الدكتور أحمد عبد الهادى 22/6/2013م كان الجنرال يدرك جيدا أن المخطط قريب الصلة من الوطن وأنه لابد من المواجهة الحاسمة واتخاذ خطوات تتصدى لمشروع الشرق الأوسط الكبير الذى أدرك يقينا أن البيت الأبيض ينتظر اللحظة الأخيرة للمواجهة ... وكان يدرك أن مرسى لم يكن يهمه هو أوجماعته مستقبل الوطن أوحدود الوطن فقد فتحوا جميعا كل الحدود عن آخرها بلا قيد أوشرط لكل العناصر التابعة للإخوان ... وأن هناك خطوط ساخنة بين الإدارة الأمريكية وقطر وتركيا وحماس والعناصر التابعة لهم فى مصر وفى المقدمة منهم جميعا الإخوان ... ومندوبهم فى القصر محمد مرسى ... كان لابد من مبادرة حاسمة تضع النقاط على الحروف ...خاصة وأن القوى السياسية أعلنت أنه ستخرج فى تظاهرات حاشدة فى كل مياديين مصر رفضا للرئيس الإخوانى وتطالب بانتخابات رئاسية مبكرة جراء تصاعد انهيار الأوضاع الداخلية لمصر ... والمظاهرات تم تحديد موعدها فى 30 يونيو . وفى ذلك اليوم توجه الفريق أول عبد الفتاح السيسى ومعه الفريق صدقى صبحى رئيس أركان القوات المسلحة واللواء محمد العصار مساعد وزير الدفاع واللواء محمود حجازى مدير المخابرات الحربية والفريق عبد المنعم التراس قائد قوات الدفاع الجوى وقادة الأفرع الثلاثة .. اتجهوا جميعا لقصر القبة حيث انتقل إليه مرسى منذ فترة مع تداعيات الأحداث وحصار قصر الاتحادية من جموع المتظاهريين .. والتقوا بالرئيس مرسى هناك ... اللقاء كان حاسما ... وكان عاصفا ... تحدث السيسى محذرا من انهيار الأوضاع فى البلاد والانشقاق الذى حدث داخل جدران الوطن ... كان الجنرال يضع أمام ناظريه المخططات التى تحاك ضد الوطن ... ودول المنطقة ... وأنه فى حالة انهيار الأوضاع داخل مصر ستنهار المنطقة بأثرها وتنتهى من على خارطة العالم كل الدول الحالية ... وطرح السيسى على الرئيس الإجراءات الرسمية التى منعت القوات المسلحة من اتخاذ خطوات حاسمة فى مواجهة الإرهابيين الذين اجتاحوا حدود مصر ... وذكر له أن هناك انقسامات بين أبناء الشعب الواحد غير مسبوقة ولابد من رأب التصدعات الحالية بسرعة وإلا سيحدث مالايحمد عقباه فى المظاهرات المزمع انفجارها نهاية الشهر ... وتحددت مطالب الجنرال والوفد المرافق له فى عدة نقاط أجملوها فى إجراء استفتاء جماهيرى حول إجراء انتخابات رئاسية مبكرة واقالة المستشار طلعت إبراهيم النائب العام ومنح مجلس القضاء الأعلى صلاحية اختيار نائب عام جديد وتغيير الحكومة واستبدالها بحكومة وطنية وتشكيل لجنة محايدة لإجراء تعديلات دستورية تتوافق عليها القوى السياسية . ورغم العرق المتفصد على جبهة قيادات القوات المسلحة جراء تصاعد الأزمات داخل الوطن ... ورغم القلق الذى اعترى الوجوه لحظة ذاك ... والاضطراب البادى فى العيون جراء انهيار الأوضاع إلا أن مرسى قال مبتسما : أرجوكم لاداعى للتهويل من مظاهرات 30 يونيو تلك . فمصر إن شاء الله بخير والشعب لن يقبل الاستفتاء على رئيس جاء بشرعية الصناديق ثم التفت إلى الجنرال وقال له : يهمنى الآن استعداد الجيش المصرى لاستقبال إخواننا من الجيش السورى الحر من أجل تدريبهم لأننا تعهدنا بتقديم الدعم للتخلص من الديكتاتور بشار الأسد هناك وهنا لم يملك الجنرال نفسه من الغضب وقال بحده : حضرنا اليوم لمناقشة الأزمة العاصفة التى تحدث فى مصر فتقوم بتصدير أزمة جديدة لنا ؟ ... تأكد تماما ياسيادة الرئيس أننا لن نكون أبدا خنجرا فى الظهر ضد أى دولة عربية مهما كانت النتائج . ثم التفت الجنرال نحو الوفد المرافق له وعجلوا بالخروج ... وفى الأمانة العامة للقوات المسلحة كان هناك اجتماع يناقش الأوضاع الخطيرة فى البلاد ... وأنه لابد من سرعة التصرف ... واتفق الجميع على ضرورة التحرك قبل أن يتم تنفيذ أى مخططات فى مواجهة البلاد وتصاعد العنف أكثر مما هو حادث