شيخ العمود «إلكتروني».. شرح 60 كتاباً على يد كبار العلماء أسبوعياً بالأزهر    افتتاح الملتقى التوظيفي الأول لطلاب جامعة الفيوم    آخر تحديث.. تراجع جديد للدينار الكويتي مقابل الجنيه في البنوك    «صديقة الخباز» فى الصعيد.. رُبع مليار دولار استثمارات صينية    كتائب القسام في لبنان تعلن إطلاق عشرات الصواريخ تجاه أهداف عسكرية إسرائيلية    الهند.. مخاوف من انهيار جليدي جراء هطول أمطار غزيرة    طلب مفاجئ من محمد صلاح يقلب الموازين داخل ليفربول.. هل تحدث المعجزة؟    إمام عاشور يمازح جماهير الأهلي قبل نهائي أفريقيا.. ماذا فعل؟    رسميا.. المقاولون يطلب إعادة مباراة سموحة ويستشهد بالقانون وركلة جزاء معلول أمام الزمالك    آخر تطورات الحالة الجوية بالإمارات.. توقعات بسقوط أمطار غزيرة على عدة محافظات    مصري بالكويت يعيد حقيبة بها مليون ونصف جنيه لصاحبها: «أمانة في رقبتي»    تعرف على موعد عزاء المؤلف عصام الشماع    باسم خندقجي.. الأسير الفلسطيني الذى هنأه أبو الغيط بحصوله على «البوكر»    الأربعاء.. قصور الثقافة تحتفل بعيد العمال على مسرح 23 يوليو بالمحلة    إيرادات الأحد.. فيلم شقو يتصدر شباك التذاكر ب807 آلاف جنيه.. وفاصل من اللحظات اللذيذة ثانيا    خالد الجندي: «اللي بيصلي ويقرأ قرآن بيبان في وجهه» (فيديو)    «الرعاية الصحية»: نتطلع لتحفيز الشراكة مع القطاع الخاص بالمرحلة الثانية ل«التأمين الشامل»    رئيس جامعة كفر الشيخ يطمئن على المرضى الفلسطينيين بالمستشفى الجامعي    لجنة الصلاة الأسقفية تُنظم يومًا للصلاة بمنوف    برلماني: زيارة أمير الكويت للقاهرة يعزز التعاون بين البلدين    صندوق تحيا مصر يطلق القافلة الإغاثية الخامسة لدعم الفلسطينيين في غزة    محمد حفظي: تركيزي في الإنتاج أخذني من الكتابة    استعدادًا لامتحانات نهاية العام.. إدارة الصف التعليمية تجتمع مع مديري المرحلة الابتدائية    انطلاق القافلة «السَّابعة» لبيت الزكاة والصدقات لإغاثة غزة تحت رعاية شيخ الأزهر    إخلاء سبيل المتهمين فى قضية تسرب مادة الكلور بنادى الترسانة    السفير محمد العرابي يتحدث عن عبقرية الدبلوماسية المصرية في تحرير سيناء بجامعة المنوفية    الإصابة قد تظهر بعد سنوات.. طبيب يكشف علاقة كورونا بالقاتل الثاني على مستوى العالم (فيديو)    تأجيل نظر قضية محاكمة 35 متهما بقضية حادث انقلاب قطار طوخ بالقليوبية    الصين تشارك بتسعِة أجنحة في معرض أبوظبي الدولي للكتاب ال33    تأجيل محاكمة مضيفة طيران تونسية قتلت ابنتها بالتجمع    لتطوير المترو.. «الوزير» يبحث إنشاء مصنعين في برج العرب    زكاة القمح.. اعرف حكمها ومقدار النصاب فيها    مايا مرسي: برنامج نورة قطع خطوات كبيرة في تغيير حياة الفتيات    بعد انفجار عبوة بطفل.. حكومة غزة: نحو 10% من القذائف والقنابل التي ألقتها إسرائيل على القطاع لم تنفجر    تردد قنوات الاطفال 2024.. "توم وجيري وكراميش وطيور الجنة وميكي"    طريقة عمل الكيك اليابانى، من الشيف نيفين عباس    صحتك تهمنا .. حملة توعية ب جامعة عين شمس    النشرة الدينية .. أفضل طريقة لعلاج الكسل عن الصلاة .. "خريجي