رسميًا بعد انخفاضه.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الخميس 8-5-2025 بالبنوك    الخارجية الألمانية تنشر بيانا باللغة الروسية في الذكرى السنوية لنهاية الحرب العالمية الثانية    بث مباشر يلا كورة.. إمام يقود الأهلي لفوز مثير على المصري ويعتلي صدارة الدوري    «الصحة» تنظم مؤتمرًا علميًا لتشخيص وعلاج الربو الشعبي ومكافحة التدخين    رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية يهنئ الكنيسة الكاثوليكية بانتخاب البابا روبرت فرنسيس بريفوست    أخبار مصر اليوم.. بوتين يستقبل السيسي في الكرملين    محافظ سوهاج يبحث تطبيق الهوية البصرية على الكوبري الجديد بالكورنيش الغربي    هيبة: مصر أنفقت 550 مليار دولار على تحسين البنية التحتية خلال 10 سنوات| خاص    مستشار وزيرة التخطيط: 44% من القوى العاملة بحلول 2030 ستكون من الجيل التكنولوجيا الحديثة    محافظ سوهاج يتفقد مركز الكوثر الطبى ويوجه بخطة عاجلة لتشغيله    النواب يناقش تعديل قانون مهنة الصيدلة وتنظيم إصدار الفتوى الشرعية    ريتشارليسون يتصدر تشكيل توتنهام أمام بودو جليمت بنصف نهائي الدوري الأوروبي    محمد فوزى: التحركات المصرية القطرية الهامة تأتى فى ظل وضع إنسانى صعب بغزة    ترامب: انتخاب بابا للفاتيكان أمريكى للمرة الأولى شرف عظيم    "أوتشا": عنف المستوطنين بالضفة الغربية فى تزايد    انطلاق قوافل المراجعة النهائية المجانية لطلاب الشهادة الإعدادية بالأقصر (صور)    بعد قليل.. الأهلي والاتحاد.. نهائي كأس مصر لكرة السلة    نفس توقيت نهائي الكأس.. ديسابر يعلن ضم ماييلي لقائمة الكونغو الديمقراطية في يونيو    كرة يد - قبل مواجهة الأهلي.. الزمالك يتعاقد مع 3 لاعبين    ضربها بحزام وصورها عارية.. علاقة عاطفية تنتهي في جنايات كفر الشيخ    محافظة القاهرة: حريق شركة الأدوية لم يسفر عن إصابات    معدات ثقيلة لرفع سقف موقف قوص المنهار فوق 40 سيارة (صور)    انتشال جثمان عامل من غرفة تفتيش صرف صحي بالمنيا    تقرر مد مسابقة توفيق الحكيم لتأليف المسرحي .. اعرف تفاصيل    «كان يخاف ربه».. هالة صدقي تحسم جدل أزمة طلاق بوسي شلبي من الراحل محمود عبد العزيز    ما تأثير الحالة الفلكية على مواليد برج الحمل في الأسبوع الثاني من مايو 2025؟    أكشن بتقنيات عالية.. الإعلان التشويقي لفيلم المشروع X ل كريم عبد العزيز    MBC مصر تعلن موعد عرض مسلسل "بطن الحوت"    فعاليات تثقيفية متنوعة ضمن دوري المكتبات بثقافة الغربية    مسابقة قرائية بمكتبة مصر العامة    ياسمينا العبد: كنت متأكدة إني هبقى سبب فشل مسلسل «موضوع عائلي 3» (فيديو)    أمين الفتوى: لا يجوز للزوج أخذ "الشبكة" من زوجته رغمًا عنها بعد الزواج    علي جمعة: السيرة النبوية تطبيق عملي معصوم للقرآن    ب3 مواقف من القرآن.. خالد الجندي يكشف كيف يتحول البلاء إلى نعمة عظيمة تدخل الجنة    السبت المقبل.. 