قال فضيلة الدكتور شوقي علام ، مفتي الجمهورية : أن الشرع الشريف حظر على كلا الزوجين التحدث عن أسرار الحياة الزوجية والكشف عن مستورها أمام الآخرين ؛ لأنها ذات طبيعة خاصة مبنية على الامتزاج والميثاق الغليظ ودوام الألفة ، فالأسرار والأمور الزوجية من شأنها أن تطوى ولا تنشر أو تحكى أمام الآخرين حتى وإن كانوا أقارب الزوجة أو الزوج أو حتى الأولاد أو الأصدقاء ؛ ففي إشاعتها فساد عظيم ، ويُعد المنع إجراءً ناجعًا ، ووقايةً مُبَكِّرةً من حدوث الشقاق والطلاق . وأضاف فضيلة المفتي خلال حواره الأسبوعي ببرنامج "مع المفتي" المُذاع على "قناة الناس" : أن الأسرار والأمور الشخصية بين الزوجين تنشأ مع بداية تكوين حياتهما الأسرية ، ثم تزداد مع مرور الأوقات والمواقف التي يبوح فيها كل طرف بمكنوناته ومشاعره للآخر في محبة ومودة نتيجة الثقة والاطمئنان والسكن ؛ ولذلك فلا يجب إفشاء هذه الأسرار . ولفت فضيلته النظر إلى أن الشرع الشريف اعتبر وأقرَّ بأنَّ للبيوت حرمة ؛ فمنع كُلًّا من الزوجين من إفشاء خصوصيات الحياة الأسرية ؛ وذلك لما فيه من إضرار للطرف الآخر ، وانتهاك لحرمته وكرامته ، وخيانة أمانته ؛ وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: الرَّجُلُ يُفْضِي إِلَى امْرَأَتِهِ وَتُفْضِي إِلَيْهِ ، ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا»، والأمر ينطبق على المرأة كذلك ، ولكن خص الرجل للغلبة ، فالحقوق الزوجية متقابلة ؛ فالرجل مطالَب بأن يكون أمينًا على بيته وأسراره ، وكذلك المرأة مطالبة بأن تكون أمينة على بيتها وما فيه من أسرار . وأوضح مفتي الجمهورية : إلى أن إفشاء أسرار البيوت وأسرار العلاقات الزوجية على مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها بأي شكل أو طريقة له آثار سلبية ، بل كارثية على استقرار الأسرة ، فليس نشر وإفشاء الأسرار من الرجولة والفخر ، بل من النقائص ومساوئ الأخلاق . وأشار فضيلة المفتي ، إلى أن البيوت لها حرمة عظيمة ؛ فهي متوَّجة بالميثاق الغليظ الذي قطعه كل من الزوجين على نفسه تجاه الآخر ؛ فمن تمام هذا الميثاق أن تظل أسرار العلاقة الزوجية بكل أشكالها وأحوالها حبيسة الغرفة والنفس ولا تخرج عن ذلك بحال . واختتم فضيلة المفتي حواره قائلاً : "حافظوا على حرمة بيوتكم لتستقر وتستقيم البيوت ، وحافظوا عليها لأجل أولادكم ولأجل أنفسكم ، وتذكروا قول الله عز وجل: ﴿وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا﴾ [النساء: 21]" .