بمناسبة عدد «الصباح المئوى»، نستعرض لكم أهم 100 تفصيلة تسعد المصريين.. ورغم أن السعادة صارت عملة نادرة فى هذه الأيام الصعبة، إلا أن هذا الاستعراض سيكشف لنا أن السعادة، وليس الشيطان، هى ما يختبئ فى تفاصيل صغيرة جدًا.. لهذا فالحكماء دائمًا ما ينصحوننا بعدم جعل رحلة البحث عن السعادة تنسينا التفاصيل الصغيرة فى الحياة، لأنك عندما تكبر ستكتشف أن السعادة كلها كانت فى هذه التفاصيل الصغيرة بالذات. 1- كحك العيد مهما كنت صغيرًا أو كبيرًا فإن لعيد الفطر بهجته، خاصة إذا جاء بعد رمضان حار مثل الذى ينتظرنا، فهذا يجعلك تشعر بالسعادة بعد أن استكملت الفرض وأرضيت الله.. ولا يوجد شىء يعبر عن عيد الفطر أكثر من صاجات الكحك السوداء، وهى تتمايل فى طريقها للفرن. 2- صوت أم كلثوم عميقًا فى الجينات المصرية ستجد بصمة صوت كوكب الشرق.. لا يوجد مصرى لا يبتهج بصوت سيدة الغناء العربى.. لدرجة أنه من الممكن جعل صوت أم كلثوم مقياسًا على درجة السعادة.. فيقال رجل كان سعيدًا جدًا بالعلاوة إلى درجة 9 على مقياس أم كلثوم، أو رجل لم يكن سعيدًا جدًا بالفيلم، فلم يصل إلا إلى درجة 2 على مقياس أم كلثوم للسعادة. 3- ترويقة العيد ورغم أنها تحتاج مجهودًا خرافيًا من الأم والبنات، إلا أن منظر البيت بعد أن «يتجاب عليه واطيه» ويتحول من وكر عصابات إلى منزل يلمع بالنظافة والترتيب هو من مسببات السعادة التى لا تنكر. 4- نزولة شراء لبس العيد وهى مبهجة للطرفين: للأطفال الذين ينتظرون لبس العيد كما ينتظر أطفال الغرب هدايا بابا نويل، ومبهجة أيضًا للأب أو الأم الذى لن يشترى شيئًا لنفسه، لكن مجرد رؤية أبنائه سعداء فى يوم العيد يكفى لملء قلبه بالبهجة. 5-خفة الدم وهى نعمة يجب أن نحمد الخالق القدير عليها.. لأن هناك شعوبًا كاملة (كالشعب العراقى أو الألمانى مثلًا) لا تعتبر خفة الدم من المميزات الشخصية للفرد.. بينما المصرى بطبيعته يتذوق خفة الدم ويحترمها ويقدرها.. وكم من كارثة شخصية أو إنسانية أو سياسية أو اقتصادية لم يكن تجاوزها ممكنًا بدون نكتة موفقة أو إيفيه ناجح. 6-أذان المغرب من الشيخ محمد رفعت رغم أن كل التسجيلات التى تبقت لصوت الشيخ محمد رفعت يشوبها بعض التشويش، إلا أن هذا الصوت يصدح فى أذن المصريين كالموسيقى عبر العقود.. خاصة إذا اقترن بموعد أذان المغرب. 7-تحاليل الطبيب كلها سليمة وإذا كان البعض يظن أن أجمل عبارة فى أى لغة هى «أنا بحبك».. إلا أن الواقع يقول إن أجمل عبارة فى الحقيقة هى «الورم طلع حميد».. لهذا فالمصرى يكون سعيدًا جدًا إذا استطاع الفرار من مسببات الأمراض التى تحاصره فى كل ركن من أركان الوطن لينجو منها بصحة جيدة. 8-كوباية شاى بلبن الروقان كله فى كوب زجاجى.. ولا أدرى لماذا لم يقدم أحد رجال الأعمال على تصنيع علب عصائر بطعم الشاى بلبن.. توقعى أن هذا المنتج سيكتسح الأسواق المصرى ويغزو السوق العالمى. 9-الوقفة يوم الأحد وفى هذا التوافق الفلكى المبهج يمكن للمصرى أن تمتد إجازته من الجمعة والسبت (الإجازة التقليدية) إلى باقى الأسبوع كله.. لهذا لا عجب فى أن بعض المتحمسين يبدأون التفتيش عن موعد وقفة العيد من قبلها بعدة شهور تحسبًا للأسوأ.. والحكومة من جانبها تعى سعادة المصريين بهذا الجدول، فتمنحهم إجازات بديلة إذا قررت الصدفة أن يأتى العيد يوم الجمعة. 10-صلاة الجمعة فى السلطان حسن المصرى يفخر بماضيه أكثر مما ينظر لمستقبله.. وتاريخ مصر الإسلامى لا يقل بهاء عن تاريخها الفرعونى.. لهذا تجد مئات المصريين يبتعدون عن أماكن سكنهم فى رحلة أسبوعية روحية لأداء صلاة الجمعة فى مسجد السلطان حسن، وسط نفحات دينية وتاريخية لا يمكن وصفها 11- شمعة فى كنيسة العذراء وفى هذا يتساوى المسيحيون والمسلمون.. فكل المصريين أقباط فى حب السيدة العذراء.. وكثير من المسلمين إذا اشتدت عليهم ظروف الحياة يلجأون إلى كنيسة العذراء بمسرة شبرا، لإيقاد شمعة إلى روح سيدة نساء العالمين، لعلها تشفع لهم عند الله ويهون من متاعبهم. 