إحتار قلمي وشل تفكيري مما أرى ونسمع ونشاهد ونحن من نهزم أنفسنا عندما نصم آذاننا عن سماع الحقيقة ولانبحث الا عمن يطربنا بالقول لمن يصدقنا فيه عبثا قلنا أن السياسية ليست لعبة بل هى ادارة ومسئولية ومحاسبة موضوعية على المواقف والقضايا والاغرب باننا لانقبل تصنيف المواقف وتحليلها على حدود المصلحة الوطنية فما أيسر أن نتهم اى شخص حتى ولو كنا لانملك دليلا عليه وبالمقابل صعب ان تتخذ موقفا لوطن فيه اصحاب المواقف مهزومون فنحن فى وقت هو غربة لكل وطنى وجنة لكل غوغائى فهل ماحدث بالوطن ثورة أم انقلاب ؟؟ فالثورة لها نظام ومنهج وفكر وحكم ومنظومة وأهداف وتوجهات أليس كذلك ؟؟ أما الانقلاب فهو رحيل أشخاص ليحل محلهم آخرون فقط فعندما قامت ثورة 23 يولويو كانت اهدافها او لنقل من ضمن اهدافها تحويل النظام الملكى لنظام جمهورى ومنها تولدت قوانين واصلاحات مثل الاصلاح الزراعى والتحول من تحت عباءة التوجه الغربى الى التوجه الاشتراكى الشرقى الروسى الخ ؟ ولكن هل ماحدث فى 25 يناير يعتبر ثورة ؟ وهنا الطامة الكبرى ان ننخدع ونقول انها ثورة ثم نفاجأ أن بعض الاسماء ذات النهج المعروف ابان النظام السابق يتربع على العرش والمشكلة ان الاعلام يروج لها لاقناع الشعب بانها فعلا ثورة ثم نرى وسوف نرى الاكثر من رموز النظام السابق حينها يظهر بعد حالة الركود والسبات وبهدوء سيظهر مايسمى بالثورة العكسية الباردة ولكن من سيحكم الآن ارض الكنانة وما مصير الانتخابات القادمة ؟ عبثا يحاول الشرفاء تصحيح المسارات التى انقلبت رأسا على عقب وهاهم يواجهون التهجم والتطاول من خلال تلك الميادين الملعونه والذى من خلالها ندفعهم للانكفاء والتراجع للوراء أسئلة كثيرة تراودنى من الذى سوف يصعد على مربع الحكم ؟؟ هل اسلامى ام ليبرالي ام علماني ام وهابى ام سلفى ام شيعي ام قبطى ام ماذا ؟ من هو سيكون على الكرسى الملعون وماهى تلك الاجندة حينها التى سوف ينفذها من خلال ذاك الامر ؟؟ فلقد قامت ماتسمى بالثورة ودعونا نعتبرها هكذا لانهاء حالة من الفساد الذى استشرى بالوطن وألقت بظلالها على حياة المواطن البسيط الذى كان يحفر بيديه الصخور ليحقق لنفسه ولاسرته الحياة الكريمة التى لاتتوافر دائما ولم يكن بحسبان من قاموا حينها باننا سنصل الى حارة سد والدخول فى غياهب الجب والنفق المظلم والحشر بما تسمى عنق الزجاجة ولانعلم الى متى سوف نستمر فى تلك التخبطات ولكن فعلا ماأثارنى عندما شاهدة تلك الطالبة الجامعية والتى ظهرت على شاشات التوك الشو والاعلام الفاسد المؤجج لكل مايساعد على بزوغ فجر الاختلافات لمجرد الاختلاف فقط وجر البلاد لما هو لايعلم به الا الله الى اين المسير والى اين نحن سائرون عندما كانت تصدح وتقول ويلتف حولها بعض المدرسين الذين يحاولون ان يجدوا لهم دورا فى الدولة المصرية الجديده على حد تعبيرهم وهى تطالب بتغيير العمداء وبعض رؤساء الاقسام وتتشدق وتقول بالحرف الواحد (( يطلبوا منا بحوث ليه؟ يسقطونا ليه علشان علامة او علامتان؟ حنقلبها على رؤسهم زى ماعملنا مع النظام البائد ؟ احنا اللى غيرنا الريس مش حنقدر نغيرهم؟)) الخ هكذا كانت تتشدق بنت العشرين التى لااعرف من اين جاءت بتلك المطالبات ؟ والامثلة كثيرة رغم اننا كنا نتطلع كما كان يتطلع افراد الشعب حينها ونحلم ويحلمون كما حلم الجميع بحياة جديد وعادلة ياخذ فيها كل ذى حق حقه وتتعادل الفرص لكننا لم نتصور ابدا فى أن تقودنا وتقودهم تلك المسمى بالثورة الجميلة الشبابية الى فوضى عارمة يحاول خلقها شرزمة تجيد فنون الصراخ والخطب الرنانه وبث الشعارات ورفع الرايات والتسابق للميادين حيث انهم خلقوا من اجل هذا لانهم لايفقهون غير الصراخ والعويل ؟ وهنا يتنابنى تساؤل هل القوى السياسية الثورية اليوم تملك الخبرة اللازمة التى كانت تملكها ادارات النظام البائد ؟ الذى تربع على العرش عقودا طويلة من الزمن اكسبته التعامل مع العلاقات الخارجية وادارة المفاوضات وادارة الازمات وصناعه الخبر الموجه لاغراض السلم والحرب الخ ؟؟؟ اما تلك القوى المستحدثه فهى لم تتجاوز حلقات من الفكرى الثورى والخطاب التحررى ربما لاتملك سوى الخطاب والنظر لتطلعات الشباب للتغيير والقدرة على الحشد المؤقت ومصداقيه شعبية متعطشة للانجاز والعمل رغم انه معروف ومعلوم ان طبيعه الفكر الثورى لتلك القوى يختلف كليا عن كريزمات فكر بناء دولة فالقوى السياسية جميعها التى ظهرت الان وربما جزء منها تمرست ولها باع فى توجيه القدرات الثورية وتعبئة المواطنين وهذا من طبيعة نشأة تلك القوى وهى هنا اشبه ماتكون بجماعات الضغط الشعبى مثلا باوربا وامريكا ولكن ماذا سيحدث بعد الصعود على السلطة ؟؟ فهل القوى السياسية الليبراليه والاسلامية تملك مشاريع الدوله كما كانت تحمل انشطة الثورة وتعبئة الجماهير ؟؟ هل هى قادرة على الاقل على بث الطمأنينه للفصائل الاخرى كافه كمثال (الاقباط ) وتخوفهم مما تنادى به تلك الاحزاب المتأسلمة او المتزمته حينها ؟؟ وهل سيتقبل الغرب المتربص بمصر بوجودهم ووصولهم لقيادة مصر حينها؟؟ ماذا بعد ياوطنى سيحدث بك من تلاعب الاقدار والتكتلات التى اصبحت لعبه بيد من يدفع ويوجه ونحن ننفذ ونفند تلك التوجهات ونعبث بمقدرات الوطن ولكن بايدينا لحساب تلك التوجهات الدخيلة علينا . ولكن ماذا نريد الآن ؟ وماذا يتمنى كل مواطن شريف ومواطنة لرقى الوطن والمحافظة عليه ؟؟ وانا هنا اريد ان اقول بختام مقالى هذا نريد مرحلة مشرقة يتلمس فيها المواطن بكل طوائفه آثار النفع والتوجه الذى يعود على العباد والبلاد ونتطلع الى استئصال جنين الفساد السرطانى الذى زرع داخل بلدنا فتغذى من الاصلاح حتى افرغه ؟؟ نتطلع الى ان تنجلى غيوم المحسوبية والمساومات التى ادت الى استفراد وحش الفساد الذى راحت اقدامه تطأ آمال المتطلعين الى اطلالة يوم افضل أليس الفساد هو حاطب الليل الذى لوث الوطن وجلب لنا كل هذه الاخفاقات والخيبات؟؟ فقبل ان اضع قلمى دعونى اجعلها النصيحه الاخيرة التى لايجادل فيها الا جاهل (( ان فرانسيس فوكوياما)) المفكر السياسى الامريكى الفذ اشترط بانه لاحداث اى تغيير فى واقع الشعوب (( انه لابد من سياسية عليا تتبنى هذا التغيير)) والا كان كل ماذكرت نفخا بالرماد الذى اعمى العيون فليس من المعقول ان تبقى الحكومة تعمل وتتخبط بقراراتها وتراجعاتها والمجلس العسكرى يقرر ويقول ويطبطب وكأنهما بواد يبحوثون عن غول او عنقاء وعلى الجهة الاخرى الشعب والكتل السياسية تبحث الخل والصديق الوفى ، والوطن ضائع بين تشتت تلك الاحزاب والجماعات والفكر المتحجر والفكر المتحرر وافراد الشعب المقهور على امره لايعرف بوعه من كوعه فلتحيا كل التوجهات وعلى راسهم المناضل الفذ الذى غير مجرى التاريخ (( وائل غنيم)) راعى الشهامه والتحرر من العبودية ولسان حال اسياده الامريكان ؟؟؟؟؟