تعد الصحافة الالكترونية مولوداً جديداً حيث ظهرت اولاً في الولاياتالمتحدة عام 1995م باطلاق «الواشنطن بوست» موقعاً لها، وقتذاك ثم اصبحت خلال فترة وجيزة ظاهرة تتزايد اهميتها على نحو متسارع.. الشيء نفسه ينسحب على مستوى مصر،الا انها تتطور باستمرار ولاشك ان ما يعزز من اهميتها هو الواقع المتردي للصحافة المطبوعة، بحيث حلت الصحافة الجديدة كبديل لسد فراغ قائم. ويمكن ان تصبح الصحافة الالكترونية بديلاً للصحافة المطبوعة في بلادنا، والسبب يتمثل في وهن الصحافة الورقية ، فهي اجمالاً صحافة مقالات ومواقف وآراء وليست مصدراً للمعلومات فضلاً عن كونها اصدارات يومية واسبوعية لايسعفها الوقت لتغطية الاحداث، ومواكبة تطوراتها، كما هو الحال بالنسبة لصحافة الانترنت. وهناك شواهد قائمة تدل على السحب التدريجي للبساط من تحت اقدام الصحافة الورقية لصالح الصحافة الالكترونية. ومن الصحف التي برزت في السنوات الاخيرة،الوقع الالكتروني ل( جريد شباب مصر) والتي تأسست فى 1يناير 2003م ، ولقد تسنى لها المضي قدماً في عالم الصحافة الالكترونية بتميز في تقديم خدمتها ومواكبتها للتطورات والمستجدات اولاً بأول نتيجة امتلاكها لشبكة واسعة من المراسلين في مختلف المحافظات الى جانب مصادرها الخارجية، مما يمكنها من اجراء تغطيات اخبارية متواصلة، كما انها تخصص بعض الصفحات للخدمات المتنوعة للقراء ..وغير ذلك الكثير هناك دورآخر قد تمكنت ان تقدمه جريدة( شباب مصر) وهو ربط الوطن بأبنائه في الخارج وتسهيل عملية تواصلهم معه، وتبني قضايا المصريين في الخارج، من خلال الاهتمام بنشر المقالات والكتابات الادبية والعلمية ومختلف الاراء لابناء مصر الذين يعيشون في ارجاء المعمورة ، وتقديم التغطية الاخبارية السريعة لم يدور في وطنهم ونشر تعليقاتهم وتفعلهم مع الاحداث ، وكذلك تقديم الكتاب المصريين من خلال نشر ابداعاتهم بالجريدة ومن هؤلاء الاستاذ / عادل أمين صادق .
تجربة الغربة في كتابات عادل امين صادق الكاتب الاستاذ / عادل أمين صادق ..يعتبر تقريبا من اقدم المشاركين في موقع( جريدة شباب مصر) الالكتروني ..فلقد وجدت لة تعليقات ترجع الي العام 2007..وكذلك تم الاشارة الي اسمة من ضمن اخرين عبر مقالة بعنوان : - (الدكتورة أنعام الهاشمى تؤرخ لريادة جريدة شباب مصر الإلكترونية فى التعليقات ) وجاء بة :- ( فعقب على تعليقي معلق آخر وهو عادل أمين صادق الذي كان محور التعليقات والإسم الذي يتكرر في في التعليق علي كل المواضيع ) وكانت تتحدث عن الفترة من 2007 الي 2010 ،، والمُتابع لااسم الاستاذ / عادل سيجد انه من اكثر الاقلام التي تناقلت بين العديد من المواقع الالكترونية لنشر كتاباتة وتعليقاتة الي ان اكتفي بالتواجد بجريدة (شباب مصر) والاستقرار بها الي الان ، ولقد اشار الي نفسة في احدى التعليقات المنشورة هنا بالجريدة قائلأ :- ( وأحمد ربي بأني لست بشاعر ولا قاص ولا حتي كاتب ولكني عضو فعال ولي مكان أو قد يكون ركن صغير للخواطر أعتز به لنفسي فأنا خارج المنافسة).. ولة مطلق الحرية في التعبير عن نفسة ووضع تصنيف لة ككاتب ،، ولكن هل حقا الاستاذ / عادل أمين صادق يكتب الخواطر ؟ اذن لنرجع اولا الي تعريف الخاطرة ...ما هي الخاطرة ..(هي مقال قصير يخلو من كثرة التفصيلات ، ويعرض فيها الكاتب فكرة حول موضوع ما أو احساس يجول في خاطره ) ..لذلك هي نثر أدبي ...وعموما تميل الخاطرة بين القصة والشعر ، ويكثر استخدام المحسنات البديعية كالصور والكلمات الموحية ...الخ واذا حاولنا تطبيق ذلك علي اى من كتاباتة..،، مثلا : نص بعنوان :- (للعاشقين أنشودة ) ..