بحثا عن لقمة العيش الحلال وزيادة دخله، قرر المدرس صاحب الثلاثون عاما من عمره شراء توك توك لتكوين نفسه حتي يستطيع الزواج، فأسرته البسيطة لا تتحمل هذه الأعباء خاصة أنه الابن الأكبر وفى الوقت نفسه هو أيضا عائلها، ورغم رفض أهله هذه الخطوة بسبب تكرار حوادث السرقة إلا أنه أصر على تنفيذها مستشهدا بالقول المأثور "الأعمار بيد الله"، ليحدث ما كان يخشى عليه منه الأهل ويذبح أثناء عمله على سيارة أجرة. فى السطور التالية نرصد لكم وقائع حادث قتل مدرس مدينة النهضة بدافع السرقة. مسعود شاب في بداية العقد الثالث من العمر، من أسرة بسيطة الحال بمنطقة النهضة، بدأت حكايته فى الحياة الاجتماعية عندما حصل على بكالوريوس خدمة اجتماعية وعمل بمدرسة تخاطب، وكان يخرج فى الصباح الباكر إلى المدرسة ويعود بعد الظهر ليجلس مع أسرته يقص عليهم تفاصيل يومه، فهو أكبر أشقائه لذا كان الحمل ثقيلًا عليه. بمرور الأيام قرر مسعود أن يكمل نصف دينه وطلب من أسرته أن يرشحوا له فتاة من أسرة محترمة لتكون زوجة صالحة له، ومن وقتها قرر مسعود أن يفكر فى مصدر رزق لزيادة دخله، واتفق مع زملائه على أن يدخل فى جمعية، لشراء توك توك، وبالفعل كان له ما أراده وبدأ العمل على سيارة أجرة، فى ظل مطالب أسرته المستمرة بالابتعاد بأن عن التوك توك بسبب حوادث السرقة المنتشرة باستمرار فى المنطقة، ولكن مسعود كان دائما ما يخبرهم بأن الأعمار بيد الله. مطواه! عقارب الساعة الواحدة ظهرًا، عاد مسعود من المدرسة إلى منزله وتناول وجبة الغذاء مع أسرته وبعدها ذهب ليعمل على السيارة، وأثناء ذلك استوقفه أحد الأشخاص وطلب توصيله لأحد الأماكن، وبمجرد أن وصل مسعود فوجئ بالشاب يخرج مطواه من بين طيات ملابسه ووضعها على رقبته وطلب منه أن يتخلى عن سيارته وعندما قاومه مسعود سدد له عدة طعنات بالرقبة، حتى سقط وسط بركة من الدماء، ثم أخذ المتهم السيارة وفر هاربًا وقام ببيعها لأحد الأشخاص بمنطقة النهضة. فى الوقت نفسه كان المقدم محمد عبد المنعم رئيس مباحث النهضة يجلس داخل مكتبه، حتى تلقى إشارة من شرطة النجدة تفيد بالعثور على جثة شاب فى أحد الشوارع بدائرة القسم، وعلى الفور تحركت القوات إلى مكان البلاغ وعثر على جثة مسعود صلاح، مدرس، بها طعنات بالرقبة ومختلف أنحاء الجسد. بدأ رجال المباحث جمع التحريات حول المجني عليه حتى تبين بأنه يتمتع بحسن السير والسلوك وأنه يعمل على التوك توك بعد الظهر لزيادة دخله، وقام رجال المباحث بتفريغ الكاميرات وجمع التحريات، وأثناء ذلك همس أحد المصادر السرية في أذن ضابط المباحث وأخبره بأنه شاهد شاب يدعى كريم أثناء استقلاله التوك توك مع مسعود قبل الحادث بساعات قليلة، وبجمع التحريات حول كريم والقبض عليه وتضييق الخناق، اعترف بأنه استدرج المجني عليه وقام بذبحه بعد أن رفض التخلي عن سيارته وأرشد رجال المباحث عن مكان بيعها. تم تحرير المحضر اللازم وأمر اللواء نشأت البنان مساعد فرقة السلام والعميد ياسر عاصم مأمور قسم النهضة بإحالة المتهم إلى النيابة العامة التي أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيق وتشريح جثة المجني عليه لمعرفة أسباب الوفاة واستعجال تحريات المباحث حول الواقعة.