كتبت فى مقال سابق بعنوان ساعة مبارك عن عجلة الزمن وكيف تسرب الركود الى نفوسنا جميعا من القياده الى القاعده الشعبيه العريضه حتى ظن الجميع ان هذه هى عجلة الزمن الحديثه ولكننا فوجئنا بأن الشباب لديهم ساعة أخرى ثوانيها مثل الساعة عندنا وفى آخر مقالى قلت انه هل يستطيع الجميع ان يضبطوا ساعاتهم على ساعة الشباب ولم اكن اقصد ان يتنحى الجميع لهم لكى يكونوا بمفردهم ولكننى كنت اقصد ان يحدث التفاعل والانسجام بين الكبار والشباب لأن كلا الطرفين محتاج للاخر ...... فالشباب يعوزهم خبرة الحياه وتراكم المعرفه والمسانده فكريا وأدبيا وماديا .... والكبار يعوزهم التطور والإنطلاق ولغة العصر عبر الانترنت والكمبيوتر وشبكات التواصل الاجتماعى .... تسليم الرايه من جيل لآخر لايأتى بمحضر رسمى فى ميدان عام أو فى احتفال رسمى بل يشبه استمرار الحياه على الارض فى تدفق موجاتها وتتابعها لدرجة انك ربما لاتحس بهذا التسليم والتسلم . لقد فاجأتنى الايام الاخيره بمرارة شديده حيث ادركت ان جميع عجلات الزمن باتت متوقفه تقريبا وأنه تم تهميش الشباب الذى كان وقود الثوره والتغيير بل والقدح فى هويته وتوجهاته وإعتبار ان كل شىء يصدر عنه ماهو إلاطيش وتهور بل ومؤامره ...... لقد راعنى مارأيت فى الايام الأخيره والتى برزت فيها أحداث استاد بورسعيد ومانجم عنها من وفاة 74 شاب ولكن الذى راعنى أكثر هو ردة الفعل على هذا الحادث اللاإنسانى المشين ...... فتحضر الدول لايقاس بقدرتها على منع الجريمة تماما فالجريمه حدثت وتحدث كل يوم وفى كل العصور وفى كل المجتمعات ... انما يقاس تحضر الامم برد فعلها على هذه الجريمه ليس بالتسابق على ابواق الإعلام للتشهير والتشكيك وإعتلاء المنصات وإظهار البطولات والنعرات والسفاهات ..... كل هذا يمكن تصنيفه تحت عباءة الفوضى الاخلاقيه والضعف الانسانى بين الاحلام التاريخيه والاحلام اليوميه والاحلام الهزليه .....لقد انخرط الجميع كالعاده وحسب التوقيت الماضى فى تبادل الاتهامات وتسفيه الحدث وتسطيح المشكله وإثبات انه موجود وانه وكيل الحق والحقيقه ......الجميع متفق على ان هناك مؤامره ولكنه لايعرف حقيقتها ولا مدبرها ولا فعالياتها ...... أنا متفق مع الجميع ان هناك مؤامره ولكننا تجمدنا جميعا عند اللحظه ولم نسمح حتى لعقولنا ان تفكر فيما هو آت . اذا كان الذى حدث هو مؤامره فإنه لاشك ان هناك حلقات اخرى يتم تدبيرها ليصل المتآمرين الى مبتغاهم ...... الان يتم اشغال الشرطه بل والبلد كلها بمظاهرات تحاصر وزارة الداخليه وهناك على الاطراف حوادث سرقات مسلحه وحوادث اختطاف وحوادث قطع طرق ... العقل والمنطق ان كل هذه الزوابع هى للتغطيه على حدث اكبر واكثر ايلاما واشد شراسة وتأثيرا بغرض وضعنا فى سيناريو الفوضى الخلاقه ....لدى احساس كبير ان هناك حدث آخر على الابواب وانه سيحدث فى المكان والزمان الغير متوقعين ... لنقف جميعا متكاتفين ولنفكر أين ومتى سيأتينا هذا الوحش الكاسر ولنكن جميعا شركاء فى حب ديننا ووطننا ونشرك ونشارك الشباب الذى يمتلك قدرات أذهلتنا جميعا لنكون قد قمنا برسالتنا على الارض متحالفين متآلفين يشد بعضنا بعضا.