- ربنا عوض صبرى خيروكنت أشعر بأن لدى الكثير أنا أكثر مذيع ُظلم في جيلي.. - حلقة واحدة من برنامج "الأكيل" حققت لى شهرة لم أحققها طوال 16 سنة كمذيع - أنا أول من قدم فكرة برنامج سياسى ساخر قبل باسم يوسف بسنوات طويلة - عمرى ما فكرت فى قصة الريجيم لأنى أصلا من عشاق الأكل.. ولكن الأمر اختلف بعد نجاحى فى التمثيل - أدين بالعرفان لأحمد السبكى لأنه أول من أعطانى فرصة حقيقية فى التمثيل - إسعاد يونس قالت لى "اوعى تعمل حاجة تافهة تاني"
مذيع مختلف وممثل موهوب بشهادة الجمهور بعد دور " أحمد" الذى قدمه فى مسلسل فوق مستوى الشبهات، حيث وضعه هذا الدور فى منطقة مختلفة وجديدة عليه كممثل، وبالرغم من أنه كان يرى نفسه قادراً على تقديم أدوار أبعد ما تكون عن شخصيته كمذيع والتى لا تختلف عن شخصيته الحقيقية إلا أنه فضل أن ينتظر الفرصة المناسبة التى تضعه على أول الطريق الصحيح، يرى أن برنامج "الأكيل" حقق له فى شهور قليلة شهرة على مستوى الوطن العربى لم يستطع أن يحققها من خلال عمله كمذيع وممثل لمدة 16 سنة عن أسباب ابتعاده عن التليفزيون المصرى وانشغاله بالتمثيل وأشياء أخرى كثيرة كان لنا معه هذا الحوار.
ما الذي جعلك تقدم دوراً مختلفاً تماما عن الطبيعة التى اعتاد الجمهور أن يراك عليها فى مسلسل "فوق مستوى الشبهات"؟ هذا الاختلاف هو الذي جعلني أقبل الدور فأحمد لو كان شبه شخصيتى الحقيقية ما كنت قدمته هذا طبعا بالإضافة الى أن كل مقومات النجاح كانت متوافرة فى هذا العمل سواء من النجوم المشاركين فيه وعلى رأسهم يسرا طبعا والإنتاج لشركة كبيرة ومحترمة مثل العدل جروب وفوق كل هذا مخرج متميز مثل الأستاذ هانى خليفة.
في رأيك.. ما الذى شجع هانى خليفة علي اختيارك لهذا الدور؟ لأن هانى مخرج موهوب وفنان عن حق فقد رأى بى ما لم يره أى مخرج آخر وأنا نفسى رغم أن تجاربى فى التمثيل ليست كثيرة إلا أننى كنت أعرف ما لدى من موهبة تؤهلنى لأن أقدم أدوار دراما وسيكوباتية وأكثر بكثير مما كان يعرض علىّ، ولكنى لم تكن لدى " أمارة " لذلك، أما الآن فقد أصبح لدى تلك الأمارة خاصة أننى سيعرض لى فى العيد فيلم "البس عشان خارجين" مع حسن الرداد وإيمى سمير غانم وبالرغم من أنى أقدم فيه دور ضيف شرف إلا أنه يعتبر دورا جديدا أيضا وأنا سعيد به لعدة أسباب أهمها أن العمل إخراج صديقى الأستاذ خالد الحلفاوى وإنتاج أحمد السبكى الذى أدين له بالعرفان لأنه أول من أعطانى فرصة حقيقية كممثل فى فيلم "حد سامع حاجة".
أظن أن اختياراتك ستختلف بعد النجاح الذى حققته فى الدراما والسينما مؤخرا؟ بالتأكيد فأنا سأجتهد قدر طاقتى وأترك الباقى على الله وعلى ما يأتينى به من فرص حقيقية أستطيع أن أقدم بها نفسى من جديد وسأعمل بنصيحة الحبيبة الى قلبى السيدة إسعاد يونس التى قالت لى " اوعى تعمل حاجة تافهة تانى".
أنت من جيل المذيعين المتميزين الذين فتحوا الباب لشكل مختلف للتقديم التليفزيونى فى قناة النيل للمنوعات.. ما الذى جعلك تبتعد فجأة؟ أنا لم أبتعد باختياري وإنما أكاد أكون اضطررت لذلك نتيجة المضايقات التى تعرضت لها فى القناة وقتها فأنا كنت أقدم فقرات لايت خفيفة تشبه شخصيتى وكنت ناجحا جدا فيما أقدمه ولكن طبيعى جدا أن يكون هناك ناس تحبنى وآخرون لا تتقبلنى وكانت الأمور تسير بشكل معقول بالرغم من سقف الحرية المحدود جدا فلك أن تتخيلى أننا كان ممنوعاً علينا أن نتكلم مع ضيوفنا عن أفلامهم أو أغانيهم الجديدة فضلا عن تخفيض أجورنا وقتها بنسبة 70% تقريبا ومع ذلك كنا نبذل جميعا أقصى ما فى وسعنا حتى تنجح تجربتنا فى "اسهر معانا" ولكنى أنا تحديدا كنت أشعر بالظلم فيكفى أن خالد أبو النجا وقتها كان يقدم أربع حلقات فى الأسبوع وأنا كانت لى فقرة واحدة ومع ذلك لم أشتكى إلى أن فوجئت فى يوم بصحفى مغمور يكتب فى جريدة لا أحد يعرفها أن مراد مكرم "بيستظرف" فما كان من إدارة القناة إلا أنها أوقفتني عن العمل، وتلك لم تكن أول مرة فقد سبق وأوقفتنى أيضا بسبب أن أحد المشاهدين أرسل لى نكتة عادية جدا على الهواء فى برنامج "اضحك معانا" وأنا قلتها للجمهور فقررت إيقافى لمدة شهر وساعتها حسيت إنى بقيت "ملطشة" لذلك كان لابد أن أترك القناة ولكن بالرغم مما تعرضت وكنت أكثر مذيع ُظلم فى جيلي إلا أنني لن أنسى لسلمى الشماع إنها صاحبة مدرسة وجاءت بمجموعة لم يسبق لأغلبهم العمل بالإعلام وعملت بهم قناة ناجحة جدا وأعتقد أنه لولا تشفير النيل للمنوعات بعد ذلك لاستطاعت تلك القناة أن تحدث طفرة فى شكل المذيع التليفزيونى ولكن للأسف كان هناك من يحاربونا من كل الاتجاهات ولكنى أنا تحديدا كنت أكثر مذيع ُظلم في هذا الجيل.
