أكدت أنها آخر اكتشافات الراحل فؤاد المهندس الفنية، وكانت بدايتها معه في فوازير "عمو فؤاد"، إلا أن ملامحها الهادئة حصرت موهبتها فيما بعد في أدوار البنت الرومانسية، ورغم ذلك فإنها تسعى دائما لاختيار أدوارها بعناية.. طلت علي مشاهديها ثائرة في "الحارة"، لتختبئ فيما بعد فى "الشوارع الخلفية".. ولكنها فى حقيقتها أم رائعة وزوجة رومانسية تعيش فى "قصة حب".. إنها الممثلة الشابة "أميرة نايف"، التي التقيناها في حوارنا التالي حول مسلسها "الريان" الذي شاركت به في المارثون الدرامي لرمضان الماضي، ومشاركتها في "الشوارع الخلفية"، و"الحارة" و"العار"، وجديدها الفني الذي تنتظره. - ماذا عن كواليس مشاركتك في مسلسل "الريان" رمضان الماضي؟ المخرجة شيرين عادل هى من رشحتنى للعمل، خاصة بعد أن تعاونا معا فى "العار"، ولكنى فوجئت عندما وجدتها تطلبنى، وقالت لى "أنا عايزاك فى دور "منيرة""، وحينها طلبت أن أقرأ الورق ونحدد بعد ذلك، ولكنى عندما قرأت الورق تفاجأت؛ لأنها فى مسلسل "العار" قدمتنى كبنت رومانسية، وفوجئت بها تقدمني في "الريان" على النقيض تماما، في دور لم يسبق لى أن قدمته، وعندما سألتها قالت لى إنها لا تحب أي فنان يكرر نفسه معها، خاصة إن كان فنانًا جيدًا ويستطيع أن يقدم كل الأدوار، وبالفعل اتفقنا على الشخصية وفهمت ملامحها وبدأنا العمل. - وما الصعوبات التي واجهتك فى تجسيدك لشخصية "منيرة"؟ أولاًا أن الدور ليس فقط مختلفًا ولم أقدمه من قبل، بل أيضا الشخصية كانت مركبة ومساحة الدور صغيرة، وفى نفس الوقت مؤثرة فى الأحداث، وكنت فعلا أشعر أننى وسط "فطاحل تمثيل"، فكان لابد ان أبذل كل جهدى حتى أظهر وسط زحمة الأحداث والأبطال، فكنت أحاول أن أقدم دورًا جيدًا لأننى كنت أعمل مع قمم فى التمثيل.. ومن أصعب المشاهد التي واجهتني كان مشهد خطف ابنى؛ لأنى كنت أقدم شخصية امرأة قوية لايوجد شيء أهم عندها من المال، وفجأة تم خطف ابنها وأصبحت ضعيفة وانهارت، وأنا فى هذا المشهد تحدثت كثيرا مع شيرين والمؤلف حازم الحديدى لأن المشهد كان مركبًا؛ ليس فقط ابن يتعرض للاختطاف، لكن أيضا كان بالنسبة لها كان الشيء الوحيد الذى كانت تضغط به على زوجها؛ لتأخذ منه الأموال التى تريدها فكان مشهدًا صعبًا جدا. - "الشوارع الخلفية" و"الريان".. أعمال خرجت من خلالها إلي جمهورك في المارثون الماضي، فكيف كان تعاملك معها؟ كنت بين دورين مختلفين تماما؛ لأنى كنت أقدم دور فلاحة ساذجة، وفى الوقت ذاته دور زوجة قوية ومسيطرة ولديها بعض الشر، فكنت دائما احاول التركيز بشكل كبير جدا، وكنت أبعد نفسى عن أى شيء آخر، وفصلت نفسى عن العالم وكنت أذاكر الدورين بشكل كامل.. والدوران كانا قريبين إليّ جدًا، لأن أى دور أنا أقدمه وأبذل فيه جهدًا أعتز به، وعلى الرغم من أن دورى فى الريان أثر أكثر ولكن ذلك يرجع إلى أن ميعاد عرض مسلسل "الشوارع الخلفية"، وتسويقه لم يكونا جيدين، ولكن عندما سيعاد عرضه فإنني أثق في أن الدور سيحدث صدى جيد جدا عند الجمهور. أزمة دراما - البعض يري أن الدراما المصرية تعيش أزمة.. فما تعقيبك؟ هذا شيء طبيعى؛ لأن مصر تمر حاليًا بأزمة، والطبيعى أن يتأثر الفن وكذلك الدراما، ولكن رغم وجود أزمة فهناك شيء إيجابى، وهو تقلص عدد الدراما؛ حيث كان من المفترض أن يتم إنتاج حوالى 70 مسلسلًا كل عام، ولكن هذا العام تم إنتاج حوالى 25 مسلسلًا فقط، ولكني أعتقد أن تلك المسلسلات التي تم تقديمها كانت مميزة، وأخذت حقها فى المشاهدة، وكانت تقدم بشكل جيد، على عكس كل عام، كانت توجد مسلسلات كثيرة ولكن تجد منها 5 مسلسلات فقط جيدة، لذا فأنا أعتقد أن الاهتمام بالكيف علي حساب الكم أهم بكثير. - ألم يدفعك هذا الوضع لدخول عالم السينما من جديد؟ رغم عشقي للسينما، والأفلام التي قدمتها لها؛ مثل: "صاحب صاحبه"، و"جاءنا البيان التالى" و"بحبك وبموت فيك"، إلا أننى راضية عن ذلك؛ لأننى لا أسعى إلى التواجد فقط، ولا أبحث عن مساحة الدور بقدر ما أبحث عن دور أشعر به، ويضيف لى ويؤثر فى الجمهور أو على الأقل يكون على نفس مستوى الأعمال التى قدمتها. - وأين المسرح فى حياتك الفنية؟ أنا عاشقة للمسرح؛ لأن مردود نجاحه سريع، وأنا سبق وقدمت مسرحية للأطفال، لكن مشكلتى مع المسرح تكمن فى شعورى بالملل من كونى أذهب للمسرح يوميا على مدار 3 أشهر أو أكثر وأجسد نفس الدور وأقول نفس الكلام؛ فهذا شيء صعب، ولكن لن أمانع أن أقوم بذلك إذا وجدت دورًا جيدًا، وفريق عمل متميزًا، ومسرحية جيدة، وهذا للأسف ليس موجودًا كثيرا. - وهل لديك نية لتقديم برامج إعلامية؟ ليس من طموحاتى أن أصبح مذيعة، وبالفعل عرض علىّ تقديم برنامج لكننى لن أوافق أن أقدم برنامج وأظهر كمذيعة، لكن ممكن أن اقدم برنامج عبارة عن "أميرة نايف تستضيف بعض زملائها"، وأناقش معهم مسائل فنية أو قضايا وعندما أقدم ذلك سيكون من أجل تجربة شيء جديد وآخذ خبرة ليس أكثر. - الهجوم النقدي الذي تتعرضين له.. هل هو السبب وراء تأخر خطواتك الفنية؟ فقاطعتني: أعترف بأنني مقصرة، فقد كان الاهتمام الأول لبيتى وأسرتى وأولادى؛ ففى الفترة التى أنجبت فيها أطفالى ابتعدت عن التمثيل ولكن من السنة الماضية بدأت أعود مرة أخرى بعد أن اطمأننت على أسرتى، وهذا الشيء فى الحقيقة يسعدنى لأنى استطعت أن أبنى أسرة والشغل بعد ذلك سيأتى.. أنا عن النقد فهو شيء أسعد كثيرًا به شريطة أن يكون بنّاءً وأنا لم أصل بعد الى مرحلة النقد الجارح. وأحاول أن أستفيد من النقد لأن النقاد هم عين الممثل، وأنا فى الطبيعة عندما أقيم نفسى دائما لا أكون راضية عما قدمته ودائما أشعر بأنه من المفروض أن أكون أفضل.