إن التقدم البشري الذي يشهده عالمنا المعاصر لا يوجد به مكان للكسل والتهاون والتراخي وأوقات الفراغ القاتلة والعبث، إنه تقدم يحتاج للعلم والإجتهاد من بعد التوكل على الله سبحانه، وهكذا نكون من صناع الحضارة فالشباب ربيع الحياة، والطفل يحلم لبلوغ تلك المرحلة، والكهل يسعد بتذكرها، والإنسان الذي يحياها عليه من المسؤوليات الكثير، وعليه أن يكون بحجم المسؤولية، في مرحلة الشباب يتبلور الإنسان وتتحدد مراحل مستقبله، والغرسة التي تمت في الطفولة واشتد عودها في الشباب ستؤتي ثماراً طيبة تخدم الإنسان وأهله ومجتمعه ووطنه . الشباب يتمتع بطاقة وحيوية هائلة وقادرة على إنجاز كل نافع، وتجاوز كل الصعاب والعقبات شريطة توجهها الوجهة السليمة الصحيحة، إن ما يبنيه الشاب أو الفتاة في عز شبابهما من أساس قوي علمي وثقافي وعملي وتربوي واجتماعي سيكون قاعدة متينة لبنيان شامخ يتربع على عرشه ذلك الفتى أو الفتاة لاحقاً، والزمن يمضي والأيام تمر، وكما قالوا فالوقت من ذهب، والزمن سيف إن لم تقطعه قطعك، فلنغتنم هذه المرحلة من عمرناً علماً وعملاً كي يفتخر بنا وطننا، كما نحن نرفع رؤوسنا بإنتمائنا إليه، فهو الوطن المعطاء والمجتمع الطيب والأرض المباركة، وانتسابنا إليه يتطلب منا أن نكون بحجم ذلك.وإذا رجعنا إلى ماضينا المجيد، وجدنا أن الشباب هو الذي صنع تاريخنا الحافل بالمفاخر والعظمة، وأنواع البطولات، وهو الذي رسم طرق العزة والكرامة، بمواقفه المشرفة الرائعة، التي وقفها في كل عصر، وتعرض فيها لصنوف الأذى .. والشباب هو الذي دافع دفاعا مجيدا عن حقوق شعوبنا في حريتها وفي عزتها وكرامتها، وحمل عبء القيادة إلى الطريق القويم...... إذا أردنا أن نخطط لهذا النهوض المرتقب، فعلينا أن نستنهض العديد من المفكرين، والباحثين المجددين، ونهيب بهم أن يجتمعوا، وأن يفكروا، وأن يخرجوا نتائج دراساتهم إلى حيز الوجود، ودنيا العمل، وأن يكون لهم برنامج للتجربة والاختبار