سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سفير السويد في حوار خاص ل»الأخبار«:نشجع إجراءات الإصلاح الاقتصادي في مصر ونعلم أنها قاسية لكنها ضرورية 40 رحلة طيران تنقل السياح لمصر أسبوعياً.. وزيادة في الاستثمارات السويدية
سفير السويد أثناء حديثه ل »الأخبار« رغم أنه لم يمض علي وجوده في مصر سوي أقل من عام إلا أن سفير السويد يان ثيسليف حقق الكثير من النجاحات في تعزيز علاقات القاهرة وستوكهولم، بفضل خبرته السابقة حيث عمل في مصر بين عامي 1996 و1999، وفي حوار خاص ل »الأخبار»،أكد السفير السويدي أن الشركات السويدية تعمل علي زيادة استثماراتها بمصر باعتبارها مركزاً للتصدير إلي الشرق الأوسط وأفريقيا، كما كشف عن علاقة خاصة تجمعه بالشعب المصري وعاداته.. وإلي نص الحوار: • طوال 31 عاما كان عملك الدبلوماسي في المنطقة العربية بدءا من دمشق عام 1987 ووصولا للقاهرة حاليا.. ماذا تغير في المنطقة لتصبح ساحة للصراعات والحروب؟ بالطبع واقع المنطقة تغير كثيرا، وقد عملت في عواصم عربية عديدة وشهدت تغيرات هائلة خلال تلك الفترة مثل غزو الكويت وأزمة اللاجئين والربيع العربي، ولكن كدبلوماسي، الميزة في العمل بمنطقة واحدة أنك تبقي علي اطلاع بتتابع الأحداث وتنمي دائرة علاقاتك داخل المنطقة. كيف تقيم تطور العلاقات المصرية السويدية حاليا؟ علاقاتنا التجارية ترجع إلي أكثر من 120 عاماً, ومصر دائماً مقصد سياحي رئيسي للسويديين, تقدر متوسط أعداد السياح السويديين لمصر ب210 آلاف سائح وهو رقم كبير مقارنة بتعداد سكان السويد المقدر ب10 ملايين نسمة, وعلي الصعيد الدولي السويد ومصر يجمعهما تنسيق كبير في الأممالمتحدة, وتعمل الدولتان بنشاط في قوات حفظ السلام خاصة في مالي حالياً. وبمقارنة العلاقات الاقتصادية من فترة عملي بمصر في التسعينات والآن, نجد أنها تطورت كثيراً حيث أصبحت مصر ثاني أكبر الأسواق للمنتجات السويدية في كل من الشرق الأوسط وافريقيا, وحاليا العديد من الشركات السويدية تعمل علي افتتاح مصانع داخل مصر وتشغيل عمالة علي عكس التركيز علي تصدير المنتجات في التسعينات, كما أن أعداد المصريين الدارسين في جامعات السويد زادت كثيرا بالمقارنة بالتسعينات. ما دلالة تحول الشركات السويدية من تصدير منتجاتها إلي مصر للتصنيع داخل مصر؟ يدل علي اتخاذ الشركات السويدية من مصر مركزاً لتصدير منتجاتها إلي الشرق الأوسط وافريقيا وأوروبا, وهذا ساهم في تشغيل حوالي 40 ألف مصري بشكل مباشر وبالطبع يستفيد أكثر من ذلك بشكل غير مباشر, وخلال السنوات الأخيرة دخلت شركات سويدية جديدة إلي مصر في مجالي الأثاث والملابس وغيرهما. ما تقييم السويد للاصلاحات الاقتصادية المصرية؟ نحن نشجع جدا اجراءات الاصلاح الاقتصادي التي تقوم بها مصر بدعم من صندوق النقد الدولي, ونعلم أن تلك الإجراءات كانت قاسية علي الكثيرين ولكننا نري أنها ضرورية رغم صعوبتها, وقد تابعنا قانون الاستثمار الجديد الذي سهل من عملية تأسيس الاستثمارات الجديدة, ونحن نعمل مع مصر في مجالات تحسين المنتجات المصرية لزيادة فرصها في التصدير مثل مجال الملابس وتحديدا المنتجات القطنية لتطوير تصميمات الملابس المصرية بالتعاون مع مصممين سويديين, بالإضافة إلي تطوير صناعة الأثاث وهي صناعة هامة لكلا البلدين باعتبار مصر ثاني أكبر مستورد للخشب السويدي في العالم. ما المجالات التي يتطلع لها المستثمر السويدي للاستثمار في مصر؟ أبرز مجالين يستثمر بهما السويديون حاليا هما تصنيع المولدات الكهربائية والأجهزة المنزلية ويتم تصديرها إلي دول المنطقة وأوروبا, وحاليا هناك اتجاه من شركات ريادة الأعمال للتعاون مع الشركات المصرية مثل مشاريع ثقافية وتطبيقات إلكترونية تجارية, والألعاب الإليكترونية. ما الصعوبات التي تواجه المستثمر السويدي في دخول السوق المصري؟ من التحديات التي تواجه مصر غياب نظام للدفع الإليكتروني ونحن نعمل مع مصر لتطوير نظام الدفع الاليكتروني لأنه يقلل من الحلقات الوسيطة بين المصنع والعميل, وفي نهاية مايو الماضي زار وفد من البنك المركزي المصري السويد لبحث كيفية تطوير الدفع الاليكتروني. ما مجالات التعاون الثقافي بين مصر والسويد؟ الأفلام السويدية شاركت في مهرجان القاهرة السينمائي وبانوراما الفيلم الأوروبي العام الماضي, وخلال العام الحالي سنضاعف تعاوننا في مجال السينما لأننا نحتفل بمئوية أشهر مخرجي السينما السويدية إنجمار برجمان حيث سيتم خلال مهرجان الجونة السينمائي سبتمبر المقبل عرض مجموعة من أعماله وتنظيم ندوات عنه, كما سنرسل صحفي مصري إلي السويد لدراسة أعمال برجمان, كما ندعم مهرجان وسط البلد الثقافي D»AF والعديد من المشاريع الثقافية. ما تأثير رفع تحذيرات السفر إلي مصر؟ وما عدد السياح السويديين لمصر حاليا؟ المجال حاليا أوسع لزيارة مدن جنوبسيناء بعد تخفيف تحذيرات السفر, وبخصوص أعداد السياح فقد كانت 230 ألف سائح سنويا عام 2010 أما في الموسم السياحي الحالي 2017 / 2018 فقد شهدنا عودة كبيرة للسياح السويديين بتنظيم 40 رحلة طيران أسبوعيا للمقاصد السياحية المصرية خاصة منتجعات البحر الأحمر مثل الغردقة كما تتزايد حاليا الرحلات إلي شرم الشيخ, ويمكن القول إن أعداد السياح السويديين خلال الموسم الأخير تتراوح بين 70 إلي 100 ألف سائح, ما يعني أن مصر إحدي أهم الوجهات السياحية للمواطن السويدي, اعتقد اننا سنري زيادة كبيرة في عدد الرحلات السياحية خلال الموسم السياحي 2018-2019 لأن الوكالات السياحية تخطط حجوزاتها سنة مقدما, وبالتالي العام المقبل يمكننا الحكم علي تطور حركة السياحة السويدية إلي مصر. كيف ساعد المجتمع السويدي اللاجئين علي الاندماج فيه دون مشكلات خاصة ان السويد أحد مقاصد اللاجئين ولم تسجل خلافات كبيرة مثل دول أخري؟ حوالي 160 ألف لاجئ قدموا إلي السويد في 2015 معظمهم من سوريا وبعضهم من العراق وأفغانستان, وهو رقم كبير بالنسبة لبلد تعداد سكانه 10 ملايين نسمة لأن عليك تقديم الخدمات الطبية والرعاية وغيرها, ولكننا في السويد تمكنا من التعامل مع الأمر وحاليا أعداد اللاجئين تراجعت, ويجب هنا الإشارة إلي ان هذه ليست المرة الأولي التي تستقبل فيها السويد عددا كبيرا من اللاجئين لأن 1.7% من سكان السويد عراقيون و1.7% من سكان السويد إيرانيون والآن نفس النسبة للسوريين, وعلي المستوي الأوروبي والعالمي السويد كانت دائما مثالا للتضامن العالمي لمواجهة القضايا الإنسانية سواء قضية اللاجئين وغيرها, حيث إن أكثر من 1% من الناتج المحلي الإجماليالسويدي يذهب لدعم المشاريع الإنسانية الدولية, وهذه النسبة ثابتة لا تتغير مهما تغيرت الحكومات لأن الشعب السويدي يدرك أنه يتمتع برخاء اقتصادي وعليه أن يتضامن مع العالم في قضاياه الإنسانية. هل تعتقد السويد أنه علي المستوي الأوروبي والدولي يجب زيادة الدعم للدول المستضيفة للاجئين السوريين مثل مصر والأردن ولبنان؟ السويد أحد أكبر الداعمين للمنظمات الدولية لدعم اللاجئين مثل مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة وكذلك برنامج دعم وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا, كما نرسل مساعدات إنسانية للاجئين السوريين في لبنان والأردن.. هل يجب زيادة الدعم للدول المستضيفة للاجئين؟ أظن أن العديد من الدول بالمنطقة تحملت عبئا هائلا, وبالتحديد مصر التي تتعامل بكرم كبير مع اللاجئين وتستقبلهم وسط مجتمعها وليس في مخيمات, في وقت تواجه فيه مصر صعوبات اقتصادية.. وأظن أن جميع الدول تستحق زيادة الدعم لها لمواجهة تحديات استضافة اللاجئين, والسويد تشارك دائما في جهود الدعم. ما أبرز ذكري تحتفظ بها في مصر؟ موقف بسيط مازلت أتذكره, كنت أعيش هنا في الزمالك بين أعوام 1996 و1999, وكنت أمشي من منزلي حتي مقر السفارة في صباح كل يوم وأقابل شابا يجلس علي الأرض يبيع الجرائد, وبالطبع لم أكن أشتري لأني لا أتحدث العربية, ولكنه كنا يوميا نتبادل التحية, وبعد أن عدت لمصر العام الماضي كنت أمشي في أحد شوارع الزمالك ووجدت شخصا ذا لحية خفيفة يأتي نحوي قائلا: »يان كيف حالك؟» وبعد لحظات من التدقيق تذكرته فهو بائع الجرائد الذي كنت أبادله التحية قبل 20 عاما والآن تذكرني, وهذا مثال علي أن المصريين لاينسون أبدا, وهو موقف لا أنساه أبدا, محمود بائع الجرائد مازال محتفظا بنفس مهنته ونفس الابتسامة, وبعد حديث قصير قال لي انه تزوج واخرج تليفونه المحمول لأري صور عائلته. طبقك المصري المفضل؟ الملوخية بالطبع, خصوصاً مع الدجاج, فأنا أزرع الملوخية هنا في حديقة منزلي.. أحب الكشري أيضا ولكني لا أفضله كثيرا لأنه يصيب بالتخمة.