«جبران»: اختبارات جديدة للمرشحين للعمل بالأردن في مجالات الزراعة    سعر الذهب اليوم الاثنين 18 أغسطس 2025 في مصر.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    وزير العمل: نواجه جميع أشكال عمالة الأطفال بالتوعية والتدريب والتفتيش والحماية    ترامب يعتزم الاتصال هاتفيا ببوتين بعد محادثات اليوم مع زيلينسكي    ضياء رشوان: مقترح وقف إطلاق النار فرصة كبيرة لإسرائيل لإيقاف تداعيات غير مسبوقة داخلها    التشكيل الرسمي لمباراة ليدز ضد إيفرتون في الدوري الإنجليزي الممتاز    «ردًا على المفاجآت المدوية».. قناة الأهلي تكشف مستجدات قضية الدوري في المحكمة الرياضية    الفرق بين المواد الدراسية في الشهادة الثانوية والبكالوريا    منافسة ثنائية وصدام مستحيل.. موسم شاق ينتظر عمر مرموش في السيتي (تحليل)    قائمة ريال مدريد - ظهور ماستانتونو لأول مرة أمام أوساسونا.. وتواجد الصفقات الجديدة    رومانو: بعد إصابة لوكاكو.. نابولي يخاطب مانشستر يونايتد من أجل مهاجمه    قبل لقاء زيلينسكي وقادة أوروبيين.. ترامب: حرب روسيا وأوكرانيا هي حرب بايدن «النعسان»    فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يكشف تعاطي سائق نقل ذكي المخدرات وضبطه بالقاهرة    تقصير أم نفاق؟ أمين الفتوى يجيب على سؤال حول الفتور فى العبادة    إيهاب توفيق وفرقة كنعان الفلسطينية يضيئون ليالي مهرجان القلعة الدولي للموسيقى والغناء    مدينة إسنا تجرى إصلاحات شاملة لطريق مصر أسوان الزراعى الشرقى    برشلونة يرفض ضم نجم إنتر ميلان    أسامة السعيد: الموقف المصرى تجاه القضة الفلسطينية راسخ ورفض للتهجير    المسلماني ونجل أحمد زويل يزيحان الستار عن استديو زويل بماسبيرو    يتضمن 20 أغنية.. التفاصيل الكاملة لألبوم هيفاء وهبي الجديد    محافظ الوادي الجديد يعتمد النزول بسن القبول بالصف الأول الابتدائي بالمدرسة الرسمية الدولية    وكيل صحة الإسماعيلية تتفقد دار إيواء المستقبل (صور)    الأعلى للإعلام يعلن انطلاق الدورة التدريبية ال61 للصحفيين الأفارقة    «بيطري قناة السويس» تُطلق برامج دراسات عليا جديدة وتفتح باب التسجيل    تووليت وكايروكي يحيون ختام مهرجان العلمين الجديدة (أسعار التذاكر والشروط)    تعرف على الفيلم الأضعف في شباك تذاكر السينما الأحد (تفاصيل)    وكيل الأزهر: مسابقة «ثقافة بلادي» نافذة لتعزيز الوعي ونقل صورة حقيقية عن مصر    هل المولد النبوي الشريف عطلة رسمية في السعودية؟    البحوث الفلكية : غرة شهر ربيع الأول 1447ه فلكياً الأحد 24 أغسطس    الرقابة المالية: 3.5 مليون مستفيد من تمويل المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر حتى يونيو 2025    هل يتم تعديل مواعيد العمل الرسمية من 5 فجرًا إلى 12 ظهرًا ؟.. اقتراح جديد في البرلمان    اختبارات للمرشحين للعمل بالأردن في مجالات الزراعة.. صور    الليلة.. عروض فنية متنوعة ضمن ملتقى السمسمية بالإسماعيلية    "العدل": على دول العالم دعم الموقف المصري الرافض لتهجير الفلسطينيين من أرضهم    نسف للمنازل وقصف إسرائيلي لا يتوقف لليوم الثامن على حي الزيتون    وزير الأوقاف ناعيا الدكتور صابر عبدالدايم: مسيرة علمية حافلة بالعطاء في خدمة اللغة العربية    مصرع عامل وطفل فى انهيار منزل بدار السلام