منى الحسيني: مصر استقرت في عهد السيسي    "الحصان" الرمز الانتخابي ل4 مرشحين عن حزب العدل بانتخابات مجلس الشيوخ    البنوك المركزية تُضيف 20 طنًا من الذهب لاحتياطياتها في مايو الماضي    قرار جمهوري بالموافقة على اتفاقية إعداد خارطة طريق نحو تخفيض انبعاثات الميثان في مصر    القسام تعلن استهداف 3 دبابات إسرائيلية شرق مدينة جباليا الاثنين الماضي    مسئول بصحة غزة: إصابات مراكز المساعدات تحولت إلى عبء لا تطيقه المستشفيات    ترامب "غير راضٍ" عن موقف بوتين بشأن أوكرانيا: يريد الاستمرار في استهداف الناس    كيميتش: وفاة جوتا تؤثر على بايرن ميونخ أيضا    أحمد الكأس: شيكابالا أسطورة الكرة المصرية.. ويعشق الزمالك    غياب رونالدو عن جنازة جوتا وشقيقه يثير جدلا واسعا في البرتغال    الأهلي يواجه 3 أندية عربية في معسكر تونس    الثانوية العامة 2025.. مراجعة في الرياضيات البحتة    محافظ المنوفية يزور مصابي حادث الإقليمي بمستشفى الباجور ويوجه بتقديم الدعم الطبي الكامل    الأرصاد: غدا طقس شديد الحرارة رطب نهارا مائل للحرارة رطب ليلا والعظمى بالقاهرة 36    كان يريد الهرب.. مصرع شاب قفز من الطابق الخامس بعد احتجازه في الطالبية    كسر أرقام بيت الروبي.. المشروع X يتقدم للمركز الثالث في قائمة الأفلام الأعلى إيرادا بالسينما المصرية    موعد صيام يوم عاشوراء وأفضل الأدعية والأعمال المستحبة    الصحة: ارتفاع ضحايا حادث الطريق الإقليمي اليوم ل9 وفيات و11 إصابة    ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات بولاية "هيماشال براديش" الهندية إلى 72 قتيلا    الرئيس السيسى يستقبل المستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبى.. فيديو    مصروفات المدارس الرسمية 2026 وموعد سداد الأقساط    محافظ الدقهلية يتفقد بدء تشغيل تجربة الجمع من المصدر بمدينة مبارك    الحماية المدنية تُسيطر على حريق "تاكسي" ببورفؤاد في بورسعيد.. صور    ضبط 5 أطنان من الدقيق المدعم في حملات تموينية خلال 24 ساعة    السيطرة على حريق داخل شقة سكنية فى منطقة المرج دون إصابات    وزير الإسكان ومحافظ بنى سويف يتابعان سير العمل بمنظومتى مياه الشرب    إلهام شاهين برفقة كريم عبد العزيز والكدواني وإيمي من حفل زفاف حفيد الزعيم    جيش الاحتلال يواصل استهداف طالبى المساعدات فى غزة    دورتموند عقدة تشابي ألونسو قبل موقعة مونديال الأندية    منطقة الغربية الأزهرية تحتفل بتكريم أوائل مسابقة حفظ القرآن الكريم بحضور قيادات الأزهر    عمرو أدهم: تجربة الرمادي مع الزمالك نجحت رغم التشكيك    آخر تطورات رحيل وسام أبو علي.. 3 عروض والأهلي يطلب 10 ملايين دولار    الليلة.. عرض درامي يناقش زيف المشاعر في «العائلة الحزينة» على مسرح العجوزة    طريقة عمل العاشوراء في المنزل بمكونات بسيطة    الصحة: زراعة 12 صماما رئويا بالقسطرة التداخلية العلاجية مجانا بمعهد القلب خلال 6 أشهر    رئيس جامعة دمياط يستقبل ممدوح محمد الدماطي وزير الآثار الأسبق    تنسيق الجامعات 2025.. ننشر جدول أماكن أداء اختبارات القدرات لطلاب الثانوية العامة    أمين عام "الجبهة الوطنية": تقدم 10 مرشحين للحزب على المقاعد الفردية بأوراق ترشحهم اليوم    محمود الطحاوى: يوم عاشوراء من النفحات العظيمة وصيامه يكفر ذنوب السنة الماضية    رسائل مهمة من السيسي لرئيس مجلس النواب الليبي    تبدأ من العلمين وتنتهي بالسعودية.. تامر عاشور يستعد ل3 حفلات خلال أغسطس المقبل    تنسيق الجامعات 2025.. ما هي رسوم التقدم لحجز اختبارات القدرات؟    