الإرهابي هشام عشماوى لم تفلح الجماعات الإرهابية في حمايته أو التصدي لعملية القبض عليه؛ فبعد نحو عام من الاختفاء عن الأنظار بعدما خطط لآخر عملياته وهو الهجوم الإرهابي علي مأمورية الأمن الوطني بمنطقة الواحات في أكتوبر الماضي؛ نجح الجيش الليبي في القبض عليه في عملية نوعية فجر الإثنين الماضي؛ إنه الإرهابي هشام عشماوي؛ "آخر ساعة" تكشف في السطور التالية أسرار عملية اصطياده وسجله الإجرامي. أعلن المتحدث الرسمي باسم القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، العميد أحمد المسماري، أن قوات الجيش نفذت فجر الاثنين 8 أكتوبر 2018، عملية أمنية مكبرة بمدينة درنة، أسفرت عن ضبط الإرهابي هشام عشماوي أمير جماعة المرابطين، الملقب بأبو عمر المهاجر. كشفت مصادر أمنية في تصريحات ل»آخر ساعة» أن هشام عشماوي الإرهابي كان علي رأس قائمة المطلوبين لدي أجهزة الأمن المصرية، فهو ضابط سابق بقوات الصاعقة في الجيش المصري، عمل في سيناء حوالي 11 سنة، إلي أن تم فصله قبل حوالي 8 سنوات بقرار من القضاء العسكري بعد أن خرج عن الطريق واتجه إلي التطرف؛. واسمه بالكامل هشام علي عشماوي مسعد إبراهيم، أما الأسماء الحركية »شريف»، و»أبو مهند»، وفق أوراقه الموجودة في قضية تنظيم أنصار بيت المقدس الكبري. وتابعت المصادر: يبلغ هشام عشماوي من العمر 43 عامًا، وولد بحي مدينة نصر، والتحق بالقوات المسلحة عام 1994 كفرد صاعقة، حتي ثارت حوله شبهات بتشدده دينيًا وأحيل للتحقيق بسبب توبيخه لقارئ قرآن بأحد المساجد لخطأ في التلاوة وتقرر نقله للأعمال الإدارية عام 2000، حسب تحقيقات النيابة العسكرية؛ عقب فصله، كوّن عشماوي المكني بأبو عمر المهاجر، خلية تضم مجموعة من الإرهابيين، والتحق بعد ذلك بتنظيم »أنصار بيت المقدس» الذي تحول إلي »ولاية سيناء» بعد مبايعته تنظيم داعش وصار عضوا فيه؛ وبعدها انشق عن داعش الأمر الذي جعل التنظيم يهدر دمه؛ فقام بالهروب من مصر إلي درنة في ليبيا وتأسيس تنظيم »المرابطون» وأصبح أميراً له وهو تابع لتنظيم القاعدة؛ وتكوّن تنظيم »المرابطون» بعد اندماج تنظيمين هما كتيبة »الموقعون بالدم» التي يقودها الجزائري مختار بلمختار، وجماعة »التوحيد والجهاد» في غرب إفريقيا، وأصبح عشماوي يترأس فرع التنظيم بليبيا؛ وتدرب الإرهابي المصري في معسكرات تنظيم القاعدة الموجودة في درنة، واستطاع استقطاب وتجنيد عناصر جديدة من مصر إلي درنة، وقام بتدريبها لتنفيذ عمليات في الداخل المصري. إلي ذلك، كشف وزير الداخلية الأسبق اللواء منصور العيسوي في تصريحات خاصة ل»آخرساعة» أن جهاز المخابرات المصرية صاحب المعلومات في تحديد مكان الإرهابي هشام عشماوي وأن فرقة من قوات الصاعقة المصرية شاركت في عملية الضبط بالتنسيق مع الجيش الليبي ، في مأمورية نوعية كان عنصر المفاجأة سراً لنجاحها، وموعد تسليم الإرهابي لمصر مرهون بانتهاء التحقيقات الليبية معه وموافقة ليبيا علي تسليمه ويصعب تحديد موعد بعينه. وقال اللواء العيسوي : مصر لا تترك حقها، وأجهزة المعلومات المصرية لديها قدرات فائقة علي جمع المعلومات ،والتنسيق المستمر بين الأجهزة سر نجاح مثل هذه العمليات ، وأنهي كلامه موجهاً التهنئة لصقور المخابرات المصرية والشكر لقطاع الأمن الوطني الذي تمكن من خلال تحرياته الدقيقة من كشف النقاب عن الإرهابي عشماوي والتأكيد علي أنه متورط في العديد من العمليات الإرهابية الكبري في مصر. بينما اعتبر عضو هيئة التدريس بأكاديمية الشرطة خبير مكافحة الإرهاب اللواء دكتور شوقي صلاح أن القبض علي الإرهابي هشام عشماوي يعد إنجازا كبيرا، لأنه أخطر الإرهابيين في العالم علي المستوي التنفيذي للعمليات الإرهابية ، كما أفادت تقارير أمنية بأن أجهزة مخابرات دولية كانت في سبيلها لإعداده لقيادة »الجيش المصري الحر» ولم يستطيعوا فعل هذا كما حدث في سوريا الشقيقة ، فالخونة من