23 ألف طالب يؤدون امتحانات الفصل الدراسي الثاني بجامعة أسوان    انطلاق المؤتمر الثالث لوحدة مناظير عائشة المرزوق في مستشفى قنا العام    محافظ سوهاج يوجه بسرعة استلام وتشغيل مركز الكوثر الطبي خلال أسبوعين    القومى للبحوث: اكتشاف إنزيم مهم من فطر الاسبرجليس لتقليل الكوليستيرول بالدم    الدخان الأبيض يعلن بدء رحلة بابا الفاتيكان الجديد.. الأجراس تدق والاحتفالات تملأ الشوارع    رابط نتيجة الاختبارات الإلكترونية للمتقدمين لوظائف معلم مساعد مادة رياضيات    خبراء يحذرون: الزمن هو الخطر الحقيقي في النزاع النووي الهندي الباكستاني    محافظ الجيزة: تحسين كفاءة النظافة بمحيط المدارس استعدادا للامتحانات    الرياضية تكشف موعد انضمام ماركوس ليوناردو لتدريبات الهلال    وزارة الشباب والرياضة ... شكراً    طلاب جامعة الدلتا التكنولوجية يشاركون في معرض HVAC-R.. صور    محافظة الجيزة ترفع 150 طن مخلفات في حملات نظافة مكبرة    "10 دقائق من الصمت الواعي".. نصائح عمرو الورداني لاستعادة الاتزان الروحي والتخلص من العصبية    محافظ مطروح يتفقد تصميمات الرامبات لتيسير التعامل مع طلبات ذوي الهمم    انخفاض عمليات البحث على "جوجل" عبر متصفح سفارى لأول مرة لهذا السبب    نائب وزير الصحة يتفقد وحدتي الأعقاب الديسة ومنشأة الخزان الصحية بأسوان    تكثيف جهود البحث عن فتاة متغيبة منذ يومين في القليوبية    تركيا: إسرائيل تمنع إيصال المساعدات الإنسانية وتحاول تهجير الفلسطينيين وتثبيت وجودها في غزة بشكل دائم عبر توسيع هجماتها    خالد بيبو: كولر ظلم لاعبين في الأهلي وكان يحلم بالمونديال    اختناق 4 أشخاص في حريق بمكبس كراتين خردة بسوهاج    ميدو يفجّرها: شخص داخل الزمالك يحارب لجنة الخطيط.. وإمام عاشور الأهم وصفقة زيزو للأهلي لم تكن مفاجأة    الإسماعيلي ضد إنبي.. الدراويش على حافة الهاوية بعد السقوط في مراكز الهبوط    الجيش الباكستاني يعلن إسقاط 12 طائرة تجسس هندية    سبب إلزام النساء بارتداء الحجاب دون الرجال.. أمين الفتوى يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جيش أنقذ وطنا
نشر في الأهرام اليومي يوم 30 - 06 - 2014

فى الوقت الذى دب فيه اليأس قلوب المصريين جراء افعال جماعة الاخوان الارهابية ابان حكمهم لمصر، وتهديدهم ووعيدهم وتطاولهم على كل من يخالفهم الرأي، بل محاولاتهم هدم اركان الدولة من شرطة وقضاء وقوات مسلحة، وترويع المواطنين الامنين، وقتل وتعذيب يحدث يوميا امام اعين رئيس الدولة ،
والذى كان يناصر الفئة الضالة على شعب بكافة اطيافة، ومحاولاتهم المستميتة للسيطرة على مفاصل الدولة واقصاء الجميع، وبعد ان جعل رئيس الجمهورية وقتها ارض سيناء الطاهرة مرتعا للارهاب والارهابيين، ليكونوا ظهيرة وسنده، لمواجهة جيش مصر، وبعد محاولاته لاعادة رسم الخريطة المصرية، لاعطاء عن حلايب وشلاتين للسودان، وجزء من ارض سنياء الى حلفائه الحمساوية، بجانب الجرائم العديدة التى نفذها ذلك الرئيس واتباعة من جماعة الاخوان، خرج على الشعب الفريق اول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع وقتها ليؤكد لجموع المصريين ان القوات المسلحة ستقف بجانب الشعب فى جميع مطالبة المشروعة، وان الجيش المصرى لا يمكن ان يتخلى عن الشعب، الامر الذى اعطى الامل لشعب مصر العظيم للنزول الى الشوارع والميادين لاسقاط تلك الفئة الضالة .
