سيارة السادات.. مقبرة مرسي! : كان يوما أسود لا ننساه، حين ركب المعزول سيارة الرئيس السادات في ذكري انتصار أكتوبر، وطاف بها جنبات استاد القاهرة، رافعا يديه بالتحية لأهله وعشيرته، وكأن قتلة السادات في ذكري النصر هم أصحاب العبور وصناع النصر.. يوم أسود حين جلس القتلة في الصفوف الاولي، عبود الزمر وصفوت عبدالغني ونصر عبدالسلام، وبقية مجرمي حادث المنصة، يهتفون ويصفقون للص حرب أكتوبر، الذي يطوف بالاستاد مزهوا، ويعلن نفسه صانع العبور الثالث، ارتدي عدد كبير من شباب الاخوان تيشيرتات مطبوعا عليها صورة المعزول »حرية وعدالة مرسي وراه رجاله» وانضمت قنوات الإذاعة والتليفزيون لنقل الحدث التاريخي علي الهواء مباشرة.. عصابة الإخوان ترتكب أكبر عملية سطو في التاريخ.. سرقة مصر. دموع ساخنة »في حب مصر» : وضع المصريون أيديهم علي قلوبهم، خوفاً من ان يكون الإخوان قد نجحوا في اختراق الجيش، خط الدفاع الأخير عن وطن يضيع وجماعة غرست أنيابها و أظافرها في رقبة البلاد.. ويتغير المشهد إلي احتفال بالنصر في جامعة المستقبل، يحضره المشير السيسي وفنانو مصر ومثقفوها وكتابها وعلماؤها، وابناؤها الأوفياء، وعندما بدأ ت الموسيقي تعزف اوبريت »في حب مصر».. انسابت الدموع ساخنة، وامتلأت الشفاه بالبكاء »اوعوا تسيبوا مصر، بلدنا بتضيع، اخوك الشهيد بيقولك »خلي بالك من مصر». وجاء صوت السيسي مفعما بالآمال والأحزان »اوعوا حد فيكم أو في مصر كلها يقلق علي مصر، إيدينا تنقطع لو اتمدت عليكم »وانطلقت الحناجر تهتف »تحيا مصر .. تحيا مصر».. استعادة الأمل وعودة الروح لشعب وضع يديه علي قلبه خوفا علي بلده. وكنا علي شفا حرب أهلية! : أيام سوداء لا أرجعها الله، ونسينا مرارتها وأحزانها، بعد هزيمة الخوف، ودحر جماعة الشر، لكنهم لم يصدقوا أن ارادة الله فوق ايديهم وقابلوا دموع المصريين بالسخرية والاستهزاء، واعلنوا النفير العام، واستدعوا ميليشياتهم لإيقاع البلاد في براثن حرب أهلية تحرق الأخضر واليابس، لولا خروج الملايين في 30 يونيو ووقوفهم خلف السيسي، يحميهم جيش عظيم عاهد الله ألا يرفع سلاحه إلا في وجه أعداء الشعب والوطن، وأفشلوا خطة احتلال مصر، بعد أن اعلن مرشدهم بديع تعيين البلتاجي مسئولا عن الأمن القومي، وتنصيب خيرت الشاطر زعيما للبلاد، وقالها بالفم المليان، »جئنا لنحكم 500 سنة». رسائل الجيش في امتحان القوة : لم يفهم مرسي وأهله وعشيرته الرسائل الكثيرة التي خرجت من الجيش في »امتحان القوة» وأهمها: صدور قرار من وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي بحظر تملك أو حق الانتفاع للمناطق الاستراتيجية في سيناء، ضارباً عرض الحائط بنص دستوري استنه المعزول بمنحه صلاحية تعديل الحدود، تمهيدا للتنازل عن جزء من سيناء لحماس، وكان معني القرار »سيناء كانت وستظل مصرية» ولن نفرط في حبة رمال.. وكانت الرسالة الثانية البيان الذي أصدره الجيش في احداث الاتحادية، وأكد فيه »لن ينحاز الجيش إلا لشعب مصر العظيم، فنحن جزء من نسيجه الوطني وترابه المقدس»، وكانت الرسالة رصاصة في رأس الخونة الذين خرجوا يهتفون ضد »العسكر».. الجيش ملك للشعب، ولن يقف إلا في صف الشعب. الذكري تنفع المؤمنين : 5 سنوات علي ذكري اليوم العظيم، يجب أن نستعيد دروسها ومواعظها، لأن الأمن الذي نعيشه اليوم جعلنا ننسي الخطر، وأهم درس هو أن نعض بالنواجذ علي الانجازات التي تحققت، واستردت البلاد من الضياع، وتمضي في طريقها المرسوم إلي المستقبل، ولكن هناك من يحاول اعادة انتاج الفوضي. وبث الفتن والأحقاد ويشعل الكراهية .. ولنسأل أنفسنا: أين كنا وكيف أصبحنا؟.. وماذا كانت احوال البلاد إذا استمرت الجماعة الارهابية في حكمها؟.. وما هو مصير النخبة المتمردة، التي تصدرت اسماؤها قوائم انتقام المعزول وأهله وعشيرته؟