حياتنا رحلة من الوهم أو العذاب النبيل.. بها محطات نقف فيها مع أنفسنا.. لنقول أبداً لم أكن أنا. متي يقول الانسان هذه العبارة »أبداً لم أكن أنا»؟! ومتي يقول »إن هذه الصورة لم تكن لي»؟ الانسان يخضع لضغوط شديدة تجعله يستغرب نفسه في مرات عديدة.. فكل واحد منا يعلم نفسه جيداً.. يعرف عيوبها ومميزاتها أيضا.. وهناك أشخاص رغم أنهم يعرفون انفسهم جيدا، لكن يخونهم تقديرهم لقدراتهم الحقيقية.. ولكن في فترات معينة يتميز فيها الانسان بالتهور، في مراهقته وشبابه.. ليتخيل في نفسه اموراً أكبر من قدراته وطاقته.. ويقدم علي خطوات مصيرية يشعر معها بالندم.. وبعد مرور سنوات يقول لنفسه »أبداً لم أكن أنا». فترات أخري يخرج فيها الإنسان عن خلقه الطيب بأن ينحرف عن الطريق السوي والقويم.. فتنزلق قدماه نحو الخطأ.. ومن منا بلا خطأ ولا خطيئة.. وهنا يستيقظ الإنسان السوي ويقول لنفسه »ابدا لم أكن أنا».. ويكره تذكر هذه الأفعال.. بمعني آخر يكره ذلك الشخص المنحرف الذي كان عليه.. ويعتبره غريبا عنه.. ويحاول نسيانه بأمور عديدة.. بالتقرب إلي الله والتوبة والرجوع إلي النفس الطيبة التي يعرفها جيدا. وهناك أوقات أخري بعد أن يهدأ الإنسان يقول نفس العبارة.. وذلك إذا خرج الإنسان السوي عن شعوره.. وبلغ من العصبية التي تدفعه إلي الخطأ في حق الآخرين.. سواء بالسباب أو اللعان والتجريح وأحيانا بالضرب.. وعندما يعود هدوؤه ويتمالك أعصابه يقول »أبدا لم أكن أنا».. كيف أجرح.. كيف أشتم.. كيف.؟! هناك أناس تطاردهم أحلام أو حتي كوابيس.. يرون أنفسهم فيها علي غير حقيقتها، فقد تكون النفس في حقيقتها وفية ونقية لا تعرف الخيانة أو الكذب أو أي شيء مشين.. لكنهم يرون أنفسهم علي عكس ذلك في أحلامهم.. ويتساءل الإنسان بعد الاستيقاظ من النوم.. كيف يخون في احلامه وهو الشخص الوفي؟.. كيف يسرق وهو الأمين..؟ وكلما بلغت درجة نقاء الإنسان تراه يستيقظ من أحلامه مؤنب الضمير.. وكأن هذا الأمر حدث في الواقع.. ولكنه يراجع نفسه ويعيش في يقظته متربصا بكل شيء خطأ حتي لا يقع فيه.. وكأن هذه الأحلام انذار له كي ينقي من نفسه ويحاربها لتعود للطريق المستقيم. لدرجة أن هناك بعض الأشخاص يستحون من ذكر هذه الأحلام أمام الآخرين علي الرغم من أنه مجرد حلم- لكن نقاءه يمنعه حتي من قبول هذا الأمر.. حتي وإن فرضه عليه عقله الباطن في أحلامه. الإنسان السوي هو الذي يحب أن يري نفسه دائما علي صورة صالحة.. وعندما يتذكر أي شيء مخالف لطبيعته السوية يقول »ابدا لم أكن أنا». وهناك أشخاص بطبيعتهم سيئون.. وحينما.. تخرج منهم بعض الافعال النبيلة تري الآخرين يندهشون.. وكأنه كتب عليهم ان يظلوا دائما علي صورة سيئة.. ولا يخرج منهم سوي السيء طول الوقت. كل انسان منا خليط من الخير والشر.. ولكن هناك طبيعة تغلب علي الاخري.. وقد يتحول الانسان في أي وقت من النقيض إلي النقيض تحت تأثير الظروف والضغوط. المهم أن نعود لأنفسنا.. لنقول لها حمدا لله علي سلامتنا وعودتنا سالمين.. وهنا نقول »نعم هذا أنا». الوهم هل يعيش الانسان الوهم؟.. بمعني أدق حالة »الوهم».. وهل من الممكن ان يكتشف الانسان أن حياته كلها كانت مجرد »وهم». ويستيقظ علي واقع مختلف تماما عن رحلته التي اكتشف فجأة انها كانت مجرد »وهم»؟ وهل الوهم الذي يعيشه الانسان لابد وأن يكون شيئا طيبا والواقع عكسه تماما؟.. في الحقيقة الوهم من الممكن ان يكون إيجابيا أو سلبيا وانه في حد ذاته سوء فهم من الشخص.. وسوء تقدير للأمور.. فيعيش حياته بمفهوم خطأ.. وكارثة الوهم عندما تكون في أمور حيوية.. وهنا تكون الصدمة.. بعض الاشخاص يتوهمون في بعض الآخرين خصالا ليست فيهم.. ومن الممكن أن تصل الأمور لدرجة اتخاذهم قدوة ومثلا أعلي.. وفجأة يكتشفون أنهم أناس غير أهل ثقة.. ويصدم الانسان.. ومن الممكن ان تؤثر هذه الصدمة علي بقية عمره. هناك اشخاص يعتقد الانسان انهم أوفي الناس له.. ولكن يكتشف خيانتهم وتآمرهم .. وعلي حسب درجة قرب الانسان منه والخير الذي يشغله في حياته تكون درجة الصدمة والتأثير.. فهناك من يُصدم في صديق أو زوج أو حتي قريب.. أو ممن يعمل لديه وعنده ما يكفي من الاسرار التي تدمر من ائتمنه عليها. من الممكن ان يعيش الانسان علي أمل يرغب في تحقيقه كالحصول علي وظيفة معينة أو حتي تحقيق حلمه بالزواج من شخص معين.. متوهما أن هذه الأمنية تحقق له السعادة.. وعندما يصل لها يكتشف انها كانت مجرد وهم اضاع من عمره ووقته الكثير بلا فائدة أو طائل.. الوهم دائما ما يرتبط ليس بالطرف الآخر فقط الذي استطاع ان يرسم لنفسه صورة ذهنية جيدة خدعتك .. ولكن الشخص الذي يقع في براثن الوهم، هو غالبا ما يكون شخصا عاطفيا لا يقبل إعمال العقل في كثير من الاحيان.. فيكون صيدا سهلا لنسج خيوط الوهم حوله.. أو حتي شخصا كثيرا ما تصفه بالطيبة فيصدق ألاعيب الآخرين بسهولة. كل هذا جائز ونتعرض له في حياتنا كثيرا.. ومهما طالت مدة الوهم أو قصرت لكنه في النهاية وهم لابد أن ينكشف وتظهر الحقيقة.. ومهما لبس الاشخاص من الاقنعة.. ومهما تجمل المخادعون واحاطوا من حولهم بصورة وهمية عنهم.. لابد وأن ينكشفوا.. هي مسألة وقت ليس أكثر. فلا تحزن علي تصديقك صورا وهمية.. فالكل إما واهم أو موهوم.. حال الدنيا فيها الادوار مقسمة حتي تكتمل اركان اللعبة. كلام = كلام • لماذا يصاب الانسان بالاحباط؟ لانه يتوقع أكثر مما حصل عليه. ايه السبب؟ الاسباب عديدة.. ممكن العشم.. وممكن أنه لم يقدم مايستحق ان يرد له. اذن المشكلة مشتركة؟ نعم.. تعطي.. تأخذ.. وأحيانا لابد ان تعطي أكثر حتي تأخذ.. المهم أن تبدأ. لماذا نهون علي بعضنا البعض؟ حينما ترضي باهانة نفسك.. تهون علي الآخرين. الحل؟ ان تتحلي بعزة النفس.. فتمنع إهانة الآخرين لك. كيف يعيش الانسان سعيدا؟ ألا يكون له مطامع في الدنيا. وايه هي مطامع الدنيا؟ والله.. دي مسألة نسبية.. تختلف من شخص لآخر.. لكن المؤكد الا تكون لك حاجة عند الآخرين.. الاستغناء يعني. وكيف يعيش الانسان؟ اذا طلب.. يطلب من الله.. واذا استعان .. يستعن بالله. وبعدها؟ ييسر الله له أمره. طيب.. واذا كانت حاجتك عند البشر؟ أطلبها بعزة نفس.. فقاضي الحوائج هو الله.. والبشر مسخرون لتنفيذ ارادة الله. اذا لم يفعل الانسان ذلك؟ امامه طريقان.. إما ان يكون بهلوانا ليقضي حاجته.. أو يصاب بأمراض نتيجة ضغوط الآخرين عليه. هي الناس مقسمة لطريقين فقط.. واحد يطلب.. والآخر يلبي؟ لا.. صاحب المطامع في الدنيا يطلب طوال الوقت.. فتنطبق عليه هذه الحالة. والطرف الآخر؟ يتحكم ويذل فيه.. عُقد متفاعلة. وكيف يحيا الانسان بعزة وكرامة؟ ان يختار لنفسه طريق العذاب النبيل. كيف؟ يتعذب ليجمح مطامعه ويرضي باليسير في الدنيا. يعني؟ جهاد النفس لتصبح نبيلة.