التخزين الخامس خلال أيام.. خبير يفجر مفاجأة بشأن سد النهضة    الجيش الأمريكي يعلن شن هجمات على أهداف للحوثيين باليمن    رئيس قبرص ردا على حزب الله: نحن جزء من الحل لا المشكلة    بوتين: روسيا ستواصل تعزيز العلاقات وتطوير التعاون مع فيتنام    كتائب القسام: أطلقنا طائرة زواري الانتحارية تجاه القوات الإسرائيلية في مستوطنة حوليت    الإيطالي مونتيلا مدرب تركيا: عشت يومًا مثاليًا في عيد ميلادي    بعد بيان الأبيض.. اتحاد الكرة يبحث عن حكم أجنبي لإدارة قمة الأهلي والزمالك    إيقاف قيد نادي مودرن فيوتشر.. تعرف على التفاصيل    وفاة عروسة أثناء حفل زفافها بالمنيا    نجاح موسم الحج وسط دعوات الحجاج بحفظ مصر    مصرع عامل نظافة تعاطى جرعة زائدة من المواد المخدرة بالجيزة    الأرصاد تكشف عن تفاصيل طقس الصيف والظواهر الجوية المصاحبة له    yemen exam.. رابط الاستعلام عن نتائج الصف التاسع اليمن 2024    «آخرساعة» في سوق المدبح القديم بالسيدة زينب| «حلويات المدبح»    انفجارات واشتباكات مسلحة مع الاحتلال بالضفة الغربية    «إن كنتم تناسيتم ذلك أنا لم أنسى».. تعليق مثير من محمد عواد بعد إحالته للتحقيق    الركود يسيطر على سوق الذهب وإغلاق المحال حتى الإثنين المقبل    تشييع جثامين أم وبناتها الثلاث ضحايا حادث انقلاب سيارة في ترعة بالشرقية    هل يسمع الموتى من يزورهم أو يسلِّم عليهم؟ دار الإفتاء تجيب    بعنوان «قلبي يحبك يا دنيا».. إلهام شاهين تُعلن عن فيلم جديد مع ليلي علوي وهالة صدقي    تحت سمع وبصر النيابة العامة…تعذيب وصعق بالكهرباء في سجن برج العرب    تراجع سعر الفراخ البيضاء واستقرار البيض بالأسواق اليوم الخميس 20 يونيو 2024    كندا تصنف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية    خاص.. موقف الزمالك من خوض مباراة الأهلي بالدوري    قمة أوروبية.. جدول مواعيد مباريات اليوم والقنوات الناقلة    «من أجل كايزر تشيفز».. بيرسي تاو يضع شرطًا مُثيرًا للرحيل عن الأهلي (تفاصيل)    "تاتو" هيفاء وهبي وميرهان حسين تستعرض جمالها.. 10 لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    حمدي الميرغني يوجه رسالة ل علي ربيع بعد حضوره مسرحية "ميمو"    تامر حسني يشعل حفله بكفر الشيخ رابع أيام عيد الأضحى (صور)    بعد نجاح زراعته في مصر.. هل الكاسافا هو البطاطا؟ الزراعة تجيب    تفاصيل جريمة قتل اب لأبنته فى المنيا    مصادر: معظم الحجاج المتوفين من غير النظاميين ولم يحصلوا على تراخيص    معظم الحجاج المتوفين خلال موسم حج هذا العام من المخالفين    سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الخميس 20 يونيو 2024 في البنوك    المركزي الكندي يدرس الانتظار حتى يوليو لخفض معدل الفائدة    وزير الرياضة ينعي مشجع نادي الزمالك    وفاة الناقد الأدبي محمود عبدالوهاب    فرقة أعز الناس.. سارة جمال تغني "ألف ليلة وليلة" في "معكم منى الشاذلي"    الخارجية الروسية تنفى وجود اتصالات منتظمة حول قمة السلام    إقامة نهائى كأس الجزائر بين المولودية وشباب بلوزداد فى عيد الاستقلال    حظك اليوم| برج الجدي الخميس 20 يونيو.. «ثق بقدراتك»    حظك اليوم| برج الدلو 20 يونيو.. « الابتكار يزدهر بالأصالة»    ارتفاع رصيد الذهب فى الاحتياطى الأجنبى لمصر إلى 456 مليار جنيه    هيئة الداوء تحذر من 4 أدوية وتأمر بسحبها من الأسواق لعدم مطابقتها للمواصفات (تفاصيل)    هيئة الدواء المصرية: تلقينا 1500 شكوى واستفسار