■ كنوز تعود لمملكة الداهومي معروضة فى متحف جاك شيراك فى باريس يعتبر الحديث حول استعادة الدول الإفريقية للآثار والتحف الفنية التي نهبت منها أثناء فترة الاستعمار نقاشا متكررا ومثيرا للجدل، حيث يتساءل الكثيرون هل يجب علي هذه الدول إعادة الآثار والكنوز التي سرقتها أم لا؟ ففي عام 1970، دعت اتفاقية اليونسكو لمكافحة تصدير السلع الثقافية غير المشروعة إلي إعادة الممتلكات الثقافية المأخوذة من بلد ما ولكنها لم تأت بحلول لبعض الحالات التاريخية، بما في ذلك من الحقبة الاستعمارية.ومع خوف المتاحف من أن يضطروا إلي إعادة القطع الأثرية، كانت القوي الاستعمارية السابقة بطيئة في التصديق علي الاتفاقية. فرنسا علي سبيل المثال انضمت لهذه الاتفاقية عام 1997،وبريطانيا فعلت المثل عام 2002وألمانيا في عام 2007 بينما انضمت للاتفاقية حديثا بلجيكا في عام 2009. وبينما ينصح الخبراء فرنسا بإعادة آلاف الأعمال الفنية الإفريقية المعروضة في متاحفها، نلقي الضوء في هذا التقرير علي بعض الخطط والنزاعات حول القطع الأثرية في أوروبا التي نهبت من المستعمرات الإفريقية السابقة. أولاً: تدرس ألمانيا ما يجب فعله مع المواد المسروقة من إمبراطوريتها الإفريقية التي تعود إلي الحقبة الاستعمارية، والتي امتدت من عام 1884 إلي نهاية الحرب العالمية الأولي وشملت دولا مثل الكاميرون وناميبيا. وفي سبتمبر 2017، اقترحت وزيرة الثقافة مونيكا جروتيرس نموذجًا مشابهًا لذلك النموذج المستخدم من قبل المركز الألماني للملكية الثقافية المفقودة حيث يبحث المركز عن مالكي هذه التحف الفنية والتي نهبها النازيون من أجل إعادتهم. ووصفت جروتيرس التراث الاستعماري بأنه»نقطة عمياء» في تاريخ ألمانيا. ومن المرجح أن يشتعل الجدل مرة أخري خلال العام الجاري عندما يفتتح متحف عرقي جديد، اسمه منتدي هومبولت. وتشمل المجموعة المنتظر عرضها أعمالاً فنية مسروقة من مستعمرات ألمانية سابقة. وفي محاولة لحل هذه المعضلة. ثانيا: طالبت دولة بنينفرنسا عام 2016 بإعادة بعض كنوزها التي تعود لمملكة الداهومي والتي تشمل أبواباً مقدسة من القصور الملكية في مدينة أبوما، والتي استولت عليها القوات الفرنسية بين 1892 و1894 وعرضت في متحف كاي برانلي في باريس.ورغم رفض هذا الطلب في البداية، إلا أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أظهر تعاطفاً معه. ثالثا: يحتوي المتحف البريطاني مجموعة كبيرة من البرونزيات التي تعود لمملكة بنين الإفريقية التي استولي عليها الجيش البريطاني عام 1897 وتطالب نيجريا اليوم بعودتهم. ويقول المتحف إنه مستعد لإرسالهم ولكن علي سبيل الإعارة فقط. كما قال متحف فيكتوريا وألبرت في لندن إنه يتيح استعارة طويلة الأجل لإثيوبيا للمجوهرات والمخطوطات التي نهبها الجنود البريطانيون عام 1868 عندما اقتحموا حصن مجدلا. ووعد زعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربين بإعادة التحف المسروقة إلي بلادها الأم إذا ما أصبح رئيسًا للوزراء. رابعاً: اندلعت مناقشات في بلجيكا حول ماضيها الاستعماري بشأن التحول الهائل للمتحف الملكي لوسط إفريقيا في ترفورين، بالقرب من بروكسل والذي تم بناؤه في القرن التاسع عشر في عهد الملك ليوبولد الثاني. وكان لبلجيكا تاريخا استعماريا في الكونغو ورواندا وبوروندي.ومن المنتظر أن يتم إعادة افتتاح المتحف الذي تم تجديده في ديسمبر بعد خمس سنوات. ولكن في سبتمبر الماضي، نشرت مجموعة من الجمعيات والجامعات والشخصيات الكونغولية رسالة مفتوحة تطالب فيها بإعادة أعمالها الفنية.وقالوا في الرسالة»لا نستطيع أن نبني الحوار بين الثقافات علي نهب سابق من قبل قتلة استعماريين.. يجب إعادة التحف الثقافية المنهوبة».