مع اقتراب حلول الضيف الكريم الذي يهل علينا ليملاء حياتنا بفيضه الغزير من الرحمات والبركات يستعد كل منا علي طريقته لاستقبال هذا الشهر الكريم. ولشهر رمضان مكانة خاصة عند جموع المصريين،غنيهم وفقيرهم،وتتجلي فيه أعظم مظاهر المودة والتكافل،في ابداع لا يقدر عليه إلا المصريون. تنتشر موائد الرحمن التي يتردد عليها أطياف عديدة من الصائمين،ويعكف الصبية الصغار علي تعليق الزينة في الشوارع، وينتشر في شوارعنا بائعي المشروبات التي أصبحت علامة ملازمة لهذا الشهر الكريم مثل العرقسوس والتمر هندي،وباءعي المخللات،ويتسابق الجميع في إهداء بعضهم البعض بعضا مما لديهم وتنتشر رائحة الكنافة من نوافذ المنازل. وعند اقتراب موعد الافطار تري الشباب يقفون أسفل منازلهم في شوق حقيقي لرؤية فقير أو ضيف ساقته الظروف ليغنموا ثواب افطار صائم. وتستطيع أن تلاحظ انشغال الصبية والفتيات بإعداد مشروب (الخشاف) أو يجهزون بعض الوجبات لارسالها لبعض الأسر الفقيرة. وبعد تناول الأفطار يسارع الجميع الخطي الي المساجد لأداء صلاتي العشاء والتراويح. لا استطيع ان امحو من ذاكرتي جارنا المسيحي عم نجيب تاجر الأدوات الكهربائية وزوجته وهم يقومون بتوزيع حلوي(القطايف) علي أبناء شارعنا في محبة وود لن تجدهما الا في مصر. يذكرني رمضان بنمط من أنماط السياحة منتشر في كثير من دول العالم وهي السياحة الفلكولورية.سياحة تقوم بتغذية رغبة ما داخل السائح بمشاهدة ومراقبة عادات الشعوب بل وفي بعض الأحيان مشاركتهم تلك العادات. أذكر جيدا كيف كان كثير من السائحين يرفضون تناول الطعام أمامي أثناء شهر رمضان،ودونت ذاكرتي العديد من المشاهد الجميلة للعديد من السائحين وهم في حالة انبهار من كل طقوس شهر رمضان سواء كانت طقوس دينية أو اجتماعية. كان الكثير منهم يردد أن هذه الطقوس تعمل علي زيادة الوعي الاجتماعي و تنمية روح التكافل والمودة بين أفراد المجتمع. هناك مهرجانات عديدة في أوروبا يطلقون عليها شعبية أو فلكلورية وهي بالمقارنة بشهر رمضان لا تساوي شيئا. من عاشر الشعوب الأوروبية عن قرب يدرك مدي اهتمام تلك الشعوب وشغفها بمثل تلك الظواهر الإنسانية وحرصهم علي تسجيل بعض الدقائق لتبقي ذكري خالدة الي الابد. علي هيئة تنشيط السياحة أن تستغل هذا الشهر الاستغلال الأمثل للترويج السياحة المصرية علي كافة الأصعدة،فهناك الأخوة العرب،والذي أعرفه أن كثيرا منهم تحولت بوصلة اهتماماته السياحية الي مقاصد اخري. علينا أن نعد فيلما ترويجيا بمختلف اللغات شريطة أن يكون جيد المحتوي يجذب ولا ينفر وان نسعي جاهدين لنشر هذا الفيلم عبر كل الوسائل الممكنة وان تقوم شركات السياحة بتنفيذ برامج مختلفة لقضاء بضعة أيام في القاهرة للاستمتاع بجو رمضان.لذلك أؤكد أنها فرصة ثمينة علينا الا نضيعها، لنكسب مزيدا من العملاء. حفظ الله مصر جيشا وشعبا