في حضرة الموت فقط لن ينفعه إيمانه حتى ولو آمن بسيدنا محمد المسيح عبدا من عباد الله . قال تعالى ( وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إنى تبت الئن ) قال تعالى ( لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملئكة المقربون ) قال تعالى ( لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم ) قال تعالى ( لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلثة وما من إلاه إلا إله وحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم ) كان على اليهود والنصارى أن يؤمنوا بعيسى عبد الله ورسوله لحظة ميلاده وفي حياته وبعد موته ولو فعلوا ذلك لآمنوا بسيدنا محمد وعيسى لم يقل لأحد أتخذوني وأمي إلاهين من دون الله ! بل قال لهم أعبدوا الله ربي وربكم ما لنا من إلاه غيره . قال تعالى ( وإذ أوحيت إلى الحوريين أن آمنوا بى وبرسولى قالوا ءامنا وأشهد بأننا مسلمون ) . ويوم القيامة سيسأل الله عيسى هل قلت يا عيسى للناس أعبدوني وأمي من دون الله ؟ ويرد عيسى قال تعالى (ما قلت لهم إلا ما أمرتنى به أن اعبدوا الله ربى وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتنى كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيىء شهيد ) عيسى يبشر بسيدنا محمد !! وعيسى من أولي العزم من الرسل وقد بشر عيسى بقدوم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام . قال تعالى ( وإذ قال عيسى ابن مريم يبنى إسرائيل إنى رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدى من التوراة ومبشرا برسول يأتى من بعدى اسمه أحمد فلما جاء بالبينت قالوا هذا سحر مبين ) وعلينا نحن المسلمون الموحدين بالله أن نتشبه بالحواريين في مناصرتهم لعيسى إبن مريم قال تعالى ( يأيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من أنصارى إلى الله قال الحواريين نحن أنصار الله ) هذا وقد أيد الله الحواريين ببعث سيدنا محمد فكان مصدق لهم ولكلامهم ونحن المسلمون نؤمن بجميع الرسل لا نفرق بين أحد منهم . إنتهت إبراهيم مرسي
