كثيرا ما تستدرجنا القصة القصيرة الى عالمها سواء لإبداعها ام لقراءتها باعتبارها جنسا أدبيا محيرا تبقى فيه سيكلوجية الإبداع سرا لا تستطيع سبرغوره وهذا ما حدث حيث استدرجتنى مجموعة الكاتب والأديب محمد السيد صالح ( فوق سطح المطر ) لقراءتها والاقتراب من عالمها المثير والذى يشكله الكاتب من ألفاظ وجمل وشخصيات وصراع كلها تتآلف وتترابط فى نص لغوى لإنتاج عالمه القصصى ، ليطالعنا بطفرات من السرد التلقائى والذى ينمو فى إطار من الالتزام بخصوصية مجتمعه وذكرياته المتجزرة فى هذا المجتمع الضارب فى كيان هذا الأديب ،والذى ينسج منه غلالات من القص القصير، ليسرد من خلاله واقعه الذى كان واستشرافه لما يمكن أن يكون من خلال تقنيات سردية تلقائية تشعرك بأن آليات السرد هى التى تقود قلم محمد صالح لتنتظم من خلالها عناصر السرد فى شبكة لغوية متناسقة لتصل بالكاتب إلى حيث يريد من دلالات ومغزى وهنا يتتبع محمد صالح قلمه السارد ليضمن حرية شخصياته فى التعبير عن ذواتهم بقدر من الالتزام بسياج عاداتهم وتقاليدهم الضاربة والمختزلة فى أعماق الكاتب نفسه وهنا يكون التماهى بين الكاتب وشخصياته فهى منه وهو منها لذا فهو يترك لها الحرية الملتزمة مطمئنا إلى أنها سوف تعبر عن مخزون فكره ووجدانه دون جنوح أو شطط ،لذا فتلقائية السرد آلية متعمدة من الكاتب ليجمع أطراف مجتمعه فى لحظات قص اختزالية من براءات سردية يجمع فيها تلقائية المشاعر وبكارة الحب نحو المرأة والوطن والواقع فهو لا يختلق صورا مماثلة للواقع بل هى صورة الواقع نفسه لدرجة أن الكاتب يستلب عقل القارىء مستخدما تلقائية السرد ليذعن القارىء مسلما بما يقول ،وهى آلية لا تعتمد على براعة السرد التلقائى بقدر ما تعتمدعلى جماليات الحكى التلقائى الذى يستدرجك دون وعى منك إلى تصديق ما يقال لكمن خلال براءة السرد وبراءة الوجدان