12- زيارة مقام الحسين إذا لم تزر قبر الإمام الحسين فأنت لست مصريًا ويجب مراجعة شهادة ميلادك بدقة.. زيارة ابن بنت النبى هى فرض عين على كل المصريين، والتمسح فى المقام يجلب للنفس سكينة لا توصف حتى لو اعترض المتشددون.. حتى «أمينة» نفسها تجرأت على مخالفة قيود سى السيد الحديدية من أجل بهجة زيارة الإمام الشهيد. 13- الوقفة فى البلكونة وقت المغربية تشعر وكأنك تملك الدنيا كلها.. تتأمل المارة فى الطريق وكأنك سلطان يستعرض جنوده.. وتستنشق بشائر النسمات الليلية الباردة ورأسك خال من أى هموم.. فأى سعادة فى الدنيا أكثر من راحة البال؟.. استمتعوا بوقفة البلكونة. 14-عندما تلحق بآخر كرسى فى الميكروباص وصحيح أن ركوب الميكروباص نفسه تجربة قد لا تعجب البعض، وصحيح أن الكرسى الأخير عادة ما يكون الكرسى القلاب الذى يعافه حتى محترفو ركوب الميكروباص.. لكن تظل تجربة الانتصار على الحظ السيئ والوصول فى الوقت المناسب بدلًا من التعطل تجربة مبهجة، وكأنها مكافأة صغيرة من قانون الاحتمالات. 15- انتصارات الأهلى وهنا سنلجأ لعلم الإحصاء، الذى يقول إن أغلب المصريين أهلاوية.. لهذا فالأهلى ظل لسنوات طويلة مصدر سعادة لا تنتهى لأغلب المصريين.. حتى اشتهرت المقولة التى تدعى أن «لو الأهلى لاعب منتخب مصر.. الأهلوية هايشجعوا الأهلى!» لشعورهم أن نادى القرن لا يخذلهم إلا نادرًا. 17-هدية من غير مناسبة صحيح أن يوم عيد ميلادك سيكون مليئًا بالهدايا، لكن تظل الهدية التى تأتيك بدون مناسبة تجعلك تشعر بالتميز وبأن هناك من يحبك بصدق، ولا يهاديك بدافع من التعود أو خجلًا من اللمة. 18- إبهار العالم وهى العادة التى لا نريد التخلص منها رغم صعوبتها.. فبعد أن أبهر خوفو العالم بهرمه الأكبر، صار المصرى يبحث عن إبهار العالم فى كل ما يفعله (الانتخابات - الثورات - المؤتمرات... إلخ)، وصار اعتراف العالم بالانبهار أحد مسببات السعادة للمصريين، بغض النظر حتى عن نتائج هذه (الانتخابات - الثورات - المؤتمرات)! 19-فول من على عربية وإذا كان الفول هو الأكلة الشعبية الأولى فى مصر، فإن الأكل على عربية الفول هو الطريقة المثلى للاستمتاع بهذه الأكلة الشعبية.. عربية الفول تهزم المطاعم الفاخرة والأطباق المنمقة والمعلبات الشيك بالضربة القاضية.. وجمال هذه التجربة يجعلها لا تتوقف أبدًا مهما تقدم الزمن، والبعض يسميها «أكسير الصباح». 20-العلاوة فى يوليو وهو الشهر الذى ينتظره ملايين المصريين بفارغ الصبر، لأنه الشهر الذى تخصص فيه العلاوة السنوية لهم.. ورغم أن البائعين والتجار ينتظرون هذا الشهر بلهفة أيضًا من أجل رفع الأسعار، إلا أن هذا لا ينفى أن العلاوة تكون بردًا وسلامًا على قلب الموظف المصرى. 21-ترمس على النيل وهو نشاط مبهج سواء شاركتك فيه حسناء جميلة أو قمت به وحدك.. لأن النيل هنا سيكون دائمًا هو مصدر البهجة وليس الحسناء التى تمزمز الترمس وتلقى القشر على ملابسك. 22-النوم لوقت متأخر يوم الجمعة وما قيمة يوم الإجازة إذا لم ينم الإنسان ملء جفونه؟ لدرجة أن بعض الأذكياء فكروا فى تقديم اقتراح للحكومة بتغيير يوم الإجازة من الجمعة إلى أى يوم آخر، لأنك يوم الجمعة تضطر للاستيقاظ مع أذان الظهر، استعدادًا للصلاة، فلا تنل كفايتك من النوم! 23-أفلام الزمن الجميل وجاذبية أفلام الأبيض والأسود بالنسبة للمصريين لا يجهلها إلا غافل.. هناك فتنة عميقة تجعل مشاهدة الأفلام القديمة ممتعة بالنسبة لأى مصرى، حتى تخصصت بعض القنوات فى أفلام الماضى وحدها.. لهذا ففيلم بعض الظهر الأبيض والأسود كفيل بتغيير المود السيئ بنسبة 180 درجة. 24-لحظة استلام الراتب طبعًا لا يوجد داعى لأى تعليق! 