الأزهر" و"مؤسسة أبو العينين" تكرمان الفائزين في المسابقة القرآنية للوافدين    تنظيم ندوة عن أحكام قانون العمل ب مطاحن الأصدقاء في أبنوب    بعد أنباء عن ارتباطها ومصطفى شعبان.. ما لا تعرفه عن هدى الناظر    وزير المالية: نتطلع لقيام بنك ستاندرد تشارترد بجذب المزيد من الاستثمارات إلى مصر    وزير التجارة : خطة لزيادة صادرات قطاع الرخام والجرانيت إلى مليار دولار سنوياً    رئيس الوزراء الإسباني يعلن الاستمرار في منصبه    تجليات الفرح والتراث: مظاهر الاحتفال بعيد شم النسيم 2024 في مصر    أمير الكويت يزور مصر غدًا.. والغانم: العلاقات بين البلدين نموذج يحتذي به    شروط التقديم في رياض الأطفال بالمدارس المصرية اليابانية والأوراق المطلوبة (السن شرط أساسي)    الصين فى طريقها لاستضافة السوبر السعودى    بشرى سارة لمرضى سرطان الكبد.. «الصحة» تعلن توافر علاجات جديدة الفترة المقبلة    السيسي عن دعوته لزيارة البوسنة والهرسك: سألبي الدعوة في أقرب وقت    فانتازي يلا كورة.. دي بروين على رأس 5 لاعبين ارتفعت أسعارهم    إصابة 3 أطفال في حادث انقلاب تروسيكل بأسيوط    رئيس جهاز حدائق العاصمة يتفقد وحدات "سكن لكل المصريين" ومشروعات المرافق    فضل الدعاء وأدعية مستحبة بعد صلاة الفجر    اتحاد الكرة: قررنا دفع الشرط الجزائي لفيتوريا.. والشيبي طلبه مرفوض    مصطفى مدبولي: مصر قدمت أكثر من 85% من المساعدات لقطاع غزة    عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم الاثنين 29-4-2024 بالصاغة بعد الانخفاض    حالة وفاة و16 مصاباً. أسماء ضحايا حادث تصادم سيارتين بصحراوي المنيا    شبانة: لهذه الأسباب.. الزمالك يحتاج للتتويج بالكونفدرالية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



30 يونيو : ثورة أسقطت تنظيم وأحيت شعب
نشر في شباب مصر يوم 29 - 06 - 2017


الدكتور أحمد عبد الهادى
صفحات من كتاب (عبد الفتاح السيسى : الجنرال الذى غير وجه التاريخ ) *
------------------------------------------------------
30/6/2013م
وجاءت لحظة المخاص الكبرى ... شباب تقدموا الصفوف .. شيوخ كبار ... نساء ... متظاهرون فى كل مكان ... فى الشوارع وفى قلب المياديين .. على قلب رجل واحد كان الجميع ... أخيرا مصر انتفضت من جديد ... بعد أن كان حزب شباب مصر وحده فى المواجهة ... بعد أن كنا نصرخ ونقول قولة محمود درويش " ياوحدنا " ... بعد أن طالنا الكثير من دعاة الشرعية الثورية المزعومة من أمثال علاء الأسوانى وأيمن نور وعمرو حمزاوى وأحمد ماهر ومحمد البرادعى وصحيفة أحمد أبوهشيمة التى هاجمتنا بشراسة لأننا تجرأنا وأعلنا رفضنا لمحمد مرسى لحظة ترشحه وزعمت أننا أحد الأحزاب التى حصلت على ترخيص أيام حسنى مبارك وكأن وجودنا قبل الثورة سبه فى جبيننا دون أن يستكملوا بقية تاريخنا الذى خرجنا فيه للحياة من خلال حكم قضائى فى الثانى من يوليو 2005 بعد أن رفضتنا لجنة شئون الأحزاب ... بعد أن كنت أصرخ وحدى فى الشهر الأول من حكم محمد مرسى فى قلب قصر الاتحادية وأهاجم محمد مرسى أمام كل قيادات أحزاب مصر وأقول له أمام الجميع أننا رفضنا انتخابك لأنك لاتمثل سوى جماعتك