وزير التعليم يؤكد اقتصار التجربة على مدارس الوادي الجديد فقط.. والمسئولون بالمحافظة يؤكدون: تضفى وقاراً على المعلم بالطو المدرسين لونه رصاصى بينما المدرسات اخترن اللون البنى.. والتكلفة 120 جنيهاً يتقاسمها المدرسون والمحافظة المدرسون المؤيدون يطالبون بتعميم الفكرة في كل المدارس.. والمعارضون يؤكدون: إهانة كبيرة هدفها تطفيشنا! رغم التحديات الكثيرة التي تواجه العملية التعليمية في مصر، إلي جانب التطوير الذي تقوم به الوزارة في مجالات كثيرة للنهضة بالمستوي التعليمي، لكن في الأيام الأخيرة كان لا صوت يعلو على الجدل الخاص بإلزام المدرسين بزي موحد داخل المدرسة، خاصة بعد بدء تطبيق التجربة بالفعل في مدارس محافظة الوادي الجديد والشائعات التي انتشرت بعد ذلك عن تعميمها في بقية المحافظات خلال العام القادم، تفاصيل أكثر عن حقيقة ذلك ورأي المدرسين في السطور التالية. الوزير ينفي التعميم الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، أوضح أن توحيد زي مُعلمي مدارس الوادي الجديد هي مبادرة من المحافظ لتوحيد المظهر وإضافة هيبة للمعلم تناسب وظيفته، نافيًا ما تردد على مواقع التواصل الاجتماعي من توحيد الزي على مستوى الجمهورية والسخرية من المبادرة، وقال وزير التعليم عبر حسابه على موقع فيسبوك:إن "محافظ الوادي الجديد قام بتصميم وتنفيذ مبادرة جميلة في محافظته تتعلق بزي مدرسي للسادة والسيدات المعلمين والإداريين لتوحيد المظهر وإضافة هيبة للمعلم تتناسب مع جلال وظيفته وإذ بمواقع التواصل تموج بالأسئلة والإشاعات والسخرية غير المبررة كلما اجتهدنا لنقدم شيئا أفضل"، وأكد شوقي أن الوزارة تنظر باهتمام لمبادرة محافظ الوادي الجديد وتتابعها باهتمام لكنها ليست مبادرة قومية علي مستوى الدولة في الوقت الحالي، مضيفًا أن الوزارة لم تصرح بأي شيء يتعلق بالزي المدرسي أو تحمل المُعلِّم تكاليف مادية قدرها 50% من التكلفة كما أشيع على مواقع التواصل الاجتماعي، وقال الوزير إن "رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة"، مطالبًا الجميع بالتعاون في تشجيع كل محاولات الإصلاح صغرت أو كبرت والتعاون على تطوير الأفكار بحوار إيجابي مع الابتعاد عن نقل معلومات لا صاحب لها يومًا بعد يوم وبلا مرجعية كي نجلد أنفسنا ونحطم من اجتهد ونوقف قطار التقدم. جدل كبير حتي مع التسليم بأن المبادرة خاصة فقط بمدارس الوادي الجديد.. لكن الفكرة نفسها بدت غريبة وخارج السياق بالنسبة لكثيرين، بل رفضت النائبة ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم بالبرلمان، المبادرة مشيرًة إلى أن هذا الأمر ليس له هدف محدد كى يتطبق على كافة المعلمين، وأوضحت في تصريحات صحفية أن الأفضل من توحيد الزى الخاص بالمعلمين هو الاهتمام بسلوكياتهم مع الطلاب علاوًة على المظهر الجيد لكونهم قدوة لهم في المدارس، لافتًة إلى أن توحيد الزى للمعلمين ليس له علاقة بالمنظومة التعليمية على الإطلاق ولا داعى لتنفيذه. هدف الفكرة الدكتور إبراهيم التداوى وكيل وزارة التربية والتعليم بالوادى الجديد