25- أسبوع المصيف وهى من العادات المصرية الخالدة، والكل ينتظر هذا الأسبوع طوال العام.. صحيح أن المصائف تختلف اجتماعيًا حسب الطبقة التى تنتمى إليها، إلا أن الكل يستمتع بهذه الإجازة البعيدة عن ضغط العمل وروتينية المنزل، بين الأمواج الزرقاء والرمال الصفراء. 26-عندما تكتشف وجود (واى فاى) مجانى وهى من السعادات الحديثة التى جلبها التطور التكنولوجى ولم يعرفها آباؤنا.. لكن الذى لا شك فيه أن الواى فاى المجانى (سواء كان فى كافيه أو مؤسسة حكومية أو أوتوبيس أو حتى فى المنزل) لهو تجربة سعيدة جدًا جدًا.. دهب.. ياقوت.. واى فاى.. أحمدك يارب! 27-عندما ينام رضيعك ويعطيك فرصة للنوم هذه اللحظات القليلة التى تقتنص فيها النوم اقتناصًا بعد أن يسأم رضيعك من البكاء المتواصل هى من كنوز السعادة التى لا يعرف قيمتها إلا من يربى طفلًا صغيرًا.. صحيح أنك لن تشعر بهذه السعادة بشكل مباشر (لأنك ستكون نائمًا)، لكنها هدايا إلهية لا تقدر بثمن. 28-عصير القصب إحدى سمات الشارع المصرى الخالدة، وأحد علاجات الاكتئاب والفتور السريعة جدًا.. لهذا كلما وجدت نفسك فى حالة نفسية «مش ولا بد» أعرج على أقرب محل عصير قصب واشترى بجنيه سعادة. 29-عصير القصب إحدى سمات الشارع المصرى الخالدة، وأحد علاجات الاكتئاب والفتور السريعة جدًا.. لهذا كلما وجدت نفسك فى حالة نفسية «مش ولا بد» أعرج على أقرب محل عصير قصب واشترى بجنيه سعادة. 30-دعوة حلوة من ست كبيرة وهى تبدأ عادة ب «روح يا ابنى، إلهى...» ثم لا يهم ما الذى يأتى بعد «إلهى» هذه، سواء «يحبب فيك خلقه» أو «يفتحها فى وشك» أو «يديك على قد نيتك» أو حتى أى تنويعة ارتجالية جديدة تخرج من بين شفتى المرأة فتتفتح لها أبواب السماء طواعية، ويبدأ بعدها يومك كأفضل ما تكون البداية. 31-رؤية أهرامات الجيزة من بعيد وهو من المشاهد التى تنتفخ فيها أوداج المصرى فخرًا وينفرد ظهره زهوًا بإنجاز أجداده.. لكن رؤيتها من بعيد فقط هى المبهجة.. لأن الاقتراب من أهرامات الجيزة الآن صار محفوفًا بالبائعين وساسة الخيل والمتسولين الذين يملأون التجربة السعيدة بالشوائب. 32-الحيوان الأليف وهو عادة سلحفاة أو قطة.. لأن المصرى لا يميل للكلاب لأسباب دينية غريبة.. لكن هذا الحيوان الأليف يمنح الأسرة فترات سعادة كثيرة، حتى لو كان مجرد مشهد سلحفاة تأكل الخس، وهو ما يجلب ملايين المشاهدات على يوتيوب. 33-بطاريات القلم والغريب أن يكون جسمًا صغيرًا كهذا من أسباب الفرحة، لكن لا شىء يضاهى إحساس الإنجاز الذى يشعر به المصرى، عندما «يعضعض» هذه البطاريات ويمنحها قبلة الحياة لعدة فولتات إضافية.. ساعتها تشعر أنك مناضل بروليتارى انتصر على الرأسمالية المتوحشة! 34-الأسانسير يقال إن من اخترع التكييف ومن اخترع الأسانسير سيدخلان الجنة بدون حساب.. لكن إذا كانت حسنات مخترع التكييف تتركز عادة فى الصيف، فإن حسنات مخترع الأسانسير تتراكم طوال العام.. لهذا يمتلئ ميزان حسناته بدعوات مواطن مصرى يسكن فى الطابق السادس وعاد إلى منزله، واكتشف أن الأسانسير العطلان قد تم إصلاحه.. يا للسعادة! 35-الكوميكس وهو نشاط فنى جديد على المصريين، لكنه يملأ الآن كل مواقع التواصل الاجتماعى.. وهو التطور الطبيعى للنكتة.. لهذا فهو يمنحنا يوميًا لحظات كثيرة من الضحك والسعادة. 36-ملء حبر الطابعة ولأن المصرى حويط وذكى بطبعه، فهو يجد أن شراء علبة حبر جديدة «كارتريدج» للطابعة بسعر مقارب لسعر الطابعة نفسه أمر عبثى يدل على السفاهة وقد ينتقم الله من فاعليه.. لهذا فإن 90 فى المائة من المصريين يكتفون بملء العلبة القديمة بحبر جديد، وكفى الله المؤمنين شر السفاهة. 