تحية طيبة وبعد .. في عالم غير عالمي، ووطن غير وطني، والسحاب يملأ السماء، وأشجار بلا عصافير، ومطر ينهمر من السماء يرسلنا إلى ذكرياتنا وأحبتنا، نعلم جيدا أن الغربة كربة، بلا قلب، لكن دائما نجد ما يخفف علينا الغربة . من الصعب إيجاد أصدقاء حقيقيون، ومن الصعب تركهم ونسيانهم، الصديق في الغربة بمكانة الأهل والوطن، فالغربة تجعلك تتعلق جدا بأي صديق تلمس فيه الوفاء والإخلاص، نتمسك بأي صديق نرمي عليه همومنا وحمولنا أو أحد يسأل عنا ويهتم بنا وتعنيه شؤوننا . الغربة كنافذة زجاج أصابه السرطان، ننظر به إلى أيامنا، ولكن نجد به جزءا صافيا، نطل منها على أحلى ما في الدنيا، ونرى من خلالها كل المعاني الجميلة، أشخاصا يمتلكون الإنسانية والصدق. عبدالله الرويلي أو أبويزن، أكتب هذه الكلمات التي تبدو أنها كلمات بسيطة لكن في جوهرها مشاعر كثيرة وأيام طويلة، ومهما نطقت الألسن لن أوفيك حقك . إنني أجلس أمام ورقة الكتابة، لأكتب كلمات ليست كالكلمات، بلغة عفوية، ولكن كلما مسكت قلمي ازددت حيرة، لا أجد طريقة مرضية لتمضية هذا الثناء، لأنك لا تشبه أحدا، فبأي الكلمات أبدأ!!.. بأي الكلمات يكون وصفك !! كلمات تصف مواقف عشتها معك، حالة متفردة من الإنسانية، قلم حائر، هنا العديد والعديد من البشر، الطرقات، أرصفة، متاجر، قطرات الندي على زجاج السيارات، الزحام موجود، لكن وسط هذا الضجيج تبقى أنت صديق الغربة . شكرا صديقي العزيز، تبقى الغربة بك شكلا آخر، أياما جميلة . صديقك المخلص