معلمون: «زودوا المرتبات ورجعوا هيبتنا الأول».. وأولياء الأمور: «صلحوا الديسكات والحمامات الأول» مؤيدات للفكرة: سيجبر المدرسات على الاحتشام.. ولادنا بيعرفوا كل حاجة.. وطلاب: «إشمعنا إحنا» خبير تربوى: ليس حلاً.. هناك مشاكل أهم أثارت تجربة "توحيد الزي" للمعلمين في مدارس الوادي الجديد، تساؤلات حول ما إذا كان سيتم تعميمها في مختلف مدارس الجمهورية، على الرغم من نفي الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم إصدار قرار بهذا الشأن، لكن ذلك لم يوقف الجدل تمامًا، وذلك وسط انقسام في الرأي بين مؤيد ومعارض. البداية كانت في مدارس الوادي الجديد، وتحديدًا منذ منتصف فبراير، بناءً على طلب من المحافظ اللواء محمد سالمان الزملوط، إذ تم تطبيق القرار على مدرسي مدرسة المروة الإعدادية بالوادي ب. وقال الدكتور إبراهيم التداوى، وكيل وزارة التربية والتعليم بالمحافظة، إن تطبيق الزى الموحد على 5851 معلمًا وإداريًا وعاملًا بجميع المدارس، وإنه جارٍ توفير الكميات والأعداد المطلوبة لباقي المعلمين من وحدة التصنيع التي تم تدشينها بمدرسة الثانوية الفنية. وأشار إلى أنه تم طرح زي للمعلمين ب60 جنيهًا بدلًا من 120 جنيهًا، لافتًا إلى أن المحافظة تتحمل نصف تكلفة الزي؛ تخفيفًا على المعلمين، وسط تفاعل وترحيب من أعضاء هيئة التدريس للتجربة الجديدة. وتم اختيار 4 ألوان ثابتة، تميز كل فئة من التخصصات بالقطاع ك"المعلمين والمعلمات والإداريين والخدمات المعاونة"، والزى عبارة عن "بالطو" مثل الدكتور أو الكيميائي يرتديه المعلم داخل الفصل والمدرسة فقط، واختار المعلمون اللون الرصاصى، واختارت المعلمات اللون البنى، والإداريون اللون الأسود، والخدمات المعاونة اللون الأزرق. فيما أكد محافظ الوادى الجديد، بعد موجة النقد الكبيرة التي تعرضت لها التجربة الجديدة، أن "الزى الموحد" للمعلمين ما زال فى طور التجربة وأنه ليس أمرًا إجباريًا، وهى تجربة تهدف إلى إضفاء شكل جمالى ومتميز للمعلمين، ولا يهدف إلى الربح مطلقًا. وعلق الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، قائلًا: هذه مبادرة من المحافظ وننظر إليها باهتمام ونتابعها ولكنها ليست مبادرة قومية على مستوى الدولة في الوقت الحالي، لم تصرح الوزارة بأي شيء يتعلق بالزي المدرسي ولم أقل شيئًا عن تحمل المعلم أي مبالغ مادية (50 % من التكلفة) كما يشاع على مواقع التواصل". وقامت ل"المصريون" بجولة في العديد من المدارس؛ لاستطلاع رأي جميع آراء أطراف العملية التعليمية في توحيد الزي للمعلمين في المدارس، وسط حالة من التباين في الآراء ما بين مؤيد ومعارض للفكرة. مدارس بولاق الدكرور ازدحام شديد أمام أبواب مدرسة الشهيد "عمرو عبد الجيد الابتدائية ف2 إدارة بولاق الدكرور"، أثناء خروج تلاميذ الفترة الصباحية ودخول تلاميذ الفترة المسائية. بينما تعمل مديرة المدرسة للفترة المسائية، سوسن أحمد شوقي، ومعها مسئول الأمن بالمدرسة، أحمد سعد على تنظيم حركة الدخول والخروج لمنع وقوع حدوث تدافع بين التلاميذ. وقالت مديرة المدرسة ل"المصريون": "دائمًا بنفذ التعليمات ولو الوزارة قالت نوحد الزي هنوحده، من غير مناقشة، بس المشكلة مش في الزي في مشاكل تانية كتيرة لازم نهتم بيها، لازم يكون فيه التزام وإحساس بالمسئولية من كل العاملين في التعليم وخصوصًا في الكثافات الكبيرة للمدارس، واللي من السهل يحصل فيها حوادث، والطبيعي إننا إحنا اللي هنتحمل الجزاء عن أي حاجة تحصل من غير أي مساعدة لتحسين الوضع في مدارسنا، ويتم توجيه التهم لنا بالإهمال". وقال عبد الله حافظ، مدرس التربية الرياضية بالمدرسة، ل"المصريون" معلقًا على فكرة الزي الموحد، قائلاً: "الفكرة حلوة وموافق عليها، وممكن ندفع نصف التكلفة ما فيش مشكلة؛ لأن توحيد الزي هيوحد بين المدرسين ومش هيفرق بين حد فيهم ولا موضة جديدة ولا موضة قديمة، بجانب إنك بسهولة هعرف تفرق بين ولي الأمر والمدرس". وأيَّده الرأي المدرس جمال حفيظي، مؤكدًا أكد أن توحيد الزي سيعطي الهيبة للمدرس لدى التلاميذ وأولياء الأمور. أولياء الأمور "بتكلموا علي الزي ادخلوا شوفوا الدكك عاملة إزاي؟ العيال مش عارفين يقعدوا عليها، غير إن في الديسك الواحد بيقعد 7 تلاميذ، والحمامات اللي ديمًا غرقانة مية، صلحوا حال المدرسة وبعدين قولوا توحيد زي المدرسين"، هكذا عبر أولياء الأمور الذين كانوا يتجمعون أمام باب المدرسة. وقالت "أم أحمد"، الطالب في الصف السادس الابتدائي: "أحسن خلي المدرسات تلبس محتشم شوية عيالنا كبروا وفاهمين كل حاجة، الواد بيجي يقولي الأبلة كانت لابسة لبس ضيق أوي، لازم كل مدرسة تاخد بالها من لبسها العيال كبرت، وكده ما ينفعش". مدارس فيصل لا يختلف الحال كثيرًا في مدارس فيصل عن غيرها من ازدحام دائم أمام أبواب المدرسة، وتجمهر الباعة الجائلين على الأبواب، وأولياء الأمور الذين يفترشون الأرض في انتظار خروج أبنائهم. وقالت حنان أحمد، مدرسة لغة عربية بمدرسة ابتدائية: "الوزير رد علي مطالبنا بزيادة المرتبات بارتداء زي موحد، علشان ننشغل ونبعد عن المطالبة بحقوقنا، لكن ما قيمة ارتداء الزي مع الإهانات التي نتعرض لها كمعلمين". وتساءلت: "ما قيمة هذا الزى؟ هل سيعلي من قيمة المعلم الذي يتعرض ليل نهار لإهانة من تلاميذه، أو من الحكومة التي تتجاهل مطالبه؟ ولماذا يساوي بين المعلم والطبيب والمحاسب في الزي فقط؟ ولماذا لا يساوي بينهم في الراتب؟ ولماذا لا يفكر وزير التربية والتعليم في كرامة المعلم في حقوقه وكرامته وكيفية عودة هيبته من جديد بين تلاميذه؟ أين القوانين التي تعيد للمعلم هيبته؟ ليس الزي هو الذي يرجع للمعلم هيبته". وأضافت: "كثير من المعلمين يعملون بوظائف أخرى لتلبية احتياجات أسرهم المعيشية في ظل غلاء المعيشة الفاحش الذي يتناسب عكسيًا مع الرواتب، وأحيانًا التلميذ يرى مدرسه وهو يقود تاكسي أو يعمل في كافيه؛ فيقوم ب التريقة عليه". وتوجهت بالتساؤل إلى الوزير: "هل عندما يرتدي المعلم هذا الزى ويعمل بعد المدرسة في مقهى أو عامل محارة أو غيره هل بذلك تعود كرامته؟ الرئيس قال: الاهتمام بالفئات الأكثر احتياجًا، والمعلمون في مصر الأكثر احتياجًا للهيبة "مش توحيد الزي". وعلقت مدرسة أخرى، طلبت عدم نشر اسمها: "الزي مش هيرجع للمعلم كرامته، وحكاية الزي ده هي العصفورة اللي هتنسي المعلم حقه، ويا تري هيكون علي موديل 2014 زي القبض ولا على 2019 زي الخصم". أمام مدرسة الجيزة الثانوية الصناعية بنات تجلس مجموعة من الفتيات داخل "توك توك"، يبدو أنه لشقيق أو صديق إحداهن، وحين سؤالهن عن الزي الموحد، تناولن الأمر بتهكم وتعليقات ساخرة. قالت إحداهن: "ليه هما في سجن"، وردت أخرى: "أحسن إشمعنا إحنا بنلبس زي بعض خليهم زيينا"، وقالت ثالثة: "لا طبعًا حجة مش حلوة وما ينفعش"، وقالت أخرى: "هي هتكون حاجة حلوة وشيك أن كلهم يكونوا لابسين نفس اللبس". وقالت الطالبة ياسمين: "هتكون حاجة جميلة جدًا لأن ده معناه إنني هتعلم منهم الالتزام لأن المدرسين هما قدوتي، وإذا شفتهم بيلتزموا في اللبس هعمل أكيد زيهم وهلتزم في لبسي". في مدرسة أحمد شوقى الابتدائية ب«ساقية مكى»، علقت والدة تلميذ، مؤيدة الفكرة، بالقول: "المدرسات بيلبسوا لبس أوفر أوي ضيق ومحزق وده ماينفعش الأولاد بيبصوا، الأولاد من أولي ابتدائي دلوقتي فاهمين كل حاجة وبيسألوا علي كل حاجة، لازم يخلوا بالهم شوية، وتوحيد الزيد ده هيخليهم ملتزمين". وقالت أخرى: "يا ريت والنبي يخلوهم يخفوا المكياج كمان، دول ولا اللي جايين فرح، بناتنا بترجع تحكي عليهم وعايزين يقلدوهم البت لسة في 6 ابتدائي عايزة تحط مكياج وتلبس زي الميس بتاعتها، يا وزير فين الالتزام فين القدوة". ورفض الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوي، تطبيق الفكرة قائلاً: "الكلام بهذا الشكل هروب من الاستحقاقات الحقيقية التعليم مش مشكلته توحيد زي، في مشاكل تانية كتير أهم منها مثل الميزانية والمرتبات اللي في الحضيض، هنصبح في مشاكل ليس لها داعي ونترك المشاكل الحقيقية للتعليم اللى لازم نهتم بها". وأضاف: "المعلمين لا هم شرطة ولا محامين ولا أطباء علشان يلبسوا زي بعض، ياريت المسئولين يهتموا بالشيء المهم". شاهد الصور..