37-مقابلة السياح فى الشارع وهو حدث صار نادرًا فى الآونة الأخيرة، لكن الشعب المصرى معروف بأنه ودود جدًا مع الأجانب، لأنه يشعر بشكل أو بآخر أن وجود هذا الأشقر أو الأصفر أو الأسمر سيعود عليه بالنفع المادى بشكل أو بآخر.. لهذا يسعد المصريون برؤية الأجانب فى الشوارع، وقد يسعد الأجنبى نفسه أيضا، بشرط ألا يحاول المصرى أن يحصل على هذا النفع المادى فورًا! 38-مكان فاضى فى المترو والطبيعى والمنطقى والتقليدى هو أنك ستركب المترو وتظل واقفًا إلى أن يأذن الله لك بالنزول.. لكن أحيانا تفاجأ وأنت على الرصيف بمترو ملائكى قادم من الجنة مباشرة ويحوى الكثير من الكراسى الخالية.. ساعتها إما أن تستيقظ من هذه الرؤية الجميلة أو تركب المترو بدون تفكير، لأن رب العباد إذا وهب فلا تسألن عن السبب. 39-إن صورة البطاقة تطلع حلوة وهو متغير عشوائى نادر الحدوث جدًا، لأن الطبيعى والتقليدى هو أن تبدو صورة البطاقة وكأنك مسجل خطر لم يستحم منذ شهرين، لدرجة أن المواطن العادى يخجل من إخراج بطاقته على الملأ إلا فى كمين الشرطة.. لكن لو تصادف وخرجت صورة بطاقتك مقبولة فأنت إنسان محظوظ وتستحق أن تكون أسعد حالًا من أغلب المصريين. 40-رسالة تجديد باقة المكالمات ما زلنا مع المبهجات الحديثة التى للأسف انحرم منها أجدادنا.. فلم يعرفوا «البطيخة الصيفى» التى تملأ كيانك كله وليس بطنك فقط عندما تتجدد باقة المكالمات.. ربما فى الجنة يكتشفون هذه النعم الجديدة التى لم يتذوقوها فى الدنيا. 41-النور ما يقطعش حالة الابتهاج التى تغمر الإنسان المصرى إذا مرت 24 ساعة كاملة بدون انقطاع النور (خاصة فى الصيف) ستجعلك تشعر أنه متصل مباشرة بالنور الإلهى.. صحيح أن هذا يظل مطلبًا عزيزًا طوال السنوات الأربع الماضية، لكن زمن المعجزات لم ينته كما يظن ضعيفو الإيمان. 42-الشوكولاتة وهى إله السعادة ورب البهجة عند النصف الحلو من الشعب المصرى، لهذا لا يصح تجاهل رغبات 45 مليون مصرية تستطيع علبة شوكولاتة أن تجعلها تنسى لك أى تصرف خاطىء مهما كان لا يغتفر. 43-هدايا فترة الخطوبة ربما تكون الفترة الأسعد فى حياة أى إنسان، فهو يستمتع بمزايا الحب، ولكنه غير مطالب بمسئوليات كثيرة مثل الزوج.. لهذا تكون هدايا العاشقين أثناء وجود الدبلة فى اليد اليمنى من ذكريات الحياة السعيدة.. إلى أن تنتقل الدبلة إلى اليد اليسرى وتبدأ أغنية «الدنيا كلها شمال» فى التحقق! 44-النتيجة غير كحك وهى سعادة خالصة تتفجر فى البيت كله.. صحيح أن التعليم الآن صار كل فائدته أن يعطيك ورقة فى نهاية المسار مثل شهاة إنهاء الخدمة العسكرية.. إلا أن لحظة غناء «الناجح يرفع إيده» فى كل بيت تعد عُرسًا شخصيًا لعائلة كل طالب. 45-الأوكازيون وهى فترة السعادة للزوجة والراحة لجيب الزوج والفرحة أيضا للتجار.. وبهذا فالمجتمع كله يكون سعيدًا فى فترات التخفيضات.. ما يدفعك للتساؤل: لماذا لا يكون العام كله أوكازيون طويلًا بلا انقطاع؟ 46-شم النسيم وهو أكثر يوم فى السنة يتواصل فيه المصرى مع جده الفرعونى.. فنأكل الفسيخ الذى تشعر أنه مملح منذ عصر الفراعنة! ونحتفل بأقدم عيد فى التاريخ.. والغريب أن الفسيخ لا يظهر مطلقًا إلا فى هذه المناسبة التاريخية الهامة.. إذ يبدو أن مكانته الكبيرة لا تسمح له بالخروج فى أيام عادية. 47-المطر فى الشتاء وزخات المطر فى بلدنا رقيقة وناعمة وحنونة.. لهذا فهى بالكاد تربت على كتفك وتداعب جبهتك وتعابث شعر رأسك فى دلال.. وفى بلد صحراوى مكفهر مثل بلدنا يعد المطر «خيرًا» حقيقيًا يسعد الحرث والزرع والبشر. 48-الشوارع يوم الجمعة وفيها تكتشف الشكل الحقيقى لشوارع القاهرة، لأن فى باقى الأسبوع لا تملك أن تراها من شدة الزحام.. المرور فى يوم الجمعة يجعل قيادة السيارات متعة منسية.. ويظل السؤال يطارد الجميع لبقية الأسبوع: كيف تصبح هذه السيولة المرورية القاعدة وليس الاستثناء؟ 49-طابور العيش القصير وهو مشهد يثير فى القلب أحاسيس متداخلة من الفرحة والشجن والغبطة والإحساس بالإنجاز والخوف من الهلوسة.. لكن المؤكد أن طابور العيش القصير هذا سيظل فى ذاكرة من رآه حتى لحظة وفاته، وسيظل يسترجع هذه الذكرى لتؤنس وحدته فى أشد اللحظات بؤسًا. 50-كونك مصريًا وبدون هذه الصفة لا تستطيع الاستمتاع بكل التسعة والتسعين السابقين لها.. لهذا فهى بالتأكيد أكبر صفة فى حياتك تسبب لك السعادة.. مش كده ولا إيه؟ 