تصوير : محمود شعبان عملت مستشاراً إعلامياً مع السادات ومبارك لمدة 16عاماً بلا مقابل عبقرية السادات كانت خارقة وكأنها وحى من السماء .. أما مبارك فكان " يدعى الفقر " بعد وفاة السادات ب3 أيام فقط قال لى مبارك: " يا تكلمنى .. يا إما تكلم جيهان السادات، تختار إيه ؟ " كنت ضمن أسباب قرار السادات التاريخى بزيارة القدس بعدما نقلت له رسالة يؤكد فيها مناحم بيجن استعداده للسلام من أول لحظة خلال حرب 1967 كنت أعرف أن الأخبار التى ننشرها للعالم كلها خاطئة.. لكننى كنت مجبراً كنت أتحدث مع السادات يوميًا الساعة 11 مساءً طوال 4 سنوات لأطلعه على الأخبار العالمية.. وكنت أؤجل أى أخبار مزعجة لنهاية المكالمة مبارك كان ينام مبكراً ومكالمتى معه كان موعدها التاسعة مساءً ..وانقطعت عن الاتصال به بسبب السي إن إن صفوت الشريف كان صديقى ولكنه كان يعتقد أننى منافس قوى له على وزارة الإعلام وزير الداخلية النبوى إسماعيل هو السبب وراء اعتقالات سبتمبر .. وبسبب " تسجيلاته " قرر السادات إقالة منصور حسن السادات قال لي: " أنت بس اللى تيجى معايا فى رحلاتى" .. فرددت عليه: " بلاش يا ريس.. دول ممكن يقتلونى " عاصرت الملك فاروق والرؤساء نجيب وناصر والسادات ومبارك .. ولذلك اعتبرت محمد مرسى مجرد كابوس أنيس منصور دفعتى بالكلية .. وكان يروج لأنهم تجاهلونه في اختبارات الإذاعة سنة 1947 واختارونى لأنى صعيدى ! خلال حرب 1948 كنت أنفرد بالأخبار من الجامعة العربية ثم أذيعها بصوتى دبلوماسي باكستانى نصحنى بمغادرة لندن لأن العدوان الثلاثى سيبدأ خلال أيام عملت دبلوماسياً فى البرازيل قبل ثورة 1952.. وكنت أشعر بأن هناك شيئا ما سيحدث فى مصر أرسلنى عبد الناصر عام 1956 لإلقاء سؤال فى مؤتمر الخارجية البريطانية .. فكشفت خطة العدوان ومؤامرة اغتياله أنا الوحيد في الإعلام الرسمى مع هيكل الذى ظل مع السادات منذ عصر عبد الناصر عبد القادر حاتم أقالنى من منصبى لأسباب شخصية .. ولكن السادات أعادنى قبل حرب أكتوبر بيومين فقط السادات اتفق مع حافظ الأسد على أن يعلن رفضه لرحلة القدس للضغط على الإسرائيليين.. ولكنه فوجئ به يصفه بالخائن ! إسماعيل فهمى لم يستقل من وزارة الخارجية اعتراضاً على رحلة القدس.. ولكنه كان يخشى من الموت مقتولاً ذاكرة حديدية لرجل علي مشارف عامه الرابع والتسعين، لا يذكر تاريخاً إلا بالساعة واليوم والشهر والسنة.. وبداخل التفاصيل تحتشد أحداث وشخصيات تمثل سجلاً حياً لتاريخ مصر منذ 70 عاماً ، وعندما طلبت عمل حوار معه كان متردداً لأن الأضواء لم تعد تمثل له شيئاً بعدما عاشها لسنوات طويلة.. وبعد إلحاح وافق علي أن يفتح خزانة أسراره بكل ما فيها من مفاجآت ، كلامنا عن شيخ الصحفيين محمد عبد الجواد- أحد مؤسسي وكالة أنباء الشرق الأوسط- والرجل الذي قضي نحو 16 عاماً مستشاراً إعلامياً للرئيسين أنور السادات وحسنى مبارك، ولكنني أوضح أننا أمام شهادة علي العصر، نستمع إليها بكل إنصات ثم نناقشها لو أردنا .. واحتراماً لتاريخ يسير علي قدمين لم أشأ مناقشة الرجل في أفكار وسياسات مازال متمسكاً ومؤمناً بها، فقط اكتفيت بالاستماع إليه ونقل ما قاله بكل أمانة.. والحكم للتاريخ أولاً.. ولكم في النهاية. نقف مع الحكاية من أولها .. متي بدأ المشوار؟ تخرجت فى كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية بجامعة فؤاد الأول منذ 70 عاماً .. بالتحديد سنة 1947، وتقدمت للتعيين بالإذاعة.. وكانت المنافسة بيني وبين عبد الله عبدالباري- رئيس مجلس إدارة الأهرام- فيما بعد ، ومن الطرائف التى كان يرويها أنيس منصور- وهو دفعتي لكن بقسم الفلسفة - أنهم تجاهلوه واختاروني أنا لأنني صعيدي! المهم في بداية حياتي عملت مذيعاً بالإذاعة المصرية بنشرة الأخبار.. كنت أذهب لافتتاحها الساعة 6 صباحا ثم ينتهي عملي بعدها بساعتين.. ثم أنشأ عبد الحميد الحديدي قسماً للأخبار بالإذاعة، فقمت بمساعدتهم في الترجمة، وفي مارس 1948 بدأت إرهاصات حرب فلسطين .. وبدأت أعمل مراسلا للإذاعة بالجامعة العربية، كنت أنفرد بالخبر ثم أعود لأذيعه بصوتي، وفي مايو قرروا تفرغي للأخبار.. كنت حزيناً لأنني لم أتخيل أن أصبح صحفياً، لكن بمرور الوقت اكتشفت أنني من أوائل الصحفيين في مصر الحاصلين علي مؤهل عالٍ مع موسي صبري وآخرين، قبلنا كان أي شخص بإمكانه العمل بالمهنة مادام موهوباً في الكتابة، ثم اتصلت بي وكالة رويترز وعملت معهم أيضا، وأجرت وزارة الخارجية اختبارات لاختيار ملحقين صحفيين وكنت الأول ..واخترت العمل في البرازيل في نوفمبر 1951، وقبل سفري كنت أشعر كشاب أن هناك شيئا ما سيحدث في مصر.. وبالفعل بعد سفري بعدة أشهر قامت ثورة 1952. هل كان لك انتماء سياسى وقتها ؟ مثل كل الشباب وقتها كان الانتماء لحزب الوفد، لكن بعد قيام الثورة الكل كان انتماؤه لها، وعدت لمصر في أكتوبر 1952 بسبب قرار سابق لوزارة حسين سري قبل الثورة بالتقشف..وقتها كان راتبي 25 جنيها ومتزوجاً ولي ابن ..فقررت الاستقالة والتعيين في وكالة رويترز مقابل 50 جنيها، ثم عملت بصحيفة المصري حتى إغلاقها. وماذا عن وكالة أنباء الشرق الأوسط منذ بدايتها كفكرة؟ في ديسمبر 1955 بدأت مشاكل عبد الناصر مع الغرب ..وبدأ التفكير وقتها في إنشاء وكالة أنباء رسمية للدولة للوقوف أمام أكاذيب الدعاية الغربية ضدنا، وفوجئت برئيس هيئة الاستعلامات عبد القادر حاتم يتصل بي ويخبرني بأمر الوكالة الجديدة ويطلب مني العمل مع المسئول عنها الأستاذ جلال الدين الحمامصي، وقتها كان دخلي الشهري يصل لنحو 200 جنيه، وهو مبلغ ضخم وقتها.. ولكنني تركت رويترز وكل الأماكن الأخري وتفرغت لمسئولية القسم السياسي بالوكالة مقابل 70 جنيها، ومع اشتداد الأزمة عقب تأميم القناة طلب الرئيس عبد الناصر إرسال صحفي مصري إلي لندن ليلقي أسئلة خلال المؤتمر الصحفي اليومي للخارجية البريطانية، بحيث يكون لنا تواجد.. فالعالم وقتها كان ضدنا فعلاً والموقف صعب.. وعندما سافرت كنت علي موعد مع خبطة صحفية وخبر مؤسف! ماذا حدث ؟ عندما كنت أعمل دبلوماسياً في ريودي جانيرو تعرفت علي دبلوماسي باكستاني كان بمثابة صديقي وأخي، وخلال أزمة السويس كانت باكستان في معسكر فرنساوبريطانيا وإسرائيل وضدنا مجموعة ال17، وفي أثناء خروجي من مقر الخارجية البريطانية فوجئت بشخص يضع يده علي كتفي وكان هو نفسه صديقي الباكستاني والذي أصبح سفيراً لبلاده في بريطانيا، قال لي: " هذا هو عنواني .. لا تتصل بي نهائياً ولكن إذا أردت رؤيتي تعالي إلي البيت وانتظرني"، كنت أعتمد عليه في الحصول علي الأخبار الصحفية .. ثم بدأت أشعر بأن هناك شيئاً ما، فقلت له إنني لا أريد منه أن يفشي لي أسراراً .. ولكنني فقط بحق صداقتنا أريد منه إذا كان هناك شىء سيحدث يخبرني لكي أرحل، وبالفعل يوم 11 أكتوبر قال لي " ارحل سريعاً اليوم "، ونفس الخبر أكده لي صحفي أمريكي صديق لي اسمه " كينيث لوف " بأن هناك مؤامرة لاغتيال عبد الناصر، ولذلك في يوم 12 أكتوبر أبلغت ما عندي للدبلوماسي بالسفارة المصرية محمد إبراهيم كامل والذي أصبح- فيما بعد- وزيراً للخارجية، وهو بدوره أبلغ القاهرة بأن هناك شيئاً ما سيحدث، وبالفعل بدأت ضربات العدوان الثلاثي يوم 29 أكتوبر. ما الذي جعلك تترك الوكالة بعد ذلك.. وكيف عدت رئيساً لتحريرها ؟ مرت 3 سنوات، ثم اختلف الحمامصي مع الرئيس عبدالناصر وترك الوكالة، ووقعت خلافات مع الإدارة الجديدة فتقدمت باستقالتي مع حمدى الجمال وعبد الحميد سرايا ومحسن محمد وسعيد سنبل وآخرين، وذهبت إلي جريدة الجمهورية وكان يتولاها صلاح سالم.. وكنت رئيساً لقسم الأخبار، وبعد عامين تكرر الأمر وساء الحال.. فجاءتني فرصة أن أكون مستشاراً إعلامياً في شيكاغو لمدة 3 سنوات.. وحضرت حادث مقتل الرئيس كينيدي، وعدت لمصر في يناير 1965، وكان رئيس هيئة الاستعلامات هو يحيي أبوبكر فطلب مني تولي رئاسة تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط ، وبعد فترة أصبحت رئيساً لمجلس الإدارة أيضاً، وكان الأستاذ محمد حسنين هيكل يفكر وقتها في عمل إمبراطورية صحفية تشمل الأهرام والأخبار والوكالة.. ولذلك في مارس 1967 بدأنا عملية تصفية للوكالة، ولكن قامت حرب يونيو، وعادت تبعيتها لوزارة الإعلام وتعييني بقرار جمهوري مرة أخري رئيساً للتحرير ومجلس الإدارة. سؤال واضح ومباشر .. هل ساهمت فى حملة التضليل الإعلامى التى قامت بها الصحف والإذاعة فى الأيام الأولى لحرب 1967 ؟ من أول لحظة كانت أخبارنا كلها خاطئة.. وكنا نعلم بأننا تعرضنا للهزيمة، كنا وقتها في المقر القديم 4 شارع الشريفين، وعندنا جميع وكالات الأنباء العالمية، وكانت تنشر حقيقة ما حدث، ولكن ماذا كان يمكنني أن أفعل؟ لم يكن بيدي رفض نشر البيانات التى تأتينى وإلا لتمت محاكمتي عسكرياً، كان خطأ مهنيا تم إجباري عليه .. ولذلك حاولت في السنوات التالية تصحيح هذا الخطأ، ولا ننسي أننا عشنا 6 سنوات بعد ذلك خلال حرب الاستنزاف في شيفت عمل مفتوح .. لا إجازات، وكانت الوكالة بالفعل وجهاً مشرفاً للإعلام المصري. لكن الغريب أن وكالة أنباء الدولة الرسمية تأخرت فى إذاعة خبر وفاة الرئيس عبد الناصر؟ كنت في الوكالة وكنا نشعر بأن هناك شيئاً ما حدث، كل تليفونات الرئاسة لم ترد.. ثم فوجئنا بإذاعة القرآن الكريم بالتليفزيون والإذاعة، مندوب الرئاسة لم يعرف أي شيء .. ثم أذاع السادات البيان، وللأسف الوكالة أذاعت الخبر مثل الباقين، فذهبت للأهرام لمقابلة الأستاذ هيكل وكان وقتها وزيراً للإعلام، وعرفت منه تطورات الأمور، ثم مر العام الأول لرئاسة السادات وجاء يوم 15 مايو 1971 ووقعت ثورة التصحيح .. يومها اتصل بي أحمد حسن الزيات وأخبرني بأنه وزير الإعلام الجديد وطلب مني الحضور إليه، وكانت الدبابات تحيط بمبني ماسبيرو بعد إذاعة الاستقالة الجماعية، وظللت معه حتى ظهر اليوم التالي بسبب توقعات بقيام مظاهرات عقب صلاة الجمعة.. لكن لم يحدث أي شيء ..وتم تعيين عبد القادر حاتم وزيراً للإعلام فيما بعد، وأنا الوحيد في الإعلام الرسمي مع هيكل الذي ظل سواء في عصر عبد الناصر أو السادات ، وبعد خلاف هيكل مع السادات كنت الوحيد والذي استمر فيما بعد مع مبارك. الساعة 2 ظهر السبت 6 أكتوبر 1973 .. أين كنت ؟ قبل حرب أكتوبر بأيام قلائل كنت أتولى رئاسة وكالة أنباء الشرق الأوسط، ولكن رئيس مجلس الوزراء بالإنابة الدكتور عبد القادر حاتم قرر عزلي لأسباب شخصية .. فقد كان متضايقاً لأنني لم أسأل عنه بعد تركه للوزارة في المرة الأولي، وفي منتصف ليلة الخميس 4 أكتوبر 1973اجتمع الرئيس السادات بمجلس وزراء مصغر يضم كلا من دكتور عبد القادر حاتم وممدوح سالم وزير الداخلية واللواء حافظ إسماعيل مستشار الأمن القومي واللواء عبد الفتاح عبد الله وزير الدولة لشئون مجلس الوزراء، وأخيرا أشرف غربال المستشار الإعلامي للرئيس السادات حينها، وكان نتيجة الاجتماع أن كلف الرئيس السادات الحاضرين أن يتولوا مقاليد الدولة الداخلية مقابل أن يتفرغ هو للمعركة والسياسة الخارجية، وكلف أيضا أشرف غربال أن يتحمل مسؤلية إعلام المعركة، فبادر غربال بطلب عودتي إلى رئاسة الوكالة، وهنا رفض الدكتور حاتم عودتي لمنصبي .. ولكن السادات قاطعه- بغضب- قائلاً: " لو كفء يبقي يرجع لمنصبه .. ده مش وقت الحسابات الشخصية "، وصمت عبد القادر حاتم واتخذ قرارا بعودتي إلى الوكالة والتى كانت تعتبر صوت مصر الرسمي المكتوب في العالم. ومتي بدأت علاقتك الشخصية بالرئيس السادات ؟ المسألة لم تتعد رحلات عمل في البداية بحكم منصبي .. ولكن فى أكتوبر 1976 وصلني تكليف من رئاسة الجمهورية بتغطية رحلة كانت ستقوم بها السيدة جيهان السادات لمنطقة الشرق الأقصي، وعندما وصلت المطار فوجئت بأنني الصحفي الوحيد، والحمد لله قمت بعملي علي أكمل وجه خلال زيارتها اليابان والفلبين وإندونيسيا وسنغافورة وماليزيا وتايلاند، وقد كانت وجهاً مشرفاً لمصر فى تلك الدول وسفيرة دبلوماسية ناجحة.. ثم تعرفت السيدة جيهان علي زوجتي ونشأت علاقة عائلية، وبعدها لاحظ الرئيس في إحدي المرات أنني رئيس التحرير الوحيد الذى يمسك ورقة وقلماً ويكتب وراءه في المؤتمرات الصحفية وتغطية الرحلات.. وكان يعتقد أنني صحفي عادي ولكنهم أخبروه بأنني رئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط، ولذلك سافرت معه إلى الرياض بمفردى واستدعانى فى الطائرة وقال لى: " أنت بس اللي تيجي معايا في رحلاتى لأنك الوحيد اللي بيشتغل"، ولكنني بعدها قلت له : " يا ريس.. من فضلك بلاش لأن رؤساء التحرير دول زملائي وأصدقائي ولو ده حصل ممكن يقتلونى .. وجودهم مهم علي الأقل علشان البريستيج " فرجع في كلامه وكان- رحمه الله- يقدرني مع عدد آخر من الصحفيين الكبار. نأتى إلى تفاصيل الرحلة التاريخية مع الرئيس السادات إلى القدس .. هل مازلت تعتبرها من أهم أحداث القرن العشرين؟ في مارس 1976 كنت مع الرئيس السادات في رحلة لمدينة سالزبورج النمساوية، وفي حضور موسى صبري ومحسن محمد وعلي حمدي الجمال قال لنا السادات: "ياولاد أنا غلبت، لفيت على العرب واحد واحد واتقال عليا في الكويت الشحات حضر ومش عارف أعمل ايه .. البلد مفيهاش فلوس والجيش مفيش سلاح" ، ويومها بدأ التفكير في رحلة القدس، والإعلام العالمى وقتها كان يعتبر أن أهم حدثين فى القرن العشرين هما هبوط أول إنسان على سطح القمر، وسفر السادات إلى إسرائيل، وعبقرية السادات كانت- بلا مبالغة- خارقة، وكأنها وحى من السماء، وأنا مندهش من الذين يعتبرونها زيارة مفاجئة، فالرئيس أعلن قبلها عن استعداده لزيارة إسرائيل خلال خطاب له فى مجلس الشعب، وكان الراحل ياسر عرفات من الذين وقفوا للتصفيق له، كما تقابل مع عدد من الزعماء والرؤساء العرب وأخبرهم بأمر الزيارة، فقد زار السادات حافظ الأسد قبل 48 ساعة من رحلة القدس .. وفي طريق العودة يشهد الله أن الرئيس السادات أبلغني أنه اتفق مع الرئيس حافظ الأسد علي أن يعقد مؤتمراً صحفياً يعلن فيه عزمه السفر إلي القدس .. بينما يعلن حافظ الأسد عدم موافقته علي ذلك، وهذا بالتنسيق فيما بينهما حتى يستطيعا الضغط على الإسرائيليين، وخرجنا من سوريا متفقين على مناورة اليهود.. ولكن ونحن في طريق العودة لمصر فاجأتنا وكالات الأنباء العربية والغربية بأن الأسد يصف السادات بالخائن.. ويبدو أنه صدق ما كانوا سيخدعون به الإسرائيليين! الصحفي الإسرائيلي إيرى إيراك له كتاب أكد فيه أنك كنت وراء هذه الزيارة التاريخية، ما حقيقة ذلك؟ الحكاية أنني كنت خلال يناير 1977 فى مؤتمر إعلامي بأمريكا وهناك تعرفت علي رئيس ما تعرف بالهيئة الدولية للصحافة الحرة، وأخبرني بوجود مؤتمر لهم فى أوسلو سيحضره عدد كبير من الصحفيين في العالم، ووافقت وذهبت.. وخلال حفل الاستقبال فوجئت بشخص يعرفني بنفسه قائلاً: " أنا ريرى إيرال رئيس تحرير جيروزاليم بوست الإسرائيلية " ثم طلب مقابلتي، وقتها لن أخفي عليك أنى شعرت بقلق شديد.. فلم أتخيل في حياتي أنني سأمد يدي للسلام علي إسرائيلي فما بالنا باللقاء معه، ولم أعرف ماذا أفعل.. هل أخبر سفيرنا في النرويج أم أرفض اللقاء ، المهم فى آخر يوم لي قبل العودة لمصر بساعات قابلته، وبدأت كلامي معه بالقول: " قبل أي شيء .. لو خرجت كعادتكم للدعاية لأنفسكم ولتعلن للعالم بأنني قابلت صحفياً مصرياً سأكذبك .." ولكنه كان واضحاً وفوجئت به يخبرني برسالة من رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجين لأنقلها للرئيس السادات محتواها أنه إذا كان الرئيس السادات جادًا فى السعي نحو السلام، فإن بيجين يمكنه أن يتعاون معه في ذلك، وعندما عدت لمصر ذهبت إلي رئيس الوزراء ممدوح سالم وأخبرته بما حدث، فطلب مني كتابة ما حدث في تقرير، وبعدها بأيام سافرت مع الرئيس السادات إلى السعودية وفوجئت به يقول لي: " ممدوح قال لي أنت مخضوض.. بلاش تخاف من أي شيء لأننا علي حق "، وعندما سافرت مع السادات إلى القدس كنت فى فندق الملك داود وجاء إلىّ إيرى واصطحبنى في جولة بجريدة "جيروزاليم بوست"، وقال فعلاً في كتاب له: إن مقابلتنا في النرويج كانت سببًا فى رحلة القدس .. لكنني أعتبرها سبباً ضمن أسباب كثيرة لأن مهندس عملية رحلة القدس في رأيي كان الرئيس الروماني الأسبق هو نيكولاي شاوشيسكو، فبعد لقاء السادات معه واتخاذ القرار ذهبنا برفقته إلى شاه إيران في طهران وأبلغناه بما حدث وذهبنا بعدها إلى الرياض لإبلاغهم برحلة القدس، والجميع كانوا موافقين في البداية، لكن صدام حسين استطاع بعد ظهوره أن يؤلب العرب علي السادات فتخلوا عنه. لم يكن صدام فقط .. داخلياً كانت هناك معارضة مثل استقالة إسماعيل فهمى وزير الخارجية ؟ سأقول لك سراً.. الاستقالة كان ظاهرها أنها اعتراض منه علي زيارة القدس .. ولكنها في الحقيقة كانت خوفًا على حياته من إسقاط طائرة السادات وهو معه، فقد كان مفترضاً أنه سيذهب إلي دمشق مع الرئيس .. وهو كان في مؤتمر وزراء خارجية العرب في تونس لمناقشة تداعيات رحلة السادات إلي القدس، وعندما وصل إلي القاهرة ذهب إلى وزارة الخارجية وقرأ البرقيات الشفرية كوزير للخارجية، وكان من بينها برقية تؤكد أن طائرة السادات ستضرب بصاروخ فوق قبرص في أثناء عودتها من دمشق، والذي روى هذه الواقعة النائب حسني مبارك حينها، وهذا ما منع إسماعيل فهمى من السفر لأنه كان لديه هاجس أنه سيموت مقتولاً، وكان السادات طلب من مبارك أن يعطي الخطاب الذى سيلقيه فى القدس لإسماعيل فهمي ليراجعه.. ولكن مبارك لم يخبر السادات في البداية بأنه رفض السفر وقال: إنه مريض .. ثم لم يجد بعد فترة أمامه سوي أن يخبره بأمر الاستقالة والتى أعلنها السادات على الطائرة. يوم الرحلة.. كيف تمت الترتيبات النهائية؟ رحلة القدس بدأت من مطار أبوصوير فى الإسماعيلية، وذهبت معنا باربرا وولترز أشهر مذيعة تليفزيون فى العالم ومعها روبرت وولتركر أشهر مذيع وكان كل الموجودين على الطائرة يشعرون بتوتر شديد إلا الرئيس السادات، وفي إسرائيل كانوا يتصورون أن السادات قادم لتفجير الطائرة في كل المسئولين الذين كانوا بانتظاره، وقد نزلنا ضيوفا في فندق الملك داود.. وعلى امتداد نحو 30 كم بين تل أبيب والقدس استقبل السادات استقبالا شعبيا حافلا والكل غير مصدق، وفي المسجد الأقصي عشنا لحظات لا يمكن وصفها، ونتائج هذه الزيارة ماتزال موضع مناقشة رغم مرور 40 عاماً عليها.. صدقني الجميع بمرور الوقت شعروا بأهمية ما فعله السادات. ومتى بدأت تمارس مهام عملك كمستشار إعلامى للرئيس؟ بعد رحلة القدس بدأ العالم يهتم بأخبار مصر، وقلت للرئيس: إنه يصادف وصول أخبار مهمة جدًا فى الوكالة ويهمنى أن أطلعه عليها ، فطلب مني أن أتصل به في أي وقت، وبمرور الوقت أصبحت عادة يومية بعدما صدرت تعليماته إلى طاقم السكرتارية بأن الوحيد الذى يستطيع أن يوقظه من نومه هو محمد عبدالجواد، وكنت أتحدث معه يوميًا الساعة 11 مساءً في موعد لم يتغير طوال نحو 4 سنوات لأطلعه على الأخبار، وكانت المكالمة تستمر نحو 15 دقيقة أو أكثر، وكنت أعرف شخصية الرئيس، لذلك كنت أؤجل أي أخبار مزعجة لنهاية المكالمة.. وكان بعد كل خبر يعلق برأيه ويبدى ملاحظاته ويسمح لي بالمناقشة. وما أطرف موقف حدث فى هذه الاتصالات اليومية ؟ عندما ترشح صديقه الرئيس كارتر أمام ريجان في الانتخابات الأمريكية، كنت أتصل بالرئيس حتى الساعة 3 صباحاً ثم قال لي: " أنا هنام ولو كارتر فاز صحيني في أي وقت "، ولكن ريجان هو الذي فاز والسكرتارية خافوا إبلاغ الرئيس حتي لا يتضايق.. فأرسلوا إليه ابنه جمال السادات فقال له إن كارتر سقط ، فرد عليه الرئيس: " أنا عرفت من بالليل لأن عبدالجواد ما اتصلش "، وهو لم يكن ديكتاتوراً كما يشاع عنه.. وكثيراً ما كنا نناقشه في أمور ويقول بكل هدوء " فلان صح "، وما يقال عن صلاحيات منحها لأهله.. أنا عندي موقف أقسم بالله إنه حدث .. في يوم وصلت لمكتبي بالوكالة فقالوا لى: إن الرئاسة طلبتني والسيدة الأولى تريدني، فطلبتها فقالت لي بالنص: " رئيس الجمهورية عايز منك خدمة، أنا بنت خالتى بتشتغل فى السياحة وجاءت لمصر، والرئيس قال لي محمد عبدالجواد ممكن يساعد في تعيينها لأن وزير السياحة جمال الناظر قريبه ، والسادات رفض أن يكلم الوزير ليتوسط لأحد"، فكلمت جمال الناظر وتم تعيينها فعلاً. وكيف استقبلت خبر أحداث المنصة واستشهاد الرئيس السادات ؟ سبق وتم تهديد السادات مرتين بالقتل قبل اغتياله في حادث المنصة, علمت من مصادري خلال عملي في الوكالة أن اثنين من الحرس الثوري الإيراني قد تسللا واستطاعا دخول مصر وقررا تنفيذ مخطط لاغتيال عدد من الشخصيات البارزة من بينهم السادات, وكان سيتم ذلك أثناء تشيع جثمان شاه إيران، لذلك قرر السادات أن يتحداهم وبدأت جنازة تشييع جثمان شاه إيران من قصر عابدين مشيا علي الأقدام لمسافة خمسة كيلو مترات ليؤكد لمن خطط لاغتياله أنه لا يخشي الموت وأنه في بلد آمن، والمرة الثانية قبل حادث المنصة بأيام حيث أبلغ السادات رسميا أن هناك محاولة لاغتياله وهو في طريقه الي المنصورة.. فسافر السادات في قطار مفتوح, وأمر أن يقف القطار في كل محطة ليسلم علي الجماهير التي كانت في انتظاره، ومع ذلك لم يكن يتخيل السادات أن يتم اغتياله يوم ذكري نصر أكتوبر73 وهو وسط رجاله، ولو شاء الله أن يبقى لفترة أخرى لجعل مصر قطعة منأوروبا. لكن الرئيس قبل وفاته بشهر واحد حدثت اعتقالات سبتمبر..؟ قاطعني قائلاً : كل ما حدث فى سبتمبر من اعتقالات الذى أقنع الرئيس بها هو وزير الداخلية النبوى إسماعيل، والسادات صدقه لأنه كان يخشى من الفتنة الطائفية ومماطلة إسرائيل وتأجيل الانسحاب من سيناء، وليلة الاعتقالات كلمنى وزير الداخلية، وقال لى: قل لزملائك إنه بداية من الساعة 11 ستتم الاعتقالات، فأبغلت رؤساء التحري، وتحدثت مع الرئيس الساعة 11 مساء كالعادة، وكان مقتنعاً بكل ما كان يروج له النبوي إسماعيل وخاصة عن دور هيكل في الفتنة. لهذه الدرجة كان للنبوى إسماعيل قوة لدى السادات ؟ كان منصور حسن وزيراً لشئون الرئاسة عقب اعتقالات سبتمبر وسط شائعات كثيرة بأن السادات سيعينه نائباً مكان مبارك، والذي قضي عليه تماماً هو النبوي إسماعيل بعدما قام بتسجيل 4أشرطة له في منزله وأعطاها للسادات: وقال له: " لمصلحة الوطن أرجو أن تستمع إلى هذه الشرائط، وتتخذ ما تراه مناسباً " وهذه الرواية حكتها لي السيدة جيهان السادات، حيث كانت تعرف أن منصور من أصدقائى وقالت لي: " الحق صاحبك منصور راح في داهية "، والقصة كلها أن الرئيس كلفه بالاتصال بالمعارضة ومقابلتهم في منزله ومناقشتهم، وطبيعي أن "يتبحبح " معهم بعض الشىء ويوافق على بعض الكلام الذي يقال، مما جعل النبوي إسماعيل يوحي للسادات بأن الرجل المقرب منه يمسك العصا من المنتصف، وبالفعل اتخذ السادات قراره بإبعاد منصور حسن. عموماً .. استشهد الرئيس السادات- رحمه الله- وجاء نائبه رئيساً، كيف كانت علاقتك به قبلها؟ السادات كان يثق فى مبارك ويحبه، لكن خلال السنوات الأربع التى اقتربت فيها من الرئاسة مع السادات لاحظت أن مبارك أشبه بمدير مكتب الرئيس منه لمنصب النائب ، ولا أعتقد أن السادات ولا مبارك نفسه كانا يتخيلان السيناريو الذي حدث فيما بعد، ومبارك كان دائماً " يدّعى الفقر"، وأول مرة قابلت مبارك فى مكتبه كنائب رئيس بعد عودتنا من رحلة القدس روي لي أنه يقوم بتفصيل بدلتين فى السنة تكلفة الواحدة 60 جنيهاً والمرتب لا يكفيه! وما الفارق الذي لمسته بين الرئيسين ؟ بعد وفاة السادات اتصلت بالنائب مبارك من قبل حتى توليه منصبه رسمياً وقلت له: " أنت تعلم طبيعة عملى بالرئاسة .. فهل أستمر" فقال لي : نعم أعلم واستمر، ونظراً لأنه كان ينام مبكراً كانت مكالمتي له تتم في الساعة التاسعة مساءً، لكن انطباعي الأول أن السادات كانت تعاملاته إنسانية بشكل لا يوصف.. أما مبارك فقد تعامل مع أسرة الرئيس السادات بشكل لا يليق، وقال لى صراحة: " يا تكلمني يا إما تكلم جيهان السادات، تختار إيه ؟ " وبعد توليه الرئاسة ب3 أيام فقط قال لى: " أنت بتخاطب جيهان السادات بحرم رئيس الجمهورية وهى دلوقتى ما بقتش كده، شوف بقى، يا إما تكلمها أو تكلمنى "، ورأيت بعيني لقاء حضرته سوزان مبارك وكانت متواجدة فيه جيهان السادات والتى مدت يدها للسلام، ولكن سوزان أحرجتها ولم تسلم عليها.. وأعطى مبارك أوامر بعدم الاتصال بين سوزان وأى أحد من خارج مصر إلا أقاربها فقط ، مبارك وزوجته كانا يتصوران أن جيهان السادات كانت وراء سحب اختصاصات النائب لصالح منصور حسن لمدة أسبوع.. وهذا خطأ تماماً وهي كانت دائما تقول لي: إن السادات يجب نائبه. وأنت ماذا فعلت مع عائلة السادات ؟ صمت قليلاً .. وأجاب: ذهبت لمنزل عثمان أحمد عثمان في الحرانية وقابلت المهندس محمود عثمان زوج جيهان ابنة السادات الصغري ورويت له ما حدث من مبارك, وطلبت منه أن يبلغها حرجي وحزني واضطراري عدم التواصل معها, والتزمت بتعليمات مبارك، ظللت نحو 30 عاماً لم أتصل بالسيدة جيهان التى كانت تعتبرنى بمثابة أخ لها، لم أعرف شيئاً عن أولادها الذين كانوا يقولون لي "يا عمي" وهم صغار، ولم أجرؤ علي الاتصال بهم مرة أخري سوي بعد ثورة 25 يناير 2011 بفترة ..