سبق وأعلن أن التجربة هدفها إضافة لمسة جمالية فى المدارس ولدى أعضاء هيئة التدريس، مشيرا إلى أن الزى عبارة عن "بالطو" يرتديه المعلم داخل الفصل والمدرسة وليس المقصود بالزى المدرسى أن يأتى المعلم مرتديه من المنزل، وأوضح أن الزى عبارة عن بالطو مثل زى الدكتور أو الكيميائى، لافتا إلى أنه أجرى استبيان على المعلمين حول اختيار اللون واختار المعلمون اللون الرصاصى كما اختارت المعلمات اللون البنى، وتكلفة البالطو تصل إلى قرابة 120 جنيهاً تحملت المحافظة 50% من التكلفة على أن يتحمل المعلم ال50% الأخرى، موضحا أن ما تتميز به التجربة هو أن الزى يتم تصنيعه فى مدارس التعليم الفنى من خلال مشروع رأس المال، وبالتالى يساهم فى خروج طلاب على مستوى عالى من المهارة يحتاجهم سوق العمل، مشيراً إلي أن التجربة تضفى نوعا من "الوقار والهيبة على المنظومة" . رأي المعلمين سعيد الهوا خبير تربوى بأحد مدارس الجيزة الثانوية يقول: انا مع فكرة توحيد الزى للمعلمين فى ظل المرتبات الضعيفة التى نتقاضاها وتلاشى الدروس الخصوصية شيئا فشيء مع تطوير منظومة التعليم القديمة بالمرحلة الثانوية واستحداث طرق جديدة للامتحانات لتقييم طلاب الصف الأول الثانوى ومساعدتهم على الفهم بعيدا عن الحفظ والتلقين، لكن بشرط أن يكون الزى مناسبا ويليق بمكانة المعلم من حيث خامته وجودته وشكله لان هناك شرائح كثيرة من المعلمين لاتستطيع تحمل نفقات مظهرهم أمام الطلاب الأمر الذى يجعلهم فى وضع أقل من مستوى طلابهم الذين هم فى سن أبنائهم خاصة من مدرسى المدارس الفنية الذين يعملون بالأقسام والمجالات المختلفة ، وكذلك الإداريون ويذكر انه قد تم تطبيق هذه الفكرة بإدارة الوراق منذ 10 سنوات تقريبا لكنها فشلت لأنها لم تجد تشجيعا من احد، ويقترح الهوا أن يكون الزى بحسب الدرجة الوظيفية بداية من وظيفة معلم وانتهاء بوظيفة كبير معلمين وهى أعلى درجة فى سلم وظيفة المعلم على أن يكون للمعلمين الرأى الأول والأخير فى اختيار شكل الزى وطريقة تفصيله. ويضيف محمد فراج مدرس بالتعليم الثانوى بدرجة كبير: فكرة توحيد الزى لابأس بها لكن لا يفرض هذا الزى فرضا على المدرسين ولابد من أخذ رأيهم لان الموضوع يتعلق بهم وحدهم والمثل يقول: " كل مايعجبك وألبس مايعجب الناس ويطرح فراج سؤالا على من يهمه الأمر هل هذا الزى سيكون على حساب المدرسين ومن مالهم الخاص ام على حساب ميزانية الوزارة؟. ويشير أبو العلا سيد مدرس أول جغرافيا بمدرسة أم الإبطال الإعدادية، محافظة الوادى الجديد طبقت الزى الموحد للمعلمين لكن لم يكن بالشكل اللائق وكان مثار سخرية من الجميع، ممكن تكون الفكرة رائعة لكن التنفيذ كان سيئا، وبعض الزملاء لا يستطيعون مجاراة زملائهم فى المظهر خاصة الذين لايستطيعون إعطاء دروس خصوصية أو ظروف المعيشة لا تجعلهم يقدرون على تحمل نفقات شراء ملابسهم. ويوضح زكريا عبد الوهاب مدرس خبير انجليزي: من وجهة نظرى توحيد الزى إهانة بالغة ويحط من قدر المعلمين ومن أداء رسالتهم التربوية المقدسة وعملية تطفيش للمعلمين لأنها تشعرهم بالإحباط والهدف