الدكتور أحمد عبد الهادى 30/6/2013م وجاءت لحظة المخاص الكبرى ... شباب تقدموا الصفوف .. شيوخ كبار ... نساء ... متظاهرون فى كل مكان ... فى الشوارع وفى قلب المياديين .. على قلب رجل واحد كان الجميع ... أخيرا مصر انتفضت من جديد ... بعد أن كان حزب شباب مصر وحده فى المواجهة ... بعد أن كنا نصرخ ونقول قولة محمود درويش " ياوحدنا " ... بعد أن طالنا الكثير من دعاة الشرعية الثورية المزعومة من أمثال علاء الأسوانى وأيمن نور وعمرو حمزاوى وأحمد ماهر ومحمد البرادعى وصحيفة أحمد أبوهشيمة التى هاجمتنا بشراسة لأننا تجرأنا وأعلنا رفضنا لمحمد مرسى لحظة ترشحه وزعمت أننا أحد الأحزاب التى حصلت على ترخيص أيام حسنى مبارك وكأن وجودنا قبل الثورة سبه فى جبيننا دون أن يستكملوا بقية تاريخنا الذى خرجنا فيه للحياة من خلال حكم قضائى فى الثانى من يوليو 2005 بعد أن رفضتنا لجنة شئون الأحزاب ... بعد أن كنت أصرخ وحدى فى الشهر الأول من حكم محمد مرسى فى قلب قصر الاتحادية وأهاجم محمد مرسى أمام كل قيادات أحزاب مصر وأقول له أمام الجميع أننا رفضنا انتخابك لأنك لاتمثل سوى جماعتك وطالت معركتنا عنان قصر الاتحادية دون أن يتدخل أحد فى نفس الوقت الذى كان يركع فيه الجميع للإخوان طمعا فى جزء من التورتة ... ويخلعون عليه العباءة العربية فيقوم بتعيينهم فى مجلس الشورى والبعض الآخر يعقد معه الصفقات ... بعد أن كان حزب شباب مصر يصرخ فى البرية وحده فى مواجهة شعب بأكمله فقد انتخبه الشعب المصرى بزعم أنه الرئيس المصلى ... ونالنا بسبب مواقفنا الكثير والكثير من فئات وطوائف الشعب المصرى ... كنا فى حزب شباب مصر فى المواجهة ... وكانت حربنا الشرسة التى كنت على وشك أن أدفع ثمنها غاليا عندما جاءنى التهديد مباشر من محمد البلتاجى وأيمن نور وخيرت الشاطر وعصام العريان .. بالتهديد والوعيد والقتل واغتيال الأبناء .. هاهو الشعب يستيقظ بقوة ... بعد أن صرخ الجنرال ... أن الوطن يضيع ... وأعلن دفاعه عن قوى الشعب هو ورجال الشرطة ... وتأمين المتظاهريين مهما كان الثمن فادحا محذرا من المساس بهذا الشعب العظيم ... الجنرال الذى أخذ على عاتقه المبادرة والمواجهة وحده ومن خلفه القوات المسلحة متصديا لأخطر مؤامرة على الوطن ... حاملا الكفن بين يديه التى لايفارقها القرآن ... وابتسامته رغم التحديات لاتفارق الوجه ... لقد حمل الوطن فوق الأكتاف فى وقت خشى الكثيرون التقدم للمواجهة ... فقد تأكد للجميع أنهم تغلغلوا فى قلب جدران الوطن ... وأنهم جاؤا لحكم البلاد لمدة خمسة قرون متتالية ... فحولوا الوطن فى أسابيع قليلة لعزبة تابعة للمرشد ... لكن الجنرال كان على يقين أن الله لن يضيع هذا الوطن ... فمصر محفوظة بدعم إلهى خاص ... وجازف بنفسه وبالقوات المسلحة وبكل رجال الشرطة ووقف فى المواجهة ... ولأنه كان صادقا ... ولأن الشعب المصرى أدرك أعماق الرجل فقد خرجت جحافل الشعب بالملايين ... فى الشوارع ... فى كل الأركان ... فى كل المياديين ... فوق كل البيوت .. فى شرفات المنازل ... الشيوخ قبل الشباب ... النساء قبل الرجال ... الأطفال قبل الجميع .... والهتاف يدوى فى كل أرجاء الوطن ... يسقط ... يسقط حكم المرشد .... ثم تتوالى الهتافات ... إنزل ياسيسى ... مرسى مش رئيسى وكان وجه السيسى يطل من خلف أجهزة الكمبيوتر وشاشات التلفزيون التى ترصد المشهد من أعلى فى مركز العمليات 66 بمبنى وزارة الدفاع ... ووصل عدد المتظاهريين إلى 33 مليون متظاهر حسبما أشارت قناة الCNN نفسها ... الوطن انتفض عن آخره ... الوطن اهتز من جديد بعد أن تصورت الإدارة الأمريكية أنه إلى موات ... وأن مخطط الشرق الأوسط الكبير قاب قوسين أوأدنى من محطتة الأخيرة ... وجحافل الإرهابيين تحاصر الوطن من كل جانب ... وميدان رابعة العدوية يضج بآلاف منهم فيتحول فى غيبة من الأمن إلى ترسانة عسكرية وخلية سرطانية فى قلب الوطن ... اليوم رغم التحديات شعر البيت الأبيض بأن الأمل يبتعد ولابد من إنقاذ الموقف بأى ثمن ... من خلال إنقاذ عنق محمد مرسى الذى هو عنق البيت الأبيض فى ذات الوقت ... توالت التحذيرات بقوة من الجانب الآخر وتطالب بابتعاد الجيش عن السياسة ... اتركوا الشعب يقرر مصيره ... كانت واشنطن على بينة وتأكد أن تدخل الجيش يعنى انتصار الإرادة الشعبية ... وإحباط مخططها .. وتدرك أن الملايين التى خرجت نسفت كل مقومات الشرعية المزعومة لمرسى .. لكنها دوما تلعب على كروتها الأخيرة على الطاولة عبر مزاعمها برفض تدخل الجيش فى السياسة ... هى تدرك أن ميلشيات الإخوان سيكون لها الانتصار فى مواجهة الشعب الأعزل لأنهم يملكون الأسلحة والبنادق والقنابل والجنازير ... وهى روجت أن هناك انقسام فى مصر بين الشعب وبعضه حسبما أرادت للخطة عبر صفحات تبييض الوجه للإخوان فى الصحف اليهودية ذات التوجه المعروف ... وهى نجحت فى توصيل رسالة للعالم مفادها أن هناك حروب أهلية فى مصر جراء حالة الانقسام بحيث إذا أطاح الشعب بمرسى يمكنها فى هذه الحالة التدخل وبسرعة بعد أن فشلت فى التدخل فى المرحلة الماضية قبل وصول مرسى للحكم ... ومع وصول مرسى للحكم بدأت فى تحقيق الخطوات الأخيرة للمشروع الكبير بسهولة عبر اتفاقيات أبرمتها مع جماعة الإخوان ... وبدأت فى تجهيز سيناء لاستقبال الفلسطينيين من أجل تفريغ القطاع منهم ... وبدأت حلايب وشلاتين فى طريقها المعهود للسودان ... وتم بناء سد النهضة بأثيوبيا ... وبدأت الحدود فى التلاشى عبر اجتياحات للمعابر ولكل الحواجز ... وأصبح الهدف على مرمى البصر . لكن اليوم ... انفجرت ثورة الغضب الشعبية ضد الإخوان وتأكد للبيت الأبيض أن الإخوان فشلوا فى استخدام الفرصة بشكل جيد ... وأن الجنرال ... عبد الفتاح السيسى لم يتأثر بكل التهديدات التى بعثت بها واشنطن ... بل وقف بصلابة ضد كل تهديداتها التى أرسلتها وحذرت فيها من تدخل الجيش فى السياسة ...