قدمت برنامجاً كوميدياً ساخرا وهو "بولتيكا" ومع ذلك لم تستمر فيه أيضا؟ "بلوتيكا" هو أول برنامج كوميدى سياسى ساخر يقدم على أى قناة مصرية أو فضائية فأنا قدمت تلك الفكرة قبل أن يقدمها باسم يوسف بسنوات طويلة ولكن نظرا لكون سقف الحرية كان محدودا جدا وقتها فقد كنا نقول على الوزير مسئول وعلى رئيس الوزراء مسئول المسئولين وبالرغم من أنه كان يبدو كوميديا ولكنه كان يحمل مضمونا سياسيا عميقا وكان يتحدث عن جمهورية البلوتيكا وكنا نقصد بها مصر وكنت أتناول فيه كل سلبيات المجتمع وفى مرة طلبت من أحد الضيوف أن يحدثنا عن المسئولين الذين يتقلدون مناصبهم وهم على فيض الكريم ويخرجون منها بفيللا وعربيات فتم إيقاف البرنامج على الفور ويكفى أن بعض نواب مجلس الشعب قالوا للسيدة نجوى أبو النجا "الحقينا من مراد".
بعد أن تركت النيل للمنوعات كان لك تجربة لم تستمر طويلا فى ال ART؟ لأني عملت معهم فى فترة كانوا فقدوا فيها جزءاً كبيراً من مشاهديهم نظرا لغزو القنوات الفضائية الأخرى وبالتالى لم أستمر.
ولماذا لم تفكر فى العمل فى ظل هذا الغزو؟ لأني لم أكن أعرف أى أحد هناك وليس لدى شلة حتى زملائى الذين عملوا بتلك القنوات عندما طلبت منهم أن يساعدونى خذلونى جميعا بلا استثناء فقررت أن أنتظر الفرصة المناسبة التى ترضينى.
وهل جاءت تلك الفرصة ببرنامج "الأكيل"؟ نعم بل وبأكثر مما أتوقع فهذا البرنامج هو الأول من نوعه على قناة مصرية وأنا أقدم فيه تجربة الأكل بالمطاعم بأسعاره واختيار المناسب منه ولكنى أبدا لم أكن أتخيل أن يحقق لى هذا البرنامج من أول حلقة شهرة فى مصر والوطن العربى لم أحققها طوال عملى كمذيع لمدة 16 سنة.
عادة المذيع أو الممثل لابد أن يتمتع بمواصفات معينة منها الوزن المناسب.. فكيف لك بهذا التصالح مع وزنك أمام الكاميرا؟ أنا فعلا متصالح مع وزنى كمذيع وليس لدى أى مشكلة فيه وعمرى ما فكرت فى قصة الريجيم لأني أصلا من عشاق الأكل ولكن بعد نجاحى فى التمثيل وإحساسي أنني على مشارف مرحلة جديدة فى حياتى قررت أن أخس لأني لا أريد أن أحصر نفسى فى أدوار معينة فأنا أتمنى أن أقدم أدوارا جديدة وغير تقليدية لأنى أعشق التمثيل منذ أن كنت طفلا لذا فأنا الآن أحلم بشخصيات مثل الصعلوك والسيكوباتى ورجل الدين وخاصة الإسلامى لأن هذا هو التحدى الحقيقى بالنسبة لى فأنا أتمنى أن تعرض على أدوار تخرجنى من جلدى أمام الكاميرا شرط أن تكون إيجابية وبعيدة عن القباحة والبلطجة والعنف وبالفعل سأبدأ تصوير فيلم جديد قريبا مع الأستاذ خالد الصاوى به تلك المواصفات.
ما الذي استفدته فى التمثيل من عملك كمذيع؟ كسر رهبة الكاميرا.
بعد تلك الرحلة الطويلة فى العمل الإعلامى والظلم الذى تعرضت له وبداية مشوار جديد فى التمثيل.. أيهما الأقرب الى نفسك؟ الاثنان فمما لاشك فيه أن عملى كمذيع هو الذى عرف الناس بى وفتح لى الباب فى مجالات كثيرة حتى رغم الظلم الذى تعرضت له إلا أن ربنا عوض صبرى خير وفى النهاية كل واحد بيأخذ نصيبه ولكن التمثيل وخاصة بعد الخطوات الأخيرة التى حققتها فيه أصبح أيضا أقرب الى نفسى وقلبى.