أبوالغيط والجبير ووزير خارجية الصين في المؤتمر الصحفى لم يكن استخدام عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني »وانج يي» للمثل الشعبي العربي الذي يقول إن أشجار الزيتون تعطيك بقدر ما تعطيها مجرد عبارة أراد بها أن يدلل علي معرفته الوثيقة بالموروث الثقافي العربي الذي تمثله هذه الأمثال، ولكن جاء الاختيار حاملا لكثير من الدلالات التي أصبحت مؤشرات واقعية علي أن الجانب الصيني عازم علي تقديم كل الدعم الممكن للقضية الفلسطينية لإعادة الروح من جديد لأشجار الزيتون الفلسطينية الشهيرة والتي تعاني كل أنواع المعاناة. تصريحات المسئول الصيني جاءت عقب الرسالة الواضحة واللهجة الحاسمة التي تحدث بها الرئيس الصيني شي جين بينج لضرورة دعم القضية الفلسطينية وهو يفتتح في بكين اعمال الدورة الثامنة لمنتدي التعاون الصيني العربي والتي استضافتها العاصمة الصينيةبكين الاسبوع الماضي وشارك فيها 21 وزيرا للخارجية ووزير دولة بالإضافة لحرص الشيخ صباح الأحمد جابر الصباح أمير الكويت علي حضورها. »شي بينج» لم يكتف بالعبارات القوية الرنانة التي حفلت بها كلمته مثل أنه لا يجوز المتاجرة بالقضية الفلسطينية والدعوة لمؤتمر دولي لحل النزاع ومنح الفلسطينيين حقوقهم المشروعة والتي منها اقامة دولة مستقلة بناء علي حدود عام 1967 عاصمتها القدسالشرقية بل أعلن فورا عن حزمة مساعدات منها منحة لا ترد قدرها 100 مليون دولار لدعم النمو الاقتصادي وتحسين الظروف المعيشية للفلسطينيين إضافة إلي منحة مالية اخري لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا). وهو ما جعل رياض المالكي وزير الخارجية الفلسطيني يؤكد أن موقف الصين من القضية الفلسطينية يعيد التوازن لها من جديد في ظل الانحياز الواضح من الولاياتالمتحدةالأمريكية لإسرائيل والذي بلغ ذروته بنقل سفارتها للقدس في تحد واضح لقرارات الشرعية الدولية المتمثلة في مجلس الأمن والجمعية العمومية للامم المتحدة. الثقل السياسي الكبير للصين والتأثير الدولي لها كان موضع تقدير من أمير الكويت الذي قال إن التزام الصين الصادق بمقاصد ومبادئ الاممالمتحدة يجعلها داعما قويا للقضايا العربية خاصة القضية الفلسطينية التي وصفها أمير الكويت بأنها »قضيتنا المركزية الأولي» والتي مازالت بعيدة عن دائرة اهتمام واولويات العالم رغم ما يمثله ذلك من تهديد للأمن والاستقرار علي الوطن العربي. الدعم الصيني الواضح للقضايا العربية في اجتماعات المنتدي قابله أيضا تأكيد الجانب العربي علي دعم سياسة الصين ومبدأ وحدة أراضيها والتزامه الثابت بمبدأ الصين الواحدة وكذلك دعم مساعي الصين لإيجاد حل سلمي للنزاعات علي الأراضي والمياه الإقليمية من خلال المشاورات والمفاوضات الودية بناء علي الاتفاقيات الثنائية وعلي أساس اتفاقية الاممالمتحدة لقانون البحار.