"وسوف يجئ يوم نجلس فيه معا ، لا لكي نتفاخر ونتباهى بما حققناه ، إنما لنتعلم وندرس ونعلم أولادنا وأحفادنا جيلا بعد جيل قصة الكفاح وآلامه ، حلاوة النصر وآماله " كلمات خالدة للرئيس محمد أنور السادات جاءت في خطابه أمام مجلسي الشعب والشورى احتفالا بنصر أكتوبر 1973 ، ولعل الكثيرين من شبابنا اليوم لا يعرفون عن حرب أكتوبر إلا أقل القليل من المعلومات التي تصل إليهم عبر المقررات الدراسية في المدارس ، أو من بعض المواد الإعلامية المذاعة في وسائل الإعلام ، إلا أن هذه المعلومات تبقى سطحية تتناول جوانب محددة شهيرة في الحرب ، بينما تغفل جوانب أخرى بالغة الأهمية ، وفي هذا التقرير نحاول معا التعرض إلى مثل هذه الجوانب المهملة لنلقي عليها الضوء. عندما استطاع الإسرائيليون تحقيق هدفهم المنشود من الحرب الخاطفة في يونيو1967 حتى أصبح العمق الاستراتيجي الإسرائيلي يتجاوز 400 كم بعد أن كان لا يتجاوز 110 كم في أوسع أجزائه قبل هذه الحرب ، حتى قال موشي ديان وزير الدفاع الإسرائيلي في 13يونيو1967: "من كان يحلم بأمن كهذا أو بحدود كهذه بعد أسبوع واحد فقط " - وَهمَ العالم أن العرب لن تقوم لهم قائمة ، وأنهم لن يستطيعوا استرداد أراضيهم المسلوبة ، وقد كان للإعلام العالمي دور كبير في إعلاء النزعة التكبرية لدي الإسرائيليين ، حتى وصلوا إلي قناعة تامة بأن قيام مصر بحرب شاملة ضدهم بهدف تحرير أراضيها المحتلة في سيناء ضرب من المحال ، لأن القناة مع الساتر الترابي وخلفهما خط بارليف موانع جعلت من الحرب مستحيلا راهنت عليه الدوائر العسكرية الغربية ، حتى وصلت إلي قناعة بأن اجتياز ذلك المستحيل يحتاج إلي تعاون سلاحي المهندسين الأمريكي والسوفيتي معا. أما القيادة المصرية فقد كان لها حسابات أخري ، إذ جعلت من المستحيل حقيقة اسمها .. (حرب أكتوبر) ، حيث عملت علي الصعيدين العلمي والعملي علي تجهيز القوات المسلحة المصرية لعملية العبور العظيم ، حتى تمت في المكان والزمان المثاليين. وقد سبقت الحرب مجموعة من إجراءات الخداع الاستراتيجي لتضليل العدو ، إذ كان من المستحيل أن تتم كل استعدادات الحرب دون أن يلاحظ الإسرائيليون ذلك ، خاصة وأن القوات المصرية كانت علي اتصال مباشر بالعدو ولا يفصلهما غير 200متر وهو عرض قناة السويس ، كما أن القوات السورية كانت تحت الملاحظة المستمرة من جانب العدو الذي يحتل مرتفعات الجولان وجبل الشيخ والتي تشرف علي مناطق حشد القوات في المناطق المنخفضة ، وفي ظل تعاون المخابرات الإسرائيلية والأمريكية ، فلو أن إسرائيل علمت بنية القتال المصرية لبادرت بضربة وقائية عنيفة للقوات المصرية تجعل القتال أشد تعقيدا ، خاصة وأن العقيدة الأمنية الإسرائيلية تقوم علي ضرورة إعلان التعبئة العامة عند ملاحظة أي تحركات لقوات العدو تنطوي علي تهديد محتمل لأمنها ، دون التطرق لنوايا العدو من هذه التحركات ، إذا كانت نية هجوم حقيقي أم مناورة حربية فقط ، وبالتالي فقد كان لزاما علي القيادة المصرية أن تجري تحركات عسكرية ضخمة علي الجبهة بشكل منتظم - ولأكثر من مرة- قبل الحرب دون شن هجوم حقيقي حتى تفقد القيادة الإسرائيلية ثقتها في صدق التحركات المصرية ، وتعتمد علي تقدير النوايا المصرية ، وتتكاسل عن إعلان التعبئة العامة الذي يكلفها عشرة ملايين دولار في كل مرة ، وهنا تأتي الضربة المصرية الحقيقية. ولذلك فقد اتخذت القيادة المصرية أكثر من 65 بندا خداعيا في مرحلة ما يسمى ب (ضباب ما قبل المعركة) ، كان أهمها: 1) إعلان الرئيس السادات أن عام 1971 هو عام الحسم دون حدوث أي شيء. 2) تنفيذ بمناورة عسكرية موسعة كمشروع تدريبي في النصف الأول من عام 1973 ، مما اضطر إسرائيل إلي إعلان التعبئة الجزئية تفاديا لأي مفاجآت مصرية ، ولكن الأمر لم يتطور إلي أي نوع من الحرب. 3) توصيل معلومات مغلوطة إلي إسرائيل بأن القوات المصرية ستقوم بعمل عسكري موسع في شهر مايو 1973 ، وأخري تفيد بأن العملية ستكون في أغسطس 1973 ، مما جعل إسرائيل تعلن التعبئة العامة مرتين في حين كانت القوات المصرية في حالة استرخاء تام. 4) الإعلان عن قيام الجيش المصري بمناورة عسكرية موسعة بدءا من أول أكتوبر وحتى 7 أكتوبر 1973 ، وأنه اعتبارا من يوم 9 أكتوبر يمكن للضباط التقدم لتسجيل أسمائهم ضمن الموفدين في رحلة العمرة المصرية التي أعلن عنها في الصحف المصرية وداخل القوات المسلحة المصرية وعلمت بها إسرائيل عن طريق مخابراتها. 5) إعلان التعبئة العامة للقوات المسلحة المصرية قبل الحرب بأيام قليلة ، بحجة المشاركة في المشروع التدريبي ، ثم تسريح عدة آلاف منهم ممن لن يشاركوا في الحرب ، وحجز المطلوبين للمشاركة فقط ، وبالتالي فقد تأكد لإسرائيل أنه مجرد مشروع تدريبي. 6) تحريك القوات إلي جبهة قناة السويس بطريقة سرية ليلا في فترات الظلام التام ولاسيما العربات التي تحمل أجزاء كباري العبور. 7) التعاقد مع إحدي الدول الآسيوية الصديقة لصيانة بعض القطع البحرية المصرية ، والاتفاق مع السودان واليمن الجنوبية على أن تستقبل هذه القطع البحرية في مينائي بورسودان وعدن في 5 أكتوبر خلال رحلتها إلي الدولة الآسيوية ، بحيث تصل القطع إلي مضيق باب المندب في صباح 6 أكتوبر 1973 ، مما يكفل لها القيام باعتراض خطوط مواصلات البحرية الإسرائيلية ، وبذلك يصبح التأمين الإسرائيلي لشرم الشيخ بهدف تأمين الملاحة في خليج العقبة لا قيمة له. 8) التوقف قبيل الحرب عن أعمال التخطيط والاستطلاع حتى لا يكشف النقاب عن النية لشن الحرب. 9) تكليف وزير الخارجية المصري محمد حسن الزيات بعقد لقاء مع نظيره الأمريكي هنري كيسنجر لإبلاغه برغبة مصر في التفاوض لاستعادة أرضها بشكل سلمي. 10) توقيع الرئيس السادات في 4أكتوبر 1973عقدا يسمح لشركتي البترول الأمريكيتين (موبيل) و(إسو) باستكشاف البترول في مصر. 11) إنشاء إذاعة مصرية الإدارة عبرية اللغة من القاهرة ، تذيع الموسيقي والأغاني الغربية لجذب أسماع الشعب الإسرائيلي إليها ، ولا تتحدث عن عداء لليهودية أو الصهيونية ، وتؤكد علي أن الشعب المصري ملتزم بوسائل الأممالمتحدة السلمية لاستعادة أراضيه المحتلة ، وأنه يريد السلام والبناء ولا يريد الحرب. 12) ظل رجال موجة العبور الأولى قابعين في أماكنهم الحصينة وخنادقهم بكامل أسلحتهم ومعداتهم لمدة زادت عن 12 ساعة ، دون أن يرفع احدهم رأسه فيراه العدو بكامل معداته وملابسه الميدانية ، وقد صرح موشى ديان قبل الحرب ساخرا من الجيش المصري :"يمكنك أن تعرف أن المصريين سوف يحاربون إذا رايتهم يلبسون خوذاتهم" ، وقد استفادت القيادة من هذا التصريح بأن أمرت بألا يرتدى الجنود خوذاتهم إلا قبل ساعة الصفر بخمس دقائق فقط ، في حين ظلت باقي القوات حتى آخر لحظة لا تبدى أي استعدادا أو توترا ، بل خُصِصَت منهم جماعات للاستحمام في مياه القناة ، وغسل الملابس ، وجماعات أخرى تسترخي تحت أشعة الشمس ، وأفراد يقومون (بمص القصب) ، أو ممارسة الألعاب الرياضية ، وهو ما شاهده ديان بنفسه عند زيارته للجبهة في 6 أكتوبر 1973 قبل اشتعال الحرب بساعات قليلة. 13) اختيار ميعاد الحرب ليكون يوم السبت 6 أكتوبر ، الذي صادف يوم (كيبور) أو (عيد الغفران) لدي اليهود ، واختيار ساعة الصفر لتكون 14.05 (الثانية ظهرا) ، وهو ميعاد غير معتاد لبدء القتال ، فالتقليدي أن يبدأ القتال مع أول ضوء أو مع آخر ضوء من اليوم. 14) حدثت معركة جوية سورية إسرائيلية في13 سبتمبر 1973 أدت إلي توتر الموقف بين البلدين فاستغلت القيادة السورية الموقف ، وحشدت قواتها تحت أعين الإسرائيليين ، وكأن ذلك في إطار عمل دفاعي تقليدي في ظل توتر الموقف. ومن المهم أيضا أن نتعرف على خطة (الحزام الأسود) العسكرية التي وضعها وزير الدفاع الإسرائيلي موشي ديان بنفسه في أوائل عام 1973 وعرضها علي رئيس الأركان الجنرال دافيد بن اليعازار ، وتتضمن ضم لبنان كله إلي إسرائيل ، وضم أجزاء أخري من سوريا ، وإنشاء خط دفاعي في غور الأردن لحماية المستعمرات ، وتحويل سيناء إلي مركز للتجارب النووية ، وبهذا المخطط تصبح إسرائيل إلي الأبد في أمان ضد أي تهديد عربي عسكري محتمل ، وتصبح زمام المبادرة العسكرية في يديها دائما ، وسميت الخطة ب (الحزام الأسود) أو (حزام ديان) ، وكان في تقديره أن يتم توجيه ضربات قوية إلي الجنوب اللبناني وسوريا ومصر في الفترة من 22 إلي 25 أكتوبر 1973 ؛ بهدف تنفيذ خطته قبل إجراء انتخابات الكنيست في 28 أكتوبر ، ولما وصلت بعض التقارير القليلة عن حشود مصرية وسورية علي الجبهة قرر ديان التعجيل بالضربة لتكون في 8 أكتوبر ، وبهدف الخداع أرسلت إسرائيل عن طريق الولاياتالمتحدة ومنه إلي الاتحاد السوفيتي دعوة إلي كل من مصر وسوريا إلي عدم حشد القوات حتى لا ينقلب الأمر ضدهم ، وعلق وزير الخارجية الإسرائيلي إيبان علي هذه الدعوة بأنها طعم جيد لإظهار حسن نية إسرائيل ، وإدانة العرب ، وطمأنة العرب حتى تحين لحظة ضربة ديان في 8 أكتوبر . أما عن الأيام الأخيرة الحاسمة قبيل المعركة فكانت كما يلي: الخميس 4أكتوبر/ 8 رمضان مصر: تجري الاستعدادات النهائية في مراكز قيادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة وفي قيادة الجيوش والمناطق العسكرية ، في حين لا تزال الخطوط الأمامية بشكلها الطبيعي دون أي تغيير. إسرائيل: وصلت تقارير تفيد باحتمال قيام مصر وسوريا بشن حرب وشيكة حيث أصدر الاتحاد السوفيتي تعليماته لرعاياه بالرحيل عن البلدين وأرسل طائرات لهذه الغرض ، وكان الرئيس السادات قد خشي من إبلاغ السوفيت بميعاد الحرب خوفا علي سريته ، ولعلمه بأنهم ليسوا من مؤيدي الحرب الهجومية ، لذلك فقد قرر أن يعطيهم تحذيرا عاما فأبلغ السفير السوفيتي أن الموقف لم يعد محتملا ، وأنه ربما قد نجد أنفسنا مضطرين إلى التحرك بسرعة ، وقال:" أبلغ بريجينيف أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد اختبارا حقيقيا وعمليا للمعاهدة المصرية السوفيتية" ، فأدرك السوفيت أن الأمر جد هذه المرة ، وليس من تهويشات السادات ، فسحبوا العائلات السوفيتية قبل الحرب ب 24 ساعة ، كما سحبوا 3 سفن كانت راسية في بورسعيد. الجمعة 5أكتوبر/ 9 رمضان مصر: وصلت القوات المسلحة إلي أقصي درجات الاستعداد ، وزار الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس الأركان الجبهة ، والتقي اللواءين سعد الدين مأمون ، وعبد المنعم واصل قائدي الجيشين الثاني والثالث الميدانيين ، واطمأن إلي سير الأمور في مجراها الطبيعي . إسرائيل: عقد اجتماع وزاري مصغر برئاسة جولدا مائير رئيسة الوزراء ، وذكر وزير الدفاع أن المصريين والسوريين في حالة طوارئ تصلح للهجوم وللدفاع ، إلا أن مدير المخابرات ورئيس الأركان رجحا عدم شن هجوم ، بحجة أن المؤشرات الظاهرة أقل من ذلك وأن أكثر ما يمكن أن يفعله المصريون هو بعض الغارات وليس اقتحام للقناة بأعداد كبيرة ، وأن المخابرات الأمريكية تستبعد شن هجوم ضد إسرائيل في المستقبل القريب ، ومع ذلك تقرر رفع درجة استعداد الجيش الإسرائيلي إلي الدرجة القصوى ، وإلغاء إجازات سلاح الطيران ، وأصدرت تعليمات بالاستعداد لتعبئة محتملة ، وأضاف رئيس الأركان :" من المعروف أن أصعب الموانع المائية هما قناتي السويس وبنما ، وإذا أضفنا خط بارليف ، وقدرتنا علي إشعال القناة بالمواد الملتهبة ، وسمك الساتر الترابي ، فإن ذلك كله يدلل علي استحالة عبور المصريين لقناة السويس ". وفي الساعة الثانية وخمس دقائق يوم السادس من أكتوبر 1973م الموافق العاشر من رمضان 1393ه انفجر بركان الحرب ، وشهدت ساحة القتال أحداثا جساما في الأيام التالية من الحرب ، إذ وقعت انتصارات ساحقة لقواتنا ، حتى سافرت جولدا مائير سرا إلي واشنطن مطالبة الرئيس الأمريكي نيكسون بإنقاذ إسرائيل ، فبدأ وصول الجسر الجوي الأمريكي الذي نقل 22497 طنا من الأسلحة والذخائر والمعدات ، هذا غير الجسر البحري الذي نقل 33210 طنا من الدبابات والمدافع والعربات ، وكذلك فقد قامت طائرة استطلاع أمريكية تبلغ سرعتها 3 أمثال سرعة الصوت لتكون بعيدة عن مجال عمل كل الصواريخ المصرية - بمسح جبهة القناة والدلتا ، فكانت الصور الملتقطة لدي إسرائيل بعد أقل من ساعة واحدة ، ومع ذلك واصلت القوات المصرية تقدمها ، وقررت الاستيلاء علي المضايق الإستراتيجية في سيناء ولكنها لم تنجح في تلك المهمة ، في حين تجاسر الإسرائيليون علي العبور إلي غرب القناة ، ساعين إلي أي نوع من المكسب الاستراتيجي ليعوضوا به فضيحة الهزيمة وذل الانكسار ، كما قررت الدول العربية المنتجة للبترول خفض إنتاجها بنسبة 5% ، ورفع سعره بنسبة 70% . ورويدا رويدا .. بدأ دور السلاح في التراجع ليحل محله دور السياسة ، وشهدت الساحة السياسية العالمية جولات مكوكية لوزير خارجية الولاياتالمتحدة هنري كيسنجر ، ورئيس وزراء الاتحاد السوفيتي أليكسي كوسيجين ، كما أصدر مجلس الأمن قرارا بوقف إطلاق النار ، وكعادتها خرقته إسرائيل تحت مسمع ومرأى الولاياتالمتحدة التي غضت الطرف ، حتى أن وزير خارجيتها لمح لإسرائيل بإمكانية مواصلة العمليات طوال الفترة التي سيستغرقها سفره من تل أبيب إلى واشنطن على أن يتوقف في لندن لعدة ساعات !! وإزاء الخرق الإسرائيلي لقرار مجلس الأمن أصدر الاتحاد السوفيتي إنذارا شديد اللهجة لإسرائيل مهددا باتخاذ إجراءات منفردة لضمان تنفيذ وقف إطلاق النار ، وكان التهديد مصحوبا بتحريك الأسطول السوفيتي في البحر المتوسط ، حيث وضع الرئيس السوفيتي بريجينيف هيبة الاتحاد السوفيتي في كفة ميزان الحرب ، وهنا بدأت الولاياتالمتحدة في تحذير إسرائيل بأن للصبر حدود وأن عربدتها يجب ألا تمس هيبة القوتين العظمتين أو تتسبب في إشعال أزمة عالمية بينهما . وبعدها في الفترة من 28أكتوبر وحتى 1نوفمبر جرت مباحثات عند الكيلو 101علي طريق السويسالقاهرة ، حيث اجتمع الوفدان العسكريان المصري برئاسة اللواء محمد عبد الغني الجمسي والإسرائيلي برئاسة الجنرال ياريف ، واتفقا علي وقف إطلاق النار وفض اشتباك القوات ، وكذلك عدة أمور أخرى فيما يتعلق بالملاحة في البحر الأحمر ، ووضع قوات حفظ السلام الدولية ، والأسري والجرحى وجثث الموتى من الطرفين ، وبذلك توقف القتال والقوات المسلحة المصرية متمركزة شرقي قناة السويس ، محتلة شريطا بطول القناة وبعرض ما بين 12–15 كم في عمق سيناء ، فتحطمت علي صخرتها قوات الغطرسة الصهيونية المقيتة ، وانهارت معها أكذوبة – لا أسطورة – الجيش الذي لا يقهر. وبعد حلقات من المساعي الدبلوماسية الحثيثة عقدت معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية في مارس 1979، واستردت مصر بموجبها أراضيها المحتلة في 25 أبريل 1982، باستثناء (طابا) التي استردتها في 1989 ، كآخر جزء من أراضينا المحتلة. ولا يبقا إلا أن نتعرف على أسماء القيادات العسكرية للجيشين المصري والإسرائيلي وقت الحرب ، ففي الجيش المصري كان الرئيس محمد أنور السادات هو رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة ، و الفريق أول أحمد إسماعيل علي وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة ، والفريق سعد الدين الشاذلي هو رئيس هيئة أركان حرب القوات المسلحة ، واللواء محمد عبد الغني الجمسي رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة ، و اللواء فؤاد ذكري قائد القوات البحرية ، واللواء محمد حسني مبارك قائد القوات الجوية ، واللواء محمد علي فهمي قائد قوات الدفاع الجوي ، و اللواء سعد الدين مأمون قائد الجيش الثاني الميداني ، واللواء عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث الميداني ، واللواء محمد سعيد الماحي مدير سلاح المدفعية ، واللواء كمال حسن علي مدير سلاح المدرعات ، واللواء مهندس جمال محمد علي مدير سلاح المهندسين ، والعميد نبيل شكري قائد وحدات الصاعقة ، والعميد محمود عبد الله قائد وحدات المظلات ، واللواء إبراهيم فؤاد مدير المخابرات الحربية. أما الجيش الإسرائيلي فقد كانت قيادات هي جولدا مائير رئيسة الوزراء ، وييجال آللون نائب رئيس الوزراء ووزير التعليم ، ويزارائيل جاليلي وزير الدولة ، وموشي ديان وزير الدفاع ، ودافيد بن اليعازار رئيس أركان حرب الجيش الإسرائيلي ، ويزرائيل تال نائب رئيس الأركان ، وبنيامين بيليد قائد سلاح الطيران ، وهوفي قائد المنطقة الشمالية ، وتسفي زامير رئيس المخابرات العامة (الموساد) ، و يوسف هرملين رئيس خدمة الأمن العام (شبك) ، وبنيامين بلومبرج مدير مكتب ربط المعلومات (لقم) ، وأهرون ياريف مستشار رئيس الحكومة لمكافحة الإرهاب ، وإيلي زاعيرا رئيس المخابرات الحربية (آمان) ، وإيلي شاليف رئيس الأبحاث والتقديرات في المخابرات العسكرية.