وطالت معركتنا عنان قصر الاتحادية دون أن يتدخل أحد فى نفس الوقت الذى كان يركع فيه الجميع للإخوان طمعا فى جزء من التورتة ... ويخلعون عليه العباءة العربية فيقوم بتعيينهم فى مجلس الشورى والبعض الآخر يعقد معه الصفقات ... بعد أن كان حزب شباب مصر يصرخ فى البرية وحده فى مواجهة شعب بأكمله فقد انتخبه الشعب المصرى بزعم أنه الرئيس المصلى ... ونالنا بسبب مواقفنا الكثير والكثير من فئات وطوائف الشعب المصرى ... كنا فى حزب شباب مصر فى المواجهة ... وكانت حربنا الشرسة التى كنت على وشك أن أدفع ثمنها غاليا عندما جاءنى التهديد مباشر من محمد البلتاجى وأيمن نور وخيرت الشاطر وعصام العريان .. بالتهديد والوعيد والقتل واغتيال الأبناء .. هاهو الشعب يستيقظ بقوة ... بعد أن صرخ الجنرال ... أن الوطن يضيع ... وأعلن دفاعه عن قوى الشعب هو ورجال الشرطة ... وتأمين المتظاهريين مهما كان الثمن فادحا محذرا من المساس بهذا الشعب العظيم ... الجنرال الذى أخذ على عاتقه المبادرة والمواجهة وحده ومن خلفه القوات المسلحة متصديا لأخطر مؤامرة على الوطن ... حاملا الكفن بين يديه التى لايفارقها القرآن ... وابتسامته رغم التحديات لاتفارق الوجه ... لقد حمل الوطن فوق الأكتاف فى وقت خشى الكثيرون التقدم للمواجهة ... فقد تأكد للجميع أنهم تغلغلوا فى قلب جدران الوطن ... وأنهم جاؤا لحكم البلاد لمدة خمسة قرون متتالية ... فحولوا الوطن فى أسابيع قليلة لعزبة تابعة للمرشد ... لكن الجنرال كان على يقين أن الله لن يضيع هذا الوطن ... فمصر محفوظة بدعم إلهى خاص ... وجازف بنفسه وبالقوات المسلحة وبكل رجال الشرطة ووقف فى المواجهة ... ولأنه كان صادقا ... ولأن الشعب المصرى أدرك أعماق الرجل فقد خرجت جحافل الشعب بالملايين ... فى الشوارع ... فى كل الأركان ... فى كل المياديين ... فوق كل البيوت .. فى شرفات المنازل ... الشيوخ قبل الشباب ... النساء قبل الرجال ... الأطفال قبل الجميع .... والهتاف يدوى فى كل أرجاء الوطن ... يسقط ... يسقط حكم المرشد .... ثم تتوالى الهتافات ...
إنزل ياسيسى ... مرسى مش رئيسى
وكان وجه السيسى يطل من خلف أجهزة الكمبيوتر وشاشات التلفزيون التى ترصد المشهد من أعلى فى مركز العمليات 66 بمبنى وزارة الدفاع ... ووصل عدد المتظاهريين إلى 33 مليون متظاهر حسبما أشارت قناة الCNN نفسها ... الوطن انتفض عن آخره ... الوطن اهتز من جديد بعد أن تصورت الإدارة الأمريكية أنه إلى موات ... وأن مخطط الشرق الأوسط الكبير قاب قوسين أوأدنى من محطتة الأخيرة ... وجحافل الإرهابيين تحاصر الوطن من كل جانب ... وميدان رابعة العدوية يضج بآلاف منهم فيتحول فى غيبة من الأمن إلى ترسانة عسكرية وخلية سرطانية فى قلب الوطن ... اليوم رغم التحديات شعر البيت الأبيض بأن الأمل يبتعد ولابد من إنقاذ الموقف بأى ثمن ... من خلال إنقاذ عنق محمد مرسى الذى هو عنق البيت الأبيض فى ذات الوقت ... توالت التحذيرات بقوة من الجانب الآخر وتطالب بابتعاد الجيش عن السياسة ... اتركوا الشعب يقرر مصيره ... كانت واشنطن على بينة وتأكد أن تدخل الجيش يعنى انتصار الإرادة الشعبية ... وإحباط مخططها .. وتدرك أن الملايين