قضي صفوت الشريف, رئيس مجلس الشوري امين عام الحزب الوطني سابقا, اول ليلة في سجن ليمان طرة صامتا رافضا حتي التحدث أو الاجابة عن الحراس الذين كانوا يمرون عليه للاطمئنان علي حالته من ان لاخر وبدا الشريف مطأطئ الرأس طيلة الوقت داخل زنزانته, إلا انه كان يتعمد اظهار تماسكه وكان ينظر نظرات استنكار وتعال لكل من يحاول التعامل معه من حرس السجن, كما انه رفض تناول اي طعام أو حتي الدواء الذي احضره له احد اقاربه لمعاناته من امراض الشيخوخة. وقد ظل الشريف جالسا علي سريره طوال الليل ولم ينم حتي تم نقله للتحقيق معه أمس في الاتهامات الموجهة له بالاشتراك في موقعة الجمل, واحضر معه حقيبة كان بها بنطلون ترينج وتيشرت لونهما ابيض ارتداهما داخل الزنزانة بينما احضر بنطلونا وقميصا اخرين لونهما ابيض ارتداهما للانتقال بهما إلي النيابة للتحقيق. وكان الشريف يريد الاحتفاظ بهاتفه المحمول بدعوي اجراء اتصالات باسرته لطمأنتهم عليه إلا أن إدارة السجن رفضت لان هذا ممنوع قانونا واخبروه بأنهم يمكنهم زيارته بإذن قضائي وقد ظل ابن شقيقته ابراهيم العقباوي معه حتي صدر قرار حبسه وبالطبع سيبلغ اسرته بنقله للسجن وبحالته. وكشف مصدر بوزارة العدل ان الشريف طلب أول أمس من سلطات التحقيق عدم ترحيله إلي السجن إلا في ساعة متأخرة من الليل في حال صدور قرار بحبسه لانه يخشي من اعتداء المواطنين عليه ولايريد ان يراه احد وهو يركب سيارة الترحيلات, ولكن سلطات التحقيق رفضت طلبه مؤكدة ان في الوقت الذي ستنتهي فيه التحقيقات سيتم تنفيذ اي قرار يصدر في حقه فورا وان السلطات هي الكفيلة بتوفير التأمين اللازم له ولاي متهم. ولد محمد صفوت الشريف في13 ديسمبر1933 حصل علي بكالوريوس علوم عسكرية. والتحق بإدارة المخابرات العامة منذ سنة1957 وكان قبل ذلك يعمل ضابطا وبعد انضامه للمخابرات تدرب في الفرقة ثم عمل كضابط وحدة ميدان في التحريات في الفرقة ثم عمل كضابط وحدة ميدان في التحريات والمراقبات لمدة نحو سنة وبعد ذلك تفرغ لعملية خاصة وهي عملية الجاسوس فؤاد محرم ثم عمل في تدريب بعض العاملين بالإدارة حتي سنة1962 حيث عمل في قسم المندوبين بالمجموعة98 وكان رئيس مكتب فرعي هو مكتب الهيئات الدبلوماسية وكان يرأس قسم المندوبين في ذلك الوقت جمال عباس واسمه الحركي محرم ثم عين في اوائل سنة1963 رئيسا لقسم المندوبين حتي ديسمبر سنة1964 وتخلل هذا انشغاله في فرقة تدريب ضباط من نوفمبر سنة1963 حتي ابريل سنة1964 وتفرغ بعد ديسمبر سنة1964 لتدريب فرقة ضباط اخري حتي يوليو سنة1965 وفي ذلك الوقت شكلت هيئة الامن القومي وضمت المجموعة98 والمجموعة52 الخاصة بالنشاط والأمن الداخلي بما في ذلك قسم المندوبين الذي كان تابعا اصلا للمجموعة98 وعين رئيسا لمنطقة العمليات410 التي كانت تضم وحدات المراقبات والتحريات وقسم المندوبين وكان رأس هيئة الأمن القومي حسن عليش الذي كان من قبل رئيسا للمجموعة98 وكانت المنطقة التي يرأسها تابعة لإدارة العمليات التي يرأسها جمال عباس. كان الشريف في بداية عمله في المخابرات أيام مجد صلاح نصر الاسم الأكثر اثارة في هذا العالم المليء بالاسرار وجد صلاح نصر في الضابط الشاب صفوت الشريف مواهب خاصة جدا تؤهله لاداء المهام الخاصة فعهد إليه ببعضها ونفذها بجدارة وكان ان قرر مكافأته وترقيته بمهمة أكثر صعوبة مما سبق وكانت المهمة هي الايقاع بسعاد حسني السندريلا التي يعشقها الجميع ولأنها لم تكن من هذا النوع الذي يمكن ان تستميله بالمال أو يمكن أن تدخل في علاقة خاصة مع ثري أو رجل له نفوذ فكانت خطة صفوت الذي كان معروفا باسمه الحركي موافي أن يورطها في علاقة عاطفية مع شاب ادعي أنه أجنبي وفي حقيقة الأمر انه كان يعمل بإذاعة البرنامج الأوروبي ويجيد الحديث بعدة لغات وانبهرت السندريلا بالشاب الاجنبي. والتقت به عدة مرات وكان موافي قد زرع كاميرات دقيقة في المكان الذي يشهد لقاءاتهما ورصدت الكاميرات دقائق وتفاصيل تلك اللقاءات قبل ان تكتشف السندريلا أن الشاب الذي اعجبت به هو شاب مصري مدسوس عليها من ضابط المخابرات وتكتشف ايضا أنها وقعت في مصيدة يصعب الافلات منها وكان عليها أن تستجيب لابتزاز موافي بعض الوقت لكنها سرعان ما تمردت عليه فكان يلاحقها بطريقة استيفان روستي حتي تمكنت من أن تخلع منه تماما بعد سقوط صلاح نصر ومحاكمته وفي نهاية الستينيات تصاعد نجم سعاد حسني في سماء السينما وتصاعد ايضا نجم صفوت الشريف في عالم المهمات الخاصة إذ كان يعمل في هيئة الاستعلامات وقد اطيح برئيسه د.مرسي سعد الدين شقيق بليغ حمدي ثم جلس علي كرسيه. وفي بداية عصر مبارك اصبح وزيرا للإعلام علي مدي30 عام من الوزارة وتجددت فرصة الالتقاء مع كل نجمات السينما والتليفزيون ومنهن طبعا سعاد حسني التي قدمت مسلسل هو وهي بطلب خاص من صفوت الذي تعهد فيه بتوفير كل الامكانيات التي تطلبها. كان الشريف أحد الأعضاء المؤسسين في الحزب الوطني الديمقراطي عام1977 وشغل منصب الأمين للحزب من2002 الي2011 وتولي منصب وزير الإعلام قبل أن يصبح رئيسا لمجلس الشوري وهو أحد أفراد ما يسمي الحرس القديم بالحزب الوطني الديمقراطي الذي كان لديه أغلبية النواب في البرلمان.. عرف بقربه من الرئيس السابق حسني مبارك