منذ مطلع الأسبوع الجاري    مشروبات صحية يجب تناولها عقب لحوم العيد (فيديو)    تعرف علي المبادرات التي أطلقتها الدولة المصرية لتدريب الشباب وتأهيلهم وتمكينهم    إحالة مديرى مستشفى "ساقلتة" و"أخميم" للتحقيق لتغيبهما عن العمل فى العيد    بخطوات سهلة.. طريقة عمل كفتة داود باشا    بعد انتهاء أعمال الحج.. علي جمعة يكشف عن آداب زيارة مقام النبي والمسجد النبوي    تنسيق الجامعات 2024.. شروط القبول ببرنامج بكالوريوس الطب والجراحة (الشعبة الفرنسية) جامعة الإسكندرية    إجازات شهر يوليو 2024.. تصل إلى 11 يومًا    هل ينتهي الغياب المتكرر دون إذن إلى فصل الموظف من العمل؟    مايا مرسي تستقبل رئيس الوكالة الإسبانية للتعاون الإنمائي    ما هي علامات قبول الحج؟.. عالم أزهري يجيب    بحد أدنى 224.. تعرف على مجموع الالتحاق بالثانوية العامة فى المحافظات    علي جمعة ينصح: أكثروا في أيام التشريق من الذكر بهذه الكلمات العشر    ما هي الأشهر الحرم وسبب تسميتها؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مع كتاب وأقلام جريدة شباب مصر الحلقة الخامسة : الاديب زياد صيدم
نشر في شباب مصر يوم 05 - 01 - 2012

أتاحَت جريدة ( شباب مصر) الإلكترونيَّة إمكانيَّة المُشارَكة المباشرة للقارئ في عمليَّة التحرير، من خلال نشرها للتعليقات التي تُوفِّرها للقرَّاء؛ بحيث يُمكِن للمُشارِك أنْ يكتب تعليقَه على أيِّ مقالٍ أو موضوعٍ، ويقوم بالنشر لنفسه أيضا عبر مقالة او خبر او قصة او قصيدة بقلمة هو ، معبرا عن ذاتة وما يدور في مخيلتة ويريد الكتابة عنة في نفس اللحظة ، مما يؤدى الي حدوث تفاعل مباشر بين القارئ والكاتب ، حيث يمكنهما أن يلتقيا في التوّ..واللحظة معا برغم ما قد يكون يفصلهما من البعد المكاني بينهم بمسافات ، قد تقطعها قطارات او طائرات او حتي ما بين القارات وبعضها البعض حيث لا يستلزم الأمر سوى استخدام مفاتيح جهاز الكمبيوتر لحدوث التلاقي والحوار، لتجمع العديد من الجنسيات التي تتحدث لغة الضاد ،عبر بلاد ،عديدة ،ويوجد بموقع جريدة( شباب مصر) كتّاب من السعودية ومن المغرب، من السودان ومن الاردن وليبيا
فهي صحيفة استَطاعتْ أنْ تَعبُر القارَّات، وتتخطَّى الحدود وبذلك كان تميز جريدة شباب مصر الأكثر انفتاحًا وسَعةً؛ حيث أصبح بمقدور مَن يَشاء
الاسهام في إيصال صوته ورأيه لجمهورٍ واسع من القرَّاء،في حدود معيَّنة من أحترام الغير ، وعدم الاساءة لشخص حينما يحدث اختلف في الاراء او وجهات النظر ، وهذا امر معروف بالمواقع ذات الاحترام والتقدير عبر الشبكة العنكبوتية ،وبالطبع فإنَّ الحريَّة التي تميَّزت بها الجريدة ،منذ البداية، وسرعة تداول المعلومات بها ، هو الذي حفَّز الجميع للاهتِمام والتوجد المستمر بالكتابة والنشر بها،
لتصبح جريدة شباب مصر موقع يحتوي على مقالات وموضوعات، وأفكارٍ وأطروحات ورؤىمتابينة تعبر عن وجهات نظر اصحابها عبر كافة البلدان وليست محصورة في الوطن الام مصر ، ولكنها تعبير لريادة مصر في احتضان كافة الابداعات الخارجة من ارض الوطن ككل ،لانشاء الحوارالجاد والمفيد، واجتِذاب عددٍ كبيرٍ من الزوَّار، واستِقطاب المتصفِّحين الذين يضَعُون فيها آراء وأفكارًا حرةً ، ثم ومن خلالها بدأ أصحاب الآراء الواحدة يُشكِّلون فيما بينهم مجموعات داخلها يَتبادَلون خلالها التعليقات علي المنشور بها في مختلف الاهتمام الثقافي والابداعي لكافة الادباء العرب في مجال الكتابة ومنهم الاديب الفلسطيني المتميز الاستاذ / زياد صيدم.

