علي نفس سيناريو التعديلات الدستورية .. تسير مظاهرات غدا أطلقت عليها الائتلافات الشبابية والقوي السياسية ثورة الغضب الثانية . وقد أعلنت التيارات الاسلامية رفضها لهذه المظاهرات بداية من الاخوان المسلمين الذين أصدروا بياناً اعتبروا هذه المظاهرات ضد الارادة الشعبية وضد الدولة المصرية وأن هناك أيدي خفية تحاول الوقيعة بين الجيش والشعب ، بينما أعلنت التيارات السلفية أن المظاهرات هي تجمعات لمن وصفوهم العلمانيين واللادينيين والذين يرغبون في تحول المجتمع إلي غابة بعيدا عن الشرعية القانونية التي يحميها المجلس الأعلي للقوات المسلحة ، وأخيرا أعلنت الجماعة الاسلامية أن موقفها من المظاهرات هو موقف واضح وهو أنها ضد أي شيء يمس المجلس العسكري وأن هذه المظاهرات هي ضد ارادة الشعب المصري الذي أيده الشعب بموافقته علي التعديلات الدستورية . وفي السطور القادمة رصدنا لكم أسرار وتفاصيل رفض الاسلاميين ، حيث أكد الدكتور أحمد أبو بركة أحد قيادات الاخوان المسلمين ومسئول لجنة القيد بحزب العدالة والحرية - الجناح السياسي للجماعة - أن الأخوان حددوا موقفهم الرافض للمظاهرات لأنهم لم يجدوا لها أسباب أو طلبات واضحة ، ونفي أن تكون الجماعة وصفت المظاهرات بأنها مظاهرات علمانية وأن ما حدث هو أن خروج المظاهرات باسم " ثورة الغضب الثانية " غير مفهوم ..فهذه الثورة ضد من ؟! هل هي ضد المجلس الأعلي للقوات المسلحة الذي ارتضي به الشعب من خلال موافقته علي التعديلات الدستورية ، واذا كانت ضد الجيش فهذا غير مقبول لأن هذه المليونية أو الثورة لن يستطيع المجتمع تحمل تكاليفها لأن الاقتصاد يعاني من أزمة كبيرة ومعرض للافلاس في أي وقت ، كما إن طلبات المظاهرة بداية من تأجيل الانتخابات مرفوضة من الجماعة لأن الشعب حدد اختياره ووافق علي اجراء الانتخابات التشريعية في موعدها وأن تأجيل الانتخابات سوف يعطي فرصة لفلول النظام السابق والمخربين للعبث في المجتمع ، كما أن الدولة تحتاج الي سلطة تشريعية وحكومة منتخبة تستطيع أن تجري جراحات عاجلة لمعالجة مشكلات المجتمع المصري ، وأوضح أن باقي طلبات المظاهرة مثل عدم انفراد المجلس العسكري بالحكم ورفض قانون مباشرة الحقوق السياسية ومراجعة بعض القرارات التي صدرها المجلس بدون الرجوع الي الشعب نحن نوافق علي هذه الطلبات ..ولكن ليس تحت مسمي ثورة الغضب الثانية لأننا لن نثور علي المجلس العسكري ، وأوضح أن موقف الاخوان واضح وغير مرتبط بموقف الجماعات الاسلامية الأخري أو السلفيين لأن الاخوان لا يفعلون أي شيء إلا بناء علي قناعتها ومصلحة مصر العليا ، والحديث حول وجود صفقة بين الاخوان والمجلس العسكري هو يشبة كلام النظام السابق من أجل خلق فزاعة جديدة للمجتمع وتخويف المصريين من الاسلاميين بالرغم من أنهم وافقوا علي التيارات الاسلامية وظهر ذلك من خلال التعديلات الدستورية - علي حد قوله - وأوضح أن هذه المظاهرات يدعو إليها 25 فرداً بيوجعوا دماغنا كل شوية مثلما حدث في الحوار الوطني ..فهم لا يقرأون ولا يعرفون أي شيء ولا يفكرون إلا في وجود مظاهرات . وأضاف الدكتور عبدالآخر حماد أحد قيادات الجماعة الاسلامية أن الجماعة رفضت هذه المظاهرات لأنها ضد المجلس العسكري ولأن كثرة الوقفات والاحتجاجات والمليونيات سوف تجعل المجتمع يعود الي الوراء ، ولكن لابد من ترك فرصة للحكومة و للمجلس العسكري في انجاز الطلبات التي تقتضيها الظروف الحالية ، وأوضح أن رفض التيارات الاسلامية لهذه المظاهرات ليس نابعا من صفقة بينه وبين المجلس العسكري كما يشاع بدليل أن التيارات الاسلامية هي أقل القوي السياسية التي حصدت مكاسب .. لكن المسألة كلها هو تغليب مصلحة مصر العليا - علي حد تعبيره - لأن هذا الوقت العصيب الذي تمر به مصر يحتاج الي اعادة بناء وليس الي مظاهرات جديدة . وعلي الجانب الآخر أوضح الدكتور جمال زهران أستاذ العلوم السياسية أن رفض التيارات الاسلامية لمظاهرات الجمعة يحترم ..فهم لهم وجهة نظر نحن نحترمها ولكن ليس من حقهم وصف هذه المظاهرات بأنها مظاهرات للعلمانيين أو اللادينيين لأننا لا نرغب في تقسيم الحياة السياسية الي تيارات دينية وأخري لادينية ، وأكد علي أنه واثق من نجاح مليونية الجمعة والعبرة هنا ليس بالعدد والوصول الي المليون ولكن بنتائج المظاهرة ، فتحويل مبارك وولديه الي محكمة الجنايات جاء بناء علي ضغط هذه المظاهرة وأضاف أن الميدان مفتوح لجميع القوي السياسية فالتيارات الليبرالية واليسارية والقومية وائتلاف الثورة سوف يكون في الميدان ومن يريد أن يكون موجوداً ليطالب بتأخير الانتخابات التشريعية والتأكد من سير محاكمات رؤوس النظام السابق علي نحو صحيح والدعوة الي الوحدة الوطنية مكانه معنا ، وأكد أن هذه الدعوة هي للتظاهر وليس للاعتصام وأن اطلاق لفظ جمعة الغضب الثانية ناتجاً من عدم وجود جدية في حل المشكلات ولكن سوف تنتهي المظاهرات مثل كل جمعة في حوالي السادسة مساء .