قررت محكمة جنايات القاهرة اليوم إخلاء سبيل صفوت الشريف رئيس مجلس الشوري السابق في قضية تسهيل التربح من المال العام لصالح نجله أشرف.. والذي اتهمته نيابة الأموال العامة العليا بإصدار قرار بالأمر المباشر بترسية عطاء مناقصة حق الإعلان في قناة النيل الدولية لصالح شركة نجله عندما كان وزيرا للإعلام.. لكن مصدر قضائي في المكتب الفني للنائب العام، قال إن قرار محكمة الجنايات الصادر، بشأن إخلاء سبيل صفوت الشريف، رئيس مجلس الشورى السابق، في قضية الاستيلاء على أموال اتحاد الإذاعة والتليفزيون وتسهيل تربح نجله من خلال شركة الإعلانات التي كان يديرها، جاء خاضعًا للسلطة التقديرية للمحكمة وفقًا لما بدا لها من دواعي لإخلاء سبيل المتهم بضمان محل إقامته. وأوضح أن القرار خاص بقضية واحدة فقط ولا يسري على كافة القضايا التي يحاكم «الشريف» فيها ، وقال المصدر إن الشريف محبوس على ذمة قضايا فساد مالي وإداري أخرى، وصدرت بشأنه قرارات حبس احتياطي على ذمة التحقيقات فيها، الأمر الذي يجعل إطلاق سراحه بموجب ذلك القرار أمرًا مستبعدًا، لافتًا إلى أن نيابة الأموال العامة تدرس الطعن على القرار الصادر من محكمة الجنايات أمام محكمة الاستئناف. 45 عاماً فساد الغريب أن قرار الإفراج عن صفوت الشريف يتزامن مع مرور 45 عاماً علي خضوعه للتحقيق في أول قضية فساد ، فحتى وإن خرج صفوت الشريف.. فلن يستطيع أحد أن ينسى تاريخه الأسود.. فقد ولد صفوت الشريف في 19 ديسمبر1933 وعمل ضابطا بالمخابرات تحت اسم حركي هو "موافي" حتى وصل إلي رتبة المقدم وهي آخر رتبة عسكرية حصل عليها أثناء خدمته في المخابرات مع صلاح نصر وحسن عليش قبل أن تتم محاكمته في قضية انحراف المخابرات عام 1968 بعد النكسة مباشرة. أما عن التحقيق معه في قضية انحراف المخابرات في 1968، وكان متهماً فيها بالقيام بعمليات السيطرة" الكنترول"التي قام بها قسم المندوبين بالمجموعة 98 منذ عام 1963 عن طريق تجنيد عناصر من السيدات لاستغلالهم في هذه العمليات. وقال موافي في التحقيقات: أنا التحقت بإدارة المخابرات العامة منذ سنة 1957 وكنت قبل ذلك أعمل ضابطاً بالجيش وبعد انضمامي للمخابرات تدربت في الفرقة ثم عملت كضابط وحدة ميدان في التحريات والمراقبات لمدة حوالي سنة وبعد ذلك تفرغت لعملية خاصة وهي عملية الجاسوس فؤاد محرم ثم عملت في تدريب بعض العاملين بالإدارة حتى سنة 1962 حيث عملت في قسم المندوبين بالمجموعة 98 وكنت رئيس مكتب فرعي هو مكتب الهيئات الدبلوماسية وكان يرأس قسم المندوبين في ذلك الوقت جمال عباس واسمه الحركي "محرم" ثم عينت في أوائل سنة 1963 رئيساً لقسم المندوبين حتى ديسمبر سنة 1964 وتخلل هذا انشغالي في فرقة تدريب ضباط من نوفمبر سنة 1963 حتى إبريل سنة 1964. وتفرغت بعد ذلك أي بعد ديسمبر سنة 1964 لتدريب فرقة ضباط أخرى حتى يوليو سنة 1965 وفي الوقت ده شكلت هيئة الأمن القومي وضمت المجموعة 98 والمجموعة 52 الخاصة بالنشاط والأمن الداخلي بما في ذلك قسم المندوبين الذي كان تابعاً أصلاً للمجموعة 98، وعينت رئيساً لمنطقة العمليات(410) لتي كانت تضم وحدات المراقبات والتحريات وقسم المندوبين وكان يرأس هيئة الأمن القومي حسن عليش الذي كان من قبل رئيساً للمجموعة 98 وكانت المنطقة التي أرأسها تابعة لإدارة العمليات التي يرأسها جمال عباس والتي تتبع بدورها هيئة الأمن القومي واستمريت في هذا العمل حتى 26/8/1967 وهو تاريخ التحفظ عليّ وأخطرت بإحالتي للمعاش في 26/9/1967. أما عن عمليات الكنترول فقال: كان يطلق عليها أيضاً العمليات الخاصة أو بعبارة أدق التي كانت جزءاً من العمليات الخاصة يقصد بها الحصول على صور أو أفلام تثبت وجود علاقة جنسية مشينة للشخص المطلوب السيطرة عليه حتى يمكن استغلال هذا الأمر في أعمال المخابرات في الضغط على هذا الشخص علشان أشغله معايا أو تجنيده للعمل لحساب المخابرات وقد تستخدم هذه العمليات على مستوى سياسي كسلاح في يد الدولة بالنسبة للشخصيات الكبيرة في البلاد الأخرى وأحياناً أعمل الكنترول على شخص مجند فعلاً لضمان ولائه لجهاز المخابرات وإيجاد وسيلة استخدمها في الوقت المناسب للضغط عليه إذا ما حاول أن يقوم بعمل مضاد لي أي لجهاز المخابرات. وكان يمكن لتلك المحاكمة أن تلقي بالشريف خارج الملعب السياسي، ولكنه يجيد اللعب على كل الحبال، فقد أعاده السادات للخدمة مرة أخري في جهاز التليفزيون وعمل موظفا في إحدي قطاعات هيئة الاستعلامات، ثم أصبح وكيلا لهيئة الاستعلامات وهو الموقع الذي قفز منه إلي منصب رئيس الهيئة بسرعة، مما أتاح له أن يتولى أمانة الإعلام بالحزب الوطني ثم بقدرة قادر يصبح وزيرا للإعلام في عام 1982. وفي 2004 واجه الشريف أخطر الأزمات في حياته عندما غادر إمبراطوريته في ماسبيرو بعد 23 عاما وانتقل إلي مجلس الشوري، والبعض يؤكد أنه استغل منصبه كرئيس للمجلس الأعلي للصحافة وللجنة شئون الأحزاب وقام بالموافقة علي إصدار تراخيص لصحف وأحزاب، وأدار معركته بذكاء نجح خلالها في عمل نيولوك جديد لمجلس الشوري بل إنه صنع بيده أزمات سياسية عديدة وتدخل لحلها لأنه الوحيد القادر علي ذلك، حتى يبقي في دائرة الضوء ، ولكنه في نفس الوقت كان أحد كبار رجال النظام السابق.