................أكتب شهادة حق لوجه الله تعالي عن صورة حية لعزاء نجل الزعيم جمال عبد الناصر المرحوم الدكتور خالد وقد لقي ربه عصر الخميس 15 سبتمبر وشيع في جنازة مهيبة بعد صلاة الجمعة من (مسجد)الزعيم جمال عبد الناصر بكوبري القبةوالملحق به ضريحه. . ...............العزاء كان مساء السبت (17 سبتمبر)بمسجد القوات المسلحة بمدينة نصر ..............كأن مصر قد حضرت بأسرها في مشهد مهيب يؤكد كم ترك جمال عبد الناصر سيرة عطرة في قلوب المصريين. ...............وقف الشاب (جمال)خالد عبد الناصر في مقدمة السرادق يليه عمه عبد الحميد فعمه عبد الحكيم وباقي أفراد الأسرة. ................الملفت في الأمر أن كل الأجيال قد حضرت بداية من السيد سامي شرف وزير شئون رئاسة الجمهورية الأسبق وسكرتير الزعيم عبد الناصر للمعلومات الفقيد فضلاً عن أغلب الأحياء من وزراء مصر في العقود الأخيرة! ................لفت نظري تحامل اللواء أحمد رشدي وزير الداخلية(الأسبق) علي نفسه ليحضر العزاء بصحبة إبنه وكذلك الكاتب محفوظ عبد الرحمن. .................لم يكن هناك موضعاً لقدم وقد حضررئيس الوزراء الحالي فضلاً عن رؤساء الوزراء السابقين كمال الجنزوي وأحمد شفيق الذي لفت الأنظار كالعادة! ................جلس الجميع في خشوع وصمت وظل أكثر المعزيين حتي النهاية! . ..................المثير هو حضور ابن خال القذافي (أحمد قذاف الدم) الذي جلس في نهاية السرادق وسط حراسة مشددة تصاحبه! ....................حضر بعض رجال المجلس الأعلي للقوات المسلحة! ..................أتوقف عند مشهد مثير وقد جلست بجوار قائد حرس مبارك السابق اللواء حامد شعراوي(الضابط ذو الشعرالأبيض) الذي ترك موقعه طواعية(بعد 12 عاما) قبل نحو ست سنوات وحاول مبارك الإبقاء عليه إمتناناً لماقام به في أديس أبابا عقب محاولة الإغتيال الشهيرة ليلحقه بالسكرتارية ولكنه طلب إعفائه ليغادر للعمل بإحدي شركات البترول والمثير أن أغلب وزراء مبارك قد نظروا إليه في شبه ذهول دون تحيته والرجل ذو أدب جم وقبل أن يغادر ألقي السلام وصافحني في صمت! ................عزاء خالد جمال عبد الناصر جمّع كل الفُرقاء والأطياف السياسية المختلفة. ............ .....ظل العزاء ممتلئاً حتي النهاية وقد تلاحظ أن المعزين لايودون ترك أسرة الفقيد. ............... .....لقد كان جمال عبد الناصر حاضراً لتلقي العزاء في نجله الأكبروكفاه أنه(قد) جمّع مصربأسرها رغم رحيله عن الدنيامنذ أربعة عقود ! ...............وتبقي ملاحظة:- ....لماذا حضر كل هؤلاء؟! ..................لقد مات عبد الناصر وذهبت السلطةولكن بقي حبه يملك القلوب في ترجمة نادرة لسيرة رجل رحل قبل واحدا وأربعين عاما وحضر الآلاف لتقديم العزاء في إستفتاء غير مسبوق علي حب هذا الزعيم الخالد. ليقفوا بجوار أبنائه لمواساتهم في مصابهم الجلل. .....................مصر إذا تحتاج (التُوحد) وياليت الموت الذي جمّع كل هؤلاء في (سُرادق)عزاء يُذكِرهم بأن حالة مصر أشبه بسرادق عزاء(أيضاً) لو لم يتحد الجميع لأجل الإصلاح المنشود. ...............إنتهي العزاء ولم ينتهي الحديث عن مصر التي تتوحد في الموت وتأبي التوحد لأجل ألا تصل للموت المحقق إذا ماعز منال ماتبتغيه .! ....................رحم الله الدكتور خالد جمال عبد الناصر ورحم مصر ممن يُعكرون صفوها ويحُولون دون تحقيقها الإصلاح المنشود حصاداً لثورة 25 يناير التي لم تظهر ثمارها المرجوة بعد.!