عبد الفتاح السيسى ابن المؤسسة العسكرية مصنع الوطنية فى مصر كان يدرك جيدا خطورة ما تفعلة جماعة الاخوان فى مصر، وكان حريصا كل الحرص على لم شمل جميع الفصائل والتيارات المتناحرة من اجل تماسك الوطن وعدم الدخول فى صراعات داخلية تؤثر بشكل مباشر على استقرار البلاد، وقد تؤدى فى النهاية الى اقتتال بين ابناء الشعب، وقد تصل الى حرب اهلية، فمنذ ان تولى الفريق أول منصب وزير الدفاع ورغم ابتعادة بالقوات المسلحة عن الحياة السياسية، وانخراطها فى تدريبات عنيفة بعد عامين من التواجد فى الشارع بعد ثورة يناير وتسليمها السلطة الى رئيس منتخب، الا ان مهمتة لم تكن لتبعده عن الوضع فى مصروذلك من منطلق حمايتة للامن القومى المصري.
وعندما رأى وزير الدفاع ان هناك خلافات واضحة بين القوى السياسية دعا رؤساء الاحزاب والتيارات المختلفة الى لقاء معه لمحاولة تقريب وجهات النظر بين جميع الاطراف سعت جماعة الاخوان الارهابية بكل قوة لالغاء هذا الاجتماع وعدم اتمامة حتى لا يكون الجيش المرجعية الاخيرة فى اى خلاف سياسى يحدث فى مصر، ولكى تظل جماعة الاخوان وحلفائهم من الارهابيين المتحكمين فى المشهد السياسى المصري، وبالفعل بعد الضغوط من رئيس الجمهورية تم الغاء ذلك الاجتماع، وخرج بعدها قيادات الجماعة يتحدثون وكأنهم حققوا انتصارا عظيما، وبما ان وزير الدفاع رجلا مسئولا فى الدولة رفض التعليق على .
كان السيسى يضع امام عينية الشعب المصري، حاملا همومه، ومحاولا فى نفس الوقت بث روح الطمأنينه فى نفوس المواطنين، وأن القوات المسلحة ستقف فى وجه كل من يحاول ترويعهم، و وحتى تصل تلك التطمينات كان يلتقى مع المثقفين والفنانين فى مناسبات عديدة ليؤكد على ذلك، وأن القوات المسلحة هى الدرع الواقى امام اى محاولات لتهديد او ترويع المواطنين الشرفاء.
وعندما تصاعدت الامور بشكل لا يمكن السيطرة عليه ومع دعوة حركة تمرد للنزول الى الشارع يوم 30 يونيو2013، والتهديد والوعيد من قبل الجماعة الارهابية وانصارها بقتل وسحل كل من سيشارك فى تلك التظاهرات، ادرك عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع ان الوضع فى مصر جد خطير، وان البلاد ستنزلق الى حرب اهلية لا محالة، وعلى الفور عقد اجتماعا هاما مع قيادات القوات المسلحة يوم 22 يونيو لدراسة الموقف وتحليلة، ووجد ان الخروج من هذه الازمة باعلانه عن مهلة حدها الاقصى اسبوعا، وذلك لانهاء الازمة الناشئة فى البلادوتستبق يوم 30 يونيو المحدد سلفا.
وفى صبيحة يوم 23 يونيو التقى الفريق اول عبد الفتاح السيسى برجال القوات المسلحة فى الدورة التثقيفية الخامسة بنادى الجلاء والذى تنظمة ادارة الشئون المعنوية، وفى نهاية اللقاء أعلن عن البيان الاول لاحتواء الازمة، والذى حذر فيه من خطورة الاوضاع فى البلاد واعطى مهلة لجميع الاطراف لانهاء الازمة.
وقال ان القوات المسلحة على وعى كامل بما يدور فى الشأن العام الداخلى دون المشاركة أو التدخل لان القوات المسلحة تعمل بتجرد وحياد تام وولاء رجالها لمصر ولشعبها العظيم، وأن القيادة العامة منذ توليها المسئولية فى اغسطس من عام 2012 اصرت على أن تبتعد بقواتها من الشأن الداخلى وتتفرغ لرفع الكفاءة القتالية لافرادها ومعداتها، واشار الى ان ما تم من انجازات فى هذا الشأن يمثل قفزة هائلة.