51-الشوربة السخنة فى الشتا وهى سائل يتحدى قوانين نيوتن للجاذبية وقواعد الامتصاص الفسيولوجى.. لأنه لا يهبط إلى أسفل بعد أن تشربه، بل بصعد إلى أعلى فيغذى الطاسة ويعمر الدماغ. 52-الرضا قد يكون الشعب المصرى هو أكثر الشعوب حفاظًا على إحساس «الرضا» فى العالم مهما صغرت المكاسب.. فهل تجد مثيلًا فى أى ثقافة عالمية لهذا المثل المستكين الذى يتكيف مع أشد الظروف قسوة بكل لا مبالاة «أنا اللى يتجوز أمى أقول له يا عمى»؟.. المصرى بحكمة ال7000 سنة حضارة اكتشف أن السعادة الحقيقية فى الرضا.. فعض عليها بنواجذه وتشبث بها لآخر العمر. 53-مسرحية يوم الخميس وهى عادة مصرية صميمة تكاد تندثر الآن بعد أن صارت كل القنوات تعمل 24 ساعة.. ففى الماضى كان اليوم الوحيد المتاح لعرض مسرحية طويلة (4 ساعات) هو يوم الخميس فقط، لأن المواطن يستطيع السهر فى يوم الخميس، لأنه سيستمتع بالاستيقاظ متأخرًا يوم الجمعة (انظر بند يوم الجمعة رقم 13). 54-وليمة حماتك وصحيح أن وجود كلمة «حماتك» وسط مسببات السعادة للإنسان المصرى يبدو أمرًا مثيرًا للشك والريبة، لكن الحقيقة أن الوليمة التى تهلكها حماتك على مذبح الزوجية فى أول زيارة لك إلى منزل أسرة عروس المستقبل تستحق دائمًا مكانًا مميزًا فى ذكرياتك السعيدة. 55-الدرس اتلغى وهى سعادة يختص بها طلبة المرحلة الثانوية.. الذين يجدون فى إلغاء الدرس الخصوصى فرصة لقضاء ساعتين فى اللهو بعيدًا عن أعين الأهل. 56-موال صعيدى حتى لو كنت دلتاوى أو ساحلى أو ابن المدينة.. يظل للموال الصعيدى هيبته ورونقه الخاص، الذى يجذب له أذواق كل المصريين، حتى لو لم يفهموا بعض ما يقال. 57- فريند ريكويست من بنت حلوة بشرط أن تكون بنتًا فعلًا وليست مراهقًا متخفيًا، وأن تكون حلوة فعلًا ولا تضع صورة أنجيلينا جولى لتخفى نفسها.. ساعتها يقال إن سرعة قبول هذا الفريند ريكويست هى النشاط الوحيد فى الكون الذى يسبق سرعة الضوء. 58- ماتش بلاى استيشن حلو وهى أيضًا من السعادات الحديثة، التى لن يفهمها كل من تجاوز الأربعين.. لكن الاندماج فى منافسة إليكترونية حامية فى البلاى استيشن تسبب السعادة للملايين.. حتى لو خسرت المباراة 6 – 1! 59- العودة لمطار القاهرة مهما كان المصرى منا ساخطًا على مصر أو غاضبًا على تدهور بعض أوضاعها، إلا أن لحظة العودة إلى حضن الوطن بعد رحلة غياب تظل لحظة عاطفية من الطراز الأول، يعرف فيها المصرى كيف تحتل مصر وجدانه بلا أى شريك. 60-الفيلم الهندى فى العيد ومع احترامنا لقنوات «زى موفيز» و«إم بى سى هوليوود».. إلا أن أميتاب باتشان لا يمتع المصريين إلا عندما يأتى فى أحد أيام العيد.. ويظل الفيلم مستمرًا على الشاشة مهما نمت وقمت وخرجت ورجعت وأكلت وشربت.. عشرة حقيقية لا يفهمها إلا المصريون. 61- فيلم العيد وبعيدًا عن أفلام السبكى، فتجربة دخول السينما فى العيد تظل من الأنشطة المحببة إلى النفس.. ولو كان الموزعون السينمائيون لدينا فى نفس حكمة موزعى هوليوود، لأكثروا من أفلام الأطفال فى فترات الأعياد، بدلًا من أفلام الجرائم، كما تزيد أفلام الأطفال فى فترة الكريسماس فى العالم الأول. 62- القرب من الله الشعب المصرى متدين بطبعه.. وعنصرا الأمة المسلمون والمسيحيون يشعرون بسعادة روحية لا يحدها حد عند الاقتراب من الله.. لهذا فإن كل ما يقرب من الله من قول أو فعل هو أمر يسعد كل المصريين بالتأكيد. 63- ركوب العجل وهى تظل سعادة مستمرة للأطفال والبنات.. بينما يفقد الرجال ولعهم بها بعد اكتشاف الموتسيكلات والسيارات.. لكن لا خلاف أن ركوب العجل أو تأجيره سيبقى من أوقات الفرحة الخالصة، رغم أنف السحجات وجروح الركبة والجنزير الذى يقع طوال الوقت. 