التى خرجت نسفت كل مقومات الشرعية المزعومة لمرسى .. لكنها دوما تلعب على كروتها الأخيرة على الطاولة عبر مزاعمها برفض تدخل الجيش فى السياسة ... هى تدرك أن ميلشيات الإخوان سيكون لها الانتصار فى مواجهة الشعب الأعزل لأنهم يملكون الأسلحة والبنادق والقنابل والجنازير ... وهى روجت أن هناك انقسام فى مصر بين الشعب وبعضه حسبما أرادت للخطة عبر صفحات تبييض الوجه للإخوان فى الصحف اليهودية ذات التوجه المعروف ... وهى نجحت فى توصيل رسالة للعالم مفادها أن هناك حروب أهلية فى مصر جراء حالة الانقسام بحيث إذا أطاح الشعب بمرسى يمكنها فى هذه الحالة التدخل وبسرعة بعد أن فشلت فى التدخل فى المرحلة الماضية قبل وصول مرسى للحكم ... ومع وصول مرسى للحكم بدأت فى تحقيق الخطوات الأخيرة للمشروع الكبير بسهولة عبر اتفاقيات أبرمتها مع جماعة الإخوان ... وبدأت فى تجهيز سيناء لاستقبال الفلسطينيين من أجل تفريغ القطاع منهم ... وبدأت حلايب وشلاتين فى طريقها المعهود للسودان ... وتم بناء سد النهضة بأثيوبيا ... وبدأت الحدود فى التلاشى عبر اجتياحات للمعابر ولكل الحواجز ... وأصبح الهدف على مرمى البصر .
لكن اليوم ... انفجرت ثورة الغضب الشعبية ضد الإخوان وتأكد للبيت الأبيض أن الإخوان فشلوا فى استخدام الفرصة بشكل جيد ... وأن الجنرال ... عبد الفتاح السيسى لم يتأثر بكل التهديدات التى بعثت بها واشنطن ... بل وقف بصلابة ضد كل تهديداتها التى أرسلتها وحذرت فيها من تدخل الجيش فى السياسة ...
----------------
3/7/2013م
كان لابد من إسدال ستار النهاية ... وإنقاذ الوطن .. مرسى لازال لديه أمل فى تراجع الجيش عن قراراته وتحذيراته التى أطلقها ... كان دوما يراهن بفرض سياسة الأمر الواقع .. ولم يستطع تنفيذ مخططات الإخوان وإلقاء القبض على السيسى والذين معه جراء تداعيات الأحداث وسرعتها والخشية من تفجر ثورة الغضب ضده وضد جماعته ... ولذلك فقد قرر تأجيل إلقاء القبض على السيسى حتى اللحظة المناسبة التى يكون قد تخلص فيها من حالة الغضب الشعبى ... ويجعل الجيش فى المواجهة مع الشعب ... خاصة بعد أن بدأت عناصر الإخوان تكشر عن أنيابها فى مختلف أنحاء مصر ... وتنفتح أبواب وخزائن قطر وتركيا بملايين الدولارات الداعمة للواقفين فى قلب رابعة العدوية ... ويحتل عناصر حماس والجماعات الإسلامية المختلفة أجزاء أخرى من سيناء ... كان يراوغ ... ويحاول ... ويخطط ... والجماعة تتواصل بقوة مع البيت الأبيض وكل شركاء الخطة الجنهمية ... والتقيا للمرة الأخيرة ... وقال محمد مرسى :
هو إنتم هتفضلوا تتفرجوا كتير على اللى بيحصل فى مصر ؟ مش مفروض أنك تحموا الشرعية ؟
ثابتا وبتحدى رد الجنرال :
نعم الجيش بالفعل مع الشرعية .. لكن شرعية الشعب الذى أكدت كل التقارير أنه يرفضك
شعر مرسى بأنه أصبح مثل الأفعى التى تم محاصرتها فى ركن ضيق فقال محاولا الخروج من المأزق ريثما يسترد أنفاسه التى كتمتها كلمات السيسى :
وإنتم فاكريين إن أنصارنا قليلون ؟ ... إنهم كثيرون جدا ... ولم يسكتوا إزاء مايحدث
قالها مرسى مدركا أن المواجهة الأخيرة قد حان موعدها
وأجابه السيسى بتحدى أكثر :
الجيش مش هيسمح لأى حد يخرّب البلد مهما حدث.