وأكد وزير الدفاع الى ان هناك حالة من الانقسام داخل المجتمع واستمرارها خطر على الدولة ولا بد من التوافق بين جميع الاطراف ، مؤكدا ان من يعتقد ان هذه الحالة فى صالح المجتمع فهو مخطئ ، لانها تضر به وبالامن القومى المصري.
وقال يخطئ من يعتقد اننا فى معزل عن المخاطر التى تهدد الدولة المصرية ، ولذلك لن نظل صامتين امام انزلاق البلاد فى صراع تصعب السيطرة علية.
واكد ان علاقة الجيش بالشعب ازلية وهى جزء من ادبيات القوات المسلحة تجاه شعب مصر، ويخطئ من يعتقد بأى حال من الاحوال يستطيع الالتفاف حول هذه العلاقة واختراقها، مؤكدا ان ارادة الشعب المصرى هى التى تحكمنا ونرعاها بشرف ونزاهة، ونحن مسئولون مسئولية كاملة عن حمايتها، ولا يمكن ان نسمح بالتعدى على ارادة الشعب، وانه ليس من المروءة ان نصمت امام ترويع وتخويف اهالينا المصريين، والموت اشرف لنا من ان يمس احدمن شعب مصر فى وجود جيشة، مؤكدا ان الاساءة المتكررة للجيش وقياداته ورموزة هى اساءة للوطنية المصرية والشعب المصرى بأكملة هو الوعاء الحاضن لجيشة، ولن تقف القوات المسلحة صامته بعد الان على اى اساءة قادمة توجه للجيش، وطالب بأن يدرك الجميع مخاطر ذلك على الامن القومى المصري.
واكد السيسى ان الجيش المصرى هو كتلة واحدة صلبة متماسكة وعلى قلب رجل واحد، وان القوات المسلحة تجنبت فى الفترة السابقة الدخول فى المعترك السياسى الا ان مسئوليتها الوطنية والاخلاقية تجاه شعبها تحتم عليها التدخل لمنع انزلاق مصر فى نفق مظلم من الصراعات أو الاقتتال الداخلى او تجريم او تخوين او فتنة طائفية أو انهيار مؤسسات الدولة.واختتم وزير الدفاع بيانة بأن القوات المسلحة تدعو الجميع دون اى مزايدات لايجاد صيغة تفاهم وتوافق ومصالحة حقيقية لحماية مصر وشعبها، ولدينا من الوقت اسبوع يمكن ان يتحقق خلاله الكثير وهى دعوة متجردة الا من حب الوطن وحاضرة ومستقبلة. جاءت كلمات الفريق اول عبد الفتاح السيسى بردا وسلاما على الشعب المصرى العظيم والذى كان يضع امالا عريضة على قواته المسلحة، وكان متأكدا انها حائط السد الاخير أمام ممارسات جماعة الاخوان الارهابية، فقد عادت الثقة للشعب فى قدراته وامكانته، وزالت عنه الرهبة من النزول يوم 30 يونيو لان القوات المسلحة ستقف بجانب الشعب المصرى لان تلك هى عقيدتها . أما بالنسبة لجماعة الاخوان ورئيسهم محمد مرسى فقد جاءت تلك الكلمات كالصاعقة فوق رؤوسهم فلم يكن يتخيل محمد مرسى ذلك البيان الذى خرج بعيدا عنه، وتبارت قيادات الجماعة فى الهجوم مرة اخرى على القوات المسلحة وقياداتها، بل و حاول مرسى ان يستدعى وزير الدفاع ليحاول ان يثنية عن مضمون البيان الا انه اكد له اكثر من مرة انه مع ارادة الشعب المصرى ولن يتخلى عن ذلك مهما كلفه الامر، لانها مسئوليته الوطنية التى لن يحيد عنها لانها عقيدة القوات المسلحة.
فى تلك الاثناء سعت جماعة الاخوان الارهابية الى حشد انصارها من جميع المحافظات للتظاهر فى ميدان رابعة العدوية يوم الجمعة 28 يونيو، ومن قبلها الاعداد لخطاب هام لمحمد مرسى يوم 26 يونيو بمناسبة مرور عام على تولية منصب الرئيس، وحاولت الجماعة ان تستعدى انصارها على رجال القضاء والاعلام والشرطة وقيادات القوات المسلحة، وذلك تمهيدا لخطاب مرسى الذى كان سيهاجم فيه تلك المؤسسات.
