مها بهنسى أحد الأصوات المميزة على إذاعة نجوم fm وأيضا أحد الوجوه المألوفة على التليفزيون المصرى.. بدايتها كانت من باب مسابقات الجمال ولكنها أحبت العمل كمذيعة وتعلمت على يد أستاذتها سلمى الشماع لتصبح واحدة من مجموعة شباب قدموا طفرة فى مجال التقديم التليفزيونى من خلال برنامج اسهر معانا، وترفض بشدة اتهام مذيعى المنوعات بالسطحية وتؤكد أن العبرة بالمضمون والرسالة.. التقينا بها لتحكى لنا عن أهم قصص النجاح وطلباتها من مسئولى ماسبيرو.. وإحساسها بالظلم، ونيتها لخوض تجربة التمثيل ورأيها فى تجربة زميلها أكرم حسنى وأشياء أخرى نعرفها منها. * بدايتك كانت من خلال مسابقة ميس إيجيبت هل دخولك من بوابة الجمال ساعدك فى عملك كمذيعة أم أنك لم تعتمدى على ذلك؟ - حصلت على لقب وصيفة ميس إيجيبت لعام 99 وبعدها بفترة أخبرنى أحد أصدقاء والدى أن هناك اختبارًا للمذيعات، وكانت قناة النيل للمنوعات قد بدأت منذ عام وتدربت على يد أستاذتى سلمى الشماع التى كانت رئيسة القناة وقتها التى أدين لها بمعظم الفضل فى حياتى المهنية، وكنت أستشيرها فى كل ما يخصنى فى عملى خاصة قبل الحلقات المهمة، وأطلب منها النصيحة، فهى ساعدتنى على فهم الكثير فى مجالنا وقبل ظهورى على الشاشة كانت ترسلنى لعمل تقارير للقناة واستفتاء الجمهور فى الشارع، وكنت أشاهد زملائى المذيعين فى الاستوديو أثناء التصوير لاستيعاب ما يحدث، هذا يعنى أننى أخذت وقتًا طويلاً فى التدريب وإعدادى كمذيعة، ولم أعتمد على أى شىء آخر سوى حبى للمهنة واستعدادى للتعلم أما مسابقة ميس إيجيبت فكانت مجرد تجربة استمتعت بها كثيرا، واكتسبت خبرة جديدة ولكنى لم أعتمد عليها أبدا فى عملى كمذيعة. * بدايتك الأساسية كانت فى التليفزيون ثم اتجهت إلى الإذاعة، لماذا حققت شهرة فى الإذاعة أكثر مما حققته فى التليفزيون؟ - لأننا بدأنا فى التليفزيون فى ظروف صعبة استمرت حوالى من خمس إلى سبع سنوات، حيث كانت القنوات معظمها مشفر والعدد الذى يشاهدنا ليس بالكثير مقارنة بما يحدث الآن رغم أننا وقتها كان كل مذيع واخد حقه من حيث الفقرات، أو البرامج وكنا مستمتعين بعملنا وقدمنا برامج متميزة كانت طفرة فى مجال برامج المنوعات منها برنامج اسهر معانا الذى استوعب كل مهاراتنا وطاقاتنا، وكان ذا أسلوب جديد ومميز للبرامج الحوارية، كان لنا الريادة فيه سواء فى فقراته أو طريقة تقديمه وضيوفه وكل عناصر النجاح كانت متوافرة له، ولكن مسألة التشفير هذه لم تحقق لنا الانتشار المطلوب، أما نجاحى فى نجوم fm فسببه أن القناة ناجحة فى الأساس وحققت انتشارًا واسعًا منذ تأسيسها، وهذا بسبب أن المذيعين يكونون على طبيعتهم وتلقائيين بدون أى اصطناع فى الأداء، كما أن نجوم fm تذكرنى من حيث بدايتها وأسلوبها المتفرد ببداية قناة المنوعات وأسلوبها المودرن والمختلف، ولكنى لا أنكر أننى اكتسبت شهرة أكبر بعد عملى فى نجوم fm لاتساع شعبيتها وتميزها عن قنوات إذاعية كثيرة وقتها وجذبت انتباه الكثيرين للإذاعة مرة أخرى خاصة الشباب فحققت قاعدة جماهيرية أوسع لى ولكل زملائى العاملين بها. * أين تجدين نفسك أكثر.. خلف الشاشة أم وراء ميكرفون الإذاعة؟ - الإذاعة لها متعتها والتواجد أمام الشاشة له متعة أخرى ومستحيل المقارنة بينهما فالأمر أشبه بسؤال ممثل أيهما تفضل المسرح أم السينما فكل منهما عالم مختلف ويحتاج لأدوات مختلفة عن الآخر.. وكل منهما يشبع جزءًا ما من الفنان واستخدامه لقدراته فالراديو ميزته أن المذيع يكون نفسه أكثر وعلى طبيعته، ويكون معفيًا من الكاميرا المسلطة عليه وترصد كل حركاته فيكون أكثر تلقائية مع ضيوفه ومستمعيه وللراديو ميزة مهمة وهى الخيال الذى يضع المستمع فيه ليتفاعل معه، فالأمر أشبه بقراءة رواية واختيار أبطالها وتخيلهم والاندماج معهم على عكس مشاهدة هذه الرواية كفيلم سينمائى، أما متعة الشاشة فتكمن فى أن تفاصيلها أكثر وتمنحك اختيارات أوسع وأمام الشاشة يجب أن يهتم المذيع بملابسه، ويكون على درجة عالية من التركيز والانتباه، وهنا تكمن المتعة حيث يجب التركيز مع حركة الجسم بجانب الانتباه للضيف وإلى تعليمات المخرج على الهواء لذلك لا أستطيع المقارنة، وأنا محظوظة لأنى جربت المجالين، وحققت نجاحًا فيهما معا ولدى القبول فى الاثنين والحمد لله ردود الفعل الجيدة من الجمهور تثبت لى هذا. * أيهما أقرب إليك برامج المنوعات أم برامج التوك شو التى تتناول جوانب سياسية واجتماعية؟ - بالفعل أنا أجد نفسى أكثر فى برامج المنوعات وأيضا البرامج الاجتماعية التى تهتم بالأبعاد الإنسانية ولكن البرامج ذات الصبغة السياسية لا تستهوينى حاليا، وأنا أختلف نسبيا مع المنهج الذى تتبعه بعض البرامج فأنا مع الإعلام التنويرى المشرق، وضد السوداوية التى تثيرها بعض برامج التوك شو، وأرى أنه يجب أن نركز الضوء على الجوانب المشرقة كما نركزه على الجوانب المظلمة وهذا المنهج لا يتبعه الكثيرون فصارت هناك حالة من القتامة والسوداوية فى بعض البرامج، والناس فى غنى عنها ويجب أن نركز مع إنجازات المسئولين فى المجالات المختلفة ونسلط الضوء عليها وألا نكتفى فقط بالتهويل أثناء حدوث بعض الإخفاقات دون أى مصداقية لمجرد التهويل والفرقعة الإعلامية ودون تقديم أى حلول، وهذه هى فلسفتى فى الحياة أن أركز على الضوء والأمل، وكنتيجة طبيعية الأسود هيقل والعكس صحيح. * وما رأيك فى اتهام مذيعى المنوعات بالسطحية أو بقلة ثقافتهم؟ - أعتبر أن هذا جهل وعدم وعى، فمن الذى يقول إن الفن يعد سطحية والغناء سطحية فأى مجال لو نال حقه من الاهتمام والتركيز أصبح أكثر عمقا ففى الخارج نجد برنامجًا متخصصا فى الرقص كبرنامج ''so you think you can dance حقق شعبية كبيرة وجعلوا من الرقص فى حد ذاته فلسفة لمجرد اهتمامهم بالشباب الموهوب الذى قد لايجد مدربين أو مدارس تنمى موهبته فيدفع بهم هذا البرنامج للمتخصصين واستثمار موهبتهم والعمل مع المشاهير، فهم لم يسطحوا من الرقص بل حاولوا استغلال