بسوهاج    حبس المتهمين بالتخلص من جثة صديقهم أثناء التنقيب عن الآثار في الشرقية    الصحة العالمية تقدم أهم النصائح لحمايتك والاحتفاظ ببرودة جسمك في الحر    الداخلية تكشف ملابسات مشاجرة بعصى خشبية أمام محل تجاري في الإسكندرية    "كان واقف على الباب".. مصرع شاب سقط من قطار الصعيد بسوهاج    القوات الإسرائيلية تعتقل 33 عاملاً فلسطينيا جنوب القدس    وزير المالية: مستمرون في دفع تنافسية الاقتصاد المصري    الشيخ خالد الجندي: مخالفة قواعد المرور معصية شرعًا و"العمامة" شرف الأمة    رضا عبدالعال: خوان ألفينا سيعوض زيزو في الزمالك.. وبنتايج مستواه ضعيف    أيمن الرمادي ينتقد دونجا ويطالب بإبعاده عن التشكيل الأساسي للزمالك    في يومها الثالث.. انتظام امتحانات الدور الثانى للثانوية العامة بالغربية    يحتوي على غسول للفم.. كيف يحمي الشاي الأخضر الأسنان من التسوس؟    «الديهي»: حملة «افتحوا المعبر» مشبوهة واتحدي أي إخواني يتظاهر أمام سفارات إسرائيل    أسعار البيض اليوم الإثنين 18 أغسطس في عدد من المزارع المحلية    «متحدث الصحة» ينفي سرقة الأعضاء: «مجرد أساطير بلا أساس علمي»    كلية أصول الدين بالتعاون مع جمعية سفراء الهداية ينظمون المجلس الحديثى الرابع    انطلاق امتحانات الدور الثاني للشهادة الثانوية الأزهرية بشمال سيناء (صور)    إصابة 14 شخصا فى تصادم ميكروباص وربع نقل على طريق أسوان الصحراوى    الخارجية الفلسطينية ترحب بقرار أستراليا منع عضو بالكنيست من دخول أراضيها 3 سنوات    استقرار أسعار النفط مع انحسار المخاوف بشأن الإمدادات الروسية    نشرة أخبار ال«توك شو» من «المصري اليوم».. متحدث الصحة يفجر مفاجأة بشأن سرقة الأعضاء البشرية.. أحمد موسى يكشف سبب إدراج القرضاوي بقوائم الإرهاب    سامح حسين يعلن وفاة نجل شقيقه عن عمر 4 سنوات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كل سنة وانتم طيبون .. اليوم عيد شم الفسيخ !
نشر في بوابة الشباب يوم 06 - 05 - 2013

لاتزال الآثار الفرعونية تواصل البوح بالكثير من أسرار قدماء المصريين، وتفاصيل حياتهم التي تشتهر بالسحر والغموض، ويقول باحثون وأثريون إن للمصريين تاريخا طويلا مع أكل الأسماك المملحة المعروفة باسم "الفسيخ" كما عرفوا حب الزهور وقدسوها وأعطوا اهتماما كبيرا للاحتفال بقدوم فصل الربيع.
وتقول الأثرية المصرية منى فتحي للجزيرة نت ، وهي كبيرة المفتشين بمعابد الكرنك الفرعونية الشهيرة، إن "إسنا" التاريخية الواقعة جنوب محافظة الأقصر (721 كلم جنوب القاهرة ) كانت أول مدينة تعرف صناعة الفسيخ بالتاريخ، وذلك ضمن طقوس احتفالاتهم بعيد " الشمو" والمعروف اليوم باسم "شم النسيم" منذ عصور الفراعنة.
وكان المصريون القدماء يستخدمون سمك قشر البياض في إعداد الفسيخ، وتعد إسنا من المدن الشهيرة في صناعة وتقديم الأسماك المجففة كقرابين للآلهة داخل المعابد، حتى صار هذا السمك رمزا للمدينة في العصر البطلمي وصار اسمها "لاثيبولس" أي مدينة سمك قشر البياض.
وعرف المصريون القدماء -تواصل الباحثة منى- عدة أنواع من الأسماك التي رسموها على جدران مقابرهم مثل سمك البوري والشبوط والبلطي والبياض، كما عرفوا البطارخ منذ عصر الأهرام، وفي أحد الأعياد كان جميع أفراد الشعب يأكلون السمك المقلي أمام أبواب المنازل في وقت واحد.
