«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتورة أنعام الهاشمى تؤرخ لريادة جريدة شباب مصر الإلكترونية فى التعليقات وتكتب : أدب التعليقات : متى بدأ وأين؟

كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن التعليقات وما تخللها من المجاملات المبالغ فيها من ناحية ومحتواها المنفعي والأدبي من الناحية الأخرى؛ فالكاتب صائب خليل كتب مقالاً نشر في صحيفة "المثقف" عن المجاملات المبالغ فيها ومساهمتها في تمرير بعض الأراء او المواقف غير الصحيحة دون اعتراض من المجموع المجامل مما يؤدي إلى ظهور الرأي المعارض بمظهر المعادي مما يجبرصاحبه على الانسحاب أو حتى للاعتذار في حين أن الرأي والرأي الآخر قد يكون مستاغاً لو أنه طرح خارج بيئة المجاملات الذي أخذ يعم ويطغى على النقاشات الموضوعية. وفي الوقت ذاته جاء نص لي بعنوان "المدَجَّنون: نصٌّ حذف ثلثاه" وهو أيضاً يشير الى التعليقات والمجاملات برسم صورة كاريكاتيرية عنها، ولكن المعروف أن كل صورة كاريكاتيرية تحمل في طياتها نقداً لظاهرة ما. هذا التوقيت غير المقصود وغير المتفق عليه أثار حفيظة البعض ودعا البعض الآخر لإعادة النظر في موضوع التعليقات والتفكير بها على أنها أدب قائم بذاته أو مكمل لأدب النص من شعر وقصة ومقالة، خاصة بعد صدور كتاب في هذا الخصوص ومحاولة البعض التأسيس له وتحقيق أو ادعاء الريادة فيه.
في السطور التالية سأحاول استعادة بعض الذكريات مع التعليقات منذ أول دخولي الإنترنيت العربي. وهنا لا أتحدث عنها في الأنترنيت الغربي.. فإن البلوغ “Blog” قد سبق الإنترنيت العربي في مساهمة القراء بإضافة مالديهم إلى ما بدأه صاحب الموقع من المواضيع.
حين تعرفي أول مرة على الإنترنيت العربي وذلك حين تمكنت من الكتابة بالحروف العربية كانت أول محطة لي هي جريدة شباب مصر وهي التي سبقت المواقع الأخرى التي تعرفت عليها فيما بعد، كان ذلك قبل مايزيد على الثلاث سنوات وكانت أول مساهمة لي حينذاك فيها. أدهشني ما كنت أقرؤه من تعليقات فيها وكان المعلقون وكأنهم اختصاصيو تعليق ، وكانت قراءة التعليقات جزءاً مكملاً للقراءة لما فيها من نقاش وتكملة لموضوع المقال او النص الآدبي، حتى ان الصحيفة كانت تدرج هامشاً يحتوي على عناوين التعليقات وأسماء المعلقين وكانت التعليقات وعناوينها هي المحطة الأولى التي تشير للنص وتقود إلى قراءته. وكان من أهم المعلقين حينذاك نخبة تتكرر أسماؤهم من قراء وكتاب الصحيفة منهم عادل أمين صادق، عادل ندا، عبد الوهاب المطلبي، باسم السعيدي، الأديب القاص علي الشاهدي، عمرو اسماعيل، أسامة الشريف، السيد المهر، أحمد المهر، شهد الرفاعي (نجوى عبد البر)، فاتن نور، محمد الطواب، ناقد شمس الدين (راشد أبو العز)، فتحي ثابت، وغيرهم. أما الذين سبقوا في التعليقات منذ تأسيس جريدة شباب مصر فلم يتسنَّ لي معرفتهم أما لرحيلهم عن الموقع أو لرحيلهم عن هذه الدنيا إلا أن بعض المعلقين كا يذكرونهم بين الحين والحين بجلب تعليقاتهم من الآرشيف، أذكرمنهم نبيل أبو السعود .
أول تعليق كتبته كان في شباب مصر، وازداد اهتمامي بالتعليقات حين قرأت قصيدة بعنوان "دور شطرنج" بقلم عادل ندا، علق عليها الشاعر المطلبي بابيات شعرية معارضة ، فما كان من عادل ندا إلا أن يرد بقصيدة ثانية بعنوان "أنا إرهابي" التي علق المطلبي عليها بأيبات شعرية متابعة بعنوان:
لا غيري لاني ارهابي وساقتلها؟
عبد الوهاب االمطلبي
8/8/2007 5:58:00 AM
ان كان الاسود من يبدأ
فالقرعة تحكم ايانا يلعب
صرت الان ارهابيا
لاني لعبت مع الاطفال
لاني قدمت الافراس على الافيال
وساحاول ان العب
لعبة تيمور لنك مع بايزيد
سيقتل شاهك جندي بيدق مجهول
......