عناصر الجيش المصري السابقون قلة قليلة لا يتجاوز عددهم عدد أصابع اليد الواحدة لذلك فلا إمكانية لديهم لإقامة هذا الكيان الموازي، موجهاً التحية لقوات الجيش الليبي لأنهم رغم ما ظهر من تسجيلات للدقائق الأولي لعملية الضبط يوحي بأن القوات التي اقتحمت البؤرة التي كان الإرهابي وأعوانه مختبئين فيها لا يعلمون أنهم أمام هشام عشماوي قائد تنظيم »المرابطون» ، وبعد تبينهم للأمر حافظوا علي حياته وقاموا بتأمينه وإسعافه فهو ومن معه يعدون كنزاً معلوماتيا للجيش الليبي ومصر. ويري اللواء صلاح أن هذا الإنجاز صاحبه تحدٍ أمني يتمثل في الاستمرار في تأمين هذه العناصر الإرهابية من مخاطر تهريبهم أو تصفيتهم بعمليات ربما تساعد في تنفيذها أجهزة مخابرات عالمية ، لذا أري أن تأمينه يتطلب نقله وأعوانه فور القبض عليه إلي مصر من خلال مأمورية ترحيل محكمة وفق أعلي مستويات التأمين الحربي ،ولينتقل معه فريق التحقيق الليبي المعني باستجوابه ، ولعل العلاقات المتينة بين الجيش الوطني الليبي والقيادة السياسية والأمنية المصرية تسمح بهذا التعاون الأمني الدولي . عمليات إرهابية بتوقيع عشماوي بحسب مصادر أمنية فإن عشماوي متهم بالضلوع في عدد كبير من الهجمات الإرهابية التي حدثت في مصر، نستعرضها في السطور التالية: اغتيال النائب العام عشماوي، هو العقل المدبر لحادث اغتيال المستشار هشام بركات النائب العام الراحل، وأكدت أن طريقة تنفيذ العملية، تشبه محاولة اغتيال اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية السابق، في سبتمبر عام 2013. أتوبيس دير الأنبا صموئيل وفي مايو 2017 كشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا في قضية الهجوم علي أتوبيس أقباط المنيا الذي كان متجها في رحلة إلي دير الأنبا صموئيل، أن تنظيم جنود الخلافة الذي يقوده المتهم الهارب عزت محمد تحت تخطيط المتهم هشام العشماوي. حادث الواحات وفي أكتوبر 2017 شهدت منطقة الواحات بمحافظة الجيزة، منذ مطلع أكتوبر من العام الماضي، تمشيطا أمنيا لعدة ساعات عقب وقوع تبادل لإطلاق الرصاص بين قوات الأمن وعدد من العناصر المتطرفة، أسفر عن سقوط عدد من شهداء الشرطة ومقتل بعض العناصر الإرهابية. وفر عشماوي إلي الصحراء وتخلل الحدود وصولاً إلي الأراضي الليبية واستقر في المناطق الصحراوية بين مدينتي سرت ودرنة وقبل أن تعتقله القوات المسلحة الليبية. وفي الأربعاء 27 ديسمبر 2017 قضت المحكمة العسكرية بإعدام 11 متهمًا من بينهم هشام عشماوي الضابط المفصول من القوات المسلحة، ومعاقبة 9 متهمين بالأشغال الشاقة المؤبدة، في قضية »أنصار بيت المقدس 3» التي تتضمن 17 واقعة من بينها التخطيط لتفجير قصر الاتحادية والتخطيط لقتل جنود كمين الفرافرة. الهجوم علي »الكتيبة 101» وفي مايو 2016 كشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا، في القضية المعروفة إعلامياً ب»داعش» عن مشاركة هشام عشماوي أخطر العناصر الإرهابية في العملية الإرهابية التي استهدفت الكتيبة 101، وأسفرت عن استشهاد 29 من القوات وإصابة 60 آخرين، وإصابته هو بطلق ناري في الساق قبل تمكنه من الهروب. تفجير مديرية أمن الدقهلية وشارك »هشام عشماوي» في تفجير مديرية أمن الدقهلية التي راح ضحيتها استشهاد 14 من رجال الشرطة، وإصابة 130 آخرين، يوم 24 ديسمبر 2013، عن طريق سيارة مفخخة. محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق شارك في محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق اللواء محمد إبراهيم، وتولي عملية رصد تحركات الوزير مع عماد الدين أحمد، الذي أعد العبوات المتفجرة بالاشتراك مع وليد بدر منفذ العملية.. القنصلية الإيطالية ومبني الأمن الوطني بشبرا ومن العمليات التي خطط لها عشماوي، واقعة تفجير مبني القنصلية الإيطالية بشارع الجلاء وسط القاهرة، واستهداف مبني الأمن الوطني بشبرا الخيمة.