كما جتمع مكتب الارشاد يوم 23 يونيومساء وقرر ايفاد خيرت الشاطر وسعد الكتاتني، الى وزير الدفاع لابلاغة بقرارات المرشد والمكتب، وجاء اللقاء حيث حاول تهديد وزير الدفاع بالميليشيات المسلحة التى وضعوها فى سيناء وانها ستقوم بعمليات ضد القوات المسلحة والشعب المصري، وطالب من السيسى بسحب بيانه والوقوف بجانب شرعية الرئيس ضد المخربين- كما كان يصف المعرضين لحكمهم- الا ان رد السيسى علية كان حاسما وواضحا بأن القوات المسلحة ستقف بجانب ارادة الشعب وانها لا تخشى تهديداتكم، واذا حاولت الجماعات الارهابية التى وضعتموها فى سيناء بالاشتباك مع المواطنين فسيتم سحقهم جميعا، فالجيش لن يحمى الا الشعب ولا يلتفت لمهاتراتكم ومؤامراتكم التى ليس لها وجود الا فى رؤوسكم.
ومن بعدها حاول وزير الدفاع ان يثنى مرسى عن قراراته ويجعله يقدم بعض التنازلات حتى لا يصل بالبلاد الى طريق مسدود، وجاء يوم 26 يونيو واجتمع وزير الدفاع بمحمد مرسى قبل خطابة الشهير، واخذ يؤكد عليه مطالب الشعب وانه اذا قال كلمات واعطى وعودا سوف تهدأ الامور بشكل كبير، واكد مرسى انه سينفذ كل طلبات وزير الدفاع واكد انه سيستمع بنفسه لهذه الكلمات فى الخطاب.
ولكن مرسى ومكتب الارشادربما اعتقدوا انهم اذكى من المصريين جميعا ومن القوات المسلحة، فخرج خطاب مرسى الشهير مساء مستعديا للجميع، وشن هجوما شرسا على القضاء المصري، والاعلام والاعلاميين، وغيرهم من طوائف الشعب الغير منتمية الى جماعة الاخوان الارهابية ، وكانت تلك القشة التى قسمت ظهر البعير، فاستشاط غضب الشعب اكثر واكثر من كلمات رئيس يحرض على مؤسسات الدولة، وبرغم انه حاول ان يسترضى القوات المسلحة بكلمات مديح الا ان ذلك لم يكن له اى رصيد فالقوات المسلحة هى مدرسة الوطنية ولا تنتظر كلمات ثناء من بعض الخونة.
بعد ذلك الخطاب زاد اصرار المصريين على النزول يوم 30 يونيو، وحاولت جماعة الاخوان استباق ذلك الوضع بالنزول الى ميدان رابعة العدوية يوم الجمعة 28 يونيو، واخذ قيادات الاخوان بتهديد كل من ينزل يوم 30 بانه ستكون هناك مذابح فى الشوارع والميادين، كما اخذوا فى الهجوم على القوات المسلحة وقياداتها، واعلنوا وقتها الاعتصام فى رابعة، وعلى الجانب الاخر وبعد تطمينات القوات المسلحة وقائدها عبد الفتاح السيسي، خرج الملايين فى نفس الجمعة الى ميدان التحرير تمهيدا ليوم الاحد وكان الجميع يهتف باسقاط نظام الاخوان مؤكدين الاستمرار فى التظاهر يوميا حتى يسقط نظام مرسي.
ومرت المدة التى حددها وزير الدفاع للقوى السياسية، وجاء يوم 30 يونيو ليزلزل اركان نظام الاخوان ليس فى مصر وحدها بل على مستوى التنظيم الدولي، اكثر من 30 مليون مصرى يخرجون فى الميادين والشوارع فى جميع المحافظات مطالبين باسقاط النظام الفاشى الاخوانى الذى خرب فى مصر لمدة عام كامل، وجاء وقع هذا اليوم عظيما على الاخوان الذين لم يكونوا متخيلين وقع هذا اليوم، وفى تلك الاثناء كانت القيادة العامة للقوات المسلحة تتابع عن كثب تطورات الاحداث فى الشارع المصري، مع تنفيذها الوعد بعدم السماح بالمساس باى مواطن يعبر عن رأية، وانها ستحمى التظاهرات، ومر هذا اليوم الذى لم تشهده مصر او العالم من قبل.
