على بعد أمتار قليلة من مسجد السيدة عائشة رضى الله عنها وأرضاها .. يقع ضريح النبيلة الذى ترقد فيه منذ نحو 7 أعوام السيدة نبيلة والدة شاهيناز النجار النائبة السابقة بمجلس الشعب وحماة إمبراطور الحديد المسجون أحمد عز .. المفارقة ليست فى المقام المرصع بالأحجار الكريمة والذى يتعدى تكلفة بناءه 5 ملايين جنيه ، ولا فى المولد السنوى الذى يقام فى شهر ربيع الأول الهجرى ويحتشد فيه الفقراء ، وإنما تكمن المفارقة فى أن اسم السيدة العارفة بالله النبيلة أصبح متهماً فى قضية فساد سببها صالة قمار .. فمن المعروف أن السيدة النبيلة صاحبة الضريح "المبروك" هى نفسها المالكة لفندق النبيلة الموجود فى المهندسين وكان الفندق حسن السير والسمعة طيلة السنوات الماضية إلى أن جاءت إحدى الشركات الروسية وقدمت بلاغاً ضد إدارة الفندق بعد أن تعاقدت هذه الشركة مع شاهيناز النجار لإقامة صالة وكازينو لألعاب قمار أعلى الفندق ، وقد وافقت شاهيناز النجار على ذلك وحصلت على الترخيص من وزير السياحة الأسبق زهير جرانة بالمخالفة للقانون لأن الفندق 4 نجوم وتراخيص صالات القمار للفنادق ذات الخمس نجوم فقط ..لكن شاهيناز النجار استغلت نفوذها وحصلت على الترخيص وبناء عليه تم تحرير عقد بين الشركة الروسية وبين إدارة فندق النبيلة وحصلت شاهيناز النجار بمقتضى التعاقد على مقدم مائتان وعشرون ألف دولار وكان إيجار الشهر الذى تم الاتفاق عليه هو 55 ألف دولار .. وبدأت الشركة الروسية بالفعل فى التجهيز لإنشاء الصالة وكان من المقرر أن يتم الافتتاح فى شهر يونيه الماضى إلا أن الثورة قلبت الكثير من الأوضاع فتم القبض على أحمد عز زوج شاهيناز التى خضعت هى الأخرى لتحقيقات جهاز الكسب غير المشروع ولم تقم بتنفيذ العقد فقامت الشركة بتقديم بلاغ للنائب العام ضدها وبدأت التحقيقات فى قضية فساد فندق النبيلة. ومن المهندسين حيث الفساد والقمار إلى السيدة عائشة حيث البر والتقوى لنجد كيف أن شاهد الضريح عند مدخله يروى سيرة النبيلة ويذكر أنها هى "العارفة بالله الشريفة القرشية الهاشمية نبيلة بنت فؤاد بن نظيمة، كما يروى أيضاً أعمال الخير التى قامت بها النبيلة مثل تجديد مسجد العارف بالله بالمنيل والمساهمة فى تمويل المعهد القومى للأورام وإنشاء عنبر كامل بقسم الحالات الحرجة بقصر العينى هذا إلى جانب أعمال الخير المتمثلة فى دعم الجمعيات الخيرية والأهلية .. وكانت شاهيناز النجار تعتبر أن والدتها من أولياء الله الصالحين ولهذا أرادت أن تصنع لها ضريحا عظيما يعيش وسط البسطاء ولهذا يقام مولد النبيلة فى يوم الثانى والعشرين من ربيع الأول من كل عام دون أن يقصده مريدون أو محبون من الطرق الصوفية وإنما يتوافد عليها البسطاء طلبا للمساعدة خاصة وأنه يضم دار ضيافة!