الاديب زياد صيدم ..بوح يحتاج الي الانصات
*****
الاديب / زياد صيدام.. لة تواجد ملحوظ ومستمر وملفت بجريدة شباب مصر من خلال ما ينشره من مقالات، أوقصة ،أو القصة القصيرة جدا ،ومن المعلوم أن أي نص سردي يهفو مبدئيا إلى الإختلاف... والتجربة، وأي تجربة يكون في رحمها كل الروافد النفسيةوالاجتماعية ..و.. الإيديولوجية والثقافية ، وهي تروم للخروج عن الثابت في المعروف من السردية السائدة.
لقد كتب الشرق ومن قبل نظرالغرب عن هوية الذات المنكتبة، ورامت الكثير من الدراسات والمقاربات النقدية والفكرية ،أن ترسم ما يحدد تميز الكتابة وخصوصية تجربتها... فما الذي يميز الابداع الصادر من الذات الفلسطينية ،خصوصا بما لها من خلفية أوجاع في قلب كل مواطن مسلم أو عربي ؟؟ أنها رمزية الوجع الفلسطيني المغموس في محبرة الكاتب الفلسطيني من قهر الاحتلال..فتكون هي القوة الفيزيقية التي تؤهل الكاتب للتعبير عن المؤاطن الفلسطيني، الانسان والمكان..،وهنا نجد ان الكاتب زياد صيدم حينما يقوم هوه بتقديم نفسة نجدة يقول :-
الاسم: زياد يوسف صيدم ، من عائلة مهجرة قسرا من قرية عاقر قضاء الرملة عام 48 إلى مخيم النصيرات حيث ولدت بتاريخ 23 /8 /63 تربيت وترعرعت وأنهيت دراستي الثانوية العامة في مخيم النصيرات عام 81 .
الحالة الاجتماعية: متزوج ولى 6 أطفال / 3 بنات و3 صبيان
خريج كلية الهندسة المعمارية /ايطاليا.
العمل الحالي: أعمل بدرجة مدير دائرة في وزارة التخطيط في غزة.
أتقن اللغة الايطالية كتابة وقراءة وأتحدث الاسبانية وقليل من الانجليزية.
أما ما يميزالأدب الفلسطيني (ان صح التعبير ) فهو كونه أدبا قبل كل شيء منتميا لقضية،يعيش في محاولة لخروج الابداع والتعبير عن الذات وتحريره من مختلف أشكال التربص والمصادرة والملاحقة ...،، ونفسح المجال امام الاديب زياد صيدم لااستكمال ما يريد الاخبر عن شخصة:-..
تم تعييني بكتاب من الأخ / الشهيد الرمز /أبو عمار رحمه الله في وزارة التخطيط بدرجة (رئيس قسم) .وهنا بدأت طريقي المهنية في بعض الانجازات أذكر منها...
# انجاز خطة متكاملة لتحسين الأوضاع المعيشية وإعادة الاعمار في المخيمات الفلسطينية ضمن الخطة الوطنية الخمسية التي أنجزتها الوزارة حيث كنت مسئولا عن مشروعات مخيمات اللاجئين في الخطط الوطنية .وتم مكافئتي بعدها بترقيتي إلى درجة مدير دائرة بموافقة الأخ أبو عمار ضمن قائمة كفاءات ولجنة خاصة للترقيات.
# عضو في اللجنة الوطنية والإسلامية لمقاومة التمدد الاستيطاني في قطاع غزة و عضو اللجنة الفنية لها.
# عضو اللجنة الفنية لمناقشة الاعتراضات على المخطط الاقليمى لقطاع غزة في وزارة الحكم المحلى الذي تم انجازه في وزارة التخطيط وعضو في اللجنة الفنية للمناطق الحرة و الصناعية فيه.