وانتظر الشعب اى ردة فعل من رئيس الجمهورية الذى رفض اى فكرة لتنفيذ مطالب الشعب، واجتمع وزير الدفاع عبد الفتاح السيسى صباح يوم 1 يوليو بمحمد مرسى وطالبة بان يرضخ لمطالب الشعب أو ان يوافق على اجراء انتخابات رئاسية مبكرة، الا انه رفض واكد له ان من خرج فى الشارع لم يتعدى 180 الف شخص وما يحدث فى الصور ما هو الا فوتوشوب.
ومع تحملة لمسئوليته الوطنية كاملة قرر وزير الدفاع ان يمد المهلة لمدة 24 ساعة حتى لا يتعجل فى امره، وحتى يعود مرسى وجماعتة الى صوابهم وجاء بيان القوات المسلحة كما يلى شهدت الساحة المصرية والعالم أجمع أمس مظاهرات وخروجاً لشعب مصر العظيم ليعبر عن رأيه وإرادته بشكل سلمى وحضارى غير مسبوق .
لقد رأى الجميع حركة الشعب المصرى وسمعوا صوته بأقصى درجات الإحترام والإهتمام ... ومن المحتم أن يتلقى الشعب رداً على حركته وعلى ندائه من كل طرف يتحمل قدراً من المسئولية فى هذه الظروف الخطرة المحيطة بالوطن
بيان أول يوليو

إن القوات المسلحة المصرية كطرف رئيسى فى معادلة المستقبل وإنطلاقاً من مسئوليتها الوطنية والتاريخية فى حماية أمن وسلامة هذا الوطن - تؤكد على الآتى :
إن القوات المسلحة لن تكون طرفاً فى دائرة السياسة أو الحكم ولا ترضى أن تخرج عن دورها المرسوم لها فى الفكر الديمقراطى الأصيل النابع من إرادة الشعب .
إن الأمن القومى للدولة معرض لخطر شديد إزاء التطورات التى تشهدها البلاد وهو يلقى علينا بمسئوليات كل حسب موقعه للتعامل بما يليق من أجل درء هذه المخاطر .
لقد إستشعرت القوات المسلحة مبكراً خطورة الظرف الراهن وما تحمله طياته من مطالب للشعب المصرى العظيم ... ولذلك فقد سبق أن حددت مهلة أسبوعاً لكافة القوى السياسية بالبلاد للتوافق والخروج من الأزمة إلا أن هذا الأسبوع مضى دون ظهور أى بادرة أو فعل ... وهو ما أدى إلى خروج الشعب بتصميم وإصرار وبكامل حريته على هذا النحو الباهر الذى أثار الإعجاب والتقدير والإهتمام على المستوى الداخلى والإقليمى والدولى .
إن ضياع مزيد من الوقت لن يحقق إلا مزيداّ من الإنقسام والتصارع الذى حذرنا ولا زلنا نحذر منه .
لقد عانى هذا الشعب الكريم ولم يجد من يرفق به أو يحنو عليه وهو ما يلقى بعبء أخلاقى ونفسى على القوات المسلحة التى تجد لزاماً أن يتوقف الجميع عن أى شىء بخلاف إحتضان هذا الشعب الأبى الذى برهن على إستعداده لتحقيق المستحيل إذا شعر بالإخلاص والتفانى من أجله .
إن القوات المسلحة تعيد وتكرر الدعوة لتلبية مطالب الشعب وتمهل الجميع [48] ساعة كفرصة أخيرة لتحمل أعباء الظرف التاريخى الذى يمر به الوطن الذى لن يتسامح أو يغفر لأى قوى تقصر فى تحمل مسئولياتها .
وتهيب القوات المسلحة بالجميع بأنه إذا لم تتحقق مطالب الشعب خلال المهلة المحددة فسوف يكون لزاماً عليها إستناداً لمسئوليتها الوطنية والتاريخية وإحتراماً لمطالب شعب مصر العظيم أن تعلن عن خارطة مستقبل وإجراءات تشرف على تنفيذها وبمشاركة جميع الأطياف والإتجاهات الوطنية المخلصة بما فيها الشباب الذى كان ولا يزال مفجراً لثورته المجيدة ... ودون إقصاء أو إستبعاد لأحد .