والذى يقول فية تلهوا .. كما .. النوارس حينما .. تداعبها .. أمواج ... البحور ... تختال .. كما .. الفراشات حينما .. تداعبها .. براعم .. الزهور .. سنجد عدم تطابق اصول كتابة الخاطرة علي هذا النموذج وليس هذا فقط بل علي كافة كتابات الاستاذ / عادل امين صادق ..اذن فكتاباتة تنتمي الي قصيدة النثر ..وهذا اقرب وادق في التصنيف ،والشئ الذى يرسخ قناعتنا هذة ان المتعارق علية ان قصيدة النثر بأختصار ، هي نثر غايتة الشعر ،، وبطريقة اخر : اننا حينما نتحدث عن الشعر العمودى الكلاسيكي ، فاننا لانتذكر شعريته فقط ، وانما نتذكر الاوزان التي تتحكم به . لذا حينما برزت الحاجة الى قصيدة التفعيلة ، فأن هذه الحاجة أتت من خلال رغبة الشاعر بالخروج عن قوانين الاوزان التقليدية . أما قصيدة النثر ، فأن بروزها الى الساحة الشعرية لم يكن نتاج جدلها مع قصيدة التفعيلة ولا مع القصيدة العمودية ، وانما هي نتجت بسبب رغبة الشاعر في استخراج الشعر من سياق النثر . أي ان قصيدة النثر ، تجربة شعرية متنوعة ومتحررة آتية من سياق آخر غير السياق الشعري المتعارف عليه . ولهذا السبب ، أحتفظ الشعراء الفرنسيين والاوربيين والامريكيين فيما بعد على القوانين الاساسية لقصيدة النثر في كتابتهم لها على الرغم من مرور اكثر من مئة عام على ظهورها . أي أنهم لم يتجاوزوا شروطها الاساسية لكتابتها الا وهي ( الاختزال ، التكثيف ، اللاغرضية ، وشكلها المقطعي )وحينما حاول البعض منهم أضافة بعض اللمسات الفنية عليها ، فأنهم لم يفكروا بتحطيم شروطها الاساسية المذكورة أعلاه ، وأنما فكروا بأجراء بعض الاضافات على الشروط الاخرى التي تتحكم بها . ولهذا ظهرت لنا اشكال وأساليب جديدة في كتابتها،، وربما ان الاستاذ / عادل ..لجأ الي قصيدة النثر هربا من قيود الاوزان ، الي عالم اكثر رحابة حيث أمكانية أستخراج الشعر من السياق النثرى، فقصيدة النثر بأختصار لاتنتمي الى السياق الشعري المألوف ، وانما هي تنتمي بالاساس الى السياق العام للنثر اولا وللسياق الشعري العام ثانيا ، بفعل أدخال الادوات الشعرية الاساسية عليها . ومن نص لة بعنوان (سكة رجوعي ) :- خيروني . بين . آمَرِين ! قدمولي .. فيهم .. طبقين ! !!!... أختاااااااار !!!... ...* طبق *... * غربه . بعسل . وسم * و ...* طبق *... ذُل . آه . ذُل قالولي . أنت . حُر أيوه . أيوه . أنا . حُر الحُر . صعب . صعب عليه . يرتضي . ب . الذُل أخترت . غربه . العسل . بالسم لأجل . أموت . آآآه . أموت . أموت . ومرتضيش . .. بالذُل .. سلكت . دروب . الرحيل بين . سود . الليالي !... دروب ...! فيها . (حكاوي) . دموع . خبريهم . يا . ل .. يالي . ..!.. بدموعي ..!.. .. وَنا .. أنا .. أيوه . أيوه . أيوه .. أنا .. . خبريني ... ..! عن !.. ..! سكة !.. !... رجوعي ...! هذه من النصوص النثرية للشاعر وهو برغم قصره لكنه يعكس الحقيقة روح الشاعر التي عرف عنها القوة الشعرية والمقدرة على صوغ الشعر في براعة معبرة ... ويمكن أن يدخل هذا ضمن الحكاية الشعورية التي يمكن أن تفهم رموزها من العنوان فهي نفثة خاطفة في لحظة خاطفة أيضا , غير أنها كانت مثقلة بتجربة شعورية تعتمل..عن اختيار بين طريق واخر ،اما العيش في الوطن تحت قهر الاحتياج، او الاستمرار في الغربة للهرب وتوافير حياة اقتصادية افضل ، وبينهما الانسان المطحون بين القوسين الذى يدفع من عمرة ثمن لااختياره وهو نص يلخص فيه الكاتب محور افكاره المتناثرة عبر كتاباته التي تئن بوجع الغربة كان العنوان بمثابة عقدة من الشعور بدأ يتناثر ويتفلت شيئا فشيئا ..! ومن قصيدة بعنوان (أكرهيني ) :- .... أكرهيني .... والله مو كارهك أنا لكن أبيكي تكرهيني خضار ربيعك مو لي . يمكن لغيري تكفي ....... إكرهيني أكرهيني لأنك ببساطة رمز ... يعني .. الحياة ... . أكرهيني . يا أنا . لا . منا ظالم ولا حب أكون ظالم . أظلمك . حتى لو مددتيني بالحياة .. أكرهيني . أكرهيني .. لي النهاية ..