# عضو اللجنة الفنية التي أشرفت وناقشت جميع المخططات الهيكلية لكل القرى والمخيمات بعد توسيع التفوذ البلدي فيها.بعد دخول السلطة.
# عمل دراسات كانت تعرض في الوزارة ضمن الانجازات الهامة وكانت مرجعا لكثير من طلبة الجامعات منها:
( دراسة بعنوان: مقاومة التمدد الاستيطاني في قطاع غزة .// المخططات الاسرائيلية في عرقلة واحتواء المخططات الإستراتيجية الفلسطينية.// التمدد العمراني في قطاع غزة قبل وبعد قدوم السلطة الوطنية .// الاحتياجات الأساسية لتطوير مخيمات اللاجئين في فلسطين .// وكالة الغوث و مخيمات اللاجئين إلى أين.//)
*****
خارج العمل
# لي تصاميم لبعض الفلل التي أنجزت في مدينة الزهراء بعد قدوم السلطة لاقت إعجابا كبيرا وكثير من المساكن ومنازل الأصدقاء والعائلة حتى أنهم أطلقوا على لقب مهندس العائلة حيث صممت معظم المنازل لهم في فترة ما بعد قدومي مباشرة والى ما قبل الأزمة الاقتصادية الحالية.وكانت لي لمسات إنسانية لتصميم مركز المعاقين بداية في النصيرات والذي كان سببا في تلقى الدعم من المؤسسات الخيرية فتم هدم المكان القديم وإنشاء آخر بشكل أكثر ملائمة واتساعا أفقيا وواجهته التي أخذت شكل زهرة اللوتس .
إن هذاالتعيش الملغم تحت سيطرة الاحتلال(ارض / وطن/ إجتماعي / سياسي) هو ما يلغم الكاتب والكتابة.. ويفرض تمييزا واضحا ، ومفارقة في استخدام الكتابة القصصية للكاتب ،عبر اكتسبة هذة الخبرات في الهندسة المعمارية ،التي سنلاحظ تاثيرها في ابدعاتة خصوصا القصة القصيرة جدا..فهو يقول عن كيفية دخولة الي عالم ألكتابة :-
# لم أنسى أنى معماري وعندي من الحس الفني كما وصفوه كثيرون بالمرهف والانسانى والذي وائم المجتمع العربى والبيئة الإسلامية بالرغم من كونى خريج دولة غربية .
# بدأت هواياتي منذ الصغر بالرسم ثم تطورت إلى الرسم بالزيت على لوحات كنت أعدها بنفسى للغرض في فترة الدراسة الثانوية لي وحتى الآن أحتفظ في أرشيفى الخاص بعيدا عن عبث أيادي أولادي ببعض منها سواء بالقلم الرصاص أو تلك بألوان مائية وزيتية....
# من هواياتي المفضلة بعد دخولي في أربعينيات العمر الكتابة سواء المقال أو القصة أو القصةالقصيرة جدا ، والتي تتسم بنقل نبض الشارع والنقد السياسي والاجتماعي لكل التجاوزات لكل القوى السياسية ،وأشعر بسعادة غامرة بالتواصل خاصة مع الأقلام العربية، التي تتسم بالبعد القومى، والقريبة من القضية الفلسطينية وشعبها الأبى
والقصة القصيرة كنص للبوح ومنصة للسرد من أجل توثيق زمن الذات والحدث والواقع المعاش ، ما هو الا مؤانسة لإخراس آهات الألم أو اجتذاب الحلم..، وهي مؤانسة لرتق فصول الزمن.. وتخليد أعمارالأجيال.. وهي أخيرا.. مسامرة مغمورة بمكرالكلام المباح.. لمراوغة الموت المتربص تحت نيران الاحتلال .. لذا جاءت قصصه تعبيرا للحكاية وسردا عربيا.. سردا تأريخيا بالمفهوم النظري ..لأن تاريخ العرب من جانب آخر ..،تاريخ حكي ورواية.. ولأن العشرات من المؤلفات والمدونات التاريخية حبرها رواة طافوا بالأسواق القديمة ورافقوا السلطان في تفقداته أوالقائد في فتوحاته.. أوالجماعة في ترحالها الروحي بين الشتاء والصيف..،.. ثم تحولت الحكاية مع الأزمنة والتلاقح الثقافي والتطورالفكري ونشوء الصحافة إلى وعاء لترصد اليومي في ومضته الاجتماعية العابرة