تحية تقدير وإعزاز إلى رجال القوات المسلحة المخلصين الأوفياء الذين كانوا ولا يزالوا متحملين مسئوليتهم الوطنية تجاه شعب مصر العظيم بكل عزيمة وإصرار وفخر وإعتزاز.
ولكن للاسف الشديد ان هذا البيان لم يحرك ساكنا لمحمد مرسى ولم يكن يرى سوى مرشده وتعليماته، وعلى الجانب الاخر استمر الملايين فى جميع الميادين فى محافظات مصر تنتظر نهاية المهلة، لان الامر وصل لدى الشعب انه لا مجال للمصالحة مع جماعة ارهابية تحكم مصر وتتحكم فى مقدراتها.
وخلال تلك الاثناء كان وزير الدفاع عبد الفتاح السيسى مجتمعا مع قادة القوات المسلحة وفى انتظار ربما بارقة امل لتخرج البلاد من النفق المظلم الذى ستذهب اليه، ولكن تعنت مرسى واقرانه جعلت الساعات تمر دون اى ردة فعل بل ان مرسى خرج بخطاب الشرعية الشهير يهدد الشعب المصرى ويتوعد بعمليات ارهاب اذا لم تقف بجانب شرعيتة المزعومة.
بيان 3 يوليو
وجاء يوم 3 يونيو، ومرت الساعات بطيئة جدا على الملايين فى الشوارع والميادين، وكان وقتها يجتمع وزير الدفاع عبد الفتاح السيسى بالقوى السياسية والاحزاب وقيادات الازهر والكنيسة منأجل وضع خارطة للطريق تخرج بمصر الى مرحلة الاستقرار بعد حكم جماعة الاخوان، وعندما دقت الساعة السابعة مساء خرج الفريق اول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع وقيادات القوات المسلحة وشيخ الازهر والبابا تواضروس، وترك مقعد الحرية والعدالة شاغرا، ليلقى على الشعب البيان التالي:
إن القوات المسلحة لم يكن فى مقدورها أن تصم آذانها أو تغض بصرها عن حركة ونداء جماهير الشعب التى استدعت دورها الوطني، وليس دورها السياسى على أن القوات المسلحة كانت هى بنفسها أول من أعلن ولا تزال وسوف تظل بعيدة عن العمل السياسي.
2 - ولقد استشعرت القوات المسلحة - انطلاقا من رؤيتها الثاقبة - أن الشعب الذى يدعوها لنصرته لا يدعوها لسلطة أو حكم وإنما يدعوها للخدمة العامة والحماية الضرورية لمطالب ثورته.. وتلك هى الرسالة التى تلقتها القوات المسلحة من كل حواضر مصر ومدنها وقراها وقد استوعبت بدورها هذه الدعوة وفهمت مقصدها وقدرت ضرورتها واقتربت من المشهد السياسى آملة وراغبة وملتزمة بكل حدود الواجب والمسئولية والأمانة.
3 - لقد بذلت القوات المسلحة خلال الأشهر الماضية جهودا مضنية بصورة مباشرة وغير مباشرة لاحتواء الموقف الداخلى وإجراء مصالحة وطنية بين كل القوى السياسية بما فيها مؤسسة الرئاسة منذ شهر نوفمبر 2012.. بدأت بالدعوة لحوار وطنى استجابت له كل القوى السياسية الوطنية وقوبل بالرفض من مؤسسة الرئاسة فى اللحظات الأخيرة.. ثم تتابعت وتوالت الدعوات والمبادرات من ذلك الوقت وحتى تاريخه.
4 - كما تقدمت القوات المسلحة أكثر من مرة بعرض تقدير موقف استراتيجى على المستوى الداخلى والخارجى تضمن أهم التحديات والمخاطر التى تواجه الوطن على المستوى الأمنى والاقتصادى والسياسى والاجتماعي، ورؤية القوات المسلحة بوصفها مؤسسة وطنية لاحتواء أسباب الانقسام المجتمعى وإزالة أسباب الاحتقان ومجابهة التحديات والمخاطر للخروج من الأزمة الراهنة.