فسأله مرسى محاولا جس نبضه واختبار مايدور فى أعماق الجنرال :
ولو أنا مش عايز أمشى يبقى إيه الحل ؟
أدركها السيسى وعرف مايقصده ... فأجابه :
لم يعد الأمر محلا للمناقشة ... وخرج الأمر بعيدا عن أى اختيارات ... ويفضل أن تمشى بكرامتك وتطالب من تزعم أنهم أنصارك بالعودة لمنازلهم حقنا لدماء الشعب المصرى بدلا من تهديدات سخيفة لن تسمن ولن تغنى من جوع .
هنا فقد مرسى السيطرة على أعصابه وصاح محتدا :
ده يبقى اسمه انقلاب عسكرى .. ولا أعتقد أن أميركا هتسيبكم
قالها بعد أن أدرك أن اللعب أصبح على المكشوف ... قالها بعد أن شعر بأن الخطر يدنو من عنقه ... ولم ينتظر طويلا عندما كشر الجنرال وقال له :
إحنا يهمنا الشعب مش أمريكا وطالما أنت بتتكلم كدا أنا هكلمك على المكشوف..
تحسس مرسى عنقه غير مصدق ... شعر بحبل المشنقة يقترب ... والأفعى السامة التى كان يحاول إظهارها للسيسى تحولت لفأر مذعور يبحث عن ملاذ ... بان الرعب فى عين مرسى والجنرال يقول له :
معنا أدلة تدينك وتدين قيادات حكومتك والتى تكشف جميعها عن إضراركم بالأمن القومى المصرى ... والتى سنضعها جميعا أمام القضاء والذى سيكون له القول الفصل فى ملف القضية وسيتم محاكمتكم أمام الشعب كله .
الفأر لم يعد له مجالا من هروب ... أدرك أن لحظة الحسم قد حانت ... إرتبك وأخذ يعدل من نظارته فوق أرنبة أنفه ... عرف أن الأمر قد قضى ... وأدرك أنه تحول من رئيس الجمهورية إلى متهم فقال :
طيب ممكن تسمحولى أعمل شوية اتصالات وبعد كدا أقرر هعمل إيه.
رد الجنرال بحسم : :
مش مسموح لك بس ممكن نخليك تطمئن على أهلك فقط.
هو أنا كده محبوس وألا إيه ؟
رد السيسى معطيا له ظهره معلنا له القرار الأخير :
أنت تحت الإقامة الجبرية من دلوقتى.
بان الاضطراب من بين عينى مرسى ... وقفز فوق الوجه الذى إصفر من شدة الخطر الذى يحاصره ... وقفز الفأر المذعور محاولا الابتعاد عن الضربات التى انهالت فوق الجسد المرعوب وقال :
متفتكرش إن الإخوان هيسكتوا لو أنا سِبت الحكم.. خللى بالك دول هيولّعوا الدنيا... هيحرقوا البلد كلها ... هيخلوها بركة دم ... هى إيه ؟ فوضى ؟ ...
فقال الجنرال ... بحده وثقة عملت على تفاقم الرعب البادى فى وجه الفأر المذعور :
خليهم بس يعملوا حاجة وهتشوف رد فعل الجيش
ونظر الجنرال لمحمد مرسى الذى حاول أن يزيح جدران المكان ليتوارى بعيدا عن عين السيسى ... لكنه فشل فحاول أن يثبت عينيه فى عين الجنرال ليقنع الأخير أنه لايزل متماسكا لكنه مع حدة تلك النظرات فشل ... وسمع السيسى يقول له وكان صوته آتيا من بعيد فى أذنيه من شدة الوجع والضغط الذى شعر به فى تلك اللحظات :
اللى عايز يعيش فى البلد دى باحترام أهلاً وسهلاً.. غير كدا مش هنسيبهم.. وإحنا مش هنُقصى حد والإخوان من الشعب المصرى ومتحاولش تخليهم وقود فى حربكم القذرة.. لو بتحبهم بجد تنحى عن الحكم وخليهم يروّحوا بيوتهم.