مصر تشارك ب 10 كوادر طبية في برامج تدريبية بالصين لتنمية المهارات    أسوان تنضم لمنظومة التأمين الصحي الشامل.. خطوة جديدة نحو مجتمع صحي وآمن    الجار قبل الدار    وزير الري: جار إعداد منصة رقمية لمتابعة صيانة وتطهير المساقي الخصوصية    جهاز المشروعات يتعاون مع الوكالة الفرنسية للتنمية لدعم مشروعات المرأة المصرية    أولى تصريحات مدرب الهلال بعد الخروج من مونديال الأندية    تفاصيل تعديلات قانون أعضاء المهن الطبية قبل مناقشته بالنواب.. إدراج أخصائي تكنولوجيا العلوم الصحية.. وضم خريجي هذه الكليات    الصين: الحرب لن تحل مشكلة البرنامج النووي الإيراني    اليوم.. نظر محاكمة 37 متهما بخلية التجمع الإرهابية    في هذا الموعد.. نجوى كريم تحيي حفلًا غنائيًا في عمان    علاء مبارك يعلق علي دعوة إثيوبيا لمصر بحضور حفل افتتاح سد النهضة    تعرف على أسعار الحديد في مستهل تعاملات اليوم السبت    ربع نهائي كأس العالم للأندية| تشيلسي يتقدم على بالميراس في الشوط الأول    اليوم عاشوراء.. صيامه سنة نبوية تكفّر ذنوب عام مضى    أسعار الذهب اليوم في السودان وعيار 21 الآن ببداية تعاملات السبت 5 يوليو 2025    4 أبراج «أثرهم بيفضل باقي»: متفردون قليلون الكلام ولا يرضون بالواقع كما هو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إنفراد .. بطل فيلم "القاهرة30" يعيش مع مجاذيب الشوارع!
نشر في بوابة الشباب يوم 29 - 06 - 2010

فاكرين على طه في فيلم القاهرة 30 .. الثائر في وجه الفساد والاحتلال..الشاب الذي كان ينتقد كل السلبيات حوله، بداية من نفعية صديقه محجوب عبد الدايم "حمدي أحمد" وظروف الذل والفقر التي فرقته عن حبيبته إحسان " سعاد حسنى "
وفى الفيلم أنتهي الأمر به إلى الاحتماء بالناس في شوارع وسط البلد وهو يحذرهم من الطوفان بمنشوراته الوطنية...ومر ما يزيد على 44 عاما على هذا المشهد ولكن "على طه" اندمج في الدور ولم يقدر على مفارقته...أصبح الفنان عبد العزيز المكيوي في حياته العادية نسخة واقعية من على طه... ولكنه أكثر بؤسا بكثير!
قبل هذا الفيلم كان يتوقع له الكثيرون مستقبلا باهرا لدرجة أنه كان المثل الأعلى لعدد كبير من الفنانين وعلى رأسهم النجم عادل أمام الذي قال عنه بعد ظهوره في مسلسل "العائلة"منذ عدة سنوات أن المكيوي هو أستاذه الذي تعلم منه الصدق، ولكن بعد الفيلم لا أحد يعلم ماذا حدث..اختفى مشروع النجم السينمائي ولم يظهر إلا على فترات متقطعة ربما يلقى نظرة على الدنيا ثم يعود إلى حيث اختار الحياة ، في شوارع القاهرة متجولا طوال النهار بلا هدف وأمام مسجد سيدنا الحسين.. لدرجة أن الناس هناك يعتبرونه من المجاذيب المنتشرين أمام المسجد ولكنهم تقريبا لا يعرفون شخصيته الحقيقية.
