من خلال فيديو موجود علي الفيس بوك سأل شخص ما ( قد يكون إعلامي متزمت ) عدد من سيدات ( أنيقات ، راقيات ، جميلات ، يبدو عليهن الذكاء ) ترضي تشتغلي رقاصة !! و الإجابات جاءت للأسف (أسخف من السؤال !!). كل شعوب الأرض ( قديم و حديث ) ترقص رقصات فردية و جماعية .. الشعوب البدائية ( الرقص لديها صلاة و طقوس سحرية ) والشعوب المتقدمة تراه ( فن ، تعبير عن الخصوصية ، متعة و ثقافة راقية ) ، عدا تلك الشعوب التي أصبحت مبتلاه بفكر ضيق منحط .. يحول كل أنشطة الانسان الي علامات إثارة جنسية ويرى الرقص ضمنا أنه صناعة الغوازي و الدواعر لجذب الزبائن .. لذلك هو ممنوع او مكروه إلا في أروقة الحريم وقصور الخلفاء . الرقص الحديث (علم و فن ورياضة ) ولقد طورته الشعوب (شرقها و غربها ) بحيث حولت راقصات البالية لملائكة تطير و تدور و تعبر بجسدها عن أسمي المعاني و طورت رقصات الشوارع الجماعية للشباب لتصبح استعراضات رياضية مبهره تشاهد من خلالها الابداع في جمال حركة الجسد . و جعلت من الرقصات الشعبية علامات و ملمحا وطنيا مميزا(البولكا ، الفلمنكو ، البريك دانس ) و أسعدت الممارسين من كل الاعمار عندما يرقصون الرقصات المشهورة عالميا (الفالس ، التانجو ، فوكس تروت، الصالصا ، الدبكة و زوربا اليونانية ). الرقص سحر يأخذ بالالباب (سالومي ) راقصة ، (كارمن ) راقصة ، (إيزادورا ) راقصة ) و اولفانوفا راقصة حازت علي أعلي درجات التقدير و الاحترام . الرقص ليس جسدا مكشوفا يدعو للخطيئة .. ولكنه لغة وحوار و إتساق و تعبير سواء كان في الهند أو التبت او اليابان أو بين أبناء القبائل الإفريقية و الهنود الحمر .. وحتى في مصر القديمة ستجد علي جدران المعابد رسوم راقصات يؤدين بأجسادهن أجل المعاني . في مصر ما قبل العاصفة الشرقية كان لدينا فرقة رضا و فرقة الفنون الشعبية التي قدمت لنا راقصات في قامة (فريدة فهمي ) و كان لدينا مسرحا استعراضيا (فودفيل ) تخرج منه راقصات علامة مثل بديعة مصابني ، تحية كاريوكا و سامية جمال . السيد الإعلامي المتزمت في الحقيقة هو صاحب المشكلة فهو لم يتعلم المعاني السامية للرقص و لم يمارسه و لم يشاهد المتنافسات من الراقصات في الاولمبياد و ما يقدمنه من إعجاز حركي و جمالي .. و هو لم ير في الغالب إلا عوالم الأفراح اللائي يرقصن في الصواوين المقامة في الحواري و الازقة لإحياء ليالي أفقر الفقراء من أهلنا فيتحول الرقص لدى العالمة صاخبة الألوان ومبتذلة التأوهات إلي وسيلة لاصطياد زبون من بين السكارى و المخدرين يجعلها لا تنام خاوية المعدة حسن مفاهيمك يا أخ .. الرقص فن راقي !! --------------------- بقلم / محمد حسين يونس كاتب روائي وباحث مصري كبير