فأجابه مرسى وهو يعدل من الجاكيت الذى شعر به واسعا حول جسده :
أنا مش همشى والناس برة مصر كلها معايا وأنصارى مش هيمشوا
دوما كان يراهن مرسى وجماعته على الخارج ... فهم يدركون جيدا أن رصيدهم فى الداخل أصبح صفر ... وأن عناصرهم لولا خزائن قطر وتركيا التى انفتحت أمامهم لتراجعوا ... وهو يدرك جيدا أنهم الفرصة الذهبية للبيت الأبيض الذى صارحهم بأن المصلحة مشتركة وأنه لايمكن أن تتخلى عنهم ... هو يدرك ذلك ... وهو يعرف أن واشنطن تتمسك به وبجماعته للمصالح المشتركة ... ولذلك دوما كان هو يراهن على الخارج ... واستيقظ مرسى على صوت السيسى الذى أيقظه من تفكيره فى الخطوة القادمة وهو يقول له :
أنا نصحتك وإنت حر التصرف وفى كل الأحوال لم يعد لك شرعية
حاول الفأر إيجاد ملاذ آمن له يعصمه من الطوفان القادم فقال للسيسى :
طيب لو وافقت إنى أتنحى.. ممكن تسيبونى أسافر برة وتوعدنى أنكم مش هتسجوننى ؟
فرد السيسى بحسم :
لاوعود الآن ... فقط العدالة هى اللى هتقول كلمتها .
صرخ مرسى من شدة الصدمة ... المسألة قلبت بجد .. وتحول بين ومضة عين وانتباهه من رئيس إلى متهم ينتظر حكم بالإعدام فهو يدرك جيدا مافعله هو وجماعته ... ويدرك أن الأحداث كانت من السرعة بحيث سيطرت الجماعة على كل شئ فى الدولة ... وحاولت تحقيق أهدافها بسرعة ... صاح محتدا وعلا صوته وفى صوته بان الرعب والقلق والاضطراب :
طيب طالما كدا بقى أنا هعملها حرب ونشوف مين اللى هينتصر فى الآخر.
فرد السيسى بكلمات دكت أذن ورأس مرسى :
مؤكد الشعب هو اللى هينتصر
ثم استطرد السيسى وهو يتحرك للخارج :
أنت من دلوقتى محبوس
ثم خرج السيسى تاركا مرسى يبحث عن أى نوع من الخلاص دون أن يدرى ... لاتليفونات ... لا اتصالات ... لاتحركات ... ثم جاءت التعليمات واضحة ... ممنوع تعرض مرسى لأى أذى لحين تقديمه لمحاكمة عادلة ... ثم بعدها تم نقله من دار الحرس الجمهورى لإحدى إدارات الجيش الخاضعة لتأمين قوى .