بعد صلاة الفجر في مسجد سيدنا الحسين رضي الله عنه..توجهت إلى عبد العزيز المكيوى..كان يبدو عليه الإرهاق الشديد ولكنه يحتفظ بنفس لمعان العينين..وهو بالمناسبة مثقف من الدرجة الأولى باعتراف كل تلاميذه، فبخلاف تخرجه من معهد السينما قسم التمثيل والإخراج فهو حاصل على دبلومة في السياسة ودبلومة فى ترجمة الأدب ..وبعد فيلم القاهرة 30 سافر في بعثة إلى الاتحاد السوفيتى لدراسة الإخراج ثم أكملها في انجلترا .
عندما طلبت منه إجراء حوار اعتذر بكلمات جافة قائلا: إنه ليس مستعدا الآن لأنه يمر بظروف "بذيئة"على حد وصفه ، وطلبت منه تحديد موعد آخر فرد بسرعة: أنا أعدك من حيث المبدأ ولكن بدون موعد محدد ..السادات وعد بأن يكون عام 80 موعد الرخاء ولم يحدث ،وقبله عبد الناصر وعد بالمواجهة ولم يحدث ..الحياة كلها مجموعة وعود، ولذلك لابد أن يكون الشخص منضبطا..ثم أنا لا أشعر بأنني بالنسبة للناس شخص مهم ولن يهتم أحد بكلامي ..حتى لو جاء أوباما نفسه فأنا لا أريد الكلام الآن ..!
كانت كلماته سريعة ومتلاحقة ..وجذابة في الوقت نفسه من منطقيتها وترتيبها ..ولذلك خرجت معه من المسجد وهو في طريقه للشارع ..فواصل حديثة قائلا هل سمعت عن جيفارا وكاسترو؟..كانا صديقين ..حاربا معا ولكن كاسترو حدد المكان الذي ينطلق منه ويعيش فيه، ولذلك بقى حتى الآن، أما جيفارا فبرغم أنه كان قائد المسيرة إلا أنه تحرك دون تخطيط ولذلك كان نصيبه الضياع ..ولذلك أنا أحب التخطيط في كل شيء!
هنا تصورت انه يوافق على إجراء الحوار ولكن في الشارع ..ومع تشغيل الكاسيت سألته : ما دامت مهتما بالسياسة فلماذا ..؟! قاطع الحديث ثائرا أنا لا أريدك أن تقوم بعمل لافتات وتقول للناس إن المكيوي يفتح نيرانه على الجميع ..أنا ورائي بيوت أرعاها ومن فضلك أبعدني عن السياسة وألاعيبها!.. سألته: ما سبب ابتعادك عن الوسط الفني وقلة أعمالك؟!..
سرح طويلا ثم رد بسؤال غريب : انت قريب أنيس منصور ؟!..فأجبته بالنفي،..فعاد لحواره العام قائلا:على فكرة..أنا من النوع الذي يستطيع "زحلقة" الصحفيين والتخلص من إلحاحهم لأنني درست الدبلوماسية، والشهادات التي حصلت عليها كان هدفي منها فقط أن يقف كل شخص عند حدوده وهو يتكلم معي ، هل تعرف ما هي مشكلتنا ؟!.. أننا نتصور أن كل شيء يظهر فجأة.... يقولون التليفزيون العربي ولد عملاقا ..طيب ده كلام ؟!...انظر إلى إسرائيل لتعرف كيف تطورت ونحن ما زلنا ندمر في أنفسنا بدليل ما حدث في العراق ، حتى ياسر عرفات الرجل الذي عاش عمره من أجل فلسطين أظهروه باعتباره خائنا ولم يثأر لقتله أحد.
