الشئ المؤكد والمضمون لكل مصري منذ عهد فرعون وحتى الآن هو "القبر" فلا يخشى أي مصري على جثمانه بعد وفاته فلسوف يجد من يوارى سوءته!.. ذلك لأن أحدا، حكومة أو شعبا، لن يسمح بوجود جثة آدمي فى الشارع وهذا فى حد ذاته مكسب هائل يجعل كل مصريا مطمئنا على جثمانه!.. إذن لا يهم ألا تجد طبيبا يرحم مواطنيه بعد أن قفزت أسعار معاينة الأطباء حاجز المائتين من الجنيهات.. وليس مهما أن تجد الدواء لا يأتى بنتيجة بعد أن وصل الفساد إلى مصانع الأدوية.. وليس مهما أن تجد مستشفى بسعر يناسب دخلك يمكن الإعتماد عليها لعمل جراحة تنقذ حياتك!.. وليس مهما أن تجد السماد المسرطن قد جعل حبة البطاطس تنافس البطيخة فى حجمها.. وليس مهما أن تجد الخضراوات الطازجة التى ينصح الطبيب بتناولها قد احتفظت بنضارتها لليوم التالى رغم وضعها فى الثلاجة!.. وليس مهما أن تحاصرك أكوام القمامة أينما ذهبت.. وليس مهما أن تعبر الشارع رافعا يدك لتنبه قائدى السيارات أنك تعبر فتنتقل إلى رحمة الله بفعل رعونة سائق لم تفلح أمه فى تربيته فيظهر نعيك بصفحة الوفيات فى صحف اليوم التالى!.. وليس مهما أن تعلن الحكومة رفع المعاناة عن الجماهير فى الوقت الذى يخنقهم الإرتفاع الرهيب فى الأسعار!.. وليس مهما أن تغرق المدن فى مياه المطر وتعم السيول كل الشوارع لأن كل مسئول نائم فى العسل!.. وليس مهما أن يصل سعر لتر ماء الشرب إلى سعر لتر البنزين فى بلد يخترقه نهر النيل!.. وليس مهما أن يتم ذبح شجرة من أجل افتتاح مقهى ليستنشق المحيطين به هواء مسرطن!.. كل ما سبق ليس له أهمية طالما المصري سيجد من يقبره!.