64-خروجة حلوة مع الصحاب الصديق الحقيقى كنز لا يعوض.. وهو من الندرة لدرجة أن العرب اعتبروه من المستحيلات.. لكن العرب لم يعرفوا أن مصر لحسن الحظ تحقق المستحيل بمنتهى السهولة، فهى مليئة بالأصدقاء الأوفياء، الذين إذا خرجت معهم ستنسى كل المسئوليات والواجبات والمهام التى ترهق عاتقك، وتعود صبيًا لا يحمل من هموم الدنيا أى شىء. 65- الفتة فى فطار العيد الكبير وهى وجبة الإفطار الوحيدة فى حياة المصريين التى تحوى «لحمة».. لهذا يكون هذا اليوم سعيدًا بشكل لا يستطيع العقل البشرى أن يستوعبه بسهولة.. المصرى يجرى وراء «اللحمة» طوال العام كى يضعها أحيانًا على منضدة الغداء.. فما بالك بيوم يفطر فيه الناس كلهم بروتين حيوانى؟ هذه لمحة من الفردوس الأعلى بلا شك. 66- التمشية فى وسط البلد وقد كاد هذا النشاط السعيد يندثر مع غزو الباعة الجائلين لكل متر مربع من منطقة وسط البلد.. لكن لحسن الحظ استطاعت الداخلية فرض هيبة الدولة المستحقة فى هذه المنطقة.. وعاد وسط البلد مكان التنزه المثالى إذا كنت تبحث عن لحظات من المتعة الخالصة بين المبانى التاريخية والشوارع العريقة. 67- مايه من القلة ومهما تطورت الثلاجات أو الكولديرات أو ماكينات الثلج، تظل البرودة «الأورجانيك» للقلة القناوى أدرى بما يحبه المصريون.. وتظل قطرات الماء التى تنسكب لا إراديًا على صدرك وأنت تشرب كمرطب طبيعى يهون من لهيب الصيف. 68- العودة من عند الحلاق أو الكوافير فى حالة البنات، وفيها يكون الإنسان المصرى متأنقًا وسعيدًا بالتغيّر الذى طرأ عليه.. لكن السعادة الأكبر تأتى من إدراك أن الزيارة القادمة لهذا المكان الممل قد تأجلت عدة شهور. 69- حمص الشام ورغم أن اسمه يوحى بأن أصله غير مصرى، لكن عشق المصريين له يجعلنا نفكر فى أن نتقدم بطلب لتغيير اسمه إلى «حمص مصر».. ويظل كوب «الحلبسة» من العزومات التى لا ترد أثناء التمشية على الكورنيش. 70- السلام النفسى وهى مرحلة النيرفانا التى يصل لها الإنسان عندما يفهم الحكمة من الوجود والهدف من الحياة وحقائق الكون.. ولا يصل إليها إلا قلة فى العالم، نتمنى أن تكون منهم. 71- التعيين مئات الآلاف الشباب المصرى الذى يعمل خاصة فى الحكومة ينتظر هذه اللحظة التاريخية العظيمة، لحظة التعيين، التى سيشعر معها بالأمان الوظيفى ويبدأ -ربما لأول مرة- يحب ما يعمل! 72-رقم الهاتف المميز وهذا يعنى أن يحوى رقم هاتفك على الكثير من الأصفار والأرقام المكررة، مما يدل على أنك شخص نافذ فى المجتمع، ويجعل من تتصل بهم لأول مرة يردون فورا من أول رنة!! 73- إن الشقة تكون بحرى وهو أول سؤال تسأله للسمسار عند التفتيش عن مواصفات الشقة الجديدة.. فالشقة البحرى تحلى ولو كانت أغلى! 74-نجاح الدايت وهى الحالة التى يبحث عنها الملايين بلا جدوى حتى الآن.. إذ يبدو أن الصفة الرئيسية للريجيم أو الدايت هو أن يفشل دائمًا.. لكن القلة المحظوظة التى ينجح النظام الغذائى فعلًا فى إفقادهم الوزن تستحق الحسد. 75- الأنتخة وهى صفة صميمة للرجل المصرى، تجعله سعيدا بشكل لا يعلو عليه.. لهذا فالزوجة إذا رأت زوجها مأنتخًا أمام التلفزيون والريموت فى يده فعليها الابتعاد عن حيزه المكانى بما لا يقل عن 5 أمتار، لأنه فى أسعد أوقات يومه. 76- التصالح مع المخالفات وهى اللحظة التى تتحول فيها قائمة مخالفاتك من رقم مرعب ذى أربع خانات إلى رقم لطيف ذى ثلاث.. وتشعر وقتها أن الحكومة ليست كلها شرا مطلقا كما كنت تظن. 77- فوز رياضى مصرى على رياضى إسرائيلى ورغم أن البلدين بينهما معاهدة سلام، إلا أن «اللى فى القلب فى القلب».. ويظل احتفاء الشعب المصرى الكبير بأى نصر رياضى على إسرائيل دليلًا على أن الصبر على «جار السو» لم يغيّر من مشاعرنا نحوه. 78- تغيير جلدة الحنفية وهو نشاط إنسانى هام جدا، وعلى كل رجل أن يتقنه.. لأنك بهذه الطريقة ستثبت لزوجتك أنك واسع الحيلة ويعتمد عليك، وفى نفس الوقت ستوفر أجرة السباك الذى -مع احترامى- سيستغفلك فى هذه المهمة الروتينية.. لهذا فأنت تستحق بالفعل أن تكون سعيدا عندما تغير جلدة الحنفية وتنتصر على السباك! 