ولكي البداية لمشوار الحياة .. تكفي أكرهيني .لا. بترجاكي بدون بعاد .. بترجاكي بدون عتاب . أكرهيني . . أكرهيني . بكُرهك تسلب مني الحياة كل هذا الهمس بتلك الصورة اللافتة كان أخف وطأة من قلق يترجرج في طويته وثناياه .. وهو قلق يزيد من هيجانه لوعةٌ وفقدٌ كانا سبباً لتفشي مرارة الشعور بالوحدة والعزلة والوحشة في لحظة الإبتعاد بعد لحظة قصيرة من لقاء يغص بالحياة الوجدانية الشفيفة المفعمة بمعنى النقاء والود في أتون بديع النفث والبوح .. والشاعر برغم ذلك يتحفظ على شعوره المرتبك المرفرف بين جنبيه ويعزوه إلى شكوى مجنونة بجنونه ويطلب عدم الإكتراث بما هم به أو الغضب من تعلقه بذكرياته الماضية .. ومن نص بعنوان ( يوم الزفاف ) :- يوم الزفاف .... يا الأيام . مش بإيدي.. زرعه . زرعتها ... روتها ... جَني ..حصادها .. مو بإيدي ... روتها بغربتي مو بإيدي جًني ثمرة غربتي مو .. بإدي .تهت .. عند الحصاد ..يالأيام .. تهت . وتاهت. دنيتي .. يالأيام ..ضاعت . أيوة ضاعت مني هويتي. وهو أسلوب يعلوا بإيقاعه شعوراً باوجاع الغربة , ووعي المعنى , ورقيق الدلالة , وكأن الشاعر بعنوان يوم الزفاف الذى من المفترض يحمل السعادة ولكن عندة يحمل يوم السفر، وحصاد الغربة ، والشاعر بصورة عامة دائما الافتراض لوجود شخص اخر يتحاور معة قد يكون امراة او رجل او الحياة او الغربة دائما يوجة كلماته للاخر دون استخدام ضمير الأنا الأ في مرات نادرة ، وكثير ما كان يتسلل بحسه الشعري إلى ماوراء حس الطرف الآخر فيرسم صورة خيالية في ذهنه تتكثف فيها صور وجدانية وفي نص اخر بعنوان ( شمعه ألم ) خبريني أشمعة . إنتي . بسراب . الأيام تزدهري أم . شمعة . بظلام . الدروب تشتعلي يا .. شمعة .. الأمل أتنطفئِ . بليل . دربي أنطفئِ ف . كفى . يالليل . سطوعاً بدروبي الاحتفاء بالطرف الآخر , ومعنى الرغبة بالشكوى إليه , ومعنى الرغبة في احتوائه والإنتماء إليه .. ثم يأخذ وضع متصاعد في وصف الحالة الشعورية التي كانت تتلبس الكاتب حيث يخلق من عناصر البوح صورة خيالية حالمة يعيشها معه المتلقي .. وبشكل اجمالي يمكن القول ان الكاتب الاستاذ / عادل أمين صادق في معظم انتاجه الادبي وهو غزير ومنوع يلاحظ استخدامه المكثف للأفعال في لحظات الحرص على تأكيد تجدد دلالاتها وما تحمله من انفعالات بينما يلحظ استخدامه لتركيب ثابت حينما يريد التعبير عن شعوره الذاتي وكأنه بهذا يسعى إلى الشعور بالسكينة وبليغ أن يحسن الكاتب المزاوجة بين هذه التراكيب في صورة منسقة ومحكمة يصل إلينا بسببها الشعور بتلك اللحظة الخاطفة في منتهى السهولة والعفوية ودون أي تكلف .. وبين كتاباتة تنضح مسافة من البوح كبيرة التجربة بمشاعر الغربة ، عشناها في أبهى لوحة فنية مرسومة بيد شاعريجيد اختيار الكلمات وكيفية اختيار المفردة الملائمة للمعنى اللصيق بها في منتهى البراعة. ويتجلي ذلك في هذا النص :- (صخب الحياة ) ((عاشوا فى سراب الأيام فتنتهم الدنيا أعتادوا نور النجف والمصابيح غابت عنهم شمس الحياة عند المساء يرتدون أقنعتهم تجمعهم الدنيا يرتدون الأقنعة يطفئون أنوار المصابيح ويشعلون الشموع ويوم الأحتفال يهموا بنفخ الهواء من أفواههم فتنطفئ الشموع شمعة تلو الأخرى يسود الظلام وتتعالى الصرخات يبحثون عن نور المصابيح فلم يجدوا يسود الهرج والمرج كلاً يبحث عن غايته دون جدوى ينادي منادي ألم يوجد فيكم من يملك نور البصيرة يسود الصمت وتكثر الغوغاء كلاً يتلمس مكانه تسقط الأقنعة تنكشف الوجوه ويسود الظلام الأبدي ...)) كلمات و ألفاظ حملت اللون والرائحة لشي غير محسوس وهو الزمن فأقامت علاقات مجازية تترك لذهن القارئ أن يربط بينها ، وتجعله يشغل التفكير في هذه العلاقات