أى مواهب متاحة مثلها مثل البرامج العلمية والثقافية. ونحن نعرض هذا البرنامج الآن على شاشة نايل لايف، أما اتهام مذيعى المنوعات بالسطحية فقد ساهم فى نجاح الكثيرين من مدعى الثقافة دون أى أساس، وأصبح السبب فى أن كل البرامج أصبحت تشبه بعضها فى المضمون، فالثقافة ليس معناها أن تكون كئيبا ويجب أن يكون هناك تنوع كاف وألا نفترض اختلاف أذواق الناس واهتمامتهم. * قدمت برنامج كل ليلة وبعد توقفه عدت مع برنامج نهارك سعيد رغم فارق المساحة وتوقيت العرض.. هل أثر عليك هذا بالسلب؟ - لا إطلاقا فأنا التى اخترت أن أقدم نهارك سعيد يومًا واحدًا فقط فى الأسبوع خاصة أن عددنا كمذيعين كبير كما أن هناك كيمياء بينى وبين فريق الحلقة بأكمله، وأنا أحب أن أعمل فى جو مريح وألا أشعر بالغربة، ووارد أن يتغير فريق العمل إذا قدمت أكثر من حلقة لذلك فأنا من اخترت هذا ولم يؤثر على بالسلب، أما بالنسبة لكل ليلة فأنا استبعدت منه قبل إيقافه بفترة وكنت أشعر أثناء تقديمه بأننى لم أكن على مستوى جيد، ولم أجد نفسى فيه وربما هذه النوعية من البرامج ليست مناسبة لى فى الوقت الحالى، كما أننى لم أتوقف عن العمل فأعوض هذا ببرنامجى العالم يغنى على القناة الثانية. * تقدمين على راديو نجوم fm برنامج قصة نجاح ما أهمية البرنامج بالنسبة لك وماأهم الحلقات التى قدمتيها ؟ - أنا فخورة جدا بهذا البرنامج وقد حقق نجاحًا أنا سعيدة به فهو يتناول الجانب الإنسانى لشخصيات ناجحة فى مجالاتها فلا نقتصر على الفنانين فقط أو المطربين والأدباء بل نستضيف أى شخصية حققت نجاحًا فى مجالها سواء علماء أو أطباء أو غيرهم فهذه هى الجوانب المضيئة التى نحتاج إلى الاستماع إلى مشوارها وربما نستفيد منها فى حياتنا وتعطينا دفعة للأمام، أما بالنسبة للحلقات فهناك الكثيرون من الضيوف الذين أعتز بهم وبتشريفهم لى فى البرنامج كالإعلامى الكبير وجدى الحكيم والإعلامى حافظ المرازى فهو شخص ناجح جدا وواقعى جدا، ومحمد الصاوى، وهو بالفعل قصة نجاح فاستطاع أن يصنع شىء من لا شيئًا وأعطى الفرصة لمواهب كثيرة للظهور على الساحة، وهناك أيضا دكتور مصطفى السيد وهو له إسهاماته فى اكتشاف طرق لعلاج أمراض السرطان بالذهب، والكاتب علاء الأسوانى، وعمرو الليثى، ومن بين كل هذه الحلقات كانت حلقة طارق نور هى أول حلقة من برنامجى وكان وشه حلو على، وأتمنى لو أتيحت لى الفرصة لتقديم قصة نجاح على شاشة التليفزيون يوما ما. * قمت بتجربة التمثيل فى فيلم تسجيلى.. ألا تنوين الاتجاه للتمثيل كزملائك مثل أكرم حسنى وأسامة منير وغيرهما؟ - منذ فترة طويلة قدمت فيلمًا بعنوان بليغ لحن الشجن، وهو له قيمة كبيرة جدا بالنسبة لى وقدمت فى بدايتى إعلانات من باب التجربة وفى الغناء أيضا قدمت أغنية واحدة وكانت عن طريق الصدفة رغم النجاح الذى حققته، أما الآن إذا أتيحت لى الفرصة الجيدة فى التمثيل بالتأكيد سأكررها بشكل أكثر نضجا وليس لمجرد التمثيل بل لأقدم ما هو جيد فعلا.