*****
وهذة بعض النماذج من ابداعات القاص / زياد صيدام في مجال كتابة القصة القصيرة ..حيث (وسامح تقصيرى)لا يمكن الاشارة الي باقي الانتاج الفكرى للاديب زياد صيدام من مقال او قصة ولكن هذا مختصر قصير وعرض لشرائح الكتابة في مجال القصة القصيرة جدا كنموذج أو اشارة عن هذا القاص المتميز
*****
(قصص.ق.ج)
ل زياد صيدم: كاتب وقاص / غزة / فلسطين
(أحذية من جواهر)
جاء ملتحفا برداء الدجل.. مزهوا كما هي عادته.. اشرأب وتبجح نفاقا .. و لا يزال ركام مآسيه تفوح من رماد يحترق من خارج القاعة.. من الجمع المحتشد.. انطلقت أحذية زيديه صوب الزعيم الأوحد .. تعلن له ترحيب من نوع خاص .. طال انتظاره .!!
****
توجه ضاربا عرض الحائط بنصائح وتقارير عديدة.. كانت تحثه على عدم القيام بزيارته تلك.. في باحة الأقصى الملتهب المتأهب.. تلقفته الأحذية والحجارة التي استمرت ست سنوات متتالية .. حتى انتهى في غيبوبة دائمة إلى اليوم .!!
****
أرادوا اختبار صبر الزعيم الشرقي الكبير في حقبة الحروب الباردة.. فحركوا عابرات القارات .. فقصد عقر دارهم .. قارعا آذانهم بحذائه.!!
****
في القرن الثاني والعشرون !.. قرر زيارة إحدى البلدان العربية بعد إلحاح وترجى..كان غرض الحاكم تثبيت أركانه المهتزة بتلك الزيارة التاريخية.. لم يكن احد في انتظاره على ارض المطار ؟.. تم توجيه الموكب إلى اقرب مسجد.. هناك كان الكل في انتظارهم حفاة .. في عيون المدعوين من كبار القوم كان يطل تساؤل مستهجن .. اكتفى رئيس الدولة بابتسامه خجولة .. وهو ينحني باستحياء أمام الضيف الكبير.!!
*****
( عجز )
كان يستعيض بلسانه الجهور نهارا .. عندما يفتقد سرجه ليمتطى مهرته ليلا !!
****
زفوه للمرة الرابعة على أمل بحمل ..عندما وطأت قدماها حوش بيته العامر، ترافقهما فجاجة وعجرفة أمه .. كانت ثلاثتهن بالانتظار، يتبادلن غمزا تهن الساخرة !!
****
في بداية كل عام يقيم حفلة زفاف جديدة..ينبهر الحضور بترف المكان وجمال عروسه.. تسرى الهمسات بقدراته وفحولته.. ينتشي من نظراتهم إليه ..في نهاية كل عام، يطلقهن رادا إليهن كل حقوقهن، ويزيد من كرمه وعطاياه ؟ كن يغادرن قصره الوارف، كواعب أترابا !!
*****
ومضات رمضانية ( كعك العيد)
كل عام وأنت بخير يا أبو العيال.. قالتها وهى تبتسم أمامه وعلى لسانها كلام تريد قوله .. – وأنتِ بخير وجميع امتنا وأسرتنا كلهم بخير أجابها قبل أن يغير ملابسه استعدادا للخروج قليلا لتمرير بعض من الوقت قبل الإفطار كعادته اليومية.. – فتحت قبضة يدها على ورقة مطوية ثم أردفت بقولها: هذه قائمة مستلزمات كعك العيد أعاده الله علينا بالخير والبركات.. وما تزال البسمة على محياها الباسم.. ضحك أبو احمد وهو يلتقطها ثم دسها في جيبه ومضى خارجا.. سمع آخر جملة وقد رنت بأذنه: ربنا يخليك لنا يا رب سترا وعونا يا أبو احمد .. فالتفت إليها ولفت نظره بريق يشع من عينيها وان بقى على الإفطار ساعة من الزمن فقط..!