وبعد هذا الحوار بساعات شاهد العالم تلك اللحظات التاريخية ... تلك اللحظات التى ظهر فى المشهد داخلها شيخ الأزهر الشيخ أحمد الطيب وقداسة البابا تواضروس الثانى ومحمد البرادعى ومحمود بدر والكاتبة سكنية فؤاد والمهندس جلال مرة عن حزب النور وقبل أن يظهر هذا المشهد بهذه الشاكلة كانت هناك اتصالات من العقيد أحمد على المتحدث العسكرى بالحضور ... ثم اتصال اللواء محمد العصار بسعد الكتاتنى رئيس حزب الحرية والعدالة الذى رفض حضوره اللقاء ... اللقاء وحسبما قال قيادات القوات المسلحة لمناقشة الوضع فى البلاد ... الذين حضروا لم يجدوا بيانا جاهزا للإعلان ... بل سألهم الجنرال عن " الوضع ؟ " ... تناقشوا لأكثر من خمسة ساعات ... اتفق الحضور بشكل ديمقراطى عن خطة العمل كما أشار من حضر اللقاء
وتم صياغة بيان نهائى تقرر أن يلقيه الجنرال ... عبد الفتاح السيسى ... وكان أخطر البيانات التى شهدتها مصر والذى جاء بحق معبرا عن أهم وأخطر مظاهرات شهدها تاريخ الدولة المصرية بأثرها ... فقد تصاعدت الأوضاع داخل مياديين مصر التى امتلأت عن آخرها ... وراحت الجماهير التى زحفت من كل بقاع مصر إلى ساحات التظاهر تنتظر القرارات الأخيرة ... والقرارات الأخيرة جاءت فى أهم وأخطر بيان اضطلع الفريق أول عبد الفتاح السيسى بالإعلان عنه والذى جاء فيه حرفيا :
**********
شعب مصر العظيم : إن القوات المسلحة لم يكن في مقدورها أن تصم آذانها أو تغض بصرها عن حركة ونداء جماهير الشعب التي استدعت دورها الوطنى وليس دورها السياسى على أن القوات المسلحة كانت هى بنفسها أول من أعلن ولا تزال وسوف تظل بعيدة عن العمل السياسى. ولقد استشعرت القوات المسلحة - انطلاقاً من رؤيتها الثاقبة - أن الشعب الذى يدعوها لنصرته لا يدعوها لسلطة أو حكم وإنما يدعوها للخدمة العامة والحماية الضرورية لمطالب ثورته وتلك هي الرسالة التي تلقتها القوات المسلحة من كل حواضر مصر ومدنها وقراها وقد استوعبت بدورها هذه الدعوة وفهمت مقصدها وقدرت ضرورتها واقتربت من المشهد السياسى آملة وراغبة وملتزمة بكل حدود الواجب والمسئولية والأمانة. لقد بذلت القوات المسلحة خلال الأشهر الماضية جهودًا مضنية بصورة مباشرة وغير مباشرة لاحتواء الموقف الداخلى وإجراء مصالحة وطنية بين كافة القوى السياسية بما فيها مؤسسة الرئاسة منذ شهر نوفمبر 2012. بدأت بالدعوة لحوار وطنى استجابت له كل القوى السياسية الوطنية وقوبل بالرفض من مؤسسة الرئاسة فى اللحظات الأخيرة ... ثم تتابعت وتوالت الدعوات والمبادرات من ذلك الوقت وحتى تاريخه.
كما تقدمت القوات المسلحة أكثر من مرة بعرض تقدير موقف استراتيجى على المستوى الداخلى والخارجى تضمن أهم التحديات والمخاطر التى تواجه الوطن على المستوى (الأمنى / الاقتصادى / السياسى / الاجتماعى) ورؤية القوات المسلحة كمؤسسة وطنية لاحتواء أسباب الانقسام المجتمعى وإزالة أسباب الاحتقان ومجابهة التحديات والمخاطر للخروج من الأزمة الراهنة.
فى إطار متابعة الأزمة الحالية اجتمعت القيادة العامة للقوات المسلحة بالسيد / رئيس الجمهورية فى قصر القبة يوم 22/6/2013 حيث عرضت رأى القيادة العامة ورفضها للإساءة لمؤسسات الدولة الوطنية والدينية كما أكدت رفضها لترويع وتهديد جموع الشعب المصرى.
ولقد كان الأمل معقودًا على وفاق وطنى يضع خارطة مستقبل ويوفر أسباب الثقة والطمأنينة والاستقرار لهذا الشعب بما يحقق طموحه ورجاءه إلا أن خطاب السيد الرئيس ليلة أمس وقبل انتهاء مهلة ال (48) ساعة جاء بما لا يلبى ويتوافق مع مطالب جموع الشعب ...الأمر الذى استوجب من القوات المسلحة استنادًا على مسئوليتها الوطنية والتاريخية التشاور مع بعض رموز القوى الوطنية والسياسية والشباب ودون استبعاد أو إقصاء لأحد ... حيث اتفق المجتمعون على خارطة مستقبل تتضمن خطوات أولية تحقق بناء مجتمع مصرى قوى ومتماسك لا يقصى أحدًا من أبنائه وتياراته وينهى حالة الصراع والانقسام ... وتشتمل هذه الخارطة على الآتى :
تعطيل العمل بالدستور بشكل مؤقت .