حاولت تغيير مجال الحديث وسألته عن دوره في فيلم "القاهرة 30"..فقال: وقتها كنت أذاكر حتى يحين موعد سفري في بعثة إلى روسيا ..والوحيد الذي قدرني هو صلاح أبو سيف وقال لي" لا تمثل كثيرا حتى لا يتم حرقك وتصبح بضاعة مستهلكة "، ومنذ ذلك الوقت لم أجد أي دور يناسبني رغم أنني عندما أرى فيلم "القاهرة 30" لا أعطى لنفسي أكثر من 5 على 10 وهذا طبيعي .."شوف أنا أعيش حياتي ببساطة في الشوارع وأنام هنا في مسجد الحسين، رغم أني عندي منزلا في الجيزة، ولكن زوجتي مريضة وتعيش مع أهلها في الضاهر ..حاليا كل اهتماماتي أن أحفظ القرآن الكريم قبل أن أموت كما أتمنى بناء مستشفى مجاني للفقراء على أعلى مستوى ،و بأذن الله سأفعل ذلك لأنه مفيش حاجة تقدر تذلني ، طبعا أنا عارف أن كل كلامي معاك مراقب وأن الجهات الأمنية ستطلع عليها ولكن لا يهم ..وأنا أطالب أمريكا من مكاني هذا – شارع الأزهر –بأن تقول لوزيرة خارجيتها هيلاري كلينتون أن ترتدي جيب طويلة تغطي ساقيها حتى نستطيع الكلام معها بشكل لائق !"
سألته عن أبنائه ومن أين يعيش وهو لا يعمل تقريبا؟ ..فقال :أنا ليس عندي أولاد وهذه ليست قضيتنا أصلا ..ثم أنا بعيد عن السينما لأنها مبتذله ..فجأة سكت لفترة ثم قال :عموما الكلام أخذنا..نعود لما كنا نتفق عليه ،أنا لا أعرف متى سأقابلك ولن أحدد لك موعدا من الآن ،..وليس عندي موبايل لأنني لا أهتم بهذه التفاهات ،..وأهم شيء عندي أن يعلم الجميع أنني لا أتواضع ولست مجبرا على ذلك ..فأنا الذي بدأت الحركة الاجتماعية في السينما عام 1968 قبل أن تنهار حاليا في سينما الكباريهات.
وبإشارة من يديه تركني وطلب مني أن لا أتتبعه...ولكن على مدى أسبوع راقبته جيدا كالمعتاد من مقره الدائم أمام مسجد سيدنا الحسين، هو يتمتع هناك بحب الجميع ويتحدث بشكل دائم في كل شيء..كان يجلس بعض الوقت عند جمال الرسام صاحب كشك فني يرسم فيه بورتريهات للعرب والأجانب من زائري خان الخليلي..عندما سألناه عن عبد العزيز المكيوي قال: أعرفه من 25 سنة..يأتي ليجلس معي بعض الوقت ثم يمضي،لم أجد معه يوما ممثلا وهو لا يعمل منذ فترة طويلة ...وهو له أسرة ولكنه لم يخبرني سوى باسم شقيق له يدعى "عبد اللطيف" ومنذ مرض زوجته وهو يعيش وحيدا، يخدم نفسه من غسيل ومأكل...وبصراحة في السنوات الأخيرة أصبح كلامه خليطا من الحديث الطبيعي والنصائح والهذيان ولكننا في النهاية نحبه لأنه هاديء الطباع ومثقف جدا!
عموماً .. المعلومات الواردة عن عبد العزيز المكيوي في ملفه الصحفي لا تفرق كثيرا عن بياناته في نقابة الممثلين...اسمه بالكامل محمد عبد العزيز أحمد شحاتة، وشهرته "بعبد العزيز المكيوي"...مواليد 29 يناير 1934 ...حاصل على بكالوريوس الفنون المسرحية عام 1954 وعضو بنقابة المهن التمثيلية..وحاليا بالمعاش النقابي..ويسكن في أحد شوارع منطقة فيصل بالجيزة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.