...... الى آخر القصيدة
اعجبني هذا التبادل الادبي فكتبت تعليقاً ارتجاليا ثم فيما بعد أدخلته في نص "اللعبة تعلمت أصولها في حفلة تنكرية"، التعليق أدناه:
عفوا اعزائي... لا افهم حل الرموز ولا فن السيريالية
حرير و ذهب (إنعام)
8/9/2007 11:20:00 AM
عفوا اعزائي... لا افهم حل الرموز ولا فن السريالية
قد تعلمت لعبة الشطرنج ولكنكم قيدتم يديَ
جندكم وخيولكم تصول و تجول...
بحرية وعشوائية
وكلكم يكش بعضكم بلا رحمة او رويَة
دخلت بيتكم بثوبِ ظننته أنيقا..
ولكنه ضاع في بهرجتكم الشعرية
فلم اكن اعلم انكم جميعاً تلعبون الحروف ...
في حفلةِ تنكرية
بعضُكم قد اباح سر بعضِِكم...
بلغةٍ غامضةٍ رمزية
دعوتم لحفلتكم إيهاب وإيزيسِ وحمورابي...
وكل القياصرةِ والملكية
لا أدري كيف اجتمعوا...
وكيف تحاربوا وتبارزوا..
وأزمانهم قد اختلفت في الهوية
لو كنت أعلم انكم في مبارزةٍ ..
تنكريةَ.. حرفيةَ ..لغوية
لجئتكم بثوب عروس البحر الحورية
او ربما بثوب صديقتي..
الساحرة الجنية
وكلمتكم بالذي كان ولم يكن..
ولماذا انا وهو موجودٌ..
وسارتر وكل الوجودية
ولربما بارزتكم بمن حيثُ .. و لقد.. و يعني.. وبلاكت...
وكل الطلاسم والميتافيزيقية
ولكني جئتُ بثوبي البسيط...
فما أنا إلا استاذة جامعية
--------
عذراً.. كان هذا ارتجال ما بعد منتصف الليل..
حرير و ذهب (إنعام)
الولايات المتحدة
________________________________________
فعقب على تعليقي معلق آخر وهو عادل أمين صادق الذي كان محور التعليقات والإسم الذي يتكرر في التعليق على كل المواضيع:
(الأخت أ /حرير و ذهب (إنعام) أحسنتي
عادل أمين صادق
8/9/2007 5:43:00 PM
((فلم اكن اعلم انكم جميعاً تلعبون الحروف ... في حفلةِ تنكرية))) أحسنتي بالفعل أختي أحسنتي بالفعل التلاعب بالحروب إنها لعبه أسمها لعبه الحروف حروف نجمعها لكلمات ونجمع الكلمات لجمل لنصنع عبارات ودول وقارات ولو كانت بالحروب نعم نعم بالحروف الكثير منها نعبر بالخفاء عن ما يدور بدتخلنا وعنما يدور بظاهرنا حتى نحن كلنا حروف نصتنعها لنسمي بها أنفسنا لكن يوما ماستنتصر حروف كتاب به سر كل الحروف الأن يريدون تحريف الحروف ولكن كلاً حسب غايته أختى تقولى إنكي لاتفهمي حل الرموز بالعكس أنتي بتعليقك الوحيده التى فككتي شفره حل الرموز وأصبتي تحياتي نشكر الأستاذ عادل ندا لتلك المقال والشاعر عبد الوهاب للمشاركه بتحليل الرموز تحياتي)
---------
وفي أخر قصيدته يكتب عادل ندا المقطع التالي الذي استفزني للتعليق مرة أخرى:
(نتفق من جديد
نغير شروط اللعبة
قررنا تغيير القاعدة والقانون
الأسود يلعب أولا
فى دور شطرنج
تلعب ؟
اللعبة لو بدأت أبدية
لا تتوهم أن أخضع!
لا تتخيل أن أركع!
اللعبة ليست منتهية
نظرية حق القوة والسيطرة
وحياة الفشخرة
كلام المسخرة
أنا أقول فيكون
أفكار الكن كن فيكون!
أنت المدعى الموهوم
كش
كل الأحرار رجال
أنت من الأحرار)
----------
ما استفزني هو قوله "كل الأحرار رجال" وكأنه استثنى النساء فكتبت:
لماذا استثنيت النساء من قائمة الاحرار
حرير و ذهب (إنعام)
8/9/2007 10:05:00 PM
"كش ... كل الأحرار رجال ... أنت من الأحرار" !!!!!!!!!!!
إذا كان "كل" الأحرار رجالا
فكلك قد الغت كلي
كلمة "كل" تستثني كل ما عداها ...
فلماذا اسثنيت النساء من كل الأحرار يا عادل ندا؟
ان كان البعض منهن قد جئن الى حفلكم
ولعبن اللعبة كما رسمتموها فهل يعني هذا انهن اصبحن إماءً؟ لا أظن ذلك ... فقد جئن بكامل الحرية ..
.ولي سؤال آخر.. قل لي هل كان آدم حراً حينما اكل التفاحة؟ وقل لي أيضأ من هن هاتيك اللواتي يحركن خيولكم... و جنودكم ... وافيالكم؟
أفليست هي كلي التي تحرك كلكم يا "كل الأحرار"؟؟؟
...........................