يؤدى رئيس المحكمة الدستورية العليا اليمين أمام الجمعية العامة للمحكمة .
إجراء انتخابات رئاسية مبكرة على أن يتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة شئون البلاد خلال المرحلة الانتقالية لحين انتخاب رئيساً جديداً.
لرئيس المحكمة الدستورية العليا سلطة إصدار إعلانات دستورية خلال المرحلة الانتقالية .
تشكيل حكومة كفاءات وطنية قوية وقادرة تتمتع بجميع الصلاحيات لإدارة المرحلة الحالية .
تشكيل لجنة تضم كافة الأطياف والخبرات لمراجعة التعديلات الدستورية المقترحة على الدستور الذى تم تعطيله مؤقتاً .
مناشدة المحكمة الدستورية العليا لسرعة إقرار مشروع قانون انتخابات مجلس النواب والبدء فى إجراءات الإعداد للانتخابات البرلمانية.
وضع ميثاق شرف إعلامى يكفل حرية الإعلام ويحقق القواعد المهنية والمصداقية والحيدة وإعلاء المصلحة العليا للوطن .
اتخاذ الإجراءات التنفيذية لتمكين ودمج الشباب فى مؤسسات الدولة ليكون شريكاً فى القرار كمساعدين للوزراء والمحافظين ومواقع السلطة التنفيذية المختلفة .
تشكيل لجنة عليا للمصالحة الوطنية من شخصيات تتمتع بمصداقية وقبول لدى جميع النخب الوطنية وتمثل مختلف التوجهات.
وتهيب القوات المسلحة بالشعب المصرى العظيم بكافة أطيافه الالتزام بالتظاهر السلمى وتجنب العنف الذى يؤدى إلى مزيد من الاحتقان وإراقة دم الأبرياء ... وتحذر من أنها ستتصدى بالتعاون مع رجال وزارة الداخلية بكل قوة وحسم ضد أى خروج عن السلمية طبقاً للقانون وذلك من منطلق مسئوليتها الوطنية والتاريخية .
كما توجه القوات المسلحة التحية والتقدير لرجال القوات المسلحة ورجال الشرطة والقضاء الشرفاء المخلصين على دورهم الوطنى العظيم وتضحياتهم المستمرة للحفاظ على سلامة وأمن مصر وشعبها العظيم.
حفظ الله مصر وشعبها الأبي العظيم ... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
******
قبل أن تنتهى كلمات الجنرال .... عبد الفتاح السيسى ... وبعد أن أدرك الشعب المصرى أن إرادته قد انتصرت .. وأن الرجل الذى حمل الكفن بين يديه وقرر مواجهة كل الخونة والإرهابيين قد صدق وعده ... انطلقت آلاف الزغاريد ... والأضواء والشماريخ والألعاب النارية ... وانطلقت عشرات الأغانى الوطنية تهز عرش الوطن من جديد ... . واحتضن ملايين المصريين بعضهم البعض ... وأجهش الشيوخ بالبكاء ... فقد تحرر الوطن من جديد ... وعاد للشعب ... وانسحب الجنرال فى تلك اللحظات من أمام المشهد وترك الحضور يتحدثون ... وتوجه إلى أمه ليطمئن عليها فقد كانت مريضة ... وليرى فرحة مصر فى عيونها ... وأمسك بيديها الحانيتين ومال عليها يقبلها وهو يتابع بقية المشهد ... لقد كان الجنرال على وعى وإدراك بأن أميركا لن تترك المسألة تمر هباءا ... كان يعرف أن الثمن سيكون فادحا ... وأنها ستطلق زبانيتها فى المنطقة لمحاولة تدمير الوطن ... وأن مشروعها الذى خططت له منذ سنوات طويلة أصبح فى مهب الريح ولذلك ستجعل الوطن يدفع الثمن غاليا ... لكن كل ذلك لم يكن يهمه بقدر ماكان يهمه إعادة الوطن للمصريين ...
-------------------------------
* لقراءة كل فصول كتاب (عبد الفتاح السيسى : الجنرال الذى غير وجه التاريخ ) كاملا يرجى الضغط هنا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.