تجول أبو احمد قليلا في الشارع العام المكتظ بالمتجولين يبتاعون الخضار و حلويات رمضان والفلافل المحشوة بالبصل والسماق والحمص والعصائر المختلفة .. اشترى بعضا من الخضار والمخللات فقد نفذت الكمية التي ابتاعها بداية الشهر.. ثم عرج إلى السوبر ماركت الذي يتعامل معه منذ سنوات طويلة وتحديدا من بداية افتتاحه حتى أصبح من زبائنه المشهورين والمرحب بهم لحسن معاملته ودماثة خلقه..
عاد محملا بأكياس بلاستيكية وقد احتوت على جميع الأشياء التي كانت في القائمة دون انتقاص أي منها.. هكذا اخبر أم العيال فور دخوله البيت.. بعد أن حمد الله على نعمته حيث اختصرت عليه العودة ثانية للسوق والبحث في أماكن أخرى كما حدث معه في رمضان الماضي..
بحلول الليل وقبل موعد السحور.. التفت إلى أم أحمد متفرسا وجهها ومركزا في عينيها.. كان كمن يبحث عن أمر ما ؟.. تهلل في داخل نفسه فرحا.. لقد وجده.. انه البريق في عينيها لا يزال متقدا..!
*****
(القرموطى والجوال)
القرموطى :
أشار طاعن بإصبعه المرتجف نحو ألعبان يسعى .. وما فتئ يكرر على مسامعهم: احذروا مزور التاريخ هذا ..المتدحرج من سلالة القرامطة !!
جوال :
تنقل كثيرا في ارض الله الواسعة.. داهمته السنين.. فزاد حمله، وتضخم قلبه، فحمله على ظهره ومضى.. وما يزال يضرب الأرض جوالا.. حتى احتوته شباكها، فلفظ أنفاسه الأخيرة !!
*****
(واجهات زجاجية)
*****
من وحى قصتها
توقفني العنوان .. فدلفت أستقريه... بداخله كان تساؤلا منها: ماذا يعنى بكاء الرجال؟ لمعت ذاكرتي بسرعة البرق .. لفحني الصمت.. فوجدتني أمسح على صحن خدي، بلورة ساخنة !!.
*****
سذاجة
ما بين شد ورخي.. كاد حبل وثاقهما المتين أن ينقطع.. فقررا التوقف والاستكانة.. لاحقا، تقاذفتهما الأمواج دون اكتراث أي منهما.. فذاب حبل ودهما في بحر اللامبالاة !!.
*****
توبة
اكتنفها بحنانه طوال فترة حياته.. وعندما مات.. تقلبت في قوس قزح.. فسقطت تهوى متشظية.. فسارعت إلى رفاته.. تكتحل به نادمة !!.
*****
مجرد أحلام
خرج يتمشى الهوينى على كورنيش النيل ذات مساء.. وجدها صدفة.. جلسا يتحدثان.. طرأت فكرة في رأسه ؟.. فأومأت زميلته متسائلة: إلى أين ؟ قال: أسبوع إجازة نقضيه في الهمالايا !.. مع انتهاء كيس الفسدق السوداني.. سألها ثمن تذكرة عودته .. فتشت عن بقايا راتبها في حقيبة لم تجدها ؟.. فنظرت تتفقد حذاءها .. قبل أن تجلجل ضحكاتهما !!.
*****
(المتآمرون)
(1)
جاهدا حاول الصعود، متسلقا سلم البسطاء تارة، وانتهازا لأحلام الفقراء تارة أخرى ..نزلت سحابة ماطرة، بلت رؤوس الحشود حتى أينعت.. فانزلقت قدماه مرتجفتان إلى الهاوية !
(2)
دُرب على فنون المراوغة وانتهاز عوز وسذاجة الجماهير الطيبة فنال أسهما..عندما انبلج الصبح ذات يوم محسوم ..كانت أسهمه قد احترقت في أرصدة الفقراء !
(3)
أرسلوه على عجالة من بلاد الصقيع ليركب الموجة .. وعندما تزاحمت الحشود في طوابير البينة تحت وهج الشمس الدافئة.. أحس بقشعريرة، وبجسد عاري يرتجف على وقع الحقيقة .. فتلمس القشة !