لم يكن هذا ارتجال ما يعد متتصف الليل.. هذا ما علمتني امي رحمها الله...
حرير و ذهب (إنعام)
الولايات المتحدة
________________________________________
ومن تعليقاتي التي احتوت ارتجالاً شعرياً كان تعليقاً يحمل ثناءً على شاعر عارض بقصيدة احد المعلقين حين قدم اهانة للشعب العراقي في تعليق اعتذر عنه فيما بعد بعد حملة تعليقات الاعتراض عليه. وكان تعليقي هذه الأبيات:
الا يا واهبَ الكلماتِ عِزّاً
كتبتَ وبيضتَ الجبينا
فلن يخزي كلامُ الذمِّ شعباً
به الأقلامُ سيف المبدعينا
فنم واهدأ جزاك الله خيراً
سيخزي الحقُ قولَ المفترينا
تحياتي ...
......................
حرير و ذهب (إنعام)
الولايات المتحدة
________________________________________
أذكر هذه التعليقات ليس لأنها الأفضل من بين تعليقاتي أو بين تعليقات الآخرين، وإنما لأنها كانت مدخلي للتعليقات ؛ وما شجعني على الدخول فيها هو الرقي الذي كان يتم به الحوار. وما بعدها تنوع بتنوع المواضيع والنصوص وقد وثقت الكثير من التعليقات التي ذهبت مع الريح بذهاب الأرشيفات في المواقع بسبب تغيير السيرفر أو ضيق الحيز.
ومن ذلك المنطلق جاء استعمالي لتعبير "خربشات بعد منتصف الليل " في وصف كتاباتي، فقد كتبت عدداً من التعليقات حملت عنوان خربشات منها:
خربشات على هامش المرآوية، خربشات على حوارات جدية جداً، خربشات على بوابة مسرح الحروف، خربشات قبل السحور، خربشات سيريالية بسبعة ألوان، خربشات على بوابة سيبويه، خربشات من الوزن الخفيف على بوابة سيبويه، خربشات على بوابة السلوك الأخلاقي، خربشات على بوابة الفرح، خربشات على بوابة الصحيح وشجرة العيلة، خربشات على بوابة الأحلام والموت والجنون، وغيرها من الخربشات حتى خربشات على هامش الخربشات. ففي شباب مصر كان التعليق يحمل عنواناً إضافة إلى إسم المعلق .
وبعد هذا قادتني قدماي الى "المثقف" وكان الجو فيها هادئاً؛ معظم النصوص تمر دون تعليق وتلك التي تحظى بالتعليقات لم تكن التعليقات تتجاوز فيها أصابع اليد الواحدة..
من كان هناك في التعليقات؟
عبد الوهاب المطلبي، حمودي الكناني، سامي العامري، قارئ (المعلق الذي رافقنا في المثقف حتى وقت قريب وفي شباب مصر بين الحين والحين) وقريبه أبو زريق البغدادي، ثم بين الحين والحين يدخل بعض المعلقين الآخرين لملاحظة هنا وملاحظة هناك بين المديح والنقد وتصحيح ماتقع عليه أعينهم من أخطاء. ومعظم الكتاب لم يحملوا أنفسهم عناء الرد على التعليقات.
وبدخول سعود الأسدي الموقع اتسعت حركة الارتجالات الشعرية في التعليقات وكان هناك عدد من المناوشات الإرتجالية بيني وبينه ، وبينه وبين آخرين، وبيني وبين اسحق قومي وآخرين؛ وقد كتبت عن بعضها بمقال بعنوان " أنا والأسدي: خربشات ارتجالية " نشر في المثقف في (العدد: 1507 الاحد 05/09/2010) . و أشهد أن سعود الأسدي هو أبو الارتجالات الشعرية في التعليقات.
وهذا مثال على ارتجالاته في التعليق:
الناصرة
الكاتب سعود الأسدي, 2008-02-13 01:03:27
أنعامُ أنتِ الحريرُ والذهبُ
والهوى الغضُّ في دمي لَهَبُ
أهبُ العمرَ للهوى وأنا
لسوى هوايَ العمرَ لا أهَبُ
وعى ذكر إنعام أقول :
كان والدي الشاعر الشعبي المرحوم محمد ابو السعود الأسدي زجّلاً معروفاً منذ زمن الانتداب البريطاني على فلسطين ،وذات يوم كان يحيي عرسا في قرية عبلّين الجليلية ، وكان على أهل العرس أن يذهبوا فاردة إلى الناصرة لاحضار عروستهم،ولأجل الصدف كان اسمها (إنعام). ولما حضروا كانت العروس مصمودة على المتبة كعادتهم في ذلك الزمان ، ولما طلب أهل العريس من أهل العروس أن يسمحوا بهانهضت أم العروس والدموع الغزيرة على وجنتيهاوقالت أين شاعركم؟ قالوا إنه مع الشبان في ساحة الدار فقالت : أحضروه فالعروس لا تخرج بدونه. ولما حضر قالت : أنا ما بسمح لبنتي تطلع إلا نردّة من الزجل يليق بها ، فوقف وسط النسوة وأنشد :
لمّا فكّر بالعيشِه الربّ العلاّم
مِسْك القلم والريشِه وصوّر إنعام
وتوالت الردّات وأم العروس ترقص ثمّ جفّفت دموعها لولا شاعركم لما سمحت ببني . ريتها مبروكة عليكو ، ونور وبخور . وزيت وزيتون !!
