ندى طارق.. بنت فى العشرينات من عمرها قضت أربع سنوات من حياتها تحلم باليوم الذى ستتخرج منه من كليتها لتصبح اكبر مرشدة سياحية فى بر مصر كلها ولكن تشاء الأقدار ان ندى تتخرج بتقدير جيد جدا وتنضم لطابور العاطلين وتشعر كمن سابقوها ومن سيلحقوها ان حياتها ليس لها لازمة وانها ضيعت وقتها على الفاضى, لكن ندى تميزت عن أقرانها بأنها رفضت لقب عاطلة مع مرتبة الشرف وتحدت الظروف والواقع وقررت ان يكون لها لازمة وتخطط لحياتها بعيد عن الروتين وقيود الشهادة الجامعية ...تعالوا نعرف قصة ندى منها شخصيا... . . تخرجت فى كلية سياحة وفنادق لأكون مرشدة سياحية وبحثت فى كل شبر فى القاهرة على وظيفة مناسبة ولم اجد وفى الاخر اضطرت انى اقبل الوظائف الغير مناسبة بسبب رفضى الدائم لفكرة البطالة مش بعد تعب وجهد ودراسة وارق وسهر اقعد فى البيت واستمرت فى وظائف متعلقة بنسبة 30% بمؤهلى الدراسى وال70% الباقين ليس لهم علاقة باى شىء فى الدنيا , وكنت راضية وبقول الحمد لله حالى احسن من غيرى اللى مش لاقين اى وظيفة والسلام ومع انى كنت راضية لكن عمرى ما حسيت بنفسى كنت دائما اشعر بملل من اللى بعمله وكان فى بالى على طول ان لازم اخرج من الحفرة التى دفنت نفسى بها ولان انا من اسرة تعشف الفن بالوراثة فامى وابى مهندسين معماريين وجدتى كانت محترفة رسم على الحرير والزجاج فبالفطرة اكتسبت موهبة الديكور والتصميم وكنت طول عمرى لما نروح نصيف اقعد الم الصدف والزلط من على الشاطىء وكنت بلاحظ انه مخرم ربانى فكنت احضر خيط مطاط وابدا فى عمل خواتم وكانت بالنسبة لى فى البداية هواية صيف مش اكتر. بعد تخرجى من الجامعة وتعثرى فى كذا وظيفة غير لائقة قررت استغل نفسى وابدا حياة جديدة معتمدة فيها على ذاتى وموهبتى وليس شهداتى واوراقى وبالفعل قررت ان اتعلم تشكيل الزجاج بالنفخ ولكن واجهتنى مشكلة ان الزجاج البلدى بدا ينقرض فى مصر بسبب التطورات واصبح ديكور الزجاج معتمد على الاللات وهذه كانت اول طموح وفشلت فيه ولكن لم استسلم فحصلت على دورة تدريبية فى صناعة الخزف بالفسطاط وطبعا هذا ساعدنى على التحكم فى تشكيل الاشياء بيدى بشكل ادق ولم اكتفى بذلك ولكن حصلت ايضا على دبلومة فى العمارة والاثار الاسلامية لانى بعشق التصميمات الاسلامية ودائما ما تمجنى بافكار ديكورية كما حصلت على دورة فى صناعة الحلى بساقية الصاوى فى اصعب قسم وهو المعادن , وبذلك شعرت انى لاول مرة بدرس صح بتعلم المناهج اللى هتفدنى بجد واصبحت قادرة على تتشكيل المعادن بكل احجامها والوانها واذواقها بشكل مبتكر ومختلف و اخرجت تصميمات غير تقليدية. وبدأت أتخصص فى تصميم الحلى كالخواتم والاساور والبروشيه والانسيال والعقد من الصدف وخشب البحر والرمل الابيض والضمغ والخروب وقشر البندق ونواة الخوخ والبيكان والمكرونة وطبعا استخدامى لمثل هذه الخامات الطبيعية الغريبة اعطى لمنتجاتى التميز والانفراد والروعة فى الشكل وبدات اتجار بها فى محيط اسرتى الصغيرة ثم اتسع الامر الى عائلتى الكبيرة ثم اصحابى اللى عرفوا اصحابهم واقاربهم الى ان وصلت لمرحلة البيع لناس ليس لى علاقة بهم وساعدنى فى ترويج منتجاتى صفحتى على الفيس بوك والتى انشر عليها صور اعمالى من الحلى واسعارها وطبعا جاء لى زبائن كثيرون من هذه الطريقة وبذلك استطعت عمل مشروع مربح باقل التكاليف لانى بستخدم خامات طبيعية متواجدة فى كل بيت مصرى وبيكون هناك فائض منها كثير اضافة الى انى عملت دعاية لنفسى ببلاش . كنت اتوقع نجاح المشروع لاقتناعى التام ان الحلى والزينة هى من اهم اهتمامات المراة وقد يصل لدرجة انه اهم من المكياج عند بعض البنات فالعقد هو تاج المراة المحجبة التى لا تملك تسريحة شعر والخواتم شىء ضرورى عند كل بنت لكن ما انجح المشروع بشكل خاص اننى من البداية وانا متوجهة الى الشباب الذى يبحث عن الجديد طول الوقت وانا قدمت له هذا الجديد الاعقاد والخواتم والاساور تملىء الاسواق وباسعار مناسبة لكن عندى انا البنت بتلاقى الجديد اللى مش موجود فى اى مكان تانى ودائما البنات بيكون عندهم هاجس انها تكون المتميزة عن الباقين وترتدى شىء مختلف وملفت للنظر وهذا ما قدمته لهن. شغلى قائم على الفكرة وليس الخامة وهذا ما يميزنى فالمعادن سهلة التشكيل تساعدنى فى التعبير عن افكارى بشكل حر واسهل المعادن التى اتعامل معها هى النحاس لانه سهل التشكيل والزلط لانه مثقوب بطبيعته اما اصعبها واعلها تكلفة هو البلاستك حيث لا بد من صهره بالنار وهذا يتطلب الدقة واليقظة التامة لأنه يصعب ضبط القياسات بعد الصهر في حين أن المعادن سهلة التشكيل والزلط يحمل التشكل لأنه يكون مثقوبا بطبيعته. أما الطحالب والأصداف البحرية فهي نادرًا ما تستحمل الضغط والتشكيل نظرًا لأنها تحمل بداخلها كمية من المياه. تسيح ومع ذلك ما يحدد سعر المنتج عندى هو الفكرة ومدى المجهود الذى بذل فيها وليس سعر الخامة . انا بدأت مشروعى من الصفر وخطوة خطوة الموضوع بدا يتطور ويتوسع واتمنى ان فيما بعد يكون هناك مقر منفصل عن بيتى للمشروع أستطيع من خلاله التوسع فى الانتاج والتوزيع واحقق حلمى فى تشكيل معدن الذهب وأكون اول جواهرجية فى مصر.