أوضحت دار الإفتاء المصرية حكم قراءة القرآن الكريم عبر مكبرات الصوت قبل أذان الفجر والجمعة، وذلك ردًا على سؤال حول مشروعية هذا الأمر، حيث جاء الاستفسار عن مسجد يقوم بتشغيل القرآن يوميًا قبل أذان الفجر بعشر دقائق، وكذلك قبل صلاة الجمعة، واعتبر البعض ذلك بدعة. أكدت دار الإفتاء أن قراءة القرآن والاستماع إليه قبل أذان الفجر أمر مشروع، استنادًا إلى عموم الأدلة الشرعية التي تحث على تلاوة كتاب الله والإنصات له في كل الأوقات، كما قال تعالى: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ [الأعراف: 204]، وقوله سبحانه: ﴿وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ﴾ [الكهف: 27]. وأوضحت الدار أن تشغيل القرآن قبل الأذان واجتماع الناس على سماعه أمر حسن، لأنه يجمع المسلمين على ذكر الله ويهيئهم لأداء الصلاة، مشددة على أنه لا يُعد بدعة ولا إثم فيه، بشرط مراعاة عدم إزعاج السكان أو المصلين من خلال رفع الصوت بشكل مفرط، وأن يتم تشغيل التلاوة بأصوات قراء ذوي صوت حسن مع الالتزام باللوائح المنظمة الصادرة عن وزارة الأوقاف. أما بخصوص قراءة القرآن قبل خطبة الجمعة، فقد بينت دار الإفتاء أن هذا العمل مشروع ومستحب، لأنه يجمع الناس على كتاب الله ويهيئ قلوبهم لشعائر الجمعة، مؤكدة أن الإسلام ندب إلى تلاوة القرآن في كل يوم، وخاصة يوم الجمعة، ومن ذلك قراءة سورة الكهف، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَضَاءَ لَهُ مِنَ النُّورِ مَا بَيْنَ الْجُمُعَتَيْنِ» (رواه الحاكم وصححه). كما أشارت الفتوى إلى أن القراءة بالصوت الجميل تزيد القرآن جمالًا وخشوعًا، مستشهدة بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ، فَإِنَّ الصَّوْتَ الْحَسَنَ يَزِيدُ الْقُرْآنَ حُسْنًا» (رواه الحاكم في المستدرك). واختتمت دار الإفتاء فتواها بالتأكيد على أن تشغيل القرآن عبر مكبرات الصوت جائز شرعًا ما دام يتم وفق الضوابط الشرعية والقوانين المعمول بها في وزارة الأوقاف المصرية. تم نسخ الرابط