قال الدكتور ياسر الوادية عضو الإطار القيادي لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس تجمع الشخصيات المستقلة، أن الرفض الشعبي الفلسطيني لجريمة استهداف الجنود المصريين يتوج العلاقة الصادقة بين الشعبين الشقيقين ويرفع صوت أبناء قطاع غزة الذي عمل الحصار الإسرائيلي والإنقسام الفلسطيني على خفضه، مبينا أن مرحلة المصالحة الفلسطينية تنتظر جهدا حقيقيا من كل الأطراف الوطنية لتزيل رواسب الانقسام وتعزز من علاقاتها مع كافة الشعوب العربية وقياداتها لصالح وحدة الوطن العربي ورفعة قضيتنا العادلة. جاءت اقوال الوادية وغيرة من قادة الفصائل والقوى الوطنية والاسلامية هذه خلال إقامة تجمع الشخصيات المستقلة الذي يرأسه بيت عزاء للشهداء الجنود والضباط المصريين الذين استشهدوا يوم الجمعة الماضي على التراب السيناوي. وبين الوادية وقوف العائلات الفلسطينية مع عائلات شهداء الجيش المصري في حزنها على أبنائهم الذين يقدمون أرواحهم لحماية الأراضي المصرية منذ عقود كثيرة مضت حتى الآن، مضيفا أن المدارس والشوارع والمستشفيات والمعالم التاريخية في قطاع غزة لا تزال شامخة بأسماء الجنود والشعراء والقادة المصريين الذي دافعو عن القضية الفلسطينية وقدموا دمائهم فداء لتحرير فلسطين. ودعا عضو الإطار القيادي لمنظمة التحرير أبناء الشعب الفلسطيني لمواجهة كل محاولات إشعال نار الفتنة مع الأشقاء المصريين وإسكات كل الأصوات الباحثة عن مصالحها الفردية لتغذية نفوذها، مؤكدا على أن كل فرد فلسطيني ناسب عائلة او نال شهادة علمية أو تلقى علاجا أو عمل في التجارة أو شجع ناديا وتابع فنا أو تلقى دعما من جمهورية مصر العربية يدرك تماما أن ما يوحدنا أعمق من كل المحاولات الداعية لتشويه التاريخ. من جانبه أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق أن الاتصالات مستمرة بين الحركة والنظام المصري، حول المباحثات غير مباشرة للتهدئة مع الاحتلال الاسرائيلي، وإحداثيات العملية الانتحارية الأخيرة في سيناء. وقال أبو مرزوق على هامش زيارته بيت عزاء الجنود المصريين الذي أقامه تجمع الشخصيات الفلسطينية المستقلة في مدينة غزة: "لم تؤثر العملية الإرهابية في سيناء على سير الاتصالات مع حركة حماس وكل الفصائل الفلسطينية وفئات الشعب على قلب رجل واحد يستنكرون هذه العملية لأن أمن سيناء هو أمن فلسطين". وأضاف "لا مصلحة لأحد من الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بما جرى في سيناء، والمتضرر الوحيد من الظروف الأمنية الصعبة في سيناء هو قطاع غزة، لذلك لا يمكن لأي فلسطيني أن يفكر مجرد تفكير في استهداف الجيش المصري". كما أعرب أبو مرزوق عن رفضه الزج بقطاع غزة في أي حادث يجري في شبه جزيرة سيناء "لأنه حادث عرضي وغير مسبوق أن ثبت أن الفلسطينيين هم المسئولين عن هذه الأحداث". توقع أبو مرزوق، استئناف المفاوضات غير المباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي التي كانت مقررة اليوم وأجلتها مصر بعد أسبوعين في القاهرة، غير أنه أشار إلى أنه لم يتم تحديد الموعد بشكل دقيق. وفي شأن آخر، استبعد القيادي البارز في حماس أن يعود قطاع غزة إلى حرب جديدة مع الاحتلال، إلا أنه أكد أن الظروف التي صنعتها (إسرائيل) غير طبيعية ومبعث لعدم الاستقرار والأمن في المنطقة. من جهته استنكر عضو القيادة السياسية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كايد الغول العملية "الإرهابية" ضد الجنود المصريين في سيناء، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني بكل أطيافه يرفض مثل هذه العمليات. وقال الغول إن مثل هذه العمليات يحرف بوصلة الصراع في المنطقة، ويحوله لصراع داخلي، داعيا الجميع لعدم الزج بقطاع غزة في مثل هذه الأحداث التي وصفها ب"مخططات عدائية تستهدف غزة". أما القيادي في حركة فتح فيصل أبو شهلا فعبر عن تفهم حركته للإجراءات المصرية في حماية حدودها مع قطاع غزة، مستنكرا في الوقت ذاته عملية سيناء. وقال أبو شهلا ما حدث هو جريمة كبرى ضد الجيش المصري الذي ضحى كثيرا من أجل شعبنا، ونحن ندين هذا العمل ونقدر ونتفهم الاجراءات المصرية لحفظ الأمن القومي المصري وحماية حدودها مع قطاع غزة". يشار أخيرا ان مسلحون كانوا قد إستهدفوا الجمعة الماضية دورية للجيش المصري في سيناء أدى لمقتل 30 منهم.