وماذا حدث بعد خروجك علي المعاش؟ كنت عضوا بمجلس الشورى في الفترة بين عامي 1981-1987، ووكيل المجلس الأعلى للصحافة من عام 1981 وحتى عام 1998، وبعد خروجي علي المعاش عام 1984 اتفقت مع صديقى الذي رشحته لخلافة منصبى أن يعدوا لي مكتباً في الدور الأخير بالمبني الحالي والذي تم إنشاؤه في عهدي، ولكنني شعرت بأنني ضيف غير مرغوب فيه .. فعدت لبيتي وكان يأتيني مظروف الساعة 8 مساء من الوكالة به كل الأخبار والبرقيات العالمية فأقوم بتلخيصها ثم الاتصال بمبارك الساعة 9 مساء .. ظللت علي هذه العادة نحو 12 عاماً، ما الذي قطع اتصالاتك بمبارك ؟ كانت حياتي مرتبطة بهذه المكالمات طوال 16 عاماً، لم نكن نتكلم نهائياً عن الأخبار المحلية والتى كانت لها مصادر كثيرة، وكنا في رحلة لأمريكا وخرجت علي المعاش وتم تعيين مصطفي ناجي مكاني، وفي أثناء رجوعنا يوم 17 فبراير 1984 أرسل لي مبارك علي الطائرة وقال لي: " خرجوك معاش يا سيدي .." فقلت له إن هذا طبيعي لأنني أكملت الستين، ثم إنني خرجت مكرماً لأن السادات- رحمه الله- عينني في مجلس الشوري وكنت وكيل المجلس الأعلي للصحافة، فقال لي: " أنا بقولك علشان تفضل تكلمني بصفة شخصية، ويا تكلمني يا إما مش عايز حد يكلمني"، وبالفعل ظللت أكلمه لسنوات بعد ذلك حتى ظهرت محطة " السي إن إن " ودخلت كل البيوت.. بعدها انقطعت، وساعدني علي القرار مضايقات صفوت الشريف والذي كان صديقي .. ولكنه كان يعتقد أنني منافس قوي له علي وزارة الإعلام، والله يعلم إنه في عهد ممدوح سالم عرضت علي وزارة الإعلام .. ولكنني كلمت السيدة جيهان السادات ثم ممدوح سالم وبلطف اعتذرت لأنني أريد الاستمرار في عملي بالوكالة، والرئيس السادات أقر موقفي هذا. انقطعت فجأة عن الاتصال بالرئيس .. وهو لم يسأل عن السبب؟ أنا ظللت نحو 8 سنوات أكلمه من البيت وهو لا يعلم.. ولكنني بعد هذه السنوات تعبت لأن مسيرة حياتي كانت مرهقة فعلاً، وحسني مبارك كان لا يهتم في الدنيا سوي بزوجته وولديه فقط .. بخلاف هؤلاء لم يكن عنده " عزيز ولا غالي"، ولذلك لم يسأل، وعموماً أنا ظللت 16 عاماً أعمل مستشاراً إعلامياً للرئيسين السادات ومبارك بدون تعيين.. وأيضاً بدون مقابل، ولم تكن ضمن مهام عملي كرئيس لوكالة أنباء الشرق الأوسط أن أتصل يومياً بالرئيس.. ولكنها مهمة كلفني بها السادات، واستمرت مع مبارك. تزامنت بداية مشوارك الصحفى فى أواخر الأربعينيات مع ظهور الإخوان كجماعة عنف.. هل تخيلت أنك سترى رئيساً لمصر منهم يوما ما ؟ وحتى الآن وبعد عدة سنوات من حدوث ذلك لا أتخيل .. اعتقدته كابوساً، احتفال قتلة السادات بذكري أكتوبر كان كابوساً أيضاً، وأنا عاصرت الملك فاروق والرؤساء نجيب وناصر والسادات ومبارك.. صعب أن أتخيل شخصاً مثل محمد مرسي رئيساً، وكان أعز أصدقائي السفير الراقي رفاعة الطهطاوي.. واستكمالاً لأحداث الكابوس لم أتخيل نهائياً أن يورط نفسه معهم ويدخل السجن. والآن .. كيف ترى المشهد السياسى بعد هذا المشوار الطويل ؟ يخيل لي أن الظروف التى كان يعمل بها الرئيس عبدالناصر نعيشها الآن.. ولهذا أخشى علي الرئيس السيسي من نفس السيناريو.