*****
(المسحراتي)
كانت الأسرة جميعا قد استعدت لتناول طعام السحور.. باستثناء الصغيرة هبة ابنة الثالثة والتي كانت تغط في نومها كالعادة ...
– لا أرى طبق الحلاوة على الطاولة ؟ تساءل متذمرا الابن الأكبر – لا ، والله جهزته مع المربى لكنى نسيت من إحضاره من المطبخ.. أجابته الأم وقد بدأت تصب الشاي برائحة النعناع .. في هذه الأوقات.. كان المسحراتي الثاني قد بدأ جولته اليومية.. مارا من جانب الشارع المطل عليه مباشرة نافذة الصالون الكبيرة حيث يجتمعون للسحور.. فجأة وعلى غير تعود قفزت من نومها فزعة .. بدأت في البكاء بصوت مرتفع.. يشتد نبرته تدريجيا وهى تلتفت يمينا وشمالا باتجاه الصالون.. حيث بدءوا في النداء عليها .. لكنها كانت تبحث عن مصدر قرع الطبل الهادر والذعر لازال مسيطرا عليها..!
بدأت أختها الكبرى بتهدئتها واحتضانها: هذا المسحراتي يا هبة وهذا صوت الطبل !! انه كالطبلة الصغيرة التي عندك.. لكنه بحجم اكبر قالت لها .. – لم تقتنع بعد، وما زالت تبكى.. جاء أبو احمد فحملها ودار بها أركان المكان.. همس لها بضع كلمات حتى هدأت واستكانت !.. ثم انزلها، وبدءا يتمشيان في أرجاء المكان قبل أن تبدأ الأصوات في النداء على أبو احمد: – انتهينا من السحور ولم تعد بعد يا أبى؟ قالها الابن الأوسط – جاء المسحراتي الثالث وذهب وبعدها الست هبة تتمشى مع أبوها.. قالتها الابنة الوسطى .. – مسحراتي راح وآخر جاء وهبة أضاعت السحور على أبى.. والله إنها مدللة زيادة عن اللزوم .. قالتها الابنة الأكبر..
كان مبتسما، هادئا، سعيدا، يدخن سيجارته الأخيرة، ويشرب الماء البارد الذي أحضرته له أم احمد على عجالة.. عندما عادت هبة للنوم العميق من جديد.. قبل أن يعلن المؤذن: أن ارفعوا أيديكم عن الطعام والشراب.. وهى العبارة التي تسبق الأذان مباشرة.
*****
(نهايات مفزعة !)
لم يكتف ببياض شعره الأشعث وتثاقل قدميه.. عندما استفاق من غيبوبته الناجمة عن سقوطه الأخير ، نظر حوله فاستشاط ممتعضا ؟ فصمم على أن يكون سقوطه متميزا في هذه المرة.. فاختار الجانب الأقدس في حياة البشر !!
*****
يربى الأفاعي في حياته ..كانت هواية قد اقتنصها من بيئته منذ طفولته البائسة.. في شيخوخته المتعثرة، استمر على نهجه وقد انكفأ بعزلته واكتئابه.. عندما زاره صديق طفولته بعد طول غياب، صُعق وارتعدت فرائسه، فقد تعثرت أطرافه بحنش ضخم عجوز، كانت رأسه المنتصبة المرقطة، تفتح له باب المنزل !!
*****
أصابه داء الخبل..فانتشرت العدوى لتصيب قلبه، فنزف صديدا حتى اختنق !!
*****

** عطاء الكاتب الادبى:
عمل قصصى مشترك صدر فى عمان / الأردن بتمويل من المجلس الوطني الفلسطيني ضمن برنامج القدس عاصمة الثقافة 2009 تحت اسم: الصمود والكبرياء حيث تم نشر 21 قصة قصيرة.
نشر أكثر من 200 مقال سياسي واجتماعي على عشرات المواقع الالكترونية.
نشر أكثر من 200 قصة قصيرة وقصيرة جدا على المواقع الأدبية والمنتديات.
*****
المصادر:
1- جريدة شباب مصر
2- المدونة الخاصة للاديب زياد صيدم
3- حوار مع المبدع زياد صيدم أجراه الكاتب : إبراهيم خليل إبراهيم
4- مواقع مختلفة تنشر انتاج الاديب زياد صيدم


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.