كون حكومة تونس أقرت قانون المساواة بين الرجل والمرأة في الميراث فهي وشأنها .. لكن ذلك لا يعني لنا أنه الصحيح .. وكون مفتي أستراليا طالب تطبيق تلك المساة في بلاده فذلك لا يعني أننا نرى المساواة صائبة .. ومُناداة أصحاب الرأي تطبيق هذه المساواة في دولهم فذلك يعني لنا أنهم على الفكر الضال .. و تأييد أستاذ الفقة المقارن سعد الدين الهلالي بأزهريته المساواة بين الرجل والمرأة في الميراث من خلال فلسفة الحق والواجب .. فذلك يعنى لنا أنها فلسفة التصادم مع كتاب الله .. وقد جاء رد فضيلة شيخ الأزهر على الجميع في مسألة الميراث ردا حاميا للسنة الشريفة في قوله : إن رسالة الأزهر خاصة ما يتعلق بحراسة دين الله رسالة عالمية لا تحدها حدود جغرافية ولا توجهات سياسية وهذا ما ينتظره المسلمون من أزهرهم الشريف ولا يقبلون به بديلا .. وقد حمل رأى فضيلته الرد الحاسم القاطع في مسألة الميراث بقوله: ( لا مجال للاجتهاد في آيات المواريث، نرفض تدخل أي سياسة للمساس بعقائد المسلمين وأحكام شريعتهم ) جزاه الله خيرا .. وبجانب الأزهر الشريف .. نقول بإذن الله .. الفكر يُقابل بالفكر .. وفلسفة الحق والواجب هذه واقعة فيما بين الناس .. فإن كان من حقك أن تعمل فواجبك القيام بالعمل .. أما بيننا وبين الإله فهو الحق .. والواجب القيام بالفروض والأوامر والنواهي الإلهية دون تخيير بوضعها تحت الإرادة البشرية قبولا أو رفضا .. بل وضع كل الفلسفات تحت الإرادة الإلهية بأوامر ونواهي الإله وفروض الإله الحق .. ما وافق الحق قبلناه وما خالفه ردناه ومحوناه وأظهرنا الصحيح من كتاب الله .. والصحيح من كتاب الله أن الميراث فرض بأنصبة مفروضة فرضها الإله الحق .. وقد بلغت الألف حالة في التقسيم كما وقفت .. جميعها تحت مظلة الأنصبة لكل وارث نَصِيبًا مَّفْرُوضًا في قوله تعالى : ( لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا ) .. نَصِيبًا مَّفْرُوضًا فرضه الإله فرضا وجميع الأنصبة المفروضة من الإله سبحانه أخبرنا بها في وصيته الإلهية لتكون الأنصبة في جميع تفرعاتها فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ في قول الحق تعالى: ( يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ فَإِن كُنَّ نِسَاء فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا ) .. وما قدمه الأستاذ الدكتور محمد عنتر أبو ريه في السابق برهن على أنه من سادات أهل الأرض وأحد علمائها النادرين .. و تقديمه الأخير في مسألة الميراث لهو إضافة علمية جديدة كتب فيها : يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين. جدل كبير اتسع صداه ومداه حتي وصل مابين المحيط والخليج ليزج بالأمة في أزمة لا يعلم مداها إلا الله. وترك هذا الأمر شباب هذه الأمة بين أمواج من الصراع والفتن. وترك العلماء أفراد هذه الأمة في منتصف الطريق في بحر لجي وفي ظلمات إذا أخرج المرء يده لم يكد يراها. والأمر هين ولين نراه في التفسير التالي: يقول المولي عز وجل للرجال نصيب مما إكتسبوا وللنساء نصيب مما إكتسبن. استخدم المولي عز وجل لفظ نصيب عندما تحث عن الجمع، واستخدم المولي عز وجل لفظ حظ عندما تحدث عن المفرد. فالنصيب هو المقدار المعلوم لكلا الطرفين الذكور والاناث. أي مقدار ميراث مجموعة من الرجال في ميراث ما هو كذا، ومقدار ميراث مجموعة من النساء في هذا الميراث هو كذا. أي مثلا : الثلثين للرجال والثلث للنساء في هذا الميراث. فأصبح لفظ نصيب هو الأدق لأنه مقدار ما معلوم. أما عند الحديث عن المفرد فلم يُعرف بعد مقدار الأنثى ولا الذكر. فقد تحصل الأنثى في أسرة ما علي الثمن، وقد تحصل الأنثى في أسرة أخري علي الربع من الميراث، فالثانية حظها أوفر من الاولي. فاللفظ الأدق هو حظ وليس نصيب. وهذا في حالة المفرد. وقال المولي الأنثيين ولم يقل الأنثتين، لان الأنثيين مثنى مفرد أما الأنثتين مثنى جمع، أي أن الذكر له حظ أنثى مضاعفة في نفس الميراث، أما لو قال المولي الأنثتين فإن هذا الامر قد يفتح الباب لجمع حظ أنثى من ميراث ما مع حظ أنثى من ميراث آخر ويكون هذا مقدار نصيب الذكر وهذا غير صحيح. فالفظ القرآني دقيق للغاية حتى لا يحدث هذا اللغط. حظ الأنثيين أي مقدار نفس حظ الأنثى في ميراث ما مرتين. لذا الميراث الصحيح هو أن للرجل ضعف المرأة. و هذا اجتهادنا .. ولن يستطيع كائنا من كان أن يطفئ نور الله في مصر بآراء متصادمة مع كتاب الله ولا بأقوال لا تغني ولا تسمن من جوع .. فقد باتت مصر بعلمائها الفاهمين منارة ونور الدين .. ونحن على مسافة قريبة من خروج النور والعلم من مصر للعالم كله .. و حتى يكون ذلك إنشاء الله .. ف الميراث فرض بأنصبة في وصية إِلهيّة: .. باحث إسلامي علاء أبوحقه