---------------------
وكان ردي عليه بارتجال مماثل:
الحرفُ منكَ هو الحريرُ والذهبُ
الكاتب حرير و ذهب (إنعام), 2008-02-13 11:41:11
الحرفُ منكَ هو الحريرُ والذهبُ
والهوى الغضُّ سعدٌ لا تقل لهبُ
وهبتَ عمرَكَ للهوى وأنا
لم يبقَ لي عمرٌ، فماأهبُ ؟
أسعدني ردك وشكراً للأبيات وللقصة الطريفة.. كما يقال "هذا الشبل من ذاك الأسد"..
لزمن طويل كنت أظن أن لا إنعام غيري وكنت أسأل والدتي لماذا لم تسمِّني ليلى ، والكل كان يتغنى بليلى ، فكانت تقول ان هناك الكثير من ليلى ولكن هناك إانعام واحدة. ربما كان ذلك صحيحاً حينذاك ولكن والدك ، ثبّت الله اجره، أثبت كذب ظني.
تحيتى لك مجدداً ودامت لك روحك الشفافة..
.................
حرير و ذهب (إنعام)
الولايات المتحدة
-----------------
أما حمودي الكناني فقد كان اختصاصه الأبوذية ، ورغم أني من متذوقي ومتفهمي الأبوذية العراقية إلا أنني لم أكتبها حتى واجهت التحدي من الكناني وشاركته مناوشات الأبوذية في تعليقات المثقف وتكرر الأخذ والرد في الابوذية والتعليقات بيني وبين الكناني. وكان من نتيجة ذلك أن أثارت تلك التعليقات الحماس لدى الشاعر سامي العامرى وراح التحدي يطرق بعنف على باب شاعريته فما كان منه إلا أن يدخل الساحة ، وقد أجاد. ومازالت لديه ، كما أذكر، أبوذية معلقة لم تكتمل؛ وبعد ذلك دخل سعود الأسدي تعليقات الأبوذية ، وحتى المعلق قارئ لم يسلم من حمى الأبوذية فساهم فيها. وقد وثقت بعضاً هذه المناوشات في مقال بعنوان " أبوذيات عالماشي .. من آرشيف تعليقات المثقف بين الهاشمي واخرين " نشر في المثقف (العدد: 1085 الاحد 21/06/2009).
ومن تعليقات المعلق قارئ ودعاباته التعليقين التاليين الذين يداعب فيهما الكاتب محمد كوحلال:
تعليق على تعليق !
الكاتب قارئ, 2008-05-07 02:46:25
لم أستطع برغم محاولاتي المستميتة تصور بساط من عسل يجلس أحد عليه , كما ورد في تعليق الاستاذ الكبير كوحلال , فالعسل بطبيعته لزج بل و شديد اللزوجة, والذي يجلس فوقه سيعاني الأمرين إذ إنه لا يستطيع الخلاص بسهولة , حيث أن العسل سيجذبه كلما أراد النهوض في تلك الخيمة العجيبة ذات الاوتاد الذهبية, و لو افترضنا جدلا أنه نجح في النهوض اخيرا فسيكون بنطاله أو دشداشته في حالة يرثى لها بطبيعة الحال, وقد تنتهي محاولاته في الخروج من الخيمة الى وقوعها على رأسه الملطخ بالعسل !!! تحياتي
بوذية
الكاتب قارئ, 2008-05-08 21:07:23
إجاني بالمنام يصيح كوحلال
يسبح بالعسل وابيده منحال
كلي شبيك اكعد ليش منحال
كتله انته صدك لو شخص منحال
كلي اسكت ولك واستر عليه
----------------
أما في غير الأرتجالات الشعرية والأبوذيات فأرشيف المثقف وشباب مصر يحفل بالنقاشات الأدبية والفكرية في شتى المجالات ، حتى أن البعضً منها حين تجاوز الحجم المعقول تحول الى مقالات أو تعقيبات على نصوص. مثال ذلك مقال لي بعنوان "أمير الشعراء: مسابقة أم إمارة؟ وما العيب فيها؟" في مجلة الفوانيس المغربية وكانت رداً على تعليق للشاعر عبد الله الأقزم، و " على هامش المرآوية" وكان بالأساس تعقيباًعلى مقالة للشاعر عبد الوهاب المطلبي عن المرآوية، وغير ذلك من التعقيبات. وفي جريدة شباب مصر جعل رئيس تحريرها أحمد عبد الهادي من باب التعليقات منطلقاً لحوار مفتوح بينه وبين القراء استمر لقترة لابأس بها تخللته مناقشات حادة سياسية وأدبية وشخصية. وصحيفة شباب مصر، والحق يقال، كانت السباقة في التأسيس لأدب التعليقات في الإنترنيت هي وكتابها الأوائل. ورغم أن التعليقات لم تخلُ من صدامات وتصفية حسابات، تلك التي لابد منها كالأعراض الجانبية للأدوية، إلا أنها كانت مثالاً يجسد الهدف من وجود حقل التعليقات .