79- ماتش كورة فى الشارع وبجانب أنها اللعبة الشعبية الأولى، فهى أكثر نشاط محبب للشباب المصرى من أجل تمضية الوقت وتحسين اللياقة، وأكثر نشاط مزعج للسيارات التى تسير فى الطريق أو حتى السيارات الراكنة فى الشارع. 80- زيارة «البلد» فى المناسبات و«البلد» هنا ليس المقصود بها مصر، بل المقصود بها «البلدة» التى أتى منها كل منا، أى المكان الريفى الذى خرج منه المواطن كى يحقق نفسه فى المدينة.. ويظل العودة إلى الجذور فى المناسبات أحد أهم الأنشطة الباعثة على السرور لدى المصريين. 81- الظهور بالصدفة فى التلفزيون ورغم أن انتشار القنوات الفضائية جعل الظهور فى التلفزيون الآن أسهل من الظهور فى الشارع، إلا أن المصرى ما زال يحمل احترامه القديم للشاشة الصغيرة، ويشعر بالفخر إذا ظهرت صورته عليها ولو بالصدفة.. وقتها يلوح بيديه لمن يشاهد، وأحيانا يتصل بالمدام كى تسجل هذا الحدث الهام فى تاريخ الإرسال التلفزيونى المصرى. 82- لما التاكسى الأبيض يرجعلك الباقى وهى من الحالات التى يضرب بها المثل فى الاستحالة، مثل «لما تشوف حلمة ودنك» أو «عشم إبليس فى الجنة» وغيرها من المواقف المستبعدة.. لكن أحيانا تنتظم الشمس والنجوم والقمر والأرض على خط واحد، ويعيد لك سائق التاكسى الأبيض الأمين باقى العشرين جنيه.. لحظتها من الأفضل أن تأخذ معه صورة تذكارية لتوثيق هذه اللحظة التاريخية. 83- التوقف عن التدخين كل الأبحاث العلمية تقول إنه بعكس السائد، فإن التوقف عن التدخين يجلب السعادة.. والمصرى بالذات عندما يتوقف عن التدخين سيكون أسعد من كل من أجريت عليهم هذه الأبحاث العلمية، لأن مشكلته الأساسية ليست الصحة، بل ارتفاع أسعار السجائر يضايق ميزانيته.. لهذا لو جاءت اللحظة التى ينتصر فيها على إدمان السجائر، سيكون يومًا من الأيام السعيدة جدًا. 84-عمل الخير المؤسسات الخيرية غير الهادفة للربح التى انتشرت فى المجتمع مؤخرًا وقامت بأدوار نبيلة جدًا عن طريق التبرعات والجهود الذاتية تؤكد أن المصرى بالفعل «النيل رواه والخير جواه».. وأن فعل الخير للمحتاجين ما زال من مسببات السعادة لعموم المصريين. 85- ضحكة الأطفال وبعيدًا عن رأى صديق متشائم يرى أن «الأطفال أحباب الله»، لأن لا أحد سواه يحبهم.. لكن الحقيقة هى أن المصريين يحبون الأطفال، لأن بداخل كل مصرى طفلًا كبيرًا يحاول أن يهرب من الالتزام ويخرق القواعد ويبدع «بدماغه».. لهذا فضحكة طفل قد تخفف عنك مصاعب يوم شاق فى العمل بأسرع من الصوت. 86- القعدة على قهوة بلدى وهو نعيم لا يعرفه إلا من خبره.. ومتعة لو فهمها الناس لتحاربوا عليها بالسيوف.. دفء القهوة البلدى من الصعب توصيله بالكلمات، وهى مكان لا يحكم عليك بناء على ملابسك أو ثروتك.. ولا يجبرك على الدفع مقابل خدمات لم تحصل عليها.. وهى الملجأ لمن لا ملجأ له، والحضن لمن يفتقر للحنان.. لهذا ستبقى القهوة البلدى أمًا بديلة لكل المصريين.. خاصة العواطلية منهم. 87- آخر يوم فى الامتحانات سعادة الحرية لا يقارنها أى شعور آخر.. وإذا كان الله قد حمانا من اختبار إحساس الحرية بعد السجن، إلا أننا جميعا لن ننسى أبدا مشاعر الحرية التى تأتى بعد معسكر الامتحانات المغلق الذى ينصبه لنا الآباء.. وقتها تعود للمنزل خفيفًا وكأنك فراشة، ملىء بالحب والتعاطف مع كل مخلوقات الكون. 88- عندما تساعد زوجتك فى المطبخ وهى سعادة حقيقية سينكرها كل الأزواج أمام زوجاتهم أو أمام حماتهم أو حتى أمام وكيل النيابة، كى لا تستغل النساء الفرصة.. لكن الحقيقة التى يعرفونها بينهم وبين أنفسهم هى أن مساعدة الزوجة فى المطبخ من مسببات الفخر لأى رجل.. وتجعله يشعر أن رجولته مكتملة بالفعل، وأن ظل مهاراته يمتد ليغطى كل غرف المنزل. 