5 - فى إطار متابعة الأزمة الحالية اجتمعت القيادة العامة للقوات المسلحة بالسيد رئيس الجمهورية فى قصر القبة يوم 22 / 6 / 2013 حيث عرضت رأى القيادة العامة ورفضها للإساءة لمؤسسات الدولة الوطنية والدينية، كما أكدت رفضها لترويع وتهديد جموع الشعب المصري.
6 - ولقد كان الأمل معقودا على وفاق وطنى يضع خارطة مستقبل، ويوفر أسباب الثقة والطمأنينة والاستقرار لهذا الشعب بما يحقق طموحه ورجاءه، إلا أن خطاب السيد الرئيس ليلة أمس وقبل انتهاء مهلة ال48 ساعة جاء بما لا يلبى ويتوافق مع مطالب جموع الشعب.. الأمر الذى استوجب من القوات المسلحة استنادا على مسؤوليتها الوطنية والتاريخية التشاور مع بعض رموز القوى الوطنية والسياسية والشباب ودون استبعاد أو إقصاء لأحد.. حيث اتفق المجتمعون على خارطة مستقبل تتضمن خطوات أولية تحقق بناء مجتمع مصرى قوى ومتماسك لا يقصى أحدا من أبنائه وتياراته وينهى حالة الصراع والانقسام.. وتشتمل هذه الخارطة على الآتي:
تعطيل العمل بالدستور بشكل مؤقت.
يؤدى رئيس المحكمة الدستورية العليا اليمين أمام الجمعية العامة للمحكمة.
إجراء انتخابات رئاسية مبكرة على أن يتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة شؤون البلاد خلال المرحلة الانتقالية لحين انتخاب رئيس جديد.
لرئيس المحكمة الدستورية العليا سلطة إصدار إعلانات دستورية خلال المرحلة الانتقالية.
تشكيل حكومة كفاءات وطنية قوية وقادرة تتمتع بجميع الصلاحيات لإدارة المرحلة الحالية.
تشكيل لجنة تضم كل الأطياف والخبرات لمراجعة التعديلات الدستورية المقترحة على الدستور الذى تم تعطيله مؤقتا.
مناشدة المحكمة الدستورية العليا لسرعة إقرار مشروع قانون انتخابات مجلس النواب والبدء فى إجراءات الإعداد للانتخابات البرلمانية.
وضع ميثاق شرف إعلامى يكفل حرية الإعلام ويحقق القواعد المهنية والمصداقية والحيدة وإعلاء المصلحة العليا للوطن.
اتخاذ الإجراءات التنفيذية لتمكين ودمج الشباب فى مؤسسات الدولة ليكون شريكا فى القرار كمساعدين للوزراء والمحافظين ومواقع السلطة التنفيذية المختلفة.
- تشكيل لجنة عليا للمصالحة الوطنية من شخصيات تتمتع بمصداقية وقبول لدى جميع النخب الوطنية وتمثل مختلف التوجهات.
7 - تهيب القوات المسلحة بالشعب المصرى العظيم بكل أطيافه الالتزام بالتظاهر السلمى وتجنب العنف الذى يؤدى إلى مزيد من الاحتقان وإراقة دم الأبرياء.. وتحذر من أنها ستتصدى بالتعاون مع رجال وزارة الداخلية بكل قوة وحسم ضد أى خروج عن السلمية طبقا للقانون وذلك من منطلق مسئوليتها الوطنية والتاريخية.
8 - كما توجه القوات المسلحة التحية والتقدير لرجال القوات المسلحة ورجال الشرطة والقضاء الشرفاء المخلصين على دورهم الوطنى العظيم وتضحياتهم المستمرة للحفاظ على سلامة وأمن مصر وشعبها العظيم.
جاء هذا البيان لينهى حكما فاشيا فى مصر، وليجعل الفريق اول عبد الفتاح السيسى زعيما للمصريين، فهو الرجل الذى حافظ على وحدة مصر ووقف بجانب المصريين فى مطالبهم المشروعة، ولم يتخاذل للحظة فى تلبية النداء، ليصبح زعيما سيسجل التاريخ اسمه باحرف من نور ليصبح الرجل الذى انقذ وطن


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.