وكانت مظاهر الاحتفالات بقدوم الربيع تقام دائما على ضفاف النيل ووسط الحدائق والساحات المفتوحة، وهو الأمر الشائع لدى جموع المصريين حتى اليوم، ويقول المدير العام لآثار الأقصر ومصر العليا د. منصور بريك إن الأقصر وغيرها من المدن القديمة عرفت الخروج الجماعي إلى الساحات الخضراء وشواطئ النيل قبل آلاف السنين، وإن احتفالات المصريين في هذه الأيام بشم النسيم لا تختلف كثيرا عن احتفالات أجدادهم الفراعنة.
وعرف أهل الأقصر بتقديس الزهور منذ آلاف السنين وكان لها مكانة كبيرة في نفوسهم ونفوس كل الفراعنة، إذ كانت زهرة "اللوتس" رمز البلاد كما كان يقدمها المحبوب لمحبوبته، وتزخر مقابر الأقصر الأثرية والفرعونية -وفق د. بريك- بالصور المرسومة على جدرانها لصاحب المقبرة وهو يشق طريقه في قارب وسط المياه المتلألئة بينما تمد ابنته يدها لتقطف زهرة لوتس.
وكانت أعواد اللوتس تقدم ملفوفة حول باقات مشكلة من نبات البردي ونباتات أخرى، كما تشكل باقات الورود اليوم، كما ترى أعمدة المعابد الفرعونية مزخرفة في طراز "لوتسي" يحاكي باقات براعم الزهور. وصور المصريون أنفسهم على جدران مقابرهم ومعابدهم وهم يشمون الأزهار في خشوع يرجع بعضه إلى الفرحة ويوحي بسحر الزهور لديهم.
واحتوت السنة المصرية القديمة على العديد من الأعياد التي ارتبطت بالتقويم مثل رأس السنة وأعياد كل شهرين وبدايات الفصول، وكان من بينها - كما يقول الباحث المصري إميل نظير- عيد "الشمو" أو"شم النسيم" كما كان عيد الإله "مين" إله الخصوبة في مصر القديمة من بين الأعياد التي احتفل بها قدماء المصريين في فصل الربيع، وكان تمثاله يقام غالبا وسط مربع من نبات الخس.
الاحتفال بالأكل
وكان الربيع الذي يغير معالم ما بين الفصول عيدا عند المصري القديم لارتباطه بالشمس والنهر، ولذلك كان القدماء يتناولون فيه السمك والبصل والبيض. وصارت تلك المأكولات مظهرا ثابتا من مظاهر الاحتفالات بأعياد الربيع منذ نهايات العصر الفرعوني وبدايات العصر القبطي، وبات تناول تلك الأطعمة من العادات الباقية حتى اليوم.
وتشير الباحثة المصرية د. خديجة فيصل مهدي إلى أن قدماء المصريين اهتموا بالأعياد التي كانت مناسبة لديهم لإقامة أفراح عظيمة تغنى فيها أناشيد جماعية تنشدها السيدات النبيلات المشتركات في المواكب مع أصوات القيثارات والأغاني والأناشيد المصاحبة لحركات الرقص.
وترتبط أعياد الفراعنة بالظواهر الفلكية وعلاقتها بالطبيعة ومظاهر الحياة، ولذلك احتفلوا بعيد الربيع الذي حددوا ميعاده بالانقلاب الربيعي، وهو اليوم الذي يتساوى فيه الليل والنهار وقت حلول الشمس في برج الحمل.
وتشير د. خديجة إلى أن السنة المصرية القديمة احتوت على العديد من الأعياد التي ارتبطت بالتقويم مثل رأس السنة وأعياد كل شهرين وبدايات الفصول، وفي هذه الأعياد يحمل الكهنة تمثال معبودهم ويسيرون به في موكب مهيب يشارك فيه الجميع، ويؤدي فيه المهرجون والمغنون والراقصون فنونهم.
وكانت تقام في هذه الأعياد العروض المسرحية التي تصور أساطير معينة، وكان الأهالي وليس الكهنة، هم الذين يحتفلون بأعياد المعبودات الطيبة الصديقة والودودة.
فسيخ"شم النسيم" بين الاحتفال والتحذير
ويحذر الخبراء كعادتهم كل عام من الإفراط في تناول الفسيخ الذى يعتبرونه قنبلة موقوتة تودي بحياة من ساءه حظه وأصيب بتسمم.