89- قراءة كتاب ممتع كل أرقام البيع والتوزيع فى السنوات العشر الأخيرة تقول إن المصريين يستمتعون بالقراءة.. وظاهرة ولادة مؤلف كل أسبوع تؤكد أن دور النشر تكسب من وراء ولع المواطنين بالقراءة.. فشكرًا على لحظات السعادة التى تمنحنا إياها الكتب طوال الوقت. 90- السهر إذا كانت أم كلثوم نفسها، اعتبرت أن «الليل وسماه ونجومه وقمره وسهره» يكونان ليلة هى من ألف ليلة وليلة.. فكيف للمصرى السهير بطبعه أن يخالفها؟.. لهذا يذهل كل الأجانب الذين يزوروننا من الحياة الليلية النشيطة التى يرونها فى مصر كل يوم حتى فى أيام العمل.. مساكين ينامون فى بلدهم من العاشرة مساء، لأنهم لا يملكون مطربة أسطورية تتغنى بالسهر. 91- زيارة الأقصر وأسوان فى الشتاء ولو استطعت أن تتحمل الرحلة الطويلة فى القطار أو الثمن الكبير فى الطائرة، فستجد أن زيارة الأقصر وأسوان من اللحظات الخالدة فى حياتك.. وهى الزيارة الوحيدة للمقابر التى لن توزع فيها قرص وفاكهة على الأطفال والمقرئين.. وهذا وحده سبب كاف لحب زيارة الاقصر. 92- البطيخ الساقع فى الصيف والصيف رغم جحيمه وصهده ورطوبته، من الممكن تحمله فقط من أجل خاطر البطيخ.. هذا النبات المعطاء الجميل الذى يقف على الحد الفاصل بين عالم الفاكهة وعالم الخضر، فينظر باستعلاء إلى الطرفين، ويجعل عودة رب الأسرة إلى البيت ومعه بطيخة حدثًا جللًا يشبه الحصول على غنيمة حرب. 93- بنزين 80 صحيح أن قلائل من المصريين الآن يستعملون هذا النوع الرخيص من الوقود، إلا أن هذا لا يعنى أن سعادتهم لا تبلغ الآفاق العليا حين يكتشفون محطة صغيرة منزوية تبيع بينزين 80 الذى تحتاجه سياراتهم القديمة، فهذا هو الكنز الحقيقى حاليًا. 94- الأوبن بوفيه إذا كان حفل العرس بطبعه مناسبة مواتية لأشكال لا نهائية من الفرحة، إلا أن الفرحة التى تهزم الكل هى فرحة المعازيم عند إعلان أن «الأوبن بوفيه» قد أصبح جاهزًا لاستقبالهم، وقتها سيرعى الذئب مع الحمل وسيعطف الثعبان على الحمام ويعم السلام قاعة الأفراح حتى إشعار آخر. 95- عندما يفوز مصرى بجائزة عالمية المجتمعات الغربية جبلت على الفردية، لهذا لا ينظر المواطن الغربى إلا لمصلحته الشخصية فقط.. لكننا فى مصر نسعد لأن مصريًا آخر لم نلتق به أبدا ولن نراه فى حياتنا قد فاز بجائزة عالمية كبيرة.. ونشعر أن الفوز كان لمصر كلها وليس له وحده. 96- يوم الفرح ورغم أن الوصول لهذه السعادة يتطلب المرور فوق النيش والشبكة والسيراميك والسباكة وعربية الزفة وغيرها من منغصات الحياة.. لكن الحقيقة هى أن يوم الفرح يعد من لحظات السعادة الأخيرة التى يختبرها الإنسان المصرى.. قبل أن يتحول بإرادته -كما قال الأستاذ الكبير محمد عفيفى- من إنسان عاقل إلى إنسان عائل! 97- الليلة الكبيرة وهى سعادة مزدوجة، يمنحها لنا أوبريت الليلة الكبيرة العظيم، وأيضا تمنحها لنا الليلة الكبيرة نفسها.. وهى هذا الحدث الروحى الصوفى الجميل الذى يجذب آلاف المصريين فى كل المواسم الممكنة، لأن الموالد تظل نشاطا اجتماعيا محبوبا عند طبقات اجتماعية كثيرة جدا. 98- بقايا مصروف البيت ومصروف البيت فى ذاته ليس شيئًا مبهجًا بالمرة (ممكن يكون مبهج للزوجة)، لكن الذى نقصده هو بقاء شىء من مصروف البيت للشهر التالى.. هذا يجعل الرجل يدرك أن زوجته مدبرة. 99- الإعفاء من التجنيد ورغم أن الانضمام للجيش شرف كبير بلا شك، إلا أن الحقيقة هى أن كثيرا من الشباب يسعد جدا إذا جاء حظه حسنا وتم إعفاؤه من الخدمة العسكرية، وهم الشباب الذين تجدهم يضحكون ويغنون فى الأتوبيس العائد من الهايكستب. 100- رائحة محل العطارة وهى دفقات مستمرة من السعادة الدسمة التى تتغلغل فى خلاياك كلها.. وتظل بعدها تسأل نفسك حاسدًا: كيف يعيش صاحب المحل والعاملين فيه وسط هذه الأجواء المبهجة طوال الوقت؟ ربما يجب مضاعفة الضرائب على محال العطارة لأنهم يستمتعون أثناء العمل أكثر من اللازم!