كل المحلات مغلقة وأنوار الحى الذى كانت لا تهدأ إلا مع قدوم الساعات الأولى مع صباح أى يوم جديد أصبحت جميعها خافتة ، وبعد أن كان الميدان الرئيسى لهذا الحى يقصده الجميع لحضور إحتفالات غنائية و"كرنفالات"، أصبح ميداناً سياسياً وأرضاً لإشتباكات وكر وفر ، كلامنا عن منطقتى الكوربة وروكسى اللتين تحيطان بقصر الإتحادية، بوابة الشباب كانت هناك ورصدت أول ليالى الكوربة الثورية. كتب : محمد المراكبى – هاجرإسماعيل – محمد فتحى علي سيارة تحمل عدد كبير من السماعات وقف الفنان خالد الصاوي والي جواره النائب السابق زياد العليمي وعضو ائتلاف شباب الثورة خالد السيد وعضو حركة شباب من أجل الحرية والعدالة ،محمد عواد والملقب ب " هتيف الثورة " وبدأ يهتف ضد الدستور والدعوة للاستفتاء عليه اضافة الي انتقاد الإعلان الدستوري. وأكد الفنان خالد الصاوي أمام الحشد - الذي قدرته وكالة الأنباء الألمانية بأنه وصل الي 200 ألف متظاهر أمام قصر الاتحادية فقط - أن كل المصريين احترموا شرعية صناديق الانتخابات ويتمنون أن تدفع البلد الي الأمام، ولكن تصرفات الرئاسة وموقفها من الجمعية التأسيسية للدستور اضافة الي الوضع الاقتصادي الذي يزداد سوء يوميا، اضافة إلي الغدر بعمال المحلة وحلوان وتعرضهم للضرب علي أيدي البلطجية ، كل ذلك أضطر الناس للتظاهر ، وطلب الصاوي من المتظاهرين في كل أنحاء الجمهورية الخروج الي الشوارع والميادين للمطالبة باسقاط الاعلان الدستوري ووقف الاستفتاء علي دستور لا يوجد عليه اجماع شعبي ولا يعبر عن رغبة كل المصريين اضافة الي توصيل رسالة الي كل دول العالم أن مصر بها معارضين لما يحدث ، ووصف المظاهرات بأنها أول مليونية تضم كل فئات الشعب المصري من عمال وفلاحين ورجال أعمال ومصريين عاديين لا يرغبون الا في العيش بكرامة وأن يحصل أبنائهم علي فرصة تعليم وعمل جيدة. ومن أبرز الوجوه الفنية التى بدأت تظهر فى الميدان مع منتصف الليل كان المطرب محمود العسيلى،الذى بدأ التجول مع مجموعة من أصدقائة بمحيط قصر الإتحادية،وأثناء هذا التجول كان يستوقفه البعض لإلتقاط صور تذكارية معه فى لحظات تاريخية مثل هذه،وكان البعض الأخر يسأله عن رأية فيما يحدث. بوابة الشباب أستوقفت العسيلى وسألته لماذا حضر وما رأيه فيما يجرى ، فقال : الأيام التى نمر بها تاريخية ، وهذه اللحظات يجب علينا جميعا أن نشارك فيها لأننا نحدد الأن مصير مصر السياسى ، وكل ما أتمناه أن يمر الله هذه الأيام على خير، ولا يسقط شهداء من أبناء هذا الوطن مرة أخرى. هذا وقد بدأت كل مجموعة من الشباب المشاركين فى مظاهرات الإتحادية أمس أن يبحثون عن أماكن خالية على الأرصفة يجلسون عليها ويلتقطون أنفاسهم بعد فض الإشتباك مع قوات الشرطة،وما أن أرتاح الجميع بدأ المكان يشهد ليالى سمر متفرقة، فهناك مجموعة تجلس وتغنى أغانى وطنية ،ومجموعة أخرى تجلس وتتحاور حول الدستور ومواده وموقف الرئاسة من القضاه. وكانت غالبية المتواجدين فى الميدان من طلاب الجامعات وأهالى مصر الجديدة،وعدد من القضاه الذين يشاركون بصافتهم الشخصية. ومن جانب أخر كانت الشوارع الرئيسية المحيطة بقصرالإتحادية لاتفرق كثيرا عن محيط القصر، ولكنها كانت مختلفة عن مظهرها اليومى فجميع محلات الملابس وفروع شركات إتصالات "الموبايل" وكافيهات الكوربة الشهيرة ومحلات المجوهرات والألماس التى تشتهر بها الكوربة كانت مغلقة. . ولم يفتح أبوابه غير محلات البقالة ومطاعم الوجبات السريعة والفول والطعمية والمقاهى،ومن أشهر هذه المقاهى كانت مقهى السوايسة التى تعتبر الأقدم والأشهر فى مصر الجديدة والتى امتلأت بالزبائن من الشباب الذيت أعتادوا الجلوشس عليها من أبناء الحى والشباب السائر أمام الإتحادية،والجميع بالداخل يتحدث ويتناقش عن الوضع الحالى وسيناريوهات الأيام القادمة والغريب فى الأمر أن من تحدثنا معهم من سكان الحى غير غاضبين من الثوار وحالة الفوضى التى تمت أمام الإتحادية،بل سعيدين بها جدا وبإنتفاضة الشباب ومعارضتهم للرئيس إذا وجدوه يتحول عن مساره.