بعد الانسحاب الجزئي لجيش الاحتلال الإسرائيلي، نشرت الحركة الإسلامية الفلسطينية، حماس التي دُعيت لإلقاء سلاحها، آلاف المقاتلين، وشنت هجماتها ضد الميليشيات والعشائر المتهمة بالتعاون مع إسرائيل، واندلعت اشتباكات مسلحة بين حركة حماس و"ميليشيا عائلية" من قبيلة دغمش "المرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي" في حيي الصبرة وتل الهوى في مدينة غزة، ما أسفر عن "عدد من القتلى والجرحى"، بحسب وكالة فلسطين الإخبارية الغزاوية. أفادت صحيفة القدسالفلسطينية أن الاشتباكات أودت بحياة نجل أحد قادة حماس، كما قُتل نجل أحد قادة حماس، الجناح العسكري للحركة الفلسطينية، وصحفي غزّاوي ذي شعبية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو صالح الجعفراوي. كما ذكرت بي بي سي في مقال آخر، أن حماس حشدت"نحو 7000 عنصر من قواتها الأمنية لاستعادة السيطرة على مناطق في غزة أخلتها القوات الإسرائيلية مؤخرًا"، وعينت "محافظين، بهدف تطهير غزة من الخارجين عن القانون والمتعاونين مع إسرائيل". في الأشهر الأخيرة، ظهرت في قطاع غزة جماعات مسلحة معارضة لحماس، يدعمها الجيش الإسرائيلي. أبرزها بلا شك القوات الشعبية التابعة لياسر أبو شباب، المتمركزة في منطقة رفح جنوب قطاع غزة. جماعة "أبو شباب".. تنظيم مسلح يخرج من رحم غزة بدعم الاحتلال أثارت عمليات حركة حماس الأمنية في قطاع غزة، والتي استهدفت تنفيذ حكم الإعدام الميداني في عناصر حركة أبو شباب التي تعاونت مع جيش الاحتلال خلال حرب إسرائيل على غزة ردود فعل واسعة، خاصة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكد خلال مؤتمر صحفي على طائرته الرئاسية أن الولاياتالمتحدة هي من سمحت لحماس ببسط الأمن في القطاع خلال مرحلة وقف إطلاق النار، وهو ما دعا الحركة لتنفيذ عمليات إعدام ميدانية ضد من تعاون مع جيش الاحتلال من حركة أبو شباب. وكانت حركة أبو شباب قد اتخذت شكل ميليشيات محلية يقول العديد من الفلسطينيين: إنها تشكل خطراً لا يقل خطورة عن القوات الإسرائيلية، حيث قاد ياسر أبو شباب المنحدر من عشيرة الأسطل تلك الميليشيات في محاولة لملأ الفراغ في السلطة الأمنية في غزة وهو الفراغ الذي خلفته حرب استمرت عامين. بدأت عصابات أبو شباب المسلحة كحركة صغيرة ثم تحولت إلى ميليشيات منظمة تقوم بدوريات في الأحياء وتشتبك مع مقاتلين من حماس التي تحكم غزة منذ عام 2007، ووفقاً لشهود عيان وجماعات حقوق الإنسان، هاجم مسلحوها بعض المستشفيات وسلموا الفلسطينيين للقوات الإسرائيلية خلال فترة الحرب. وفي تصريح علني غير اعتيادي الأسبوع الماضي، أقرّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بما سماه "تفعيل" الميليشيات الفلسطينية في غزة، مؤكدًا أنه لجأ إلى دعم تلك الميليشيات بناءً على نصيحة مسئولي الأمن، باعتبار أن ذلك ان وسيلةً لإضعاف حماس وحماية الجنود الإسرائيليين. جاء هذا الاعتراف بعد أن أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن نتنياهو أذن بتسليح ميليشيا تُعرف باسم " قوات أبو شباب الشعبية" في جنوب قطاع غزة. وتُعرف هذه الميليشيا باسم قائدها ياسر أبو شباب. وكانت حماس خلال فترة الحرب بناء على ذلك تواجه خصمًا جديدًا في خضم معركتها مع إسرائيل، خاصة بعدما قتلت تلك الميليشيات العشرات من عناصر الحركة الفلسطينية. ويُعتقد أن عدد عناصر أبو الشباب لا يتجاوز 300 عنصر، لكن صحيفة "ذا ناشيونال" الناطقة باللغة الإنجليزية نقلت عن مصادر أنهم مسلحون ببنادق هجومية، ومجهزون بأجهزة اتصال لاسلكي ونظارات رؤية ليلية. من بينهم رجال ذوو سجلات جنائية وارتباطات بتنظيم داعش. وازدادات الاتهامات تجاه ياسر أبو شباب بالعمالة لصالح إسرائيل خاصة بعدما أجرى أبو شباب مقابلة مع إذاعة "مكان" الإسرائيلية الناطقة بالعربية، وقال فيها إن هدف مجموعته هو مواجهة "الظلم والفساد" على حد تعبيره. وقال عن مجموعته: "ما دام الهدف هو الدعم والمساعدة من الجيش الإسرائيلي وليس أكثر، فعندما نذهب في مهمة نبلغهم - لا شيء أكثر من ذلك - ونقوم بالعمليات العسكرية. وعندما سُئل عن احتمالات التوصل إلى وقف لإطلاق النار، قال أبو شباب إن جماعته ستواصل عملياتها ضد حماس حتى لو تم التوصل إلى هدنة. وبناءً على ذلك أمرت وزارة الداخلية في غزة، التي تديرها حماس، أبو شباب بتسليم نفسه ومحاكمته بتهمة الخيانة، وأفاد بيان للوزارة بأن القرار اتُخذ من قِبَل ما أسمته "المحكمة الثورية"، وسبق أن أعطت الحركة أبو شباب مهلة عشرة أيام لتسليم نفسه، وحثت الفلسطينيين على إبلاغ مسئولي الأمن التابعين لحماس بمكان وجوده. واتهمت حماس أبو شباب وعصابته بنهب شاحنات المساعدات التابعة للأمم المتحدة ، بدعم من إسرائيل، كما يصف مجلس العلاقات الخارجية الأوروبي أبو شباب بأنه زعيم "عصابة إجرامية تعمل في منطقة رفح وتتهم على نطاق واسع بنهب شاحنات المساعدات".