وهناك حقيقة واضحة هي أن التعليقات التي تشتمل على نقاش فكري أو محاورة بين اثنين تشجع الآخرين على المساهمة فيها بنفس المستوى، وتلك التي تلجأ للصراعات والتسقيط الشخصي تنأى بالقراء عن ساحة التعليق بعد أن تصبح أشبه بساحة مصارعة للديكة.
وأشير هنا إلى التحاق الأديب سلام كاظم فرج بالمثقف بتشجيع من الشاعر سامي العامري وبعد نشر ترجمتي لقصيدته المعنونة "وهكذا نام زرادشت" وقد أشار إلى إعجابه بالتعليقات ورغبته في قراءتها إلا أنه اشتكى من صغر الحرف كما أذكر، وفيما بعد كانت له المساهمة الفعالة في النقاشات البناءة في التعليقات.. وكثيراً ما دخلت معه بمحاورات حول نصوصه أو نصوصي ، وقد أشار بعض الكتاب بمدى استمتاعهم بالحوارات التي دارت بيننا وأذكر منهم الأديب محسن العوني والباحث صالح الطائي الذي ترك تعليقه صدى طيباً في نفسي وأكد لي أن الحوارات الهادئة تترك أثرها الطيب في نفوس القراء وتشجعهم على المشاركة بنفس الأسلوب. فأسلوب التعليقات قد يرسم خارطة طريق صافية واضحة نظيفة لما يليها من التعليقات وبعضها ينحى بها منحى الفوضى والغوغائية كما هو الحال في بعض النوادي والتجمعات في الإنترنيت.
سأدرج مثالاً على محاورة في التعليقات كان أحد نصوص الأديب سلام كاظم فرج مسرحاً لها.
في نص للأديب سلام كاظم فرج بعنوان "عتاب متأخر" بقول في أحد المقاطع:
(..
وقالت :كبرت علينا!!
كأنني ما كنت معبودة..
وما مررت يوما بخاطرك.؟
وتقمصت دور المسيح..وتنشقت روث المجامر..وتنقلت.. عند المقابر تنام..
مقابر فقراء القرى المنسية.. وتفيئت ظل رمانة .. وتنشقت روث المجامر الفلاحية..وأعطتك فلاحة بعمر جدتك إزار.
وتذوقت خبز السياح(5).المعفر برماد فلاحي حلو المذاق أمين..
ومضغت تمرا.معفرا بغبار السماء أمين..
وسقتك امرأة بعمر جدتك.. اللبن المعطر بالدخان .. أمين..
وقالت عوافي بني..(6)
دخان المجامر..من مطاله.(7). كتبت قصيدة..
وفي البيت
أبٌ..
وفي البيت مالٌ..
وفي البيت أمٌ .
أمٌ حنونٌ..
كيف اتجهت يسارا حاملا صورة أل (تشي) تحت القميص..؟(8)
وكل الحناجر تهتف (للدويتشي)..ليل نهار؟؟(9)
ورحل الحبيبة عند اليمين؟
كيف اتجهت يسارا تخبأ تحت القميص الجريدة ......)
وقد كتبت له التعليق التالي عليه:
حرير و ذهب (إنعام) wrote on يناير 29, 2010
Title: الجرّة وال "عراوي" ..!
اوصوه بالجرّة خيراً وقالو له:
امضِ بها واقطع القفار .. كل الخبز المعفر برماد مجامر المطّال، وأشرب اللبن المملح بغبار الصبخة ، ولا تنس وانت تتلفع والجرة بأزار مهترئ ان تغني .. "سنمضي سنمضي الى مانريد ..." ، و"يا امي لاتبكي عليّ.."، كما لاتنسَ ان "للإنجليز مطامعٌ ببلادنا لاتنتهي إلا بأن نتبلشف" ولا يهم ان كنت تلفظ الزاي ذالاً والشين ثاءً ، فأفضل عمرٍ لتعلمها هو عمر اللثغ!.. وإن سالت الدماء واشبعت الأرض فهذه فرحة التضحية في سبيل الجرّة "وطن تشيده الجماجم والدمّ ، تتهدم الدنيا ولا يتهدّمُ !" ... والوعد ان الجرة ستملأ عسلاً ولبناً ليغمر ويشبع الأجيال، في الوطن الحلم!
