تملكني الحزن الشديد فور مطالعتي للتقارير الاخبارية التي تناقلتها بعض المواقع الاليكترونية حول مأساة الفنان القدير عبد العزيز مكيوي الذي يعيش بلا مأوي فوق كرسيه المتحرك في شوارع الاسكندرية ، وتملكني الحزن أكثر عندما طالعت تعليقات زوار تلك المواقع التي تسمي اعلاميا بالتفاعلية فوجدت فيها تحاملا شديدا علي د. اشرف زكي نقيب الممثلين الذي اتهم من البعض باهمال هذا الفنان الذي وصلت به الحالة لهذا التشرد المشين ، واصحاب هذه التعليقات لا يعرفون من الاساس المحاولات المضنية التي خاضها د. اشرف زكي من قبل لكي لا تصل الحالة بعبد العزيز مكيوي لهذه المأساة ، ولكن الاخير كان يرفض كل المساعدات التي تقدم له ، ومع ذلك استطاع اشرف زكي ان يودعه في مستشفي ناصر لتلقي العلاج المطلوب لحالته لكن الجميع فوجيء بهروب عبد العزيز مكيوي من المستشفي ، ومن جديد بحث عنه د. اشرف زكي واستطاع الحاقه بدار للمسنين للعيش بكرامة تناسب حالته الصحية والعمرية ، ولكن المكيوي لم يطق البقاء في هذه الدار التي هرب منها ايضا ، وكان قد رفض من قبل اية مساعدات مالية اقترح اشرف زكي ان يقدمها له ، ومع ذلك لم يتركه نقيب الممثلين عندما علم انه ترك القاهرة وتوجه لمحافظة السويس ومنها إلي الاسكندرية وبالتفاهم معه ارتضي المكيوي ان يعيش في مسرح الليسيه بالاسكندرية معززا مكرما ، لكنه ترك المسرح وهام علي وجهه في شوارع الاسكندرية لتصدمه سيارة وتصيبه في قدميه ، الامر الذي دفع اولاد الحلال ان يشتروا له كرسيا متحركا يتحرك به ، وفضل ان يفترش الارض ويلتحف السماء ، ومن جديد اثارت احدي الصحف المستقلة الحالة المؤسفة التي تشكل مأساة فنان مثقف يتحدث ثلاث لغات وكان في يوم من الايام بطلا مطلقا امام سعاد حسني في فيلم " القاهرة 30 " وانهالت التعليقات كما قلت في مقدمة المقال لتسأل عن نقيب الممثلين ، ولا اريد ان اخوض في بعض التعليقات المؤسفة التي تعبر عن جهل ما بعده جهل من واحد قال " هذا نهاية كل فنان يسير في طريق التمثيل .. طريق الشيطان !! " ، قول هذه الجاهل المتزمت عديم الشعور لا يستحق ان نناقشه لان سماحة الدين الحقيقية تطالبنا بعدم الشماتة والتشفي في المرض والموت ، ما يعنيني في الموضوع انني عندما اتصلت بالدكتور اشرف زكي لأخبره بما هو منشور علي المواقع الاليكترونية بشأن المكيوي بادرني بكلمة واحدة " الموضوع انتهي واتعمل اللازم " ، لم يقل لي انه سافر للإسكندرية لاحضار المكيوي إلي نقابة الممثلين ومنها للمستشفي لحين الانتهاء من تجهيز الشقة الخاصة التي سيقيم بها علي نفقة النقابة، هذا هو تصرف النقيب الذي يعرف الدور الذي يمليه عليه ضميره من اجل خدمة من انتخبوه واختاروه عن تجربة وقناعة ، تصرف ليس بغريب علي اشرف زكي الموجود دائما في كل الافراح والاتراح المتعلقة بأصغر عضو في النقابة واكبر عضو بها . اتمني من كل قلبي ان يكون ما قدمه د. اشرف زكي للصديق الفنان عبد العزيز مكيوي الذي كانت تسعدني جلسته في مقهي ريش هو المحطة الاخيرة ، ويجب علي كل فنانينا الكبار والصغار وفي مقدمتهم عادل امام احتواء المكيوي بروح العطف والمحبة ليتجاوز تلك المحنة .