ويقول الدكتور اشرف بركات أستاذ الأمراض المشتركة والوبائية بالمركز القومي للبحوث ان اهم شئ عند شراء الأسماك المملحة او المدخنة هو مراعاة ان تكون من مصدر ذو ثقة لضمان سلامتها؛ فلن يغامر مصنع كبير او تاجر مشهور باسمه ويضع بضاعة مشكوك فيها.
وأكد ان الخطر في تناول الأسماك المملحة والمدخنة في شم النسيم إنما يكمن في تلك التي تأتي من مصانع غير مشروعة "تحت بير السلم"، وذلك لان اخطر ما تحويه تلك الأسماك هو ميكروب البيتيوليزم وهي عبارة عن بكتريا تتواجد في الأسماك التي لم يتم تصنيعها بصورة سليمة، موضحاً ان السموم التي تفرزها تلك البكتريا تدخل الى الجهاز الهضمي للإنسان فيصاب بقئ مصحوب بإسهال بعد تناولها من 2 الى 12 ساعة لتنتقل الى المخ عن طريق الدم خلال 12 ساعة من تناولها وتسبب رعشة وتشنجات قد تنتهي بالوفاة.
واوضح د.بركات ان الجهاز المناعي للإنسان يقوم بدور دفاعي في مواجهة السموم التي تفرزها البكتريا المختلفة الموجودة بالأسماك المملحة والمدخنة في محاولة للحد من تأثيرها ويتمثل ذلك في الترجيع والإسهال اللذان يعتبران محاولة الجهاز المناعي للجسم حماية الجهاز الهضمي من امتصاص أكبر كمية ممكنة من السموم.
ويرى انه من الواجب عدم اكل الأسماك المدخنة مثل الرنجة نيئة بل يفضل شيها او سلقها، وفيما يتعلق بالأسماك المملحة كالفسيخ والسردين والملوحة فينصح بوضع ليمون وخل كثيرا عليهم بعد تنظيفهم جيداً.
واكد ان الأطعمة الجانبية زاهية الالوان والتي اعتاد المصريون تناولها مع آكلات شم النسيم التقليدية مثل البصل الأخضر والخس بها مواد مضادة للأكسدة تساعد على مقاومة السميات وتعمل على حماية الجسم وتنشيط الخلايا المناعية.
وأضاف أستاذ الأمراض الوبائية انه مع ان زيادة الملح في تصنيع الفسيح والرنجة يساعد على القضاء على بعض انواع البكتريا الا انه لا يمنع انتشار سمها كما انه يضيع بعض المواد المفيدة في السمك بالإضافة الى ان زيادة الملح يؤثر على جودة لحم السمكة ونعومتها لذا نجد ان الفسيخ والرنجة ذات الملح الأقل (العذبة) الأعلى سعراً.
وينهى الدكتور اشرف حديثه بالتأكيد على اهمية الاستعداد بالمنزل لاحتمالات التسمم بوجود ادوية مطهرة للجهاز الهضمي لاستخدامها عند الحاجة والاهم في الوقاية عدم شراء منتجات مجهولة المصدر مشدداً على ان الأرخص ليس دائماً الأفضل فالذي ينفقه المرء في علاج التسمم الغذائي يفوق ما يوفره من شراء المنتج الجيد.
الطازج افضل
وتقول الدكتورة منى سعد رئيس قسم الاحياء المائية بالمركز القومي للبحوث ان خطر الأسماك المملحة الكبير أنها تتسبب في شلل في المريء وترى ان ذلك الخطر اقل وجوداً في أسماك الرنجة لانها تكون مدخنة كما تنصح بأكلها بعد ان يتم قليها في نقطة زيت لضمان قتل البكتريا السامة.
وتستطرد د.منى في لقائها ومحررة أخبار مصر قائلة: "من الأفضل الاستعاضة عن تناول الأسماك المملحة والمدخنة في شم النسيم بآكلة من الأسماك الطازجة او التونة المعلبة".
وتنصح بتجنب الأسماك المستزرعة في مزارع او التي يتم تربيتها في المصارف مثل القراميط لانها تحوي على كميات كبيرة من الرصاص والزئبق والعديد من المواد السامة مثل المزارع السمكية في الحوامدية.