منها إفساح الطريق أمام المعلمين الجدد والذين سيتم إدماجهم بالمنظومة التعليمية العام الدراسى القادم بنظام التعاقد وبمرتب ألف جنيه فقط بالإضافة أيضا لتوفير الميزانية، ويقترح عبد الوهاب اذا كان هناك ند من تعميم فكرة الزى الموحد أقترح أن يعمم الزى ايضا على العاملين بوزارة التربية والتعليم لأننا جميعا نعمل فى مركب واحد ولاداعى للتفرقة وإذا ماحدث هذا فلامانع عندى من توحيد الزى بين صفوف المعلمين من أسوان الى مطروح. ويضيف جمال شعبان احد الخبراء المهمين بإدارة تعليم مدينة نصر بالتعليم الثانوى: قبل فكرة توحيد الزى للمعلمين يجب الاهتمام أولا بتحسين دخولهم وهذا هو ما نتمناه من الوزير الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم وان كنت اعتقد ان موضوع زيادة المرتبات ليس فى يد الوزير ولكن فى يد الحكومة متمثلة فى وزير المالية اما بخصوص موضوع الزى الذى كانت بدايته مع زملائى المعلمين بمحافظة الوادى الجديد ف الأمر ليس سهلا ولابد من دراسته من الناحية التربوية والنفسية وأثرها على المعلمين وليس تطبيقه بهذه الطريقة السريعة فالعملية ليست سلق بيض وبعد ذلك المجتمع يسخر منا، وقبل تطبيق الزى لابد من عمل حصر شامل ودراسة حقيقية لظروف المعلمين المادية فمن لايستطيع تحمل تكاليف هذا الزى المقترح على الوزارة تحمل أسعار هذا الزى بحيث يكون لائقا شكلا وموضوعا أما الزملاء القادرون فيتحملون تكاليف الزى بنفس راضية بحيث لايخرج عن الشكل المطلوب من حيث الجودة واللون والتفصيل ولون الحذاء كما يحدث بالقوات المسلحة والشرطة وأظن مصر فى مطلع السبعينيات وبالتحديد فى المدارس الثانوية العسكرية كان الزى موحدا بالنسبة للطلبة والمدرسين وأتذكر أن لونه كان ازرق وجميلا. "الشباب" ذهبت الى الدكتور محمد عمر نائب وزير التربية والتعليم لشئون المعلمين لتنقل له آراء المعلمين حول فكرة توحيد الزى للمعلمين والذى قال: توحيد زى المعلمين ليس من مقترحات الوزارة ولا علاقة لنا بما حدث فى محافظة الوادى الجديد والفكرة تمت بين السيد المحافظ والمسئولين بتعليم الوادى الجديد والسادة المعلمين ولم يكن هناك فرض او إجبار لأحد كما اتهمنا البعض وهذه حرية من يريد ان يعتنق الفكرة فنحن نرحب بها طالما كانت وجيهة وتصب فى صالح المنظومة التعليمية ونحن بدورنا نحتضن مثل هذه الأفكار ولانغلق الباب أمام اى مقترح يفيد زملاءنا المعلمين ونبذل أقصى جهد لمحاولة مساعدتهم ماديا بقدر ما نستطيع والأيام المقبلة تحمل أخبارا سارة لهم وعليهم الصبر وبخصوص مطالبة البعض بأن يكون أساسى المرتب على 2019فهذا لا تستطيع الوزارة تحمله وصعب تنفيذه على الإطلاق وان كنا نرغب فى إرضاء المعلمين لكن هذا فوق طاقة الوزارة ونحن نبذل أقصى جهد مع الحكومة لإيجاد طريقة لمساعدة وتحسين ظروف المعلمين وان شاء الله القادم أحسن مع الجهود التى يبذلها معالى الوزير الدكتور طارق شوقى لإصلاح المنظومة بأكملها بدءا من المدرسة وانتهاء بالطالب والمعلم لأنهم جميعا منظومة متكاملة و مهمة وتتوقف عليها عملية الإصلاح التى يتمناها الجميع.