وانكسرت الجرة... ولكنه احتضن "العراوي" ومضى بها وما زال سائراً بها .. مخلِّفاً وراءه في كل خطوة دمعة لكي تكون دليله كلما أراد زيارة ضريح تلك الجرة .. واليوم الكل يأكل عسلاً وحامل الجرة لايملك سوى "العراوي!" ..ولعله اليوم انتبه الى ان الجرة قد كسرت فلمَ التمسك ب "العراوي"؟
كانت هذه ملاحظة على هامش طريق الدموع..
دام قلمك الذي رسم المسيرة بمرارة...
..................
حرير و ذهب (إنعام)
الولايات المتحدة
------------------------
وكان رد الأديب سلام كاظم فرج:
فرج.سلام كاظم wrote on يناير 29, 2010
Title: ربما هي....
الدكتورة القديرة إنعام الهاشمي..
للكاتب الفرنسي الكبير اندريه مالرو رواية عنوانها الوضع البشري.. فيها لحظة هائلة من لحظات الفداء حيث يتبرع الشخص الرئيس في الرواية بحبته السامة القاتلة التي ادخرها ليبتلعها تجنبا لتعذيب الفاشست .. اقول حين يتبرع بها لصديقه وليتحمل هو بشاعة التعذيب.. كل الشعوب مرت بما مررنا به.. ولكن مصيبتنا اننا تبرعنا باحلى ايام شبابنا لقضية مسروقة اساسا واننا كنا بقضنا وقضيضنا سلعة مباعة سلفا دون ان ندري.. بقي على الادب ان يوثق..على المستوى الشخصي ولا اخفيك سيدتي احيانا اعض بنان الندم حتى أدميه .. واحيانا ابتسم وأهمس .. يكفي انك كنت صادقا .. انا لست حزينا على نفسي.. ولكن على فتاة صباي .. وبضعة وجوه وسيمة لفتية شجعان ضيعتهم الزنازين لا لشيء الا لانهم لايعرفون ان يكذبوا.. اما عن اللغة .. المهم ان تصل الصورة جميلة معبرة ولا التفت
الى الاساليب اللغوية لابن العميد او القاضي الفاضل.. التي يريد البعض خنقنا بها.. رب لثغة لطفل اجمل عندي من كل جزالات المتفيهقين... حرير وذهب أصدقك القول كلما هممت بارسال نص الى النشر تسألني روحي ماذا ستقول عنه الدكتورة.. اليس هذا كافيا للتعبير عن مدى همي واهتمامي برؤاك ورؤيتك.. نعم لقد اخذتنا الشعارات سامحها الله..
حرير و ذهب (إنعام) wrote on يناير 29, 2010
Title: تعليق آخر بسيط...
الأخ الأديب سلام كاظم فرج ...
تحيتي مجدداً ..
فقط أود ان اقول ان لكل شيء نتائجه الايجابية حتى وإن كثرت سلبياته، واهم الإيجابيات هو ما آل اليه كيانك وفكرك .. لولا تلك التجارب لما كنت انت أنت، ولما كنت أنا أنا.. ولما كان هو هو .. او هم هم ..
تجاربنا هي نحن .. هي الأتون الذي تُصهَر فيه أرواحنا وعقولنا .. ولو سألتني لقلت لك انني شخصياً لا أفضل ان أكون إلا أنا، ولو انك خُيِّرتَ اليوم لما ارتضيتَ ان تكون إلا أنت ..
وكان هذا تكملة لتعليقي السابق،أو النص السابق عن الجرة والعراوي.. وربما له بقية ..
دمت بخير ..
...................
حرير و ذهب (إنعام)
الولايات المتحدة
---------------------------
والنقطة المهمة هنا هي ماتركه التعليق لدي القارئ ممثلاً برأي الباحث صالح الطائي:
صالح عبد الطائي wrote on يناير 30, 2010
Title: سمو المعنى
الأستاذة الرائعة انعام انعم الله عليك بالخير
الستاذ المبدع سلام سلمك الله
ثقوا ايها العزيزان أن هذه القصيدة الرائعة للفنان المبدع سلام لو لم تثمر إلا تعليقق الدكتورة ورد الشاعر عليه لكفاها ذلك رفعة وسموا، اما جلد الذات الذي أدمنا عليه كلما وجدنا أنفسنا قد أخطات فلا يمكن أن يصلح الأمور فقط مقدار استفادتنا من دروس تلك الأخطاء هو ما يملك قدرة التصحيح،وصدقت شاعرة الحرير التي تكتب بانامل من ذهب في قولها أن اي منا إذا ما خير بين شخصه الحالي وكيان شخصاني آخر لما اختار إلا ما هو عليه اليوم واما النظر للخلف والتحسر على العمر الذي ضاع فهو من سنن الحياة وهو أيضا قد يثمر إذا ما وظف بشكل سليم ابداعا ولا اسمى
-----------------------
فيرد الأديب سلام:
فرج.سلام كاظم wrote on يناير 30, 2010
Title: محنة الصادقين.. انهم لايعرفون الا أن يكونوا هم أنفسهم..
سيدني الدكتورة الغالية الهاشمي..
نعم.. هي محنة.. ولكنها محنة مشرفة سيما في المجتمعات متغيرة الانظمة والولاءات.. في الغرب بأمكان المرء ان يكون نفسه دون ان تترتب عليه خسارات.. في الشرق الانتهازية هي المنفذ المضمون للحصول على الامتيازات في الوظيفة..قال لي صديق مخلص بعد انتهاء الدكتاتورية.. هيا ياسلام.. أرومتك ونضالك ومعاداتك للنظام السابق تؤهلانك لدخول الحلبة.. والوقت للاحزاب الدينية.. سيكون مرحبا بك.. وستنال ارقى المناصب..ابتسمت وقلت له انا لا اعرف كيف اتاجر بمباديء ماركس وهو سيد الاقتصاديين.. فكيف تريدني ان اتاجر بمباديء الحسين وهو سيد الفادين..
لو كنت في اوربا ربما كان هذا الكلام ليس له من داع.. ولكن عندنا .. هو خبز نهاراتنا.. الكل تركض لنفسها في صحراء الانانية هذه (استعارة من ستاندال صاحب رواية الاحمر والاسود).. وعليه سيدتي رغم انني قد ابحرت بعيدا عن سذاجة الثوريين لكنني مازلت لا اطيق لؤم الانتهازيين.. كم سأحتاج من السنين لكي اروض.. فاطيقها واحصل على منصب موعود؟!.. مداخلاتك تشحذ الخيال..
ثمة شاعر رائع اسمه احمد مطر ,, مسكون بمثل ما انا مسكون به مع الفارق الكبير بين علو كعبه.. وتواضع كتاباتي وشحتها.. ذكرتني مداخلتك السابقة به..
مشكلتنا نحن الذين بقينا في الداخل ورغم نضوجنا الفكري..
مازالت ذاكراتنا( جمع ذاكرة) مسكونة بذلك الوجع.. رغم الرغبة العارمة بالنسيان.. لولا اهتماماتك.. واهتمامات اخوة اخرين ,, لما كانت لكتاباتنا اي طعم.. فاسلمي..
------------------------
ما كان مني إلا أن أرد على كلمات الباحث الطائي:
حرير و ذهب (إنعام) wrote on يناير 30, 2010
Title: والحياة تمضي في مسيرتها؛
الأستاذ صالح عبد الطائي...
أرد لك التحية بمثلها واكثر .. وشكري الجزيل لما تفضلت به..
نعم الماضي الذي غيرنا وجعلنا مانحن عليه لا يمكننا تغييره.. قد نتناساه ولكنه يعيش في خلايانا وما علينا إلا ان نحب ماتركه فينا ونستفيد منه لنغير المستقبل ونمحو ما قد خلفه من سلبيات فينا .. وما علينا من الآخرين، فما يفعله الآخرون وما يظنه فينا الآخرون لايغير فينا مالا نود تغييره...
أما جلد الذات فلا خطيئة تعادل هذه الخطيئة في حق النفس..
واعتقد ان مايكتبه استاذنا سلام كاظم فرج هو بمثابة زيارة لضريح "الجرة" ليقنع نفسه والآخرين ان الجرة قد كسرت.. وانتهى الأمر.. اما مسيرة الحياة فتمضي.. الى الأمام بالتأكيد..
تحياتي ودمتم بخير ؛
............
حرير و ذهب (إنعام)
الولايات المتحدة
-----------------------
وردي للأديب سلام:
حرير و ذهب (إنعام) wrote on يناير 30, 2010
Title: لله درَّ الصابرين !
الأخ الأديب سلام كاظم فرج ..
مرة أخرى لا يسعني إلا ان احاورك فيما كتبت في ردك لي ..
الانتهازية لا تقتصر على الشرق فقط ، إلا انها اكثر وضوحاً في الشرق لما يرافقها من عنف .. في الغرب الانتهازية تمضي مع ابتسامة ويسمونها هنا "البقاء لمن يعرف الطريق الى الآخرين والفرص" ..
أما عن المناصب والفرص فقد قيل لي ماقيل لك .. وكان ردي ان من عاش الظلم والحصار وضنك العيش في احلك وقت مر بالعراق هو اولى بالمناصب ، او بالأصح الفرص التي تهيأت بعد زوال سنين الظلام واحمالها عن كاهله، ولكن للأسف من كان مظلوماً بقي مظلوماً ..وعزيز النفس بقي لا يملك إلا عزة نفسه ... وهي أثمن من كل مكسب يكسبه الانتهازي.. ولكن علي الاستدراك، ان الحصول عل مركز او وظيفة باستحقاق لا تتعارض وعزة النفس ولا يمكن ان تعد انتهازية فهذا حق مشروع لمن عاش سنين الظلم وتمسك بتربة ارضه. لله درّكم يامن كنتم صابرين.
اما الشاعر أحمد مطر فاني أقرأ له ولا استطيع وصفه إلا بانه فكر عميق يمتطي صهوة قلم ينبض بالمشاعر ، وهذا نادر الوجود في ايامنا هذه.
سأكتفي بهذا ثم اصمت!
دمت بخير ؛
...............
حرير و ذهب (إنعام)
الولايات المتحدة
--------------------------
وكان رد الأديب سلام الأخير:
Title: ...
حرير وذهب إنعام الهاشمي..
في مداخلتك وانت تتحدثين الى الاستاذ الجليل صالح الطائي.. وضعت اناملك النابهة على بيت القصيد.(زيارة لضريح الجرة لنقنع انفسنا وغيرنا ان الجرة قد كسرت) بل هي كانت مكسورة .. الا ان انطلاقة الشباب اوهمتنا انها سليمة واننا ممكن ان نملأها عسلا لشعبنا.. هذه واحدة.. اما عن الانتهازية في الغرب .. فانا اعرف عنها شيئا. لكنها مهما بلغت من السوء لن تصل معشار
ما عندنا.. هنا تخلط مغشوشة بالمباديء العليا .. فرق كبير بين الانتهازية والبراجماتية.. عندنا الوعي الجمعي ما زال لايفرق بين الانتهازي اللئيم والبراجماتي العملي..
حتى بعض المثقفين الانقياء المخلصين تضيع عليهم البوصلة.. ويقسمون الناس الى ملائكة وشياطين.. وكما تعرفين ان الملائكة في السماء وليس ثمة ملاك سوى الطفل الذي لم يعبر مرحلة اللثغ.. في حديثك وفي صمتك .. حرير المعرفة ايتها الجليلة..
----------------------------------
وجدت هذه المحاورة في التعليقات جديرة بالذكر فلم استطع اقتطاع أي جزء منها.. في رأيي الذي أطبقه، إن التعليقات التي تكمل النص تزيده ثراء، والحوار بهدوء وتفكر يفعل للنص ماتفعله النار الهادئة للطبيخ!
فالتعليقات ليست وليدة الساعة وليست بحاجة لمن يكتشفها؛ الواقع أنها تدهورت مؤخراً ووصلت مستوى المجاملات المبالغ فيها تعبيراً عن التكتلات والإنضواءات تحت جناح سلطة الأكثر شعبية أو محاولة الحصول على الشعبية بتقديم المديح المجاني . ومن يبحث عن المادة بين التعليقات يغرق في الترهات ويضيع عليه التعليق الذي يكمل النص أو يضيف مافيه فائدة ثقافية، كما يجعل من النقد البناء محاولة عبثية تثير الشفقة.
لا أقول أن التعليقات يجب أن تكون هيكل اثينا لايمر منه إلا الفلاسفة كما فسر الأديب سلام كاظم فرج مبتغاي، ولكني أتمناه على الأقل ألا يكون مجرد تلويح بالبالونات الملونة والتزمير بزمارات العبث لإظهار الولاء أو للحصول على أعلى ضجيج من التزمير حتى وإن تضمن الألفاظ السوقية والنكات الممجوجة التي قد تسئ لهذا او ذاك بقصد أو بغير قصد. أو لتصفية حسابات قد يكون المعلقون الآخرون في عتمة من أمرها، بعضهم يقول وما شأني أنا بهذا؟ والبعض الآخر يهلل تأييداً دون معرفة القصد أو المقصود. لا بأس من النكتة والمجاملة التي لاغنى لنا عنها كوسيلة للتواصل الإنساني فكل شيء باعتدال نافع ، وهذه المجاملات كالملح، قليله يزكي الطعام وكثيره سمٌّ قاتل أو او مفسد للمعدة على اقل تقدير.
والتعليقات لكي تصح تسميتها "أدب التعليقات" يجب أن تتحلى قبل كل شيء بما يمكن أن يسمى أدباً؛ وما قل فيه الأدب لايصلح لمثل هذه التسمية. ولا شك أن المجاملات في بعض الأحيان تساهم في التغاضي عن قلة الأدب التي تتخلل بعض التعليقات بهدف إضحاك البعض على البعض الآخر.
وهناك الكثير ممن انتبهوا لقيمة التعليقات كتأسيس لأدب مكمل لأدب النصوص وحاولوا أو يحاولون اللحاق بالركب، كل بطريقته الخاصة وكلٌّ له رواده ومشجعيه والمصفقين له، ولكن يبقى ماهو جيد ونقي كما هو رغم أن كثرة الردئ قد تطرد الجيد حسب قاعدة العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة من السوق.
حرير و ذهب (إنعام)
الولايات المتحدة
http://goldenpoems.wetpaint.com/
October 4, 2010
-----------------------------
روابط:
أنا والأسدي: خربشات ارتجالية
http://www.almothaqaf.com/index.php?option=com_content&view=article&id=18272:2010-09-05-05-10-45&catid=34:2009-05-21-01-45-56&Itemid=53

أبوذيات عالماشي .. من آرشيف تعليقات المثقف بين الهاشمي واخرينhttp://www.almothaqaf.com/index.php?option=com_content&view=article&id=1678:2009-06-21-04-29-32&catid=36:2009-05-21-01-46-14&Itemid=0


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.