من عمق البحور هنالك صوت يأن من عمق الدوامات رأيت يدا تمتد شردت دمعة من حضن الغيوم سقطت على جرح ندّي صاح الربيع معلنا ذاك الرحيل إلى أين انت ذاهبة يامن بك العالم يقيم الإحتفالات ؟ إلى المجهول ؟ إلى السراب ؟ وذاك إلتقمته البحور من الذي ألقاه في عمق الجراح من الذي سار للخلف دون أن ينتبه أن هنالك أمامه الحواجز والعثرات قالوا ربيعا فما بال الخريف يتهاوى من ثغرك ياوطني سقط الحلم وسط لهيب النار من الذي ينقذك من لعنة اللميادين وأنت مسجى تحت صخور الواقع في عمق البحار ؟ لملمت الشمس خيوط ظفائرها ودعت سماء بلدي حزينة ركضت خلفها الغيوم تبكي أدمعا .... ودما لاتبحثوا عني بين جنبات المحن فأنا الذي يأن وأنا الذي يدور مع الدوامات وأنا السحابة الظمأة لرحيق العتاب لما جعلتومني أبكي بدل الدموع دماء ؟؟ لما جعلتموني وجبة شهية في عقول الشباب لما أهديتموني خنجرا وأدعيتم أنكم الشرفاء لما دعوتموني مسّجا أبحث عن كفن يدثرني ويستر عورتكم التي بانت لي من بين السحب والرماد أنا الصوت القادم من بين ثنايا السراب انا التي قتلتموني ولم تواروا سوئتكم ولم تبحوا لي عن مبررا لماذا لم تحضروا لي كفنا أو سببا لي لإنزال العذاب