وتنصح الدكتورة منى سعد ايضاً بعدم شراء تونه مفتته وترى انه يجب ان ترفع على النار وتقلب جيداً للقضاء على بكتريا السلمونيلا والبيتيوليزم، وترى ان وضعها في خل وتناول البصل الأخضر يقلل البكتريا والفيروسات.
البصل مضاد حيوي
وتنصح الدكتورة نادية أبو العز أستاذ الطفيليات بالمركز القومي للبحوث بتوخي الحذر عند شراء الرنجة وتنظيفها جيداً لان عملية التدخين التي تمر بها اثناء التصنيع لا تقتل بالضرورة الديدان الخيطية التي تتواجد في الخياشيم.
وتؤكد ان تعرض الفسيخ الى الشمس قبل عملية التمليح التي يتبعها بعض المصانع غير المخالف ينتج عنها نمو البكتريا الموجودة بالسمك وإفراز السموم. وتستطرد في لقائها ومحررة أخبار مصر قائلة: "المفروض تخزين الفسيخ وتمليحه في آنية خشبية وليس من البلاستيك او الصفيح؛ لانهما ينتج عنهما سخونة تعمل على نمو البكتريا الضارة.
وأكدت أستاذ الطفيليات على اهمية نقع الفسيخ والرنجة في ليمون وخل فترة طويلة لانهما يعملان على تغيير الوسط المحيط بالأسماك المملحة فتكون أكثر آمناً، كما ان الخضروات التي نتناولها مثل البصل والخس والملانة تساعد على الوقاية من التسمم حيث يعمل البصل كمضاد حيوي وتقلل الألياف الموجودة في الخس والملانة من امتصاص السموم.
وتنصح بتجنب المشروبات الغازية عقب تناول الفسيخ والرنجة حيث تعيق عملية الهضم ولكن يمكن تناولها بعد الأكل بساعتين؛ ولكن من الأفضل تناول الشاي لانه يعمل على تقليل نسبة العطش.
الوزارة تحذر
ومن جهتها أصدرت وزارة الصحة والسكان بياناً ناشدت فيه المصريين بالإمتناع نهائياً عن تناول الفسيخ نظراً لما يمثله من خطر داهم على صحتهم، وذلك لأن طريقة تحضيره غالباً ما تكون غير آمنة من الناحية الصحية لقلة استخدام الملح بالفسيخ، وكذلك قد تستخدم الأسماك الطافية على سطح الماء والتي قد نفقت وتعرضت لأشعة الشمس وبدأت تنتفخ وتتحلل وانبعثت منها رائحة كريهة ثم يضاف إليها بعد ذلك قليل من الملح ويتم بيعها على أنها فسيخ بعد 3 أو 4 أيام .
وأشارت الوزارة إلى أن الخطر الذي يمثله تناول هذا النوع من الفسيخ قد يصل إلى الشلل التام أو الوفاة.
وتناشد الوزارة المواطنين التوجه إلى أقرب مستشفى أو مركز علاج سموم فوراً عند ظهور أي أعراض مرضية خلال ( 24 ) ساعة من تناول الفسيخ وذلك لإنقاذ حياته، حيث يتم إعطاء المصاب المصل المضاد للسم وهو العلاج الوحيد له والمصرح به ويتم عن طريق الحقن الوريدي ليتعادل مع جزيئات السم الذي يؤثر على الجهاز العصبي للإنسان، وهو عبارة عن زجاجة " 250 مللي " وقد يحتاج المصاب إلى 3 زجاجات من المصل ويتراوح عمر المصل المضاد في الدورة الدموية من [ 5 – 8 ] أيام ، وتزداد فاعليته عندما يؤخذ في الأيام الأولى من الإصابة ليمنع تطور الحالة وللحفاظ على سلامتها، وتصل تكلفته لعلاج المريض الواحد إلى 60 ألف جنيه.
وأوضحت أن الأعراض الأولى للتسمم تظهر خلال من 8 – 12 ساعة من تناول الفسيخ الملوث وهي زغللة في العين وإذدواجية في الرؤية وجفاف بالحلق وصعوبة في البلع وضعف بالعضلات تبدأ بالأكتاف والأطراف العليا وتنتقل إلى باقي الجسم وضيق بالتنفس وفشل في وظائف التنفس من الممكن أن تؤدي إلى الوفاة .
كما أن السموم الموجودة في الفسيخ لا يبطل مفعولها وتأثيرها على الإنسان إلا إذا تعرض الفسيخ إلى درجة حرارة 100 درجة مئوية لمدة عشر دقائق مثل القلي في الزيت .
يذكر أن التسمم الممباري الناتج عن أكل الفسيخ الملوث قد حدث بصورة وبائية سنة 1991 وأصاب 90 حالة في شم النسيم وأدى إلى وفاة ( 18 ) حالة ، وتم إنقاذ الباقي بإعطائهم المصل المضاد وفي عام 2007 حدثت ( 49 ) حالة منهم ( 9 ) حالات وفاة ، أما حالات التسمم الممباري التي حدثت خلال عام 2008 هي ( 26 ) حالة إصابة منهم ( 4 ) وفاة ، وفي 2009 حدثت ( 16 ) إصابة منهم ( 2 ) وفاة ،وفي 2010 ( 23 ) حالة منهم حالتين وفاة ، ولم تحدث حالات مؤكدة خلال عامي 2011 و 2012 .
طبيب مصرى: الفسيخ معمل للسموم البيولوجية
أكد الدكتور "مجدى بدران" عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشارى طب الأطفال وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس أن الفسيخ بما يحتويه من بكتريا مقاومة للأملاح يعد سلاح المستقبل ومعملا للحرب البيولوجية..
لاحتوائه على أنواع من البكتريا تفرز سموما تعد من أقوى السموم المستخدمة فى الحرب البيولوجية مثل سم البويتولينام ، وذلك فى حالة عدم توفر الشروط الصحية السليمة فى تمليح تلك الأسماك .
وأوضح - فى تصريح صحفي غداة الاحتفال بشم النسيم - أن هناك ثلاثى يسبب حساسية الفسيخ وهم البكتريا المكونة للهيستامينات " مسببات الحساسية " ، وإنزيم هيستيدين ديكاربوكسيليذ ، والهيستامين ، لافتا إلى أن هذا الثلاثى يقل تأثيره بالتجميد والغليان فيما عدا الهيستامين .
وقال : إن الأبحاث العالمية الحديثة كشفت عن أن بعض أنواع من البكتريا المكونة للهيستامين لا تتأثر بالملح بل إنها تحبه أيضا وتنشط فى وجوده وبعضها لايتأثر بغياب الأكسجين ، ويفرز مسببات الحساسية بصورة كبيرة .
وأضاف أن الهيستامين يسبب انتفاخ الأوعية الدموية وانخفاض ضغط الدم ، وانقباض عضلات الممرات الهوائية فى الشعب واحمرار الجلد وحرقان الفم والصداع والميل للقىء بما يعطى إنذارا طبيعيا مبكرا ينبه الإنسان لتعرضه للخطر.
وأشار اإلى أنه بالملاحظة وجد أن شم النسيم يتزامن مع زيادة معدلات الحساسية وأن تناول الأسماك المملحة تحمل فى طياتها خطرين داهمين على صحة الإنسان يتمثلان فى.. احتمالية فساد تلك الأسماك ، والملوحة الزائدة التى تتميز بها ، والتى قد تسبب حساسيات وقىء وإسهال وتضر بالقلب والكلى والكبد وترفع ضغط الدم وتضاعف الأزمات الربوية .
وينصح الكتور بدران المصريين بعدم الإسراف فى تناول الأسماك المملحة ، مشيرا إلى أن أى فساد أو تلوث بها لا يستطيع المستهلك اكتشافه بالعين المجردة أو بالشم حيث تغطى رائحتها النفاذة على أى روائح فاسدة ، فيلتبس الأمر على المشترى .
وأكد أن تناول السمك المشوى أفضل من تناول الفسيخ ، وأن الرنجة أقل خطورة من الأسماك المملحة لتعرضها للحرارة قبل تناولها ، وأنه يمكن إبطال مفعول السموم الموجودة فى الفسيخ بقليه فى الزيت مع تناول السلطة وشرب عصير الليمون معه .
وذكر أن هناك فئات معرضة لمخاطر الفسيخ أكثر من غيرها وهم الأطفال والحوامل ومرضى القلب وناقصى المناعة ، محذرا من تناول الأطفال للأسماك المملحة بصفة عامة لاحتمال إصابتهم بنزلات معوية والإصابة بالتسمم .
وأوضح أن البكتريا تتكاثر فى